لبنان ٢٤:
2025-03-06@04:23:34 GMT

الجميع مصابون به.. مرض العصر الصامت يغتالكم بتكتّم

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

الجميع مصابون به.. مرض العصر الصامت يغتالكم بتكتّم

أتشعرون بالإرهاق بشكل دائم؟ تنتابكم آلام في مختلف أنحاء جسدكم أو تمرّون بفترات اكتئاب لا تدركون كيفية التخلص منها؟ إذاً، مرحباً بكم بعصر التكنولوجيا! هنا، حيث الهواتف المحمولة واجهزة الحاسوب جزء لا يتجزأ من حياة الكبير والصغير، الموظف والعاطل عن العمل.. هنا، حيث الحياة تمرّ افتراضياً والعلاقات تنشأ سيبرانياً حتى ان الأمراض تعبر إليكم من شاشاتكم الذكية من دون إذن أو إشارة!
 
الإرهاق والتوتر الرقميّ
صحيح أن التكنولوجيات الرائدة والذكاء الاصطناعي نقلت القطاع الصحيّ الى مرحلة متطوّرة في تشخيص الامراض، إنقاذ الارواح وإطالة الأعمار إلّا أنها انتجت امراضاً جسديّة ونفسية قد توصل أصحابها في بعض الاحيان لحدّ الانتحار!
 
توضح الاختصاصية بعلم النفس، كاندي أبو سرحال لـ"لبنان 24" أن "الانشغال الدائم بوسائل التواصل الاجتماعي والاستخدام الزائد للهواتف الذكية أو الوسائل التكنولوجية المتاحة للجميع، يفقد الافراد طاقتهم، من دون أن يدركوا، وخاصة عند تعرّضهم للتكنولوجيا لفترات زمنية طويلة ولو لأبسط الأسباب كالتواصل أو التسلية".

وتضيف أن "قدرة الأشخاص على التحمّل والتركيز تختلف، وما يفرضه علينا العصر الحالي من دقة في استخدام التكنولوجيا وسرعة في الأداء كما في تعلّم كلّ جديد لمواكبة آخر الصيحات التكنولوجية، يزيد من توتر الأفراد ومخاوفهم ويجعلهم يشعرون بالتعب بشكل مستمرّ وهذا ما يسمّى بالإرهاق الرقميّ".
 
وقد تصبح التكنولوجيا مزعجة للغاية، فهي تزيد الضغط على الأشخاص. كم من مرّة شعرتم بالخجل لعدم إتقان استخدام تطبيق حديث؟ وليس كبار السنّ فقط فهؤلاء "عذرهم معهم"! القلق يضرب جيل الشباب، من قيل عنهم منذ الولادة "جيل 01".. جيل التكنولوجيا وبالأحرى من تنهكه التكنولوجيا وتقضي على تطوّره الذهني بالخفاء.
 
أعراض الكلّ مصاب بها!
أبو سرحال تشير في حديثها لـ"لبنان 24" إلى أن الكلّ مصاب بمرض التكنولوجيا، فالمتعة التقنية تستقطب الجميع على حساب الراحة والاسترخاء والنوم. وتقول: "العقل يحدّد الاولويّات وفقاً لما يجده مهمّاً والأولوية في أيامنا هي للتكنولوجيا، لذا ليس مستغرباً التضحية بالنوم في سبيل ساعة إضافية على مواقع التواصل". هذا السلوك تؤكد الاختصاصية بعلم النفس أنه قد يكون مدمّراً، فالجسم بحاجة للراحة والعقل بحاجة للنوم والابتعاد عن ضوضاء العالم الافتراضي. وخير دليل على تأثير الجهد الرقمي هي الملامح الشاحبة وعيون "الباندا" وهذا في الشكل الخارجي.

أمّا عن الأمراض الجسدية الناتجة عن "تراندات" العصر وقلّة النوم بسبب الافراط في استخدام التكنولوجيا، فتتمثّل بانخفاض مستوى النشاط البدني وما ينتج عنه من بدانة وأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب والشرايين. أضف الى ذلك، الآلام في منطقة الرقبة والأكتاف بسبب الجلوس بوضعية غير سليمة لفترات طويلة والتي قد تحتاج للخضوع لجلسات معالجة فيزيائية للتخلص منها. ولأن التكنولوجيا ووسائلها تعتمد على شاشات يتصفّحها الكلّ طوال النهار والليل، للعمل أو للتسلية، فلا بدّ أن تتأثر العين بهذا النمط الحياتي وتصبح جافة مع احمرار وتشوّش في الرؤية وهذا ما يعرف بمتلازمة "العين الرقمية". كذلك، ظهرت متلازمة أخرى بهذا العصر وهي "ابهام الواتساب" المتمثّلة بالشعور بألم وخدر في الإبهام بسبب إمساك الهواتف لساعات طويلة والدردشة الكتابية المطولة عبر تطبيق المحادثات الأشهر "الواتساب".
 
على الصعيد الذهني والفكري، يسبب الارهاق أيضاً تشتتاً بالأفكار وضعفاً في التركيز. والأخطر يكمن في نتيجة الاتكال الحاصل على الذكاء الاصطناعي كالـ"chatgpt"، إذ أن العقل يعتاد على الكسل والنسيان وهنا تكمن المصيبة اللاحقة والتي تهددّ تطوّر الدماغ البشري. وتفسّر أبو سرحال ضاربة المثل ببدء استخدام "هواتف الجوال" ذات الشرائح الحافظة للأرقام، لافتة الى أن ما قبل الجوال لم يكن كما بعده من حيث الذاكرة البشرية. تتابع: "كان الفرد يحفظ أرقام الأقرباء والمقربين والجيران ليتمكّن من التواصل معهم عبر الهاتف الأرضي الكبير، لكن مع التطور التكنولوجي واستحداث هواتف مدوّنة للأرقام لم يعد أحد يتذّكر رقماً هاتفياً غير المستخدم باستمرار حتّى أننا لم نعد نتكبّد عناء تسجيل الأرقام يدوياً بعد ذلك أيضاً، فالكلّ الآن يرسل عبر تطبيق "واتساب" البيانات الرقميّة وبكبسة واحدة يتمّ تحفيظها على الأجهزة الذكية".
 
كذلك، للتكنولوجيا تأثير مباشر على صحّتكم النفسية، فبالإضافة الى التعب النفسي الناتج عن قلّة النوم وسرعة الغضب والصداع والتبدّل بالحالات النفسية "المودينس" التي قد تعانون منها، تأتيكم الكآبة وانخفاض مستوى الاستمتاع والسعادة. فأنتم وبسبب التطبيقات كـ"انستغرام" و"تيك توك" و"فايسبوك" تتابعون ما يقوم به الآخرون وقد تتمنّون الحصول على حياة "التسلية والرفاهية" التي يظهر الآخرون تنعّمهم بها عبر منشوراتهم، بالتالي ستشعرون بالتعاسة وعدم الاكتفاء وترغبون دوماً بالمزيد من الأشياء لمواكبة "العصر الافتراضي". وقد تطوّر حالات الاكتئاب لدى البعض وتصبح أكثر خطورة ان لم تتم متابعته من قبل متخصّص أو معالج نفسيّ، وفقاً لأبو سرحال.
 
لا تسمحوا لـ"الموجة" بإغراقكم 
"إستمعوا إلى أجسادكم"، هذا ما تقوله أبو سرحال في نصيحتها لأهل هذا "العصر"، مشددة على ضرورة الاسترخاء والابتعاد عن الشاشات الذكية قدر الإمكان.
وتضيف الاختصاصية بعلم النفس أن للعزلة الناتجة عن استخدام التكنولوجيا أثر كبير على الأشخاص، لذا يجب الحرص دائماً على تغيير أماكن التواجد عند استخدام وسائل التكنولوجيا، هرباً من "الروتين" ومنعاً للاكتئاب.
وتقول أبو سرحال: "من المهمّ جداً الحفاظ على التواصل مع المحيط"، مضيفة: "المكوث في مكان واحد على انفراد لفترة طويلة مؤذ جداً على الصعيد النفسي، ومن المحبّذ الابتعاد عن الشاشات قدر الامكان والقيام بأي نشاط بدني برفقة اشخاص آخرين، لأن التواصل عبر التطبيقات مع الزملاء والاصدقاء لا يضاهي ساعة لقاء وتواصل مباشر معهم".
وفي ختام حديثها، توجه أبو سرحال رسالة للجيل الجديد، قائلة: "لا تسمحوا للموجة التكنولوجية بجرفكم، تذكّروا أن التواصل أساسه بشرّي والعلاقات الإنسانية بلا وسيط تقنيّ أفضل وأصدق مما هي عليه في العالم الافتراضي. إستخدموا التكنولوجيا بحكمة ولا تنقادوا وراء "تراند" قد تكون خلفيّاته سوداء غامضة".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نجم فم الحوت

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوّقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم «فم الحوت» وهو ألم نجم فـي الكوكبة التي أطلق عليها العرب كوكبة «الحوت الجنوبي» وهذه الكوكبة أطلق عليها العرب هذا الاسم لأن نجومها تتوزع على شكل سمكة، ويقع هذا النجم فـي فمها، وقد استخدمه العرب فـي تحديد الاتجاهات ليلا خاصة فـي المناطق الجنوبية.

يظهر فم الحوت فـي السماء خلال فصل الخريف فـي النصف الشمالي من الكرة الأرضية، أما فـي الوطن العربي، فـيمكن رؤيته بشكل واضح من شهر سبتمبر إلى ديسمبر، ولونه يميل إلى الزرقة، ويأتي فـي المرتبة 18 من حيث أشد النجوم سطوعا فـي السماء، ويبعد هذا النجم عن الأرض حوالي 25 سنة ضوئية ولذلك يعتبر واحدًا من النجوم القريبة نسبيًا من نظامنا الشمسي.

وإن أتينا إلى حجمه نجد أن قطره أكبر عن قطر شمسنا بالضعف، وكذلك كتلته، وهو أشد حرارة من شمسنا كونه من النجوم الشابة فهو نجم حديث مقارنة بعمر الشمس، ولذلك فهو أكثر سخونة، فدرجة حرارة سطح فم الحوت تبلغ حوالي 8,590 كلفن، بينما تبلغ درجة حرارة سطح الشمس حوالي 5,778 كلفن، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن عمر نجم فم الحوت حوالي 440 مليون سنة، مما يجعله نجمًا شابًا مقارنة بالشمس التي يبلغ عمرها حوالي 4.6 مليار سنة.

ولم يكن هذا النجم بمعزل عن أشعار العرب فنجده فـي قصائدهم ومنظوماتهم الفلكية، فهذا الشاعر الفلكي الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني الذي عاش فـي العصر العباسي قد نظم قصيدة مزج فـيها الفخر مع علم الفلك وصل عدد أبياتها 603 أبيات، وقد نسجها على وزن وقافـية معلقة عمرو بن كلثوم، وذكر فـيها هذا النجم، وبين موقعها فقال فـي نجم الحوت:

من الغفرين حتى الحوت طولاً

وعرضاً فـي الجنوب بما ولينا

وملقحة السحاب لنا ومنا

مخارجها ومنا تمطرونا

وأما الشاعر أبو محمد الفقعسي الذي عاش فـي العصر الإسلامي وعاصر حروب الردة فـي عصر أبو بكر الصديق، فقد ذكر هذا النجم فـي أحد مقطوعاته الشعرية فقال:

ليس أخو الغلاة بالهبيت

ولا الذي يخضع بالسبروت

منقذف بالقوم كالكليت

يراقب النجم رقاب الحوت

وإذا أتينا إلى الشاعر العباسي أبو الحسين الصوفـي الذي كان يعمل منجما عند عضد الدولة فقد نظم منظومة فلكية، بلغ عدد أبياتها 494 بيتا، وشرح فـيها النجوم فـي السماء وأسمائها ومواقعها، وقد عرج على ذكر هذه الكوكبة التي ينتمي لها نجم فم الحوت فقال:

هن بعيدات عن المجرّة

وهي التي تدعى نجوم الجرّة

يتبعها الحوت ويدعى السمكة

كواكب ملتفّة مشتبكة

وفـي العصر المملوكي نجد الشاعر ابن نباتة المصري يمدح ابن اليزدي وفـيها يذكر نجم الحوت فـيقول:

يا جواداً أنشى المدائح معنًى

بنوالٍ يريك معنًى ثاني

ربَّ ليلٍ قد خضته لك بحرا

متعب الحوت واقف السرطان

وكذلك نجد الشاعر ابن مليك الحموي فـي العصر المملوكي يكتب قصيدة يذكر فـيها هلاك الأمم والأقوام فـيقول فـي وصفهم ذاكرا طالع الحوت فقال:

وايقنوا بنزول الراس أنهم

غرقى وطالعهم فـي الحوت قد نزلا

كأنهم لم يكونوا قبلها ركبوا

بحرا ولا قطعوا سهلا ولا جبلا

ولو أتينا إلى العصر الأيوبي نجد الشاعر الجزار السرقسطي يذكر هذا النجم فـي أحد قصائده فـيقول:

كَأَن سُها النُجوم بِها عَليل

يُنازع ما يَبينُ مِن السقام

كَأَن الحوت حينَ بَدا غَريقٌ

بِآذيٍّ مِن الأَمواج طام

ولا يزال هذا النجم يلهم الشعراء فـي العصر الحديث ويترك أثره فـي قصائدهم فهذا الشاعر الفلسطيني محمود درويش ذكر هذا النجم فـي أكثر من قصيدة ففـي ديوانه الرائع « كزهر اللوز أو أبعد» كتب قصيدة تفعيلة أسماها «هي لا تحبك أنت» وقال فـي آخر مقطع منها:

صارت تحبُّكَ أَنتَ مُذْ أَدخلتها

فـي اللازورد، وصرتَ أنتَ سواك

فـي أَعلى أعاليها هناك

هناك صار الأمر ملتبسا

على الأبراج

بين الحوت والعذراء

مقالات مشابهة

  • ما مستقبل التكنولوجيا في المنطقة العربية؟
  • نجم فم الحوت
  • «القاتل الصامت».. اختناق أسرة كاملة في كفر شكر والسبب: مواقد التدفئة
  • تيك توك تطلق مبادرة لتعزيز الوعي الرقمي للمراهقين في العراق
  • فتاة تفقد وعيها بسبب سوء استخدام الشاحن .. فيديو
  • مغني راب أمريكي يفاجئ الجميع بإعلان إسلامه في رمضان
  • مركز الإعلام الرقمي: 34 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق عام 2025
  • مركز الإعلام الرقمي يرصد إقبالاً عراقياً على تطبيقات في التواصل الاجتماعي وتراجعاً لأخرى
  • مجدي أبوزيد يكتب.. رمضان فرصة الجميع لإصلاح النفس والتغيير
  • كيف ندمن وسائل التواصل الاجتماعي؟ السر في الهرمونات والإجهاد