شبكة اخبار العراق:
2025-03-09@17:11:27 GMT

في انتظار جولة جديدة من العنف في العراق

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

في انتظار جولة جديدة من العنف في العراق

آخر تحديث: 1 فبراير 2024 - 9:58 صبقلم:فاروق يوسف كل محاولات التهدئة في العراق باءت بالفشل. كل الوعود التي قدمها رئيس الحكومة العراقية ذهبت هباء. فالميليشيات الموالية لإيران لم تتعامل مع تلك الوعود باحترام. فهي ومن ورائها إيران تدركان أن الولايات المتحدة غير راغبة أصلا في إنهاء وجودها العسكري في العراق وأن المفاوضات بين الطرفين العراقي والأميركي لن ينتج عنها ما يمكن أن يحقق انتصارا لإيران من خلال إفراغ الساحة العراقية من أي قوات، يشكل وجودها مصدر تهديد لها أو يحد من تطلعاتها للهيمنة الكاملة على المنطقة.

وليس خافيا على رئيس الوزراء نفسه أن الميليشيات لا تأتمر بأوامره بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة. غير أنه لا يملك سوى أن يقول كلاما هو نفسه غير متأكد من صلابته. فما لم تقم الحكومة العراقية بإلغاء اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة فإن القوات الأميركية ستظل في قواعدها. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن رئيس الحكومة يدرك جيدا أن إيران إذا أرادت أن تستمر الميليشيات في إزعاج الأميركيين وصولا إلى إجبارهم على الرحيل فإنه لا يملك القدرة على منع ما يحدث. والآن بعد أن خرج الإزعاج الإيراني عن قواعد الاشتباك وأدى قصف الميليشيات إلى مقتل ثلاثة جنود أميركان وجرح أكثر من ثلاثين آخرين فإن الوضع صار مفتوحا على كل الاحتمالات. من المؤكد أن الرئيس الأميركي بغض النظر عن موقفه المهادن مع إيران لن يلجأ إلى تهدئة خواطر مواطنيه بكلام شبيه بكلام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يردده كلما قصفت إسرائيل دمشق ومطارها وقواعد حزب الله العسكرية فيها. جو بايدن ليس بشار الأسد والولايات المتحدة ليست سوريا. ربما سيتأخر الرد الأميركي بسبب لجوء الميليشيات إلى إخلاء معسكراتها ومقراتها وليس مستبعدا أن يكون زعماء الميليشيات قد غادروا إلى إيران خشية أن يستهدفهم الانتقام الأميركي، غير أن ذلك الرد آت لا محالة. هناك انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة ولا يمكن لسيد البيت الأبيض سواء بقي في منصبه أو غادره أن يخيّب آمال مواطنيه. وهكذا عاد العراق مرة أخرى إلى الوقوف على صفيح ساخن. لقد قيل الكثير عن الاستقرار النسبي الذي يعيشه العراق غير أن النظام السياسي الذي صار محكوما بسياسات الأحزاب الموالية لإيران لم يحظ بذلك الاستقرار إلا بسبب سماحه للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني باحتلال مفاصل مهمة في الدولة الهشة التي لن تتمكن الحكومة من إدارتها بطريقة سلسة وشفافة، لا لشيء إلا لأن مافيات الفساد قد أحكمت سيطرتها على كل الصفقات التي تؤكد من خلالها الدولة وجودها اقتصاديا.العراق في حقيقته هو بلد غير مستقر. فهو بلد تحكمه الميليشيات. والميليشيات يمكنها أن تحفظ الأمن والاستقرار وفي إمكانها أيضا أن تنسف ذلك الاستقرار من خلال استفزاز القوات الأميركية التي صار وجودها يشكل عقدة سياسية بعد صدور قرار من مجلس النواب العراقي ينص على وجوب انسحاب القوات الأميركية من قواعدها. لن تُحرج الولايات المتحدة إذا ما قررت أن تعيد الاعتبار إلى كرامتها المجروحة. فلا النظام السياسي الذي أقامته على أساس طائفي سيكون مانعا دون القيام بذلك ولا الدولة التي أقامتها مفككة على أنقاض العراق التاريخي ستقف حاجزا أمامها. للولايات المتحدة باعتبارها دولة عظمى تقديراتها وحساباتها وهو ما لا يمكن أن تتعامل معه الميليشيات بطريقة مسؤولة. غير أن المؤسف في الموضوع أن إيران قد وجدت في العراقيين ثورها الهائج الذي يمكن أن تضحي به في صراع تعرف أنه سينتهي بمقتل ذلك الثور. لقد التزم حزب الله بقواعد الاشتباك مع إسرائيل وكانت أوامر إيران ملزمة في ذلك. أما حين تعلق الأمر بالعراق فإن إيران لم تفرض شروطا على ميليشياتها تلزمها بقواعد الاشتباك وهو ما يعني أنها ترغب في أن يستمر العراق ملعبا للفوضى. ذلك ما فكرت فيه الولايات المتحدة قبل إيران. غير أن ما حدث يدخل القوة العظمى في قفص لا يمكنها الخروج منه إلا عن طريق إشاعة الفوضى من جديد في بلد احتلته من أجل أن تحرره وتخلت عنه لتتخلص من الأخطاء التي ارتكبتها فيه. وهي أخطاء تدفع الآن ثمنها.لن تتخلى الولايات المتحدة عن حقها في استباحة بلد، كانت قد استباحته في وقت سابق وعرضته في ما بعد في مزاد، فازت فيه غريمتها إيران. وهو ما أبقاه في مكانه، بلدا معروضا للبيع في سياق مزاج القوى المتنافسة عليه.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق غیر أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تطالب العراق بالاستغناء عن طاقة إيران بـ"أسرع وقت"

الاقتصاد نيوز ـ بغداد

 

طالبت وزارة الخارجية الأميركية العراق بالتخلص من الاعتماد على مصادر الطاقة الإيرانية "في أقرب وقت"، وذلك بعد ساعات من إعلان واشنطن عزمها تشديد العقوبات على طهران.

وفي ردها على سؤال بشأن الإعفاءات الممنوحة للعراق، وما إذا كانت ستجدد، أشارت وزارة الخارجية إلى أنها تقوم بمراجعة جميع الإعفاءات الممنوحة، وفق ما نقلت "رويترز".

ينتج العراق حالياً 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر محطات تعمل غالبيتها على الغاز، ولكن الطاقة الإنتاجية تنخفض في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط.

هذه الكمية في حالتها القصوى، لا تسد حاجة البلاد من الكهرباء، إذ يحتاج العراق إلى زيادة الإنتاج للوصول إلى 40 ألف ميغاواط من أجل ضمان توفير طاقة على مدار اليوم.

لحل هذه الأزمة، لجأ العراق إلى استيراد كميات من الغاز الإيراني، وهو ما هدد بتعرضه للعقوبات الأميركية، قبل أن تمنحه الولايات المتحدة إعفاءً يتجدد بصورة دورية.

ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة، تعهد بانتهاج سياسة "الضغط القصوى" تجاه إيران. ونتيجة لذلك، طلبت الحكومة العراقية من الإدارة الأميركية الجديدة تمديد الإعفاء الذي منحته الإدارة السابقة، وفقاً لتصريحات سابقة للسوداني في مقابلة مع قناة "الشرق"  السعودية.

السوداني كان تطرق إلى هذه مسألة إنهاء الاعتماد على إمدادات إيران خلال المقابلة، إذ أشار إلى أن البلاد تخطط لإنهاء استيراد الغاز بشكل تام بحلول 2028، مضيفاً: "سيكون هناك استقلال للطاقة بشكل واضح".

وتابع: "بالمحصلة نحتاج إلى استمرار هذا الاستثناء طيلة هذه الفترة. في الوقت نفسه بدأنا عملية ربط للطاقة مع دول الجوار حتى نغطي احتياجاتنا، وهذا جزء من مفهوم التكامل الذي نسعى إليه مع الأشقاء".

هذا ليس التصريح الأول من نوعه، بل يأتي بعد أيام فقط من اتصال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث ناقشا النفوذ الإيراني في المنطقة، وحث روبيو العراق على "ضرورة تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة".

قد لا يعني التصريح الأميركي الجديد أن واشنطن لن تقوم بتجديد الإعفاء الممنوح للعراق، ولكنه يشير إلى زيادة الضغط على بغداد بهدف التخلص من هذه الإمدادات.

تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من تأكيد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الولايات المتحدة ستشدد العقوبات على إيران، مضيفاً أن الولايات المتحدة "ستغلق" قطاع النفط في البلاد باستخدام "معايير وجداول زمنية محددة مسبقاً". وألمح إلى أن "جعل إيران مفلسة مرة أخرى سيمثل بداية لسياستنا المحدثة تجاه العقوبات".

واقترح وزير الخزانة أن تعمل الولايات المتحدة مع "أطراف إقليمية" تساعد إيران في نقل نفطها إلى السوق. ومن المرجح أن تكون روسيا واحدة من هذه الدول، التي أشارت في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى استعدادها لمساعدة الولايات المتحدة في المحادثات مع إيران بشأن إنهاء برنامجها النووي ودعمها للوكلاء الإقليميين المناهضين للولايات المتحدة.

وقال بيسنت إن "وزارة الخزانة مستعدة للدخول في مناقشات صريحة مع تلك الدول. وسنعمل على إغلاق قطاع النفط الإيراني وقدرات تصنيع الطائرات المسيرة".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الأمطار تعود غدًا.. جولة شتوية جديدة في أجواء العراق
  • الولايات المتحدة تمنع العراق من سد الأموال لإيران مقابل الكهرباء
  • إيران ترفض انتظار رسائل واشنطن وتؤكد أن الحل في تقوية الداخل
  • عودة الكاظمي: الأمل الكاذب الذي لا يحتاجه العراق
  • الولايات المتحدة تقرر منع العراق من دفع أموال لإيران مقابل الكهرباء
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • واشنطن: الولايات المتحدة لم تجدد الإعفاء الممنوح للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • الأمم المتحدة تدعو العراق الى إقرار قوانين لحماية المرأة من العنف
  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا الذي سيعقد في مدينة جدة الأسبوع المقبل
  • واشنطن تطالب العراق بالاستغناء عن طاقة إيران بـ"أسرع وقت"