لماذا علّق حزب الله العراقي هجماته ضد القوات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
ذكرت أربع مصادر مطلعة أن فصيلا عراقيا نفذ عشرات الهجمات ضد القوات الأمريكية منذ أكتوبر، اضطر الآن للإعلان عن وقف هجماته بعد ضغوط متزايدة من إيران وأحزاب عراقية مشاركة في الحكومة.
وأكدت واشنطن أن كتائب حزب الله العراقية، المتحالفة مع إيران، كانت متورطة في هجوم بطائرة مسيرة على الحدود الأردنية السورية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات.
وأعلنت كتائب حزب الله، يوم الثلاثاء، أنها قررت إيقاف جميع الهجمات على القوات الأمريكية، مشيرة إلى عدم رغبتها في إحراج الحكومة العراقية.
وقال محللون إن هذا الإعلان المفاجئ يشير إلى رغبة إيران والجماعات العراقية ذات النفوذ في تجنب تصعيد إقليمي يتصل بالعدوان في غزة، ويأتي بعد سلسلة من الهجمات التي شنها الفصيل على القوات الأمريكية منذ أكتوبر الماضي.
وأشاروا إلى أن الحكومة العراقية وأحزابها تشعر بقلق بشأن تحول العراق إلى ساحة صراع إقليمي وتمتلك دوافع داخلية لتجنب المخاطر في الوقت الحالي.
وأكدت المصادر الأربعة، التي تضم سياسيا شيعيا ومسؤولا عراقيا وشخصا اجتمع مع فصائل مسلحة، أن مقتل جنود أمريكيين على الحدود الأردنية، الذي يعد حليفا وثيقا للولايات المتحدة، كان خطوة قد تجاوزت الخطوط الحمراء، وفقا لـ "رويترز".
وقالت المصادر إن طهران، خشية من رد فعل أمريكي قوي وواسع النطاق، أعلنت علنا أنها غير متورطة وبعثت برسائل غير معلنة إلى كتائب حزب الله للتوقف عن الهجمات، وكانت قد ساعدت فصائل شيعية عراقية مشاركة في الحكومة في التوسط لإنهاء الهجمات.
وفي تقديرهم للوضع، قال سياسي شيعي إن هذا الإعلان المفاجئ جاء نتيجة للضغوط الداخلية ورغبة إيران في تجنب التصعيد.
وأضاف مصدر آخر أنه كان "جهدا جماعيا حقيقيا بمشاركة الجيران"، مشيراً إلى أن فصائل عراقية أخرى التزمت أيضا بوقف الهجمات، ولكن قد تستأنفها في حال حدوث رد فعل أمريكي قوي في الأيام المقبلة.
وفي العام 2020، قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وزعيم كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس في هجوم بطائرة مسيرة على مطار بغداد.
وخشيةً من رد فعل مماثل، يقول منصور، الباحث في تشاتام هاوس إن "هذا دائما توازن بين القتال واستعراض القوة لكن دون رغبة في الذهاب بعيدا بالتصعيد، ومن ثم يحاولون الحفاظ على توازن عنف محفوف بشدة بالمخاطر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران حزب الله العراقية العراق إيران امريكا حزب الله المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الأمریکیة کتائب حزب الله
إقرأ أيضاً:
إيران تلوّح بجاهزية الدفاعات الجوية في مواجهة التهديدات الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خضم التوترات الإقليمية والمفاوضات النووية المتعثرة، شدد قائد مقر الدفاع الجوي المشترك للقوات المسلحة الإيرانية "خاتم الأنبياء"، العميد علي رضا صباحي فرد، على أن بلاده كانت –وما زالت– تدعو إلى السلام والاستقرار في المنطقة. غير أن هذه الدعوة تأتي مرفقة بتحذير صريح مفاده أن أمن إيران "خط أحمر"، لن تسمح طهران بتجاوزه تحت أي ظرف.
وفي تصريحاته الأخيرة، قال صباحي فرد إن الدفاعات الجوية الإيرانية تتولى تأمين المواقع "الحساسة والاستراتيجية" في البلاد، مؤكدًا أن إيران لن تُستدرج إلى الانزلاق في "مكائد الأعداء" التي تستهدف قدراتها الدفاعية، في إشارة غير مباشرة إلى الضغوط الأمريكية والغربية التي تتصاعد ضد البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين.
تأتي هذه التصريحات في لحظة حساسة، حيث تتزامن مع محادثات متوقفة أو غير حاسمة بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي. وبرغم أن المحادثات تُجرى أحياناً عبر وسطاء، إلا أن عدم الثقة لا يزال سيد الموقف، خصوصاً في ظل تهديدات أمريكية متكررة باستخدام "الخيار العسكري" إذا لم تُظهر طهران مرونة كافية، لا سيما في ما يتعلق بأنشطتها النووية وتطويرها للصواريخ الباليستية.
واشنطن، من جانبها، تعتبر أن البرنامج الإيراني يحمل أبعاداً عسكرية محتملة، وتطالب بوقف التخصيب المرتفع لليورانيوم، بينما ترى طهران أن برنامجها سلمي، وأن التهديد باستخدام القوة يُعدّ انتهاكاً صارخاً لسيادة الدول.
تصريحات صباحي فرد لا يمكن فصلها عن البنية الدفاعية الإيرانية المعقدة، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورات نوعية، خصوصًا في مجال الدفاعات الجوية والمُسيّرات. يُعدّ مقر "خاتم الأنبياء" رمزًا للجاهزية الدفاعية الإيرانية، ويقع في صلب العقيدة التي ترتكز على الردع واللامركزية في القيادة.
ويشير مراقبون إلى أن تأكيد إيران على تأمين منشآتها "الحساسة" قد يرتبط بالخشية من ضربات إسرائيلية أو أمريكية محتملة تستهدف مواقع نووية مثل نطنز أو فوردو، أو مراكز البحث والتطوير ذات الصلة.
المفارقة التي يراها كثيرون تكمن في تكرار الخطاب الإيراني حول "السلام والاستقرار" في الوقت نفسه الذي تُكثّف فيه طهران تطوير منظوماتها الدفاعية والهجومية. هذا التناقض الظاهري يعكس، في الواقع، استراتيجية إيرانية مدروسة، تُراهن على إظهار نفسها كطرف مسؤول يدافع عن سيادته، من دون أن يتنازل عن أدوات الردع التي ترى فيها الضمانة الأساسية لبقائها واستقرارها في بيئة إقليمية شديدة التقلب.