كيف تفرض الحرب في غزة تهديدات جديدة توسع رقعة الصراع؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
نشر موقع "نادي فالداي" الروسي تقريرا تحدث فيه عن الوضع المتوتر في الشرق الأوسط والذي سيظل على حاله على المدى القريب والمتوسط.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، "إنه من المستبعد تمكن إسرائيل من قمع مقاومة حماس بشكل كامل وإبقاء قطاع غزة بأكمله تحت سيطرتها".
ويضيف الموقع، "أن المعضلة الفلسطينية القائمة فجرت الشرق الأوسط مرة أخرى، وعليه، فإن الجولة المقبلة من المواجهة العسكرية الفلسطينية الإسرائيلية ستؤثر على الدول العربية الأخرى، وستؤدي إلى تفاقم حالات الصراع القائمة في المنطقة وتخلق نقاط توتر جديدة".
وتتلخص الأسباب الرئيسية في الهجوم الواقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في إصرار إسرائيل على إحجامها عن الموافقة على إنشاء دولة فلسطينية، فضلًا عن سلبية العالم الإسلامي والمجتمع الدولي ككل في العمل على تحقيق هذا الهدف.
وقد أدى "الهجوم الذي نفذته حماس إلى زيادة حادة في عدوانية القيادة الإسرائيلية وتعبئة المجتمع الإسرائيلي لدعم الأعمال العسكرية النشطة التي تقوم بها حكومة الحرب التابعة لبنيامين نتنياهو ضد حماس" وفقا للتقرير.
وتابع "أن الرد غير المتناسب والقاسي من جانب إسرائيل أطلق العنان لحرب واسعة النطاق بغزة وأثار غضب وإدانة حادة من طرف الدول العربية والعديد من دول العالم.
وكان رد "منظمة حزب الله الشيعية التي تبادلت الضربات الصاروخية مع جيش الدفاع الإسرائيلي في المناطق الحدودية، الأكثر حسمًا".
وفاجأ فتح جبهة جديدة للمواجهة مع إسرائيل الكثيرين، بحيث قصف الحوثيون في اليمن، كدليل على التضامن والدعم لحماس، السفن التي تحمل بضائع لإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن بشكل منتظم.
وذكر الموقع "أن بقية الدول العربية، التي تدين تصرفات تل أبيب لا تريد الانسياق إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، التي تتلقى مساعدة عسكرية فنية واسعة النطاق ودعما سياسيًا ودبلوماسيًا من واشنطن".
في الأثناء؛ سلطت الأحداث المحيطة بفلسطين الضوء على أهمية إيران ودورها المتزايد في الشؤون الإقليمية. وأعلنت إيران بعد ثورة 1979 أن أهداف سياستها الخارجية تتمثل في الترويج لإقامة دولة فلسطينية وتدمير إسرائيل.
وفي الوقت نفسه؛ وعلى الرغم من كل التهديدات والخطابات القاسية المعادية لإسرائيل، لم تقم إيران بعد بأي عمل عسكري جدي ضدها، كونها تدرك أن ذلك يحمل عواقب كارثية عليها، خاصة إذا دافعت الولايات المتحدة الأمريكية عن إسرائيل.
والجدير بالذكر أن طهران اختارت مسارًا مختلفًا تمثل في إنشاء "محور المقاومة" الذي يضم المنظمات والجماعات الشيعية الإقليمية مثل حزب الله اللبناني وأنصار الله اليمنيين وقوات الحشد الشعبي العراقية وعدد من الآخرين، والتي تعمل إيران بمساعدتها على زيادة قوتها العسكرية والسياسية والمالية وعن طريق دعمها تسعى لارتكاب أعمال معادية لإسرائيل وأمريكا.
"وفي سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رأت طهران أنه من الضروري ليس فقط تكثيف أنشطة وكلائها بل إظهار قدراتها العسكرية واستعدادها للرد على الاستفزازات المناهضة لها"، بحسب التقرير.
وذكر الموقع أن إسرائيل سوف تستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية بدرجات متفاوتة من الشدة، مما سيحفز حزب الله على زيادة درجة المواجهة المسلحة مع إسرائيل، بتشجيع من طهران مما يزيد من حدة ونطاق القصف على أراضيه.
وكان الداعي الآخر لمثل هذه الأعمال هو اغتيال أحد قادة الجناح العسكري لحركة حماس وأربعة موظفين نتيجة لضربة صاروخية إسرائيلية في بيروت.
من جانبه؛ توعد حزب الله بالرد ما قد يؤدي في النهاية إلى تورط لبنان في صراع عسكري واسع النطاق مع إسرائيل. وفي حال سارعت إيران إلى مساعدة حزب الله وشن هجمات صاروخية على إسرائيل فسوف ينشأ صراع خطير آخر في المنطقة يصعب التنبؤ بعواقبه.
وفي حال واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد حماس، من المرجح تعزيز الحوثيين اليمنيين الحصار المفروض على الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي الحقيقة، إن العملية البرية ضد الحوثيين عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية تبدو محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإدارة جوزيف بايدن لأن فشل هذه العملية يقلص فرص فوز الديمقراطيين بشكل حاد. ومع ذلك، حتى في حال وقوع غزو بري من المرجح انتهائه بنفس الطريقة التي انتهت بها الحملة الأمريكية إلى أفغانستان، نظرًا للطبيعة القتالية للحوثيين والخبرة التي اكتسبوها في التصدي بنجاح لهجمات القوات المسلحة السعودية ودول الخليج الأخرى.
وأورد الموقع أن أحد المصادر المحتملة للتهديد الجديد لاستقرار المنطقة هو التدهور المحتمل في العلاقات الإيرانية الباكستانية بعد تبادل هذه الدول الضربات الصاروخية مؤخرًا.
وفي ختام التقرير؛ نوه الموقع إلى أن الوضع قد يتفاقم في المنطقة بسبب الاستعداد المعلن للخدمات الخاصة الإسرائيلية لمواصلة تنفيذ هجمات ضد أعضاء قيادة حماس الموجودين في بلدان أخرى، بما في ذلك، تركيا. ومع الأخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي وجهها رجب طيب أردوغان للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، فإن مثل هذا الخطوة على الأراضي التركية يمكن أن تولد رد انتقامي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة حزب الله اليمن العراقية العراق غزة اليمن حزب الله الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
وسط الضجيج المستمر للحرب في السودان، يطفو اسم "لواء البراء بن مالك" على سطح الأحداث كواحدة من أبرز المجموعات المسلحة غير النظامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني. هذه المجموعة التي بدأت ككتيبة صغيرة قبل أن تعلن عن تضخم عدد مقاتليها إلى 21 ألف فرد، تعيد إلى الأذهان تاريخ كتائب الدفاع الشعبي في السودان، وتثير أسئلة حول دور الجماعات العقائدية في النزاع الدائر.
من كتيبة إلى لواء.. كيف نشأت؟
ظهر اسم "كتيبة البراء بن مالك" لأول مرة خلال حرب الجنوب، حيث كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، الذراع القتالي الشعبي للحركة الإسلامية السودانية. وبعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، تراجعت هذه الجماعات مع حل مؤسساتها الرسمية، لكن أفرادها ظلوا على تواصل، يجتمعون تحت مظلة الأنشطة الاجتماعية، منتظرين اللحظة المناسبة للعودة إلى الواجهة.
بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، وجد أفراد الكتيبة الفرصة مواتية لاستعادة نشاطهم، مستفيدين من الأجواء التي أعادت بعض الوجوه الإسلامية إلى المشهد. ومنذ ذلك الحين، بدأوا إعادة تنظيم صفوفهم، مقسمين أنفسهم إلى ثلاثة قطاعات رئيسية في ولاية الخرطوم، مستغلين شبكة العلاقات التي تجمعهم، لا سيما في أوساط الموظفين بالقطاعات الحيوية مثل البنوك وشركات البترول والأطباء والمهندسين وحتى أفراد الأمن السابقين.
الحرب تفتح الباب للعودة
مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، كان أمير الكتيبة، المصباح أبو زيد، سريعًا في الإعلان عن تلقيهم "أوامر التسليح"، وهو ما يطرح تساؤلات عن الجهة التي زودتهم بالسلاح في وقت كانت القوات النظامية نفسها تكافح للحفاظ على معاقلها. انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مقاتلي الكتيبة يحملون أسلحة ثقيلة، بعضها متطور مثل طائرات الدرون ومدافع القنص، وهو ما يعكس مستوى تسليح متقدم يتجاوز مجرد كونه "قوة احتياطية" كما يدعون.
أيديولوجيا المواجهة.. معركة عقائدية أم سياسية؟
على الرغم من أن الحرب الدائرة في السودان تبدو ظاهريًا صراعًا عسكريًا بين الجيش والدعم السريع، إلا أن تصريحات قادة "لواء البراء بن مالك" توحي بوجود بعد عقائدي للصراع، حيث يعتبرون القتال ضد الدعم السريع حربًا ضد "المدعومين من دول الكفر"، على حد تعبير أميرهم، مما يجعل الأمر يتجاوز كونه دعمًا للجيش إلى كونه معركة ذات أبعاد أيديولوجية.
أنشطة علنية رغم السرية
قبل اندلاع الحرب، لم يكن نشاط الكتيبة يقتصر على التدريب العسكري السري، بل امتد إلى مشاهد أكثر علنية، أبرزها تأمين الإفطارات الرمضانية التي نظمتها قيادات المؤتمر الوطني المحلول، حيث ظهروا بأسلحة بيضاء وأخرى نارية. كما شاركوا في احتجاجات ضد التطبيع مع إسرائيل، مسجلين حضورًا لافتًا في وقفة مناهضة للبرهان على خلفية لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين.
من هم مقاتلو الكتيبة؟
يتكون أغلب عناصر الكتيبة من شباب ترعرعوا على الخطاب الإسلامي الجهادي الذي كان يروج له رموز مثل إسحق أحمد فضل الله، وعبيد ختم، وعلي عبد الفتاح. كثير منهم أبناء لقادة في الحركة الإسلامية أو ممن قتلوا خلال الحرب في جنوب السودان، وهو ما جعل لديهم دافعًا شخصيًا بالإضافة إلى الدافع العقائدي.
الخلاف الداخلي والانشقاقات
ورغم هذا الولاء الظاهر، شهدت الكتيبة حالة من الانقسام في الأيام الأولى للحرب، عندما انضم أحد أفرادها إلى قوات الدعم السريع، مما أثار موجة استنكار شديدة من زملائه الذين اتهموه بـ "خيانة الإسلام"، لكنه عاد لاحقًا إلى صفوفهم، مدافعًا عن موقفه بوثيقة عسكرية تثبت أنه كان يتحرك وفق أوامر قيادته.
دورهم في الصراع الحالي
اليوم، وبعد أن تحولوا من كتيبة صغيرة إلى لواء، بات مقاتلو "البراء بن مالك" جزءًا أساسيًا من القوات المساندة للجيش السوداني في مناطق القتال، خاصة في الخرطوم وأم درمان. ومع سقوط العديد من أفرادهم، تتزايد التساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الجيش السوداني للحد من اعتماده على قوات غير نظامية ذات طابع أيديولوجي.
إلى أين يتجهون؟
مع استمرار الحرب، يظل مستقبل "لواء البراء بن مالك" مرهونًا بمسار الصراع الأكبر في السودان. فهل سيكونون مجرد أداة مؤقتة في يد الجيش أم أنهم يمثلون نواة لحركة جهادية جديدة قد تعيد رسم المشهد المسلح في البلاد؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عل هذا السؤال .
zuhair.osman@aol.com