شبكة اخبار العراق:
2024-09-30@17:37:21 GMT

في انتظار جولة جديدة من العنف في العراق

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

في انتظار جولة جديدة من العنف في العراق

آخر تحديث: 1 فبراير 2024 - 9:58 صبقلم:فاروق يوسف كل محاولات التهدئة في العراق باءت بالفشل. كل الوعود التي قدمها رئيس الحكومة العراقية ذهبت هباء. فالميليشيات الموالية لإيران لم تتعامل مع تلك الوعود باحترام. فهي ومن ورائها إيران تدركان أن الولايات المتحدة غير راغبة أصلا في إنهاء وجودها العسكري في العراق وأن المفاوضات بين الطرفين العراقي والأميركي لن ينتج عنها ما يمكن أن يحقق انتصارا لإيران من خلال إفراغ الساحة العراقية من أي قوات، يشكل وجودها مصدر تهديد لها أو يحد من تطلعاتها للهيمنة الكاملة على المنطقة.

وليس خافيا على رئيس الوزراء نفسه أن الميليشيات لا تأتمر بأوامره بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة. غير أنه لا يملك سوى أن يقول كلاما هو نفسه غير متأكد من صلابته. فما لم تقم الحكومة العراقية بإلغاء اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة فإن القوات الأميركية ستظل في قواعدها. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن رئيس الحكومة يدرك جيدا أن إيران إذا أرادت أن تستمر الميليشيات في إزعاج الأميركيين وصولا إلى إجبارهم على الرحيل فإنه لا يملك القدرة على منع ما يحدث. والآن بعد أن خرج الإزعاج الإيراني عن قواعد الاشتباك وأدى قصف الميليشيات إلى مقتل ثلاثة جنود أميركان وجرح أكثر من ثلاثين آخرين فإن الوضع صار مفتوحا على كل الاحتمالات. من المؤكد أن الرئيس الأميركي بغض النظر عن موقفه المهادن مع إيران لن يلجأ إلى تهدئة خواطر مواطنيه بكلام شبيه بكلام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يردده كلما قصفت إسرائيل دمشق ومطارها وقواعد حزب الله العسكرية فيها. جو بايدن ليس بشار الأسد والولايات المتحدة ليست سوريا. ربما سيتأخر الرد الأميركي بسبب لجوء الميليشيات إلى إخلاء معسكراتها ومقراتها وليس مستبعدا أن يكون زعماء الميليشيات قد غادروا إلى إيران خشية أن يستهدفهم الانتقام الأميركي، غير أن ذلك الرد آت لا محالة. هناك انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة ولا يمكن لسيد البيت الأبيض سواء بقي في منصبه أو غادره أن يخيّب آمال مواطنيه. وهكذا عاد العراق مرة أخرى إلى الوقوف على صفيح ساخن. لقد قيل الكثير عن الاستقرار النسبي الذي يعيشه العراق غير أن النظام السياسي الذي صار محكوما بسياسات الأحزاب الموالية لإيران لم يحظ بذلك الاستقرار إلا بسبب سماحه للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني باحتلال مفاصل مهمة في الدولة الهشة التي لن تتمكن الحكومة من إدارتها بطريقة سلسة وشفافة، لا لشيء إلا لأن مافيات الفساد قد أحكمت سيطرتها على كل الصفقات التي تؤكد من خلالها الدولة وجودها اقتصاديا.العراق في حقيقته هو بلد غير مستقر. فهو بلد تحكمه الميليشيات. والميليشيات يمكنها أن تحفظ الأمن والاستقرار وفي إمكانها أيضا أن تنسف ذلك الاستقرار من خلال استفزاز القوات الأميركية التي صار وجودها يشكل عقدة سياسية بعد صدور قرار من مجلس النواب العراقي ينص على وجوب انسحاب القوات الأميركية من قواعدها. لن تُحرج الولايات المتحدة إذا ما قررت أن تعيد الاعتبار إلى كرامتها المجروحة. فلا النظام السياسي الذي أقامته على أساس طائفي سيكون مانعا دون القيام بذلك ولا الدولة التي أقامتها مفككة على أنقاض العراق التاريخي ستقف حاجزا أمامها. للولايات المتحدة باعتبارها دولة عظمى تقديراتها وحساباتها وهو ما لا يمكن أن تتعامل معه الميليشيات بطريقة مسؤولة. غير أن المؤسف في الموضوع أن إيران قد وجدت في العراقيين ثورها الهائج الذي يمكن أن تضحي به في صراع تعرف أنه سينتهي بمقتل ذلك الثور. لقد التزم حزب الله بقواعد الاشتباك مع إسرائيل وكانت أوامر إيران ملزمة في ذلك. أما حين تعلق الأمر بالعراق فإن إيران لم تفرض شروطا على ميليشياتها تلزمها بقواعد الاشتباك وهو ما يعني أنها ترغب في أن يستمر العراق ملعبا للفوضى. ذلك ما فكرت فيه الولايات المتحدة قبل إيران. غير أن ما حدث يدخل القوة العظمى في قفص لا يمكنها الخروج منه إلا عن طريق إشاعة الفوضى من جديد في بلد احتلته من أجل أن تحرره وتخلت عنه لتتخلص من الأخطاء التي ارتكبتها فيه. وهي أخطاء تدفع الآن ثمنها.لن تتخلى الولايات المتحدة عن حقها في استباحة بلد، كانت قد استباحته في وقت سابق وعرضته في ما بعد في مزاد، فازت فيه غريمتها إيران. وهو ما أبقاه في مكانه، بلدا معروضا للبيع في سياق مزاج القوى المتنافسة عليه.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق غیر أن

إقرأ أيضاً:

الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات

2024-09-30hadeilسابق الوزير صباغ: سورية تشدد على أن الجولان أرض سورية محتلة وسكانه مواطنون سوريون كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من الشعب السوري قاوموا على مدى عقود الاحتلال انظر ايضاًالوزير صباغ: سورية تشدد على أن الجولان أرض سورية محتلة وسكانه مواطنون سوريون كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من الشعب السوري قاوموا على مدى عقود الاحتلال

آخر الأخبار 2024-09-30بزشكيان: دماء الشهيد السيد حسن نصر الله ستظل شعلة في مواجهة الظلم والجور 2024-09-30توزيع بذار بطاطا وسماد على المزارعين الأشد احتياجاً في ريف درعا الغربي 2024-09-30وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ في بيان سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: تنعقد الدورة الـ 79 للجمعية والتوتر الدولي يبلغ ذروته وجهود صون السلم والأمن الدوليين تواجه تحديات وأخطاراً حقيقية فالأزمات تتوالد والنزاعات تتفاقم والفوضى تنتشر والإرهاب يتفشى والاقتصاد العالمي يتعثر ونسب الفقر تزداد 2024-09-30استشهاد عسكري لبناني جراء غارة إسرائيلية على الوزاني 2024-09-30سبل تأمين احتياجات الوافدين من لبنان خلال اجتماع بين محافظ دمشق ومسؤول أممي 2024-09-30السوداني يؤكد دعم العراق للشعب اللبناني بمواجهة العدو الإسرائيلي 2024-09-30إيران تجدد دعمها الكامل للمقاومة والشعب اللبناني في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني 2024-09-30القوات الروسية تقضي على أكثر من 350 عسكرياً أوكرانياً في كورسك 2024-09-30ارتفاع عدد ضحايا مجزرة العدو الإسرائيلي في عين الدلب جنوب لبنان إلى 45 شهيداً 2024-09-30الشيخ قاسم: مسيرة الشهيد نصر الله مستمرة والمقاومة لن تتزحزح عن دعم غزة والدفاع عن لبنان 

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي 2024-09-23 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتسمية الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية 2024-09-23 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ 22 من أيلول 2024 2024-09-22الأحداث على حقيقتها استشهاد خمسة عسكريين جراء عدوان إسرائيلي استهدف موقعاً عند الحدود السورية اللبنانية 2024-09-27 عدوان إسرائيلي بالصواريخ يستهدف عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى 2024-09-09صور من سورية منوعات الولايات المتحدة: مصرع 63 شخصاً جراء الإعصار هيلين 2024-09-29 روسيا تختبر غواصة جديدة حاملة للصواريخ المجنحة 2024-09-27فرص عمل وزارة الخارجية تعلن أسماء المتقدمين المقبولين للاشتراك في مسابقة تعيين 25 دبلوماسياً 2024-09-18 الخارجية والمغتربين تعلن عن إجراء مسابقة لتعيين 25 عاملاً في السلك الدبلوماسي 2024-07-24الصحافة من 11 أيلول إلى 17 أيلول.. بقلم: د. بثينة شعبان 2024-09-23 مستنقع الفشل الأمريكي في أوكرانيا 2024-09-22حدث في مثل هذا اليوم 2024-09-3030 أيلول 1958 – الاتحاد السوفييتي يستأنف أبحاثه النووي 2024-09-2929 أيلول 1923 – بداية الانتداب البريطاني على فلسطين 2024-09-2828 أيلول 2000 – بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد اقتحام وزير الحرب الإسرائيلي أرئيل شارون المسجد الأقصى المبارك 2024-09-27 27 أيلول 1825- أول استخدام لسكة الحديد كوسيلة نقل عام 2024-09-2626 أيلول 1580- المكتشف البريطاني السير فرانسيس دريك ينتهي من الطواف حول الكرة الأرضية 2024-09-2525 أيلول 1955- تمديد أول كابل هاتفي تحت مياه المحيط الأطلسي
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • عقيل معلقا على تصريحات الكوني بشأن مراسيم الرئاسي: ليس لديكم سيطرة على الميليشيات التي تحاصركم
  • إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة منع إيران من الرد على اغتيال حسن نصر الله
  • نداء مهم لشباب ونساء العراق!
  • "أكسيوس": إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال زعيم حزب الله
  • الاحتلال يخشى من هجوم إيران.. ويطلب من الولايات المتحدة التدخل لمنعه
  • الولايات المتحدة ترفع حالة التأهب في سفاراتها بالعراق وسوريا تحسباً لاستهداف محتمل
  • السوداني من نيويورك: الشعب اللبناني يواجه صفحة جديدة من العدوان الوحشي الاسرائيلي
  • روسيا تدين بشدة الاعتداءات الصهيونية التي تنتهك سيادة لبنان
  • نتانياهو يقطع رحلته إلى الولايات المتحدة بعد الغارة التي استهدفت نصرالله