فيفيك راماسوامي سياسي أميركي يلقب بـترامب الصغير
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
فيفيك راماسوامي رجل أعمال أميركي من أصول هندية، ولج عالم السياسة ولفت الأنظار إليه، إذ عدته بعض الاستطلاعات ثاني أكثر المرشحين الجمهوريين شعبية، بعد الرئيس السابق دونالد ترامب. ورغم ديانته الهندوسية فهو يدعم "القيم المسيحية" ويهاجم العلمانية، ويتبنى خطابا معاديا للمثليين ومناهضا للإجهاض وسياسات تغير المناخ.
ولد راماسوامي في سينسيناتي بولاية أوهايو عام 1985 لأبوين مهاجرين هندوسيين هنديين، ونشأ في عائلة ذات مستوى علمي عال، إذ كان والده مهندسا تخرج من المعهد الوطني للتكنولوجيا بينما كانت والدته طبيبة نفسية تخرجت من جامعة ميسوري.
وتعود أصول عائلة راماسوامي إلى ولاية كيرالا الهندية، وتنتمي إلى البراهمة الذين يتحدثون اللغة التاميلية. وحرصت العائلة على ممارسة طقوسها الدينية في أوهايو، فكانت تصطحب ابنها إلى المعبد الهندوسي المحلي بمدينة دايتون، كما كان راماسوامي يمضي إجازات الصيف في الهند مع والديه.
وكان العزف على البيانو إحدى هوايات راماسوامي في المرحلة الابتدائية، لكن نجمه لمع أكثر في ممارسة التنس في المرحلة الثانوية، فقد كان لاعبا مصنفا على المستوى الوطني آنذاك.
راماسوماي مع ابنه كارثيك يوم 27 سبتمبر/أيلول 2023 (رويترز) الدراسة والتكوين العلمييذكر أن راماسوامي كان قد التحق بمدرسة سانت كزافييه في المرحلة الثانوية، وهي كاثوليكية تابعة للرهبنة اليسوعية، وتخرج طالبا متفوقا منها عام 2003.
ودرس علم الأحياء بجامعة هارفارد وتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف عام 2007. عرف بين أقرانه خلال المرحلة الجامعية بكونه ذا "شخصية متحررة وجريئة".
وكان عضوا في اتحاد هارفارد السياسي، ثم أصبح رئيسا له في وقت لاحق، كما حصل على جائزة بودوين المرموقة للطلاب. وكان ينتمي خلال حياته الجامعية للحزب الليبرتاري الأميركي المكرس لمبادئ الاقتصاد الحر وعدم تدخل الحكومة، وثالث الأحزاب السياسية الأميركية بعد الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وعام 2011، حصل راماسوامي على زمالة الدراسات العليا لدراسة الحقوق في جامعة ييل، واللافت أنه في ذلك الوقت المبكر من حياته كان قد حقق ثروة من أنشطته في مجالات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، ومع حلول عام 2023 باتت ثروته الصافية تبلغ حوالي 15 مليون دولار.
فكرهانضم راماسوامي فيما بعد إلى الجمهوريين وامتلك سمعة طيبة بينهم، خاصة بعد نشره كتابا عام 2021 انتقد فيه الشركات التي تجعل إستراتيجياتها تتمحور حول "قضايا العدالة الاجتماعية والتغير المناخي" إضافة إلى سعيها لإحباط قيم "الرأسمالية والكفاح والمعتقد والوطنية".
ويعتبره كثيرون نسخة مصغرة عن ترامب، إذ يؤمن أن أميركا تعاني من "أزمة هوية" وهو الخطاب الذي يتشابه مع شعار ترامب "نحن في أمة في حالة انحدار".
وأثرت طبيعة تربيته على فكره، إذ يرى أن استمرار الريادة الأميركية ونجاح الفرد يعتمدان في أساسهما على "أسرة مستقرة" وبرأيه فإن الديمقراطيين لا يساعدون على تحقيق ذلك.
التجربة الاستثماريةانخرط راماسوامي في مرحلة مبكرة من حياته في عدد من الأنشطة التجارية التي ساعدته على تشكيل ثروة تقدر بملايين الدولارات، وكانت البداية من عام 2007، عندما شارك في تأسيس شبكة "كامبيوس فينتور نيتوورك" التي صممت موقعا خاصا للتواصل الاجتماعي لطلاب الجامعات الذين يطمحون إلى إطلاق مشروع تجاري.
وكذلك عمل راماسوامي في صندوق التحوط الاستثماري "كيو في تي" بين عامي 2007 و2014. وبعدها أسس شركة التكنولوجيا الحيوية "علوم الرويفانت" التي حصلت على ما يقرب من 100 مليون دولار من رأس المال المبدئي من شركة "كيو في تي" ومستثمرين آخرين.
وكانت إستراتيجية هذه الشركة حينها شراء براءات الاختراع من الشركات الكبرى للأدوية التي لم يتم تطويرها بنجاح بعد، ومن ثم تحضيرها لتباع في الأسواق.
وأنشأت الشركة العديد من الشركات التابعة لها، بما في ذلك "ديرمافانت" التي تركز على الأمراض الجلدية، و"يوروفانت" التي تركز على أمراض المسالك البولية، و"سينوفانت" و"سيتوفانت" ومقرهما الصين، واللتان تركزان على السوق الآسيوية.
وعام 2015، ظهر راماسوامي على غلاف مجلة فوربس الشهيرة وقال إن شركته "ستحقق أعلى عائد للاستثمار على الإطلاق في صناعة الأدوية". وبالفعل تمكن في وقت قياسي من رفع القيمة السوقية للشركة في البداية إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، على الرغم من أنه في ذلك الوقت كان لديه 8 موظفين فقط، بما في ذلك شقيقه ووالدته.
وأوائل عام 2022، شارك راماسوامي مع أحد أصدقائه في تأسيس شركة "سترايف آست مانجمينت" لإدارة الأصول، ومقرها كولومبوس بولاية أوهايو، مدعوما من ممولين جمهوريين، وقد تمكنت الشركة من جمع حوالي 20 مليون دولار من مستثمرين خارجيين. وكان راماسوامي الرئيس التنفيذي قبل أن يستقيل في فبراير/شباط 2023 للتركيز على حملته الرئاسية.
حاكم فلوريدا ديسانتيس مع راماسوامي بختام المناظرة الثانية للمرشحين الجمهوريين للرئاسة لعام 2024 (رويترز) الحملة الانتخابيةلم تظهر الاهتمامات السياسية لراماسوامي في وقت مبكر، فقد امتنع عن التصويت بالانتخابات الرئاسية لأعوام 2008 و2012 و2016، واصفا نفسه بأنه لم يكن سياسيا خلال تلك الفترة، لكن عام 2020 دعم راماسوامي ترامب في الانتخابات، ووصف نفسه في وقت لاحق بأنه "جمهوري".
ورغم أنه لم يشغل مناصب سياسية في وقت سابق، فإنه ساهم في دعم كل من الديمقراطيين والجمهوريين. ففي عام 2016، تبرع بمبلغ 2700 دولار لحملة دينا جرايسون، النائبة الديمقراطية التي ترشحت للكونغرس عن فلوريدا. وما بين عامي 2020 و2023، تبرع بمبلغ 30 ألف دولار لحزب أوهايو الجمهوري.
وفي 21 فبراير/شباط 2023، أعلن راماسوامي ترشحه عن الحزب الجمهوري لمنصب رئيس الولايات المتحدة لعام 2024، وكخطوة أولى أصدر للعلن إقرارات ضريبة الدخل الفردية الخاصة به لمدة 20 عاما، ودعا منافسيه في الانتخابات التمهيدية إلى فعل الشيء نفسه.
لكن في 15 يناير/كانون الثاني 2024 أعلن راماسوامي انسحابه من السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أن مني بهزيمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولاية أيوا.
وأعلن راماسوامي تأييده للمرشح ترامب الذي يتنافس مع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس والسفيرة السابقة للولايات المتحدة بالأمم المتحدة نيكي هيلي
وشكلت ثروة راماسوامي الغالبية العظمى من الأموال التي تم جمعها لحملته التي استهدفت الناخبين اليمينيين المسيحيين الإنجيليين والقوميين المسيحيين، وهم جزء مهم من القاعدة الجمهورية، لا سيما وأن بعضهم مترددون أو غير راغبين في دعم مرشح رئاسي غير مسيحي مثل راماسوامي.
وضمن حملته الانتخابية انتقد راماسوامي العلمانية قائلا إن الولايات المتحدة تأسست على " القيم المسيحية" أو "القيم اليهودية المسيحية " وأكد أنه يشارك تلك القيم ويؤمن بإله واحد.
وكذلك أطلق راماسوامي على نفسه لقب "القومي الأميركي الشجاع" وهاجم كثيرا منافسه بالانتخابات الجمهوري ديسانتيس، لكنه تجنب انتقاد ترامب بشكل مباشر.
ولم يكن "القومي الأميركي الشجاع" اللقب الوحيد الذي أطلقه راماسوامي على نفسه، بل سمى نفسه أيضا "العالِم" قائلا إنه ساهم في تطوير العديد من الأدوية، لكن ذلك أدى إلى توجيه العديد من الانتقادات له، فرغم أنه درس علم الأحياء، فإنه ليس عالما، وكان دوره في صناعة التكنولوجيا الحيوية يقتصر على كونه ممولا ورجل أعمال.
ومن الانتقادات التي طالت راماسوامي أيضا خلال حملته الانتخابية أنه دفع أموالا لمحرر لتغيير سيرته الذاتية على موقع الموسوعة المفتوحة "ويكيبيديا" قبل الإعلان عن ترشيحه، لكن راماسوامي أنكر أن هذا التعديل كان بدوافع سياسية ووصفه بأنه كان مجرد مراجعة لتصحيح بعض الوقائع.
مواقف راماسوامي السياسيةرغم أن ترامب يعتبر منافسا لراماسوامي للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لعام 2024، فإنه يعتبر أحد أبرز الداعمين للرئيس السابق. وإن كان أدان هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2020 الذي نفذه أنصار ترامب على مبنى الكابيتول احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية، فإنه أيضا قال إن حظر وسائل التواصل على ترامب ينتهك التعديل الأول للدستور. كما كان راماسوامي من المدافعين عن ترامب بعدما وجهت إليه تهم جنائية اتحادية عام 2023.
وقبل أن ينسحب من السباق، وعد راماسوامي بالعفو عن ترامب إذا تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، وبالعفو عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، وروس أولبريشت المتهم بتسهيل بيع المخدرات عبر الإنترنت، وإدوارد سنودن الذي سرب معلومات سرية من وكالة الأمن القومي.
ويعارض راماسوامي الإجهاض ويصفه بأنه "جريمة قتل" ويدعم حظر الإجهاض على مستوى الولاية مع استثناءات الاغتصاب وسفاح القربى والخطر على حياة المرأة، لكنه يعارض الحظر الفدرالي. وقال إنه سيلغي حق المواطنة بالولادة إذا أصبح رئيسا.
ويستخدم راماسوامي أيضا خطابا مناهضا للمتحولين جنسيا ويدعم القيود الواسعة على حقوق الأميركيين المتحولين جنسيا.
وتعهد بطرد 75% من الموظفين الفدراليين وإلغاء ما لا يقل عن 5 وكالات فدرالية، بما فيها وزارة التعليم ومكتب التحقيقات الفدرالي و"إيه تي إف" ومصلحة الضرائب واللجنة التنظيمية النووية وخدمة الغذاء والتغذية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية.
كما وصف إدارة الغذاء والدواء بأنها "فاسدة" وتعهد "بفضحها وتدميرها" ووصف أجندة مكافحة التغير المناخي بأنها "خدعة" قائلا إن تغير المناخ العالمي ليس سيئا تماما، وإن على الناس أن يفخروا بعيش نمط حياة عالي الكربون.
وتعهد راماسوامي باستخدام الجيش للقضاء على عصابات المخدرات المكسيكية، وقال إنه يفضل التشريع الفدرالي للماريغوانا.
وعلى الصعيد الدولي، يميل راماسوامي إلى تقديم "تنازلات كبيرة لروسيا" في الحرب مع أوكرانيا، فهو يفضل إنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لكييف، واستبعادها من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والسماح لروسيا باحتلال مناطق في أوكرانيا مقابل اتفاق يقضي بإنهاء موسكو تحالفها مع الصين.
وقد أعرب عن دعمه لاستقلال تايوان، وطرح فكرة "وضع سلاح في كل منزل تايواني" لردع غزو الصين، لكنه قال إن الولايات المتحدة ينبغي ألا تدافع عسكريا عن تايوان ضد أي هجوم صيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: راماسوامی على راماسوامی فی فی وقت فی ذلک
إقرأ أيضاً:
3 كلمات ستحدّد مُستقبل لبنان.. مركز أميركي يكشفها
نشر مركز "مالكوم كير – كارينغي للشرق الأوسط" الأميركي تقريراً جديداً تحدث عن مستقبل لبنان وتحديداً بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية في كانون الثاني المُقبل.ويلفت التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إلى أنه حينما يحل شهر كانون الثاني، وحين يُفترض أن ينتخب لبنان رئيساً جديداً للجمهورية، فإن مصير 3 كلمات هو الذي سيُحدّد موقع لبنان اليوم، وقوة "حزب الله" النسبية، والمزاج السائد لدى مختلف الطوائف في البلاد، وأضاف: "هذه الكلمات هي الجيش، الشعب والمقاومة".
التقرير يقولُ إن "هذه الكلمات تمثل صيغة تمّ إدراجها على مدى سنوات عديدة في البيانات الوزارية للحكومات كحلّ وسط بين من يدعمون الفكرة القائلة إن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة وحدها وبين إصرار "حزب الله" على أن سلاحه، أي سلاح المقاومة يجب أن يحظى بالشرعية من الدولة".
ويتابع: "في ضوء ذلك، تجاهَل الحزب على مرّ السنين مطالب خصومه بضرورة توصّل اللبنانيين إلى نوعٍ من التوافق حول استراتيجيةٍ دفاعيةٍ وطنية، وهي مصطلحٌ اختزل فعليًّا دمج سلاح حزب الله في الدولة".
وأضاف: "بعد أن مُني الحزب بخسائر ضخمة خلال صراعه الأخير مع إسرائيل، وإثر خسارته أيضاً قاعدته الاستراتيجية في سوريا إثر سقوط نظام الأسد، أُعيقَت إمكانيته على فرض إرادته على سائر المجتمع اللبناني".
وأردف: "لقد شكّل المسعى الرامي إلى تبديد كل مؤشرات الضعف ركيزة الخطابات الأخيرة التي ألقاها أمين عام حزب الله الجديد الشيخ نعيم قاسم، فالأخير أكّد أن الحزب يتعافى من جراحاته التي تكبّدها نتيجة العدوان الإسرائيلي، وأن المقاومة مستمرة، وأن هذا العدو لا يكبحه إلّا المقاومة".
ويلفت التقرير إلى أن "قاسم ربما أزاح جانباً الحقيقة التي تقول إنَّ الحزب فشل في ردع إسرائيل، التي لا تزال قواتها منتشرة في مناطق من جنوب لبنان"، وقال: "حالما يُنتخَب رئيسٌ للجمهورية، سيحتاج لبنان إلى حكومة جديدة. وأثناء عمل القوى السياسية المختلفة على صياغة البيان الوزاري للحكومة، ستكمن إحدى العقبات الأولى التي ستعترضها في مسألة إعادة إنتاج ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".
وأكمل: "يبدو من شبه المؤكّد أن عددًا من المشاركين في الحكومة سيرفضون المصادقة مجدّدًا على هكذا الصيغة.. وفي حال حصل ذلك، فما الذي يستطيع حزب الله فعله؟".
وتابع: "قد يقرّر حزب الله مقاطعة أيّ حكومة لا تتبنّى صيغة الجيش والشعب والمقاومة، ولكن كيف ستكون جدوى هذا القرار إذا ارتأى حليف الحزب، رئيس مجلس النواب نبيه بري، عدم مجاراته؟ لا شكّ في أنّ الأخير يدرك أن الشيعة أصبحوا بمفردهم في لبنان، وانقطعوا إلى حدٍّ كبير عن إخوانهم في العراق وإيران، وبالتالي سيكون إقدام حزب الله على عزل الطائفة الشيعية أكثر فكرةً سيّئةً للغاية. ولكن هل يستطيع رئيس مجلس النواب عدم إظهار تضامنٍ مع الحزب في هذه الحالة؟ ربما لا.. مع هذا، إذا سعى حزب الله إلى فرض مقاطعةٍ شيعيةٍ للحكومة، فكلّ ما سيترتّب عن ذلك هو أزمة مفتوحة لن تُحَلّ عمّا قريب، في وقتٍ لم يَعُد بمقدور الطائفة الشيعية أن تتحمّل إلقاء اللوم عليها لتسبّبها بمزيدٍ من الجمود في الدولة".
واعتبر التقرير أنه سيكون للمجتمع الدولي أيضاً رأيٌ بشأن ما سيجري، وأضاف: "الولايات المتحدة ومعظم دول الخليج العربي، ولا سيما السعودية والإمارات، ستراقب عن كثبٍ تصرّف الحكومة اللبنانية المقبلة. ستنتظر هذه الدول أيضًا مآل صيغة معادلة الجيش والشعب والمقاومة من أجل الحكم على ما إذا كان الساسة في لبنان على استعداد للتحرّر من سيطرة حزب الله. هنا، سيكون ردّ الفعل اللبناني حاسماً في تحديد النتائج حيال مسألتَين أساسيتَين للبلاد، هما: تنفيذ القرار 1701، وإعادة إعمار المناطق الشيعية".
كذلك، يقول التقرير إن إيران تشغل حيزاً كبيراً من النقاش، ويضيف: "فيما أعلن قاسم في كلمة له مؤخرًا أن طهران ستقدّم مساعدات مالية لأولئك الذين خسروا ممتلكاتهم في الصراع ضدّ إسرائيل، تُعتبر المبالغ التي وعد بها زهيدةً مقارنةً مع حجم الدمار والتكاليف المُقدَّرة لإعادة الإعمار. علاوةً على ذلك، يبدو أن ثمّة سجالًا مثيرًا للانقسام إلى حدٍّ كبير داخل إيران حول الأموال التي أُنفقَت على الاستراتيجية الإقليمية للبلاد، ولا سيما المبالغ الضخمة التي أُهدرت في سوريا. وحتى أنصار النظام الإيراني انضمّوا إلى جوقة الأصوات المندّدة، ومن بينها الشيخ محمد شريعتي دهقان، الذي قال إن الخطة الإيرانية بُنيت على أُسس ضعيفة. مع هذا، فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عنه مطالبته باعتماد نهجٍ جديد يُعطي الأولوية لبناء تحالفات مع الدول بدلًا من دعم الفصائل المسلّحة، وإعادة تخصيص الأموال والموارد إلى الشعب الإيراني".
وتابع التقرير: "في ضوء ما سبق، من المستبعد على نحو متزايد أن ينخرط الإيرانيون بشكلٍ واسع في عملية إعادة إعمار المناطق الشيعية في لبنان، وقد تضاءل هذا الاحتمال أكثر بعد أن خسرت طهران موطئ قدمها المهمّ في سوريا. إن صحّ هذا التقييم، لن يكون من السهل أن يستعيد حزب الله مستوى الدعم الشعبي الذي كان يتمتّع به سابقًا في أوساط الطائفة الشيعية، وسيكون من المستحيل تقريبًا أن يتمكّن الإيرانيون وحلفاؤهم من إعادة إحياء السياسة المتمثّلة بتطويق إسرائيل بحزامٍ ناري. وإذا كان هذا الهدف بعيد المنال، فما هي قيمة صيغة الجيش والشعب والمقاومة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال ليست واضحة للعيان بتاتاً".
وختم: "سوف يترقّب كثرٌ الاستحقاق الرئاسي لتقييم نقاط قوة حزب الله أو مكامن ضعفه، ومع ذلك، ستكون نتيجة صيغة الجيش والشعب والمقاومة هي المعركة الأهمّ". المصدر: خاص "لبنان 24"