أبوظبي - الخليج
قالت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، إن التأمين الاجتماعي جزء هام من النظام الاقتصادي والاجتماعي لدولة الإمارات، حيث يسهم التأمين في توفير دخلاً شهرياً ثابتاً للمؤمن عليه أو عائلته عند نشوء أي من المخاطر الطبيعية أو غير الطبيعية، الأمر الذي يساهم في دعم الاستقرار الاجتماعي للأسرة وأفرادها، ورفع مستوى الاستهلاك المحلي الأمر الذي يحّسن المردود الاقتصادي.


وقالت الهيئة ضمن حملتها التوعوية «اعرف قانونك»، إن من أهم الدعائم التي يرتكز عليها التأمين الاجتماعي هو الدستور الذي أقر في المادة (16) منه على أنه (يشمل المجتمع برعايته الطفولة والأمومة ويحمي القصر وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم لسبب من الأسباب، كالمرض أو العجز أو الشيخوخة أو البطالة الإجبارية، ويتولى مساعدتهم وتأهيلهم لصالحهم وصالح المجتمع، وتنظم قوانين المساعدات العامة والتأمينات الاجتماعية هذه الأمور).
وتشير هذه المادة من الدستور إلى نوعين من الدعم الاجتماعي أحدهما التأمين الذي يعتبر ما ينتج عنه حقاً مكتسباً للمشتركين فيه وعائلاتهم من المستحقين ضمن نظام تشريعي له قوانينه وقواعده التي تنظم هذه العملية، وينتج هذا الحق عن الاشتراك الذي يمثل أحد مصادر التمويل لنظام التأمين عبر استقطاعات شهرية من الراتب يسهم فيها كل فرد في النظام مقابل المنافع التي يحصل عليها عند نهاية الخدمة سواء كانت المنافع معاشاً تقاعديا أو مكافأة نهاية خدمة.
ويتخذ التأمين عدة أشكال منها ما هو محدد المدة محدد المزايا، ومنها ما هو تكافلي كالنظام التأميني الذي تطبقه دولة الإمارات وأغلب الدول العربية، ويتميز هذا النوع من التأمين بأنه يعتمد على التعاون المتبادل بين أفراد المجتمع لتوفير الحماية المالية والاجتماعية للأفراد في حالة حدوث مخاطر معينة، ويقوم على مفهوم التكافل والمساهمة المشتركة لتحقيق الحماية المالية للمؤمن عليه أو صاحب المعاش حتى أنه يمتد بالحماية إلى عوائلهم بعد وفاتهم بافتراض أن الدولة تتولى رعاية هذه الفئات كما لو أن عائلهم لا يزال على قيد الحياة.
أما النوع الآخر من الدعم فهو الذي تنظمه قوانين المساعدات العامة وهي المساعدات التي يتلقاها الفرد دون مشاركة مالية منه وهذه المساعدات تقدم ضمن برامج ومشاريع تتولى تنفيذها وزارات مثل وزارة تنمية المجتمع وفق شروط محددة بهدف تأمين الحياة الكريمة لبعض الفئات والأشخاص من ذوي الدخل المحدود، وبشكل عام لا تعد هيئة المعاشات جهة مانحه ولا تقدم معونات أو مساعدات مالية لأي شخص أو جهة خارج إطار الفئات المحددة بالقانون ممن يكتسبون حقوقهم نتيجة الاشتراك في النظام التأميني.
ويغطي التأمين المخاطر الطبيعية مثل الشيخوخة والوفاة أو المخاطر غير الطبيعية التي من الممكن أن تحدث خلال الاشتراك في التأمين كالعجز سواء كان ناتجاً عن إصابة عمل أو لا، وكذلك الإصابات والأمراض المهنية الناشئة أثناء مزاولة المهنة أو بسببها، بحيث إذا تعرض المؤمن عليه لا قدر الله لأي من هذه المخاطر وأدى إي منها إلى إعاقة قدرته عن العمل تتولى هيئة المعاشات صرف معاش شهري ثابت له أو لعائلته وفق الشروط والأحكام.
ووفقاً لذلك فإن التأمين الاجتماعي في واقع الأمر فكرة تقوم على تأمين المستقبل من خلال مشروع طويل الأمد لا يتم النظر فيه إلى التقاعد على أنه هدف وإنما وسيلة لتأمين المستقبل عند الوصول إلى مرحلة عمرية لا يتمكن فيها المؤمن عليه من أداء أعماله إما بسبب بلوغ سن الشيخوخة أو الإصابة بأي نوع من أنواع العجز أو المرض المهني أثناء فترة العمل.
ولذلك فإن النظر إلى التأمين ينبغي أن يكون في ضوء اعتباره نوع من الشراكة بين الأطراف المعنية التي تسهم في نجاح هذا النظام وتعزيز قدرته على تلبية كافة الأهداف التي يتطلع إلى تحقيقها في خدمة المجتمع، وأن إخلال من أي طرف بالتزاماته يبتعد بالتأمين عن مسارة وأهدافه التي يأتي في مقدمتها تعزيز الاستقرار الأسرى والاجتماعي للمشتركين وعائلاتهم.
ويفرض هذا الوعي أهمية بالغة للحديث عن الأدوار والمسؤوليات المنوطة بكل طرف، فالهيئة معنية بالحفاظ على الاستدامة المالية لصندوقها من خلال استثمار الموارد بشكل جيد من أجل تعزيز قدرتها على الوفاء بالالتزامات المترتبة عليها تجاه الأجيال الحالية والمستقبلية، والمشترك لدية أهمية بالغة في تعزيز مستوى وعيه عن التأمين ليتسنى له معرفة كيفية الاستفادة منه والحصول على أفضل المنافع التي يوفرها، وجهات العمل عليها دور المحافظة على قواعد الاشتراك حفاظاُ على حقوق المشتركين ودعمهم باعتبار ذلك من أهم المسؤوليات المجتمعة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المعاشات الإمارات التأمین الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

العمل العربي يوجه برقية للرئيس السيسي.. رعايتكم للمؤتمر ترسخ دعائم التنمية

بعث المشاركون في فعاليات الدورة 51 لمؤتمر العمل العربي المنعقد في القاهرة منذ يوم السبت الماضي ،وانتهت فعالياته اليوم الثلاثاء ،بحضور ممثلين عن أطراف العمل الثلاثة من وزارات عمل ومنظمات أصحاب أعمال وعمال، برقية شكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لرعايته لهذا المؤتمر جاء فيها :"فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.. بمناسبة ختام أعمال الدورة الحادية والخمسين لمؤتمر العمل العربي، التي انعقدت في مصر المحروسة، واحة السلام والأمان، وحاضنة العمل العربي المشترك، خلال الفترة من 19 إلى 22 إبريل 2025، وبمشاركة وزراء العمل، ورؤساء وممثلي منظمات أصحاب الأعمال، ورؤساء وأعضاء الاتحادات والنقابات العمالية في الدول العربية، ومعالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثلي المنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات الصلة، يشرفنا أن نرفع إلى مقام فخامتكم باسم كافة المشاركين والمشاركات أسمى عبارات الشكر وعظيم الامتنان والعرفان لتفضلكم برعاية مؤتمرنا..لقد كان لتكليفكم الكريم معالي السيد محمد جبران، وزير العمل، بافتتاح أعمال المؤتمر، الأثر الكبير في تأكيد دعمكم لمسيرة العمل العربي المشترك، كما نثمن عاليا كلمتكم السامية التي وجهتموها من خلاله إلى الوفود المشاركة، بما حملته من رؤى بناءة ورسائل هادفة، تؤكد حرص فخامتكم على ترسيخ دعائم التنمية والعدالة الاجتماعية، وتعزيز التضامن والتكامل بين دولنا العربية...نسأل الله العلي القدير أن يديم على جمهورية مصر العربية نعمة الأمن والاستقرار، وأن يُبارك خطاكم وجهودكم المخلصة في قيادة مسيرتها التنموية والحضارية، نحو مزيد من التقدم والرخاء والازدهار...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

مقالات مشابهة

  • العمل العربي يوجه برقية للرئيس السيسي.. رعايتكم للمؤتمر ترسخ دعائم التنمية
  • هيئة الإشراف على التأمين: استئناف خدمات التأمين الصحي للقطاعين الاقتصادي والإداري
  • "عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني
  • محمود محيي الدين: النظام الاقتصادي العالمي يقترب من نهايته
  • أول طائرة ركاب سورية تغادر للإمارات عقب استئناف الرحلات الجوية
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • مغادرة أول طائرة ركاب من مطار دمشق للإمارات بعد استئناف الطيران
  • محمد بن راشد: 5.23 تريليون درهم حجم التجارة الخارجية للإمارات في 2024
  • محمد بن راشد: التجارة الخارجية للإمارات 5.23 تريليون درهم في 2024