شبكة اخبار العراق:
2024-12-31@22:52:30 GMT

في انتظار جولة جديدة من العنف في العراق

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

في انتظار جولة جديدة من العنف في العراق

آخر تحديث: 1 فبراير 2024 - 9:58 صبقلم:فاروق يوسف كل محاولات التهدئة في العراق باءت بالفشل. كل الوعود التي قدمها رئيس الحكومة العراقية ذهبت هباء. فالميليشيات الموالية لإيران لم تتعامل مع تلك الوعود باحترام. فهي ومن ورائها إيران تدركان أن الولايات المتحدة غير راغبة أصلا في إنهاء وجودها العسكري في العراق وأن المفاوضات بين الطرفين العراقي والأميركي لن ينتج عنها ما يمكن أن يحقق انتصارا لإيران من خلال إفراغ الساحة العراقية من أي قوات، يشكل وجودها مصدر تهديد لها أو يحد من تطلعاتها للهيمنة الكاملة على المنطقة.

وليس خافيا على رئيس الوزراء نفسه أن الميليشيات لا تأتمر بأوامره بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة. غير أنه لا يملك سوى أن يقول كلاما هو نفسه غير متأكد من صلابته. فما لم تقم الحكومة العراقية بإلغاء اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة فإن القوات الأميركية ستظل في قواعدها. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن رئيس الحكومة يدرك جيدا أن إيران إذا أرادت أن تستمر الميليشيات في إزعاج الأميركيين وصولا إلى إجبارهم على الرحيل فإنه لا يملك القدرة على منع ما يحدث. والآن بعد أن خرج الإزعاج الإيراني عن قواعد الاشتباك وأدى قصف الميليشيات إلى مقتل ثلاثة جنود أميركان وجرح أكثر من ثلاثين آخرين فإن الوضع صار مفتوحا على كل الاحتمالات. من المؤكد أن الرئيس الأميركي بغض النظر عن موقفه المهادن مع إيران لن يلجأ إلى تهدئة خواطر مواطنيه بكلام شبيه بكلام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يردده كلما قصفت إسرائيل دمشق ومطارها وقواعد حزب الله العسكرية فيها. جو بايدن ليس بشار الأسد والولايات المتحدة ليست سوريا. ربما سيتأخر الرد الأميركي بسبب لجوء الميليشيات إلى إخلاء معسكراتها ومقراتها وليس مستبعدا أن يكون زعماء الميليشيات قد غادروا إلى إيران خشية أن يستهدفهم الانتقام الأميركي، غير أن ذلك الرد آت لا محالة. هناك انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة ولا يمكن لسيد البيت الأبيض سواء بقي في منصبه أو غادره أن يخيّب آمال مواطنيه. وهكذا عاد العراق مرة أخرى إلى الوقوف على صفيح ساخن. لقد قيل الكثير عن الاستقرار النسبي الذي يعيشه العراق غير أن النظام السياسي الذي صار محكوما بسياسات الأحزاب الموالية لإيران لم يحظ بذلك الاستقرار إلا بسبب سماحه للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني باحتلال مفاصل مهمة في الدولة الهشة التي لن تتمكن الحكومة من إدارتها بطريقة سلسة وشفافة، لا لشيء إلا لأن مافيات الفساد قد أحكمت سيطرتها على كل الصفقات التي تؤكد من خلالها الدولة وجودها اقتصاديا.العراق في حقيقته هو بلد غير مستقر. فهو بلد تحكمه الميليشيات. والميليشيات يمكنها أن تحفظ الأمن والاستقرار وفي إمكانها أيضا أن تنسف ذلك الاستقرار من خلال استفزاز القوات الأميركية التي صار وجودها يشكل عقدة سياسية بعد صدور قرار من مجلس النواب العراقي ينص على وجوب انسحاب القوات الأميركية من قواعدها. لن تُحرج الولايات المتحدة إذا ما قررت أن تعيد الاعتبار إلى كرامتها المجروحة. فلا النظام السياسي الذي أقامته على أساس طائفي سيكون مانعا دون القيام بذلك ولا الدولة التي أقامتها مفككة على أنقاض العراق التاريخي ستقف حاجزا أمامها. للولايات المتحدة باعتبارها دولة عظمى تقديراتها وحساباتها وهو ما لا يمكن أن تتعامل معه الميليشيات بطريقة مسؤولة. غير أن المؤسف في الموضوع أن إيران قد وجدت في العراقيين ثورها الهائج الذي يمكن أن تضحي به في صراع تعرف أنه سينتهي بمقتل ذلك الثور. لقد التزم حزب الله بقواعد الاشتباك مع إسرائيل وكانت أوامر إيران ملزمة في ذلك. أما حين تعلق الأمر بالعراق فإن إيران لم تفرض شروطا على ميليشياتها تلزمها بقواعد الاشتباك وهو ما يعني أنها ترغب في أن يستمر العراق ملعبا للفوضى. ذلك ما فكرت فيه الولايات المتحدة قبل إيران. غير أن ما حدث يدخل القوة العظمى في قفص لا يمكنها الخروج منه إلا عن طريق إشاعة الفوضى من جديد في بلد احتلته من أجل أن تحرره وتخلت عنه لتتخلص من الأخطاء التي ارتكبتها فيه. وهي أخطاء تدفع الآن ثمنها.لن تتخلى الولايات المتحدة عن حقها في استباحة بلد، كانت قد استباحته في وقت سابق وعرضته في ما بعد في مزاد، فازت فيه غريمتها إيران. وهو ما أبقاه في مكانه، بلدا معروضا للبيع في سياق مزاج القوى المتنافسة عليه.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق غیر أن

إقرأ أيضاً:

عواصف شديدة تهدد بجلب أعاصير إلى الولايات المتحدة

تهدد العواصف الشديدة بإثارة أعاصير في أجزاء من جنوب شرق الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أسفر الطقس العاصف عن مقتل شخصين على الأقل نتيجة زوابع ضربت ولايتي تكساس ومسيسيبي.
وقال فرانك بيريرا خبير الأرصاد في هيئة الأرصاد الجوية الأميركية إن من المتوقع أن تستمر العواصف القوية التي تتحرك عبر الجنوب الشرقي في التسبب في هبوب "رياح قوية ومدمرة"، وتساقط البرَد، وأعاصير.
وأضاف بيريرا أن الطقس العاصف أدى، حتى الآن، إلى نحو 40 بلاغا عن أعاصير من جنوب شرقي ولاية تكساس إلى ولاية ألاباما، لكن هذه البلاغات لا تزال غير مؤكدة حتى يتم إجراء مسح للأضرار.
وتابع قائلا: "هذا الأمر ليس غير مسبوق، لكنه غير شائع إلى حد ما أن يحدث تفش للطقس القاسي بهذا الحجم في أواخر العام".
وأشار خبير الأرصاد إلى أن العواصف ستواصل التحرك شرقا حتى تبتعد عن اليابسة، مما يعني أن مخاطر الطقس القاسي ستتضاءل مع حلول مساء اليوم الأحد.
ولقي شخص، أمس السبت، حتفه في منطقة ليفربول الواقعة جنوب مدينة هيوستن بولاية تكساس. كما أصيب أربعة أشخاص بجروح لا تعتبر خطيرة، وفقا لما ذكرته ماديسون بولستون من مكتب شرطة مقاطعة برازوريا.
وأوضحت بولستون أن المسؤولين كانوا على علم بوجود نحو 10 منازل متضررة، لكنهم يعملون على تحديد حجم الأضرار بشكل دقيق.

أخبار ذات صلة أوكرانيا تتسلم أول دفعة من الغاز الطبيعي المسال من أميركا المكسيك توفر "تطبيقا للإنذار" لرعاياها المهاجرين في أميركا المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • جمهورية إيران التي أرجو لها أن تكون إسلامية!
  • الغارديان: بلير قدم النصح لبوش الذي آمن بأنه يقوم بمهمة من الله في العراق
  • الولايات المتحدة تعلن عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا
  • الشرع: مشروع إيران الذي استمر 40 عاما سقط في 11 يوما بسوريا
  • لماذا يمكن أن تتقدم الولايات المتحدة في حرب التعريفات الجمركية؟
  • عبد العاطي يطالب بعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية بين مصر وكندا
  • عواصف شديدة تهدد بجلب أعاصير إلى الولايات المتحدة
  • من هم ورثة الـ100 تريليون دولار في الولايات المتحدة؟
  • إيران والولايات المتحدة تتحالفان ضد تركيا
  • ارتفاع صادرات العراق النفطية إلى الولايات المتحدة: هل يعزز ذلك موقعه في الأسواق العالمية؟