تمت تجريبها واعتمادها.. غزة منطقة اختبار للأسلحة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
إن الحرب الإسرائيلية في غزة هي أيضا عرض للخبرة الإسرائيلية في مجال السلاح، وجيش الاحتلال لا يخفي ذلك، وبالتالي فلن يحتاج العملاء إلى الانتظار حتى نهاية الحرب، لأن الأسلحة الجديدة معروضة على الموقع الرسمي للجيش، مع شرح تقني موجز يفيد بأن "المستخدمين" سعداء بتجاربهم في الميدان.
وبهذا الملخص افتتح موقع ميديا بارت -تحليلا بقلم غوينايل لينوار- أشار فيه إلى استخدام أسلحة وخوارزميات جديدة لأول مرة في قطاع غزة، واستعرض بعض المعدات العسكرية الجديدة التي ستقدمها الشركات الإسرائيلية في معارض الأسلحة، مثل مدافع الهاون "آيرون ستنغ" بنظام التوجيه الجديد، بالليزر أو بنظام تحديد المواقع العالمي.
وأشارت الكاتبة إلى صواريخ هوليت وياتيد المحمولة على الكتف، للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وقد جربت لأول مرة في القطاع، مثل مدفع رشاش نقب 7، ومركبة إيثان المدرعة، ومنظار سماش، وجيب بيري، الذي يحمل اسم أحد "الكيبوتسات" (المستوطنات) التي طالها هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وغيرها من المعدات.
وتتناقل الصحافة الإسرائيلية موقع الجيش، حتى أن صحفي "جيروزاليم بوست" الذي تحول إلى مندوب مبيعات -حسب الكاتبة- يضيف أسلحة أميركية إلى كتالوج "الابتكارات" مثل "القنابل الغبية" غير الموجهة التي تم تحويلها إلى قنابل "ذكية" بفضل نظام توجيه يعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي، اخترعته شركة بوينغ ليضاف إلى قنابل قوية جدا تصل إلى 900 كيلوغرام.
لوينشتاين: إسرائيل منذ سنوات، تختبر وتجرب عددا كبيرا من تقنيات القمع على الفلسطينيين في فلسطين، ليتم ترويجها بعد ذلك في ساحات القتال حول العالم، وكثيرا ما يُنظر إلى غزة على أنها أرض الاختبار النهائي لأسلحة الدمار والمراقبة
غزة صالة عرضوعلى هذا فإن قطاع غزة أصبح عرضا علنيا للجيش الإسرائيلي، وصالة عرض للصناعة العسكرية وإبداعاتها، والأسلحة التي تشتريها إسرائيل من مورديها الأجانب، وخاصة الولايات المتحدة "وهذه ليست المرة الأولى التي تصبح فيها غزة نقطة بيع، ولكن الجديد هو التوقيت أثناء الحرب على غزة" كما يقول شير هيفر، الاقتصادي الإسرائيلي وزعيم حملة المقاطعة لحظر الأسلحة.
ويوضح أنتوني لوينشتاين، كاتب مقال "المختبر الفلسطيني" عام 2023، أن "إسرائيل منذ سنوات، تختبر وتجرب عددا كبيرا من تقنيات القمع على الفلسطينيين في فلسطين، ليتم ترويجها بعد ذلك في ساحات القتال حول العالم، وكثيرا ما يُنظر إلى غزة على أنها أرض الاختبار النهائي لأسلحة الدمار والمراقبة".
واعترف الجيش الإسرائيلي -كما تقول الكاتبة- قبل يومين بضخ "كميات كبيرة من المياه" إلى الأنفاق التي تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، من أجل "تحييدها" وضمان عدم المساس بإمكانية الوصول إلى مياه الشرب في القطاع.
وقال جيش الاحتلال في بيان له إنه "تم تطوير أدوات مختلفة لإرسال كميات كبيرة من المياه إلى الأنفاق (…) بشكل احترافي يعتمد تحليل التربة" في إشارة إلى أن الطريقة تستخدم فقط في الأماكن التي يكون فيها ذلك "مناسبا".
ويقدم الجيش الإسرائيلي أسلحته الجديدة على أنها تهدف لتحقيق قدر أكبر من الكفاءة و"الإنسانية" وهكذا يمتدح موقع الجيش صاروخ آيرون ستنغ بأنه يسمح باستهداف وضرب الخلايا والمركبات بدقة جراحية، ويمكنه الدخول من النوافذ بطريقة تقلل من الأضرار الجانبية.
يقدم الجيش الإسرائيلي أسلحته الجديدة على أنها تهدف لتحقيق قدر أكبر من الكفاءة و"الإنسانية" وهكذا يمتدح موقع الجيش صاروخ آيرون ستنغ بأنه يسمح باستهداف وضرب الخلايا والمركبات بدقة جراحية، ويمكنه الدخول من النوافذ بطريقة تقلل من الأضرار الجانبية.
ومع ذلك تشير الكاتبة إلى أن الحرب الحالية أدت إلى مذبحة وخسائر فادحة، حيث تجاوز عدد القتلى 26 ألفا معظمهم من النساء والأطفال، ولكنه من المستحيل إرجاع حجم الخسائر البشرية والدمار إلى ذخائر بعينها، لأن إسرائيل استخدمت كل أسلحتها الجوية والبرية والبحرية، بل بسبب الرقابة العسكرية الشديدة، إضافة إلى تكتم الشركات الكبرى.
ويسجل شير هيفر، وهو منسق حملة المقاطعة لحظر الأسلحة كغيره، شهادات أطباء مستشفى الشفاء، الذين لاحظوا إصابات غير مسبوقة بين ضحايا القصف، ولم يستجب الجيش الإسرائيلي -الذي تم الاتصال به- لتقديم معلومات حول هذه النقطة.
وكشفت شبكة "سي إن إن" عن تقييم لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، يقول فيه إن 40 إلى 45% من الذخائر البالغ عددها 29 ألفا التي ألقيت خلال الشهرين الأولين من الحرب على القطاع كانت غير موجهة، ولعل استخدام القنابل الشديدة القوة من شأنه أن يفسر جزئيا العدد المذهل من القتلى والجرحى بين المدنيين، وقد اعترف الجيش الإسرائيلي نفسه مرة على الأقل باستخدام ذخائر "غير مناسبة".
الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف
وأشارت الكاتبة إلى أن نظاما جديدا لتحديد الأهداف بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يكون التفسير الآخر لهذه الخسائر الفادحة، ففي ما يشبه أفلام الخيال العلمي، يقوم النظام "بطحن" كميات فلكية من المعلومات بسرعة البرق وتقديم "أهداف" في الوقت الفعلي، بأعداد أكبر مما "يمكن لعشرات الآلاف من الضباط القيام به" حسب ضابط مستشهد به في تحقيق يوفال أبراهام المنشور بالمجلة الإسرائيلية +972.
ويؤكد هيفر أن "هذه المرة الأولى التي يستخدم الذكاء الاصطناعي كسلاح". إنها حرب تديرها هذه التقنية، ويجب أن نسأل أنفسنا من الذي يتحكم في من، حين يُعطى الجندي العديد من الأهداف "للتعامل معها" وعليه التحقق من شيء واحد فقط هو جنس الهدف، إذا كانت امرأة يمكن ألا يطلق النار، أما إذا كان رجلا وأخبرناه أن الطلقة يمكن أن تسبب 80 ضحية جانبية، فإنه "يطلق النار على أي حال".
ومع أن الذكاء الاصطناعي هو المستوى المتقدم من التكنولوجيا الذي بنى عليه قطاع الصناعة العسكرية سمعته في العقود الأخيرة، فإن هذه التكنولوجيا الفائقة لم تكن قادرة على منع مقاتلي حماس من عبور الجدار الأمني، ولكن هذا الفشل ينبغي ألا يضر بالقطاع والشركات الكبرى، وصناعات الفضاء الإسرائيلية، المشهورة بمسيراتها المستخدمة على نطاق واسع في الاغتيالات المستهدفة.
بن إليعازر: عندما تبيع إسرائيل سلاحا، فهو مجرب بالفعل. هذا هو سبب الطلب القوي للغاية، فهو يجلب مليارات الدولارات إلى البلاد
يقول هيفر "اعتقدت أن فشل التكنولوجيا هذا سيؤدي إلى رفضها، لكن ما تنشره الشركات الإسرائيلية هو العكس تماما" إذ يزعمون أن لديهم الكثير من العملاء، وهم في الأساس دول غربية كالسويد في المقام الأول، ثم تأتي ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا.
وختمت الكاتبة بالتذكير بفيلم "المختبر" قبل 11 عاما، حول الصناعة العسكرية الإسرائيلية ومكانتها في الاقتصاد وارتباطاتها بالطبقة السياسية، حيث يؤكد الجنرال بنيامين بن إليعازر (وزير التجارة والصناعة آنذاك) "عندما تبيع إسرائيل سلاحا، فهو مجرب بالفعل. هذا هو سبب الطلب القوي للغاية، فهو يجلب مليارات الدولارات" ولكن الفرق اليوم هو عدد الأرواح الفلسطينية التي فقدت في أنقاض غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی على أنها
إقرأ أيضاً:
وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
أعلن الرئيس النيجيري بولا تينوبو، يوم الأربعاء، وفاة تاوريد أبيودون لاغباجا الذي شغل منصب قائد الجيش منذ حزيران/ يونيو 2023 عن عمر يناهز 56 عاماً، في منطقة لاغوس بعد معاناة مع المرض.
اعلانوقال تينوبو في بيان صادر عن مكتبه دون الخوض في مزيد من التفاصيل، إن "لاغباجا كان قاد الجنود خلال فترة حرجة من القتال ضد المتطرفين الإسلاميين في شمال شرق الدولة الواقعة في غرب أفريقيا التي تضررت بشدة".
لم يظهر قائد الجيش الراحل للعلن منذ ما يقارب شهرين، مما أثار شائعات عن وفاته، وهو ما نفاه الجيش النيجيري لأول مرة منذ أكثر من أسبوعين. وقد تم استبداله باللواء أولوفيمي أولويدي، الذي عينه تينوبو قبل أسبوع قائدا بالنيابة.
ويأتي خبر وفاة لاغباجا في وقت حاسم مع مواصلة نيجيريا خوض واحدة من أطول الحروب في أفريقيا ضد التشدد في المنطقة الشمالية الشرقية، حيث تشن جماعة "بوكو حرام" تمردًا منذ ما يقرب من 15 عامًا.
ولاغباجا هو القائد الثاني للجيش النيجيري الذي يموت خلال توليه منصبه في أقل من أربع سنوات. فقد شغل إبراهيم أتاهيرو منصب قائد الجيش لمدة أربعة أشهر فقط قبل أن يتوفى في حادث تحطم طائرة عسكرية في عام 2021.
رئيس أركان الجيش النيجيري الفريق تاوريد لاغباجا مع قادة المجتمع الآخرين، في قرية تودون بيري نيجيريا، في 5 ديسمبر 2023. Kehinde Gbenga/APويكافح الجيش النيجيري، الذي يعاني منذ فترة طويلة من نقص في التمويل والتسليح، ضد توسع المتطرفين في المنطقة وخارجها. وفي حين انخفضت وتيرة الهجمات العنيفة على مر السنين، يقول المحللون إن المتطرفين سعوا إلى تجنيد المزيد من المقاتلين وتعزيز معاقلهم في حوض بحيرة تشاد.
ومع انتشار الجيش في جميع أنحاء البلاد، استمرت الأزمات الأمنية في نيجيريا على جبهات مختلفة خلال فترة حكم لاغباجا، بما في ذلك تفشي عمليات القتل والخطف من أجل الفدية من قبل عشرات الجماعات المسلحة في المنطقة الشمالية.
وقُتل ما لا يقل عن 11,600 شخص، بما في ذلك عناصر قوات الأمن، خلال فترة توليه منصب قائد الجيش، وفقًا لبيانات من موقع النزاع المسلح ومشروع بيانات الأحداث، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة.
Relatedتفشي الكوليرا في نيجيريا: حالات الإصابة المشتبه بها تتجاوز 10,000 والأطفال الأكثر تضرراحصيلة انفجار صهريج وقود في شمال نيجيريا ترتفع إلى 170 قتيلاً و70 مصابًا في حالة حرجةبعد عودتهم من احتفال ديني.. مقتل 60 شخصا على الأقل وفقدان 100 آخرون بحادثة غرق قارب في نيجيرياوكان لاغباجا قد وعد بترسيخ الانضباط والاحترافية في الجيش النيجيري كأحد أولوياته الرئيسية، ساعياً إلى إعادة صياغة مؤسسة غالباً ما تُتهم بإساءة معاملة المدنيين والقتل خارج نطاق القضاء في مناطق النزاع.
ووصف قائد الدفاع النيجيري الجنرال كريستوفر موسى وفاته بأنها ”خسارة فادحة“ للجيش ونيجيريا. وأثنى على ”أداء لاغباجا الرائع وشجاعته والتزامه الثابت بحماية سيادة نيجيريا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حصيلة انفجار صهريج وقود في شمال نيجيريا ترتفع إلى 170 قتيلاً و70 مصابًا في حالة حرجة منتخب نيجيريا يقاطع مباراة تصفيات كأس أمم أفريقيا في ليبيا بعد احتجازه في المطار تفشي الكوليرا في نيجيريا: حالات الإصابة المشتبه بها تتجاوز 10,000 والأطفال الأكثر تضررا حروب الولايات المتحدة الأمريكية أفريقيا تشاد جيش نيجيريا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الرئيس الـ 47.. ترامب يتربع على عرش البيت الأبيض مجددا ويفوز بأكثر من 290 صوتا في المجمع الانتخابي يعرض الآن Next مباشر. نزوح مستمر في شمال غزة وحزب الله يواصل تصعيد هجماته وأمينه العام: "جبهة العدو ستصرخ من ضرباتنا" يعرض الآن Next الكونغرس يفتح أبوابه للمتحولين جنسيا.. سارة ماكبرايد تصبح أول برلماني أمريكي عن هذه الفئة يعرض الآن Next انتقال العدوى داخل أسرة واحدة.. إصابات جديدة بجدري القردة في بريطانيا يعرض الآن Next من الشرق إلى الغرب.. زعماء العالم يتسابقون لتهنئة ترامب اعلانالاكثر قراءة حملة اعتقالات واسعة في صفوف اليمين المتطرف في ألمانيا بتهمة التخطيط لانقلاب على نظام الحكم هل تحسم بنسلفانيا السباق الرئاسي بين هاريس وترامب؟ حب وجنس في فيلم" لوف" دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما أحكام بسجن "نجوم تيك توك وأنستغرام" في تونس بسبب خرق قواعد "الأخلاق الحميدة" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبإسرائيلكامالا هاريسفيضانات - سيولالحزب الديمقراطيالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحزب الجمهوريبنيامين نتنياهوإسبانياتغير المناخغزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024