المجادلة.. مركز ومسجد بقطر من أجل آفاق أرحب للنساء
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
الدوحة- قبل أكثر من 1400 عاما، ذهبت الصحابية خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تطلب منه الفتوى بعد خلاف مع زوجها، وكان الحكم أنها حرمت عليه، ولكنها أخذت تجادل مرارا وتستعطف الرسول، وظلت تدعو الله بأن يفرج عنها تلك الأزمة إلى أن أنزل الحق تعالى الحل لقضيتها التي عرفت باسم الظهار في الإسلام؛ حيث زف إليها الرسول البشرى وهو ما ترويه سورة المجادلة.
واسترشادا بالموروث الإسلامي العزيز أطلقت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مبادرة جديدة للنساء من خلال مشروع يلبي الاحتياجات الدينية والتنموية والاجتماعية للنساء المسلمات في قطر عبر التدارس والتحاور وأداء العبادات معا في فضاء يسترشد بالموروث الثقافي للإسلام من خلال مركز يحمل اسم المجادلة.
وأعلنت رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر، مساء الأربعاء، في حفل بالمدينة التعليمية بمؤسسة قطر إطلاق المشروع الذي يستهدف أيضا المسلمات الباحثات عن مكان يُمكّنهن من توسيع وإثراء جميع مناحي الحياة وبناء مجتمعات قائمة على التعلم إلى جانب الباحثين والأكاديميين ممن يبحثون عن مساحة للتداول حول القضايا الإسلامية التاريخية المعاصرة ودعم المنح الدراسية للنساء وإنشاء مسارات جديدة وأوسع لمشاركة أعمالهن.
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تعلن تدشين مركز ومسجد #المجادلة والذي يوفر مساحة للمرأة المسلمة للتعبد والتعلم وتطوير ذاتها في الشؤون الدينية والدنيوية#مرسال_قطر | #قطر | @mozabintnasser pic.twitter.com/azry9toyBH
— مرسال قطر (@Marsalqatar) January 31, 2024
إرشاد الأجيال القادمةكما يستهدف المركز قادة المجتمع الذين يسعون للبحث وقيادة الفكر حول القضايا التي تؤثر في مجتمعاتهم، حيث كانت إسهامات المرأة على الدوام في صميم التطور الاجتماعي وتوفر فضاء ومنبرا لتيسير إرشاد الأجيال القادمة وضمان تبادل الخبرات والمعارف ما بين الأجيال وبناء القدرات.
وقالت الشيخة موزا بنت ناصر في كلمة لها خلال افتتاح المركز: "يقال في الفلسفة إن الجدل أصل التطور، ها قد علمنا كيف أن خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها اتخذت من الجدل -وكانت خير مجادلة- سبيلا لتجسيد رؤيتها في سعيها إلى حل مشكلتها".
وأضافت: "أظهرت خولة بنت ثعلبة بمبادرتها شجاعة وقوة شخصية ووعيا في أن الدين تسهيل في الدنيا وليس العكس، فلم تقف مكتوفة الأيدي، بل سعت وبحثت عن حل للمشكلة من داخل منظومتها الدينية، قاصدة حفظ حدود الله في نفسها وأهلها بعقل وتبصر".
وأوضحت الشيخة موزا أن الهدف من المركز هو تسليط الضوء على مفهوم العدالة في العبادة من خلال إنشاء مركز ومسجد يتيح للمرأة تطوير ذاتها في الشؤون الدينية والدنيوية من منظور شرعي وفهم شامل للعبادة حتى لا تبقى مصليات النساء مهمشة ومنزوية في ركن قصي، بوضع لا يليق بقيمة المسجد الروحية والإيمانية بما يجعلها بيئة غير جاذبة للفتيات.
تعيين د. سهيرة صدّيقي مُديرًا تنفيذيًا
لمركز ومسجد "المُجادِلة" للمرأة ????@almujadilah_qa| #نديب_قطر| #قطر ???????? pic.twitter.com/LXaN3Sp9dO
— نديب قطر (@NadeebQa) January 31, 2024
سبب التسميةوعن سبب تسمية المركز والمسجد بهذا الاسم قالت الشيخة موزا إن "خولة بنت ثعلبة مصدر إلهام لكل امرأة تريد أن تكون على بينة من أمرها، وتحيا حياتها على بصيرة، لتكون بذلك أصدق تعبير عن التصور الإسلامي للمرأة، ونموذجا يحتذى لمن تريد أن تنهض بنفسها ومجتمعها من داخل منظومتها الدينية والثقافية والحضارية ولهذا اخترنا المجادلة اسما للمركز والمسجد".
ويفتح المركز أبوابه للجمهور خلال حدث مجتمعي في الرابع من فبراير/شباط المقبل، وتبدأ برامجه المجدولة في السادس من فبراير/شباط، حيث يمكن للنساء زيارة المركز بدون الحاجة إلى التسجيل في برامجه بين الساعة العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء يوميا.
وإضافة إلى البرامج والأنشطة المجتمعية، سيفتح "المجادلة" آفاقا للتعليم والبحوث الإسلامية، ودراسة الدين الإسلامي في سياقه التاريخي والمعاصر، كما سيمثل محورا لشبكات البحوث، وبناء القدرات، والتبادل الفكري بين العلماء، والممارسين، والنساء المسلمات من جميع الخلفيات.
ويركز "المجادلة للبحوث" على دعم المشاريع البحثية في 3 مجالات رئيسية هي:
النصوص والشريعة والأخلاقيات الإسلامية. حياة المرأة المسلمة. صحة ورفاه المرأة المسلمة. مساحة للحوارمن جهتها قالت الدكتورة سهير صديقي المديرة التنفيذية لمركز ومسجد المجادلة للنساء وأستاذة علم اللاهوت المشاركة، في تصريح للجزيرة نت: "لقد اخترنا اسما مستوحى من سورة المجادلة لأنه يلخص أهمية ما نحاول القيام به هنا في المركز والمسجد، والذي يهدف إلى خلق مساحة للحوار والتحادث حول القضايا المعاصرة المرتكزة على جمال الإسلام وانفتاحه".
وأكدت أن المركز سوف يوفر أبحاثا مدروسة وبرامج ذات صلة وحوارا جذابا، مع الاستمرار في توسيع المساحات المخصصة للنساء للنمو والتطور، مشددة على أن الإسلام يعترف تاريخيا بالنساء ويشجعهن على الصلاة معا. وتابعت أنه في حين تم افتتاح العديد من المساجد الجديدة والكبيرة في قطر على مر السنين، إلا أن المساحات المخصصة للنساء غالبا ما تكون مكتظة، خاصة في شهر رمضان، "ولذلك أنشأنا مساحة مصممة خصيصا للنساء ومصممة هندسيا بطريقة منفتحة وراقية".
ولفتت إلى أن المركز سوف يوفر العديد من البرامج؛ منها الدينية والاجتماعية والتنموية والبحثية، حيث تم تصميم جميع هذه البرامج لتلبي احتياجات المرأة المسلمة عن طريق توفير فرص للتعلم مع الحرص على أن يكون الفكر الإسلامي هو أساس جميع هذه البرامج.
وأوضحت صديقي أن البرامج الاجتماعية والتنموية التي يوفرها المركز تعطي فرصا للنساء لبناء علاقات دائمة وتوسيع دائرتهن الاجتماعية في بيئة ترحيبية من خلال التعرف على نساء يواجهن نفس المشاكل التي يواجهنها في يومهن العادي، في حين أن البرامج التنموية تلعب دورا خاصا في تعزيز المرأة المسلمة فكريا وروحيا وعاطفيا وجسديا، بينما تركز البرامج البحثية على تمكين المرأة من التحاور في كل ما يتعلق بتاريخ المرأة المسلمة ويوفر لها السند العلمي الذي تحتاجه، حسب قولها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المرأة المسلمة الشیخة موزا من خلال
إقرأ أيضاً:
ناشطات وثقافيات لـ”الثورة ” :اليوم العالمي للمرأة المسلمة إحياء للمبادئ والقيم والتي وأدها الأعداء بنشر فسادهم
أوضحت عدد من الثقافيات أن إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة هي إحياء للمبادئ والقيم والأخلاق التي وأدها الأعداء بنشر فسادهم وجرائمهم وإلى ذلك هي تعد وسيلة لفضح وتعرية ادعاءاتهم الكاذبة والعناوين الزائفة التي تنادي بحقوق المرأة في هذا العالم .
وأكدن أنه وفي هذا اليوم تحيي نساء اليمن ذكرى ميلاد الزهراء -عليها السلام- اعترافاً بالنعمة الإلهية المهداة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وإحياءً للقدوة التي أراد الله لها السيادة في هذا العالم .
استطلاع/ أسماء البزاز
البداية مع آلاء غالب الحمزي- ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة- محافظة عمران حيث تقول: إن زهراءُ البصيرة والإيمان، تحطم آمال الصهاينة والأمريكان خاصة ونحن نواجه حروباً ناعمة، وحروباً ثقافية، وحتى اجتماعية، بل شملت الاقتصاد والإعلام والسياسة، وانتهت بالحروبِ الأمنية والعسكرية، شملت واستهدفت الجميع وبلا استثناء، ولكن هذه الحروب ركزت واستهدفت في المقدمة المرأة؛ لأنها اللبنة الأولى في المجتمع، وعليها وبها يعتمد في بنائه.
وتابعت الحمزي : المرأة اليمنية واجهت أشرس وأعنف الحروب، وواجهت التحديات، بل حولت من هذه التحديات إلى فُرص! اقتحمت الصعوبات، وتعدت المستحيل، وجعلت منه أمرًا ممكنًا، ومن عمق ألمها ومعاناتها صنعت أفراحها!، والكل وقف متعجبًا ومنبهرًا كيف لها أن تكون بهذا الصمود الأسطوري، وكيف لها أن لا تنكسر ولا تضعف ولا تلين، وكيف قهرت كل آمال أعدائها؟!ليس هذا فحسب بل تحركت وكأنها المعني الأول في إرغام العدو الصهيوني الأمريكي على الهزيمة، وكأنها ذلك الجندي المرابط الشجاع في مترسه، يرقب ظهور عدوه ليباغته وينكل به.
وتابعت : نعم إنها كذلك هي الجندي الأول في هذه الحرب، ودورها لا يقل شأنًا عن دور ذلك الجندي المجاهد في جبهته، فجبهتها هي الوعي وتحصين الأجيال من الضلال، وهي المدد والسند لرجال الله المجاهدين في ميادين البطولة والجهاد، تحركت لتشجع الرجال، حاملةً للروح الثورية، وبذلت مُهجة قلبها أبيها، وقدمت زوجها شريك حياتها، بل قدمت فلذات أكبادها، وشقيق ظهرها، كلهم كانوا قرابين لله سبحانه وتعالى، بل وقدمت القوافل وخرجت لتعلن موقفها المشرف الذي يبيض الوجه أمام الله تعالى وأمام رسوله صلوات الله عليه وآله، وأمام أعلام دينه أوليائه، وجسدت قوله تبارك وتعالى: { وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وانطلقت من وحي قوله تعالى:{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ}.
وجسدت قول العزيز الحكيم:{إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
مبينة أن المرأة اليمنية كانت بهذا الشكل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ويرضي أوليائه؛ لأنها ارتبطت وتولت من هم حلقة الوصل بينها وبين الله تعالى، من يمثلون القنوات التي تمثله، فكانت قدوتها هي سيدة نساء العالمين، من بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني، والتي هي منهج لكل النساء في هذا العالم، فالسيدة فاطمة الزهراء “عليها السلام”، هي القدوة والأسوة للبنت والأخت والزوجة والأم، هي مدرسة لكلٍ منهن، وفي كل المجالات “الإيمانية، الجهادية، والتربوية، والمهارية”، فمن أرادت السمو فعليها أن تقتدي بالحوراء البتول؛ لأنها النموذج الأسمى والأرقى الكامل.
سلام الله على الزهراء
من جهتها تستهل خـديـجـة المرّي- ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة صعدة حديثها بقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)).
وأضافت المري : مع اقّتراب اليوم العالمي للمرأة المُسلمة تُدشن حرائر شعب الإيمان والحكمة، هذه المُناسبة العظيمة كعظمة صاحِبتها الصديقة الطاهرة البتُول فاطمة الزهراء-سلام اللَّه عليها- ابِتِهاجًا وسُرورَا وفرحًا، وهنّ في أتم الجهوزية والتأهب والاستعداد لإحياء ذكرى وِلادتها -سلامُ اللَّه عليها-، وقد بدأنا التُدشين والاحتفال بِقدوم مُولدها المُبارك والميمُون في العديد من المُحافظات والعُزل والمُديريات، والذي يعتبر هو اليوم العالمي للمرأة المُسلمة، الذي من خِلاله تُجسدّ فاطِمة اليوم النهج المُحمدي الأصيل، وتظهر شخصية الزهراء بِنت رسول الله -صلوات الله عليه وآله- التي أراد الغرب والصهاينة تغيبها، وإظهارها لتكون حاضرة في الضمائر والمشاعر، والوجدان، والاقتداء بِها، والسير على نهجِها وخُطأها.
وقالت: ونظرًا لِما لهذه الذكرى العزيزة على قلوب زينبيات الزمان، وفاطِميات العصر من أهمية كُبرى، ومعنى بِما تعنيه الكلمة، ها هي فاطِمية العصر سَتُظهر ولاءها، وحُبِها، وانتماءها لأهل بيت رسول الله -صلوات الله عليهم أجمعين-، وبضعة صلوات عليه وآله التي قال فيها (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد اغضبني، ومن أرضاها فقد ارضاني) ففاطِمية عصرِها مازالت أمام الأعداء بِصوتها الصادع بالحق، مازالت زينب اليوم تصرخ في وجه الطواغيت والمجرمين، ومازالت متمسكة بِدربها ونهجها العظيم.
ومضت بالقول : وما نساء اليمن فيه من عزَّة وكرامة وإباء، واستبسال وصمُود إسطوري مُنقطع النظير؛ إلاّ بِفضل هذه الثقافة القرآنية الصحيحة، ومُقاطعة الثقافة الغربية التدجينية التي لا تنتمي لها نساء اليمن العظيمات، وبالتربية الإيمانية التي من خِلالها أثبتت المرأة اليمنية للعالم بأكمله أنها المُجتمع بِكله وليس نُصفه، وصانت أرضها وعرضها، عفتها وحشمتها، واستمسكت بِدينها وإسلامِها، وواصلت المضي قدمًا في خُطى سيِدتها ومولاتِها الصديقة والزكية الطاهرة والمرضية سيدة نساء العالمين بنت المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة والتسليم.
مبينة : ظن الأعداء بمؤامراتهم الشيطانية والخبيثة، وذلك من خِلال هجمتهم الشديدة “بالحرب الناعمة”، أنهم سيتمكنون من غزو المرأة المُسلمة اليمنية، وعزلها في عالم آخر عن شقيقها الرجل، وسلب حُريتها وكرامتها، لكي يسهل السيطرة عليها، واستغلالها لتصبح عندئذٍ لقمة صائغة في أيديهم كيف مايشاؤون ويُريدون، ولكن الطامة الكُبرى لهم؛ أن المرأة اليمنية كانت الأكثر وعيًا، والأقوى إيمانًا وصبرًا، وأشدُّ صلابةٍ وقوة، وفوق هذا كله صبوا عليها حِقدهم وقتلوها مع أطفالها في المنازل والطُرقات، ولكن لم يزيدها ذلك إلاّ تجلدا وبصيرة، وشمخت كشموخ الحيد الأصمّ، رغم مرارة الألم، لن تستسلم أو تُهزم ،بل جرعت العدو البأس والعلقم، وجاهدت بالمال والنفس والدم، وكانت في الصفُوف الأُولى مُجاهدة تتقدم، بصرختها المُدوية والحيدرية مازالت تنهم، وعلى خُطى الزهراء سارت، ومن نهجها وحركتها ثارت، وفي ظُروفها ما احتارت، بل افتخرت وتحدت العدُو ما أنهارت، قدمت الشهيد تلو الشهيد وتفانت، وجاهدت في سبيل الله ما استكانت، ولا هانت، وما أصابها الضعف من ذلك ومامالت.
وختمت المري حديثها بالقول : سلام الله على فاطمة الزهراء البتول، التي هي النُموذج الإيماني والأرقى، التي ستبقى مدرسة لكل امرأة مُؤمنة، مدرسة إيمانية ترتشف من معانيها أسمى الدروس والعبر، وترتوي من نهرها الجاري الهٌدى الذي تتعطشن إليه، وتهفون إليه كل المؤمنات في هذا العالم، وسلام الله على المرأة اليمنية الصابرة والصامدة في وجه أعتى عدوان خارجي هستيري عرفته الأمة، سلام الله وأزكى السلام لكلّ المُسلمات المؤمنات في كلّ زمان ومكان ما تعاقب الليل والنهار.
تحديات ولكن
فاطمة الجرب -المنسقة الميدانية في الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة حجة تقول من ناحيتها: من المهم جداً إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة في ظل التحديات التي تواجهها المرأة في شتى المجالات وظل الحرب العسكرية والحرب الناعمة التي تواجه المرأة اليمنية خاصة والمرأة المسلمة بشكل عام، فالمرأة اليوم تتعرض للاستهداف الممنهج من قبل الأعداء بالشكل المباشر وغير المباشر وبكل وسائل الاستهداف لقتلها ولإفسادها واستخدامها كأداة لإفساد المجتمعات.
مبينة أن إحياء هذه المناسبة العظيمة هو إحياء للمبادئ والقيم والأخلاق التي وأدها الأعداء بنشر فسادهم وجرائمهم وإلى ذلك هي تعد وسيلة لفضح وتعرية ادعاءاتهم الكاذبة والعناوين الزائفة التي تنادي بحقوق المرأة في هذا العالم.
مضيفة: في هذا اليوم تحيي نساء اليمن ذكرى ولادة الزهراء -عليها السلام- اعترافاً بالنعمة الإلهية المهداة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وإحياءً للقدوة التي أراد الله لها السيادة في هذا العالم، فهذا النموذج يمثل قيمة للمرأة التي رفع الإسلام من قدرها وأعلى شأنها إذا تمسكت به المرأة وإذا اقتفت أثره، وعلى الرغم من الحرب الناعمة التي توجّه لاستهداف كل نساء العالم، إلا أن المرأة اليمنية لا زالت متمسكة بالقدوة الصحيحة، والنموذج القرآني الصحيح للحفاظ على إيمانها ومبادئها وقيمها وأخلاقها.
موضحة أن الارتباط الصحيح بفاطمة الزهراء -عليها السلام- يشكل عائقاً أمام مساعي الأعداء ويفشل كل مخططاتهم لاستهداف المرأة ويحصنها ثقافياً وفكرياً ويكسبها الوعي العالي تجاه خطورة هؤلاء الأعداء.
وقالت : بإحياء هذا اليوم العالمي للمرأة المسلمة تستطيع المرأة اليمنية التعريف بفاطمة الزهراء -عليها السلام- لكل نساء العالم وأيضاً التأكيد على أن نموذج فاطمة الزهراء -عليها السلام- حاضر في ساحة المرأة اليمنية وبشعار الزهراء قدوة العصر في درب النصر.