موقع النيلين:
2025-04-10@06:42:58 GMT

النفايات التقنية.. الجرد السنوي

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT


بدايات الأعوام دائما ما تكون مغرية ليس فقط للشروع بجديد، بل للتخلص من غير المفيد أيضا. في جولة سريعة للأجهزة المنزلية يكاد لا يخلو منزل من ذلك الجوال القديم المغلق او الآيباد المكسور والمغطى بلاصق، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذا النفايات الكهربائية والالكترونية تعد الأسرع نموا في النفايات المنزلية حول العالم بل ان زيادتها تفوق زيادة سكان العالم بثلاث مرات، بحسب إفادة المنتدى الدولي للنفايات فإن أكثر من خمسة مليارات هاتف محمول سيذهب الى مكبات النفايات في عام 2022، فما الرقم اليوم؟ على المستوى المحلي فإن ذات العام شهد مبادرة وطنية رائعة كانت تحت شعار “دور جهازك” بالتعاون بين موان (المركز الوطني لإدارة النفايات) وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ونتج عنها التبرع بأكثر من مئة الف جهاز وكانت تهدف ليس لتقليل الهدر المالي فقط، بل للحد أيضا من الانبعاثات الكربونية والمخلفات الضارة.

المحزن ان معظم هذه المبادرات تنجح نجاحا مدويا في وقتها ثم تنتهي كالفقاعة، ويعود الناس لممارستهم القديمة، بل تصفحت حساب (موان) في الانترنت والمنصات ولم أجد أي استمرارية في نشر الوعي حيث تستطيع ان تشاهد السلوكيات الضارة في التخلص من النفايات لا تزال مستمرة والأهم ان (رحلة العميل) معقدة في هذا الجانب، لأنك تضطر ان تتواصل مع أكثر من جهة للتخلص من جهاز او جمعية ونحوها، بالمقابل ماذا لو تم تخصيص حاويات للنفايات الرقمية في كل حي؟ او مركز مباشر يتجه اليه الناس. المسألة مبهمة وتحتاج إعادة تقييم. وقبل ان نحاسب الفرد على تفضيله للحل الاسهل علينا مساءلة الجهات المناط بها بالفعل هذه القضايا البيئية الخطرة والتي لا تحتمل تأجيل وتكهنات، بل من المخجل ان نكون في عام 2024 دون ان يعرف الناس مصير أجهزتهم التالفة، بل خطورتها عليهم داخل منازلهم.

بل تستمر الممارسات الضارة وتجد ان الناس قد يتخلصون منها اما بالرمي في الأرض او الماء او حرقها وتكسيرها ويذهب البعض لتفكيكها يدويا او سكب مواد مذيبة والمخيف ان هذا السلوك العشوائي قد يتسبب في انبعاث الآلاف من المواد السامة والمضرة، ويعتقد البعض ان ضرر هذا الجهاز يقف عند هذا الحد، بل وجدت المنظمات الإنسانية ان الفقراء والأطفال هم ضحايا هذا القطاع حيث تعمل اكثر من 12 مليون امرأة في تدوير هذه النفايات واستخدام الأطفال، ولك ان تتخيل ما الذي يحدث في صحتهم، اذا هذه الأجهزة التي في أيدينا هي بالفعل ليست مجرد قنابل موقوته بل أسلحة فتاكة ان لم يتم التخلص منها بالشكل النظامي السليم، وأجد ان الاتكاء على فكرة التبرعات للجمعيات الخيرية هو حلول مسكنة بل غير مقنعة للعقلانيين لأن ليس الجميع يريد ان يبرع ببساطة، يجب ان تكون هناك تصورات واضحة ليفهم الناس مصائر مخلفاتهم التقنية ومن يقوم بتفكيكها وإعادة الاستفادة منها.

أخيرا، لعلها فرصة جيدة أيضا لتذكيركم بتغيير كلمات المرور وتقليص حجم التفاعل العشوائي عبر المنصات، فالنفايات التقنية لا تقف عند الجانب المادي فقط، بل تمتد للجانب المعنوي وقد شاهدنا كيف بمنشورات كتبت قبل عشرات السنين ولم يتم حذفها أوقعت أصحابها خلف القضبان، وباتوا سجيني ماضيهم وأرشيفهم الساذج، ولا يعيب الانسان ان يخطئ ويتراجع لكن يعيبه ألا يتطور ولا يفهم ولا يتعظ ممن حوله، بل تجده ينعم بالجهل ويتمادى في غيّه.. هذه هي الحياة لا تدور جهازك فقط لكن دور وعيك ودور فهمك وواجه مخاوفك وتخلص من كل ما يمس وطنك ومجتمعك بسوء.. دمتم بسلام.

د. اريج الجهني – جريدة الرياض

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

افتتاح "ملتقى المجالس الاستشارية الطلابية" في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور

صور- الرؤية

أقيم في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور اليوم ملتقى المجالس الاستشارية الطلابية الثالث، تحت رعاية سعادة الدكتور الشيخ هلال بن علي بن سعود الحبسي والي صور، وبحضور الدكتور راشد بن ناصر المطاعني مساعد رئيس الجامعة بصور، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة، وكبار المسؤولين في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وأعضاء المجالس الاستشارية الطلابية من مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان.

ويهدف الملتقى إلى رفع مهارات التفكير الناقد، وفن التحفيز الذاتي وتعزيز مهارات القيادة والتفكير الاستراتيجي بالإضافة إلى تطوير مهارات القيادة الفعالة. بدا الملتقى بالسلام السلطاني والقرآن الكريم، ومن ثم عرض مرئي عن تاريخ انشاء المجالس الاستشارية الطلابية، تخلله تدشين لمجلة المجالس الاستشارية الطلابية.

بعد ذلك قدم الدكتور راشد بن ناصر المطاعني مساعد رئيس الجامعة بصور كلمة الجامعة الافتتاحية للملتقى، والذي قال فيها: "يسعدنيَ أن أرحبَ بكمُ أجملَ ترحيبٍ في افتتاحِ ملتقى المجالسِ الاستشاريةِ الطلابيةِ الثالثِ والذي تنظمهُ جامعةُ التقنيةِ والعلومِ التطبيقيةِ بصورَ، يأتي هذا الملتقى في نسختِهِ الثالثةِ بعنوانِ "قياداتِ المستقبلِ: مهاراتِ القيادةِ والإدارةِ الطلابيةِ"، رُسمَ لهذا الملتقى أهدافًا ساميةً نطمحُ في تحقيقِها، ومنها أن يكونَ، منصةً للحوارِ البنّاءِ وتبادلِ الرؤى والخبراتِ والتجاربِ، وليكونَ فرصةً لاكتشافِ آفاقٍ جديدةٍ لأدوارِ المجالسِ الاستشاريةِ الطلابيةِ، وملتقىً لدراسةِ التحدياتِ واقتراحِ الحلولِ الإبداعيةِ، كما يهدفُ الملتقى لاكسابِ المشاركينَ مهاراتٍ نوعيةٍ تعينهمُ على تحقيقِ أهدافِهم، كما نرجو أن يكونَ مساحةً للتعارفِ والتشبيكِ بينَ القياداتِ الطلابيةِ والمؤسساتِ الأكاديميةِ".

وأضاف الدكتور راشد:" لقد حرصتْ اللجنةُ المنظمةُ على إعدادِ برنامجٍ متنوعٍ متكاملٍ يضمنُ تحقيقَ الأهدافِ المرسومةِ: حيثُ ستكونُ هناكَ جلساتٌ حواريةٌ تناقشُ الرؤى والتجاربَ تناقشُ التحدياتِ وتطرحُ الحلولَ، كما سيكونُ هناكَ ورشُ عملٍ تطبيقيةٌ لصقلِ المهاراتِ القياديةِ، كما لن يخلو البرنامجُ من أنشطةٍ ترفيهيةٍ تعززُ روحَ الفريقِ، وختامًا، كما يسعدنا اليومَ - في هذا الملتقى المباركِ - أن نُعلنَ لطلبتنا الأعزاءِ - بكلِ فخرٍ واعتزازٍ- تدشينَ النسخةِ الأولى من مجلةِ المجالسِ الاستشاريةِ الطلابيةِ.. والتي ستكونُ نافذةً مُشْرَعَةً على إنجازاتِكم، ومرآةً تعكسُ جهودَكم، ومنبرًا يُعبرُ عن طموحاتِكم. هذه المجلةُ التي نضعُها بينَ أيديكم اليومَ ليستْ مجردَ صفحاتٍ تُطوى، بل هي إرثٌ يُوثقُ، ومسيرةٌ تُسجلُ، وخطوةٌ نرتقي بها معًا نحوَ آفاقٍ أوسعَ من العطاءِ والتميزِ.

وبدأت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان: "أهداف ورؤية المجالس الاستشارية الطلابية" استضافت نخبة من القادة المخضرمين بالمؤسسات التعليمية، بمشاركة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية عميدة شؤون الطلبة بجامعة السلطان قابوس ولها تجربة كعضو مجلس الدولة، الدكتور حمد بن علي العلوي عميد وقنصل سابق، والفاضل محمد بن ناصر الرقيشي باحث قانوني، حاورهم الدكتور أحمد بن جمعة الريامي مساعد نائب الشؤون المالية والادارية برئاسة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.

تخلل فعاليات الملتقى ورشتين تدريبتين للطلبة المشاركين بعنوان: "مهارات القيادة والتواصل" قدمها الدكتور هاشل الغافري استاذ المناهج والتدريس المشارك بكلية التربية بالرستاق، الورشة الثانية بعنوان: "المواطنة الرقمية" قدمها الدكتور هلال بن علي الرشيدي باحث في علوم الإعلام والاتصال.

وبهذه المناسبة: قالت الدكتورة رياء بنت محمد الحجرية نائبة مساعد الرئيس للأنظمة والخدمات الطلابية رئيسة لجنة التنظيم للملتقى: "تعد المجالس الاستشارية الطلابية منصة تشريعية لتعزيز التواصل الفعّال بين إدارة الجامعة وطلابها، حيث تعتبر محورا حيويا لتبادل الأفكار والآراء بين الطلاب والقيادات الأكاديمية والإدارية، فهي تمثل صوت الطلاب وتعبر عن احتياجاتهم وتطلعاتهم، مما يسهم في صنع قرارات أكثر استنارة وملاءمة لاحتياجات المجتمع الطلابي".

وأضافت: "هذه المجالس تهدف الى تعزيز روح المسؤولية والقيادة لدى الطلاب، وتشجعهم على المشاركة الفاعلة في صنع القرارات التي تؤثر على مسيرتهم الأكاديمية وحياتهم الجامعية، بالإضافة إلى الدور الفعال بتطوير شخصية الطلاب وتعزيز روح العمل الجماعية وتنمية مهارات الحوار والتواصل، لذا تعتبر المجالس الاستشارية الطلابية منصة برلمانية مصغرة لإعداد وتهيئة جيل واع بالمجالس التشريعية بالسلطنة لممارسة الدور الإنساني والاجتماعي والخدمي بوعي وخُلق ومسؤولية".

مقالات مشابهة

  • سلطة البريقة بعدن تدشن حملة رش ضبابي طارئة لمكافحة الحشرات الضارة الناقلة للأمراض والأوبئة
  • الكليّة العسكريّة التقنية تشارك في معرض "جدكس" للتعليم العالي
  • غداً.. انطلاق هاكاثون التصوير بالدورن الثالث لجامعة التقنية
  • جامعة جدة تعلن بدء استقبال مشاركات الطلبة في مسابقة تحدي التقنية
  • مختبرات الحاسوب المتنقلة تعزز المهارات التقنية للطلبة
  • الدراسات التقنية.. ميزانيات ضخمة في مهب الريح دون أثر ملموس على واقع الجماعات الترابية
  • صفقة معالجة النفايات تثير الجدل بالقنيطرة
  • برو: إشكال الجرد حادث فردي مدان ونطالب بإحقاق الحق
  • افتتاح "ملتقى المجالس الاستشارية الطلابية" في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور
  • 5 تصنيفات لـ "مخاطر بإدارة النفايات".. وعقوبات تصل لـ 10 ملايين ريال