ناقشت في مقالاتٍ سابقة بعض المفاهيم الأخلاقية والقانونية التي تم تداولها أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة؛ بوصفها جزءًا من خطاب الحرب الذي يحاول اختراع مسوغات سياسية وأخلاقية للحرب المستمرة، بالرغم من كلفتها الإنسانية الهائلة والموجعة، والتي نزلت بها إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية، بحسب فحوى قرار محكمة العدل الدولية الصادر مؤخرًا، وإن لم تملك المحكمة الجرأة الكافية للتصريح بذلك نصًّا.

وإذا كان قرار محكمة العدل الدولية ثمرةً لدعوى قضائية رفعتها جنوب أفريقيا ضد الأعمال العسكرية الإسرائيلية، فإن ثمة تحركا قانونيًّا آخر بدأ بدعوى ضد الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، رفعها مركز الحقوق الدستورية بالولايات المتحدة، وتنظر فيها محكمة فدرالية في كاليفورنيا. فحوى هذه الدعوى أن الثلاثة المُدَّعَى عليهم تواطؤوا في جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. وفي الواقع أن هذا التواطؤ يقوم على أساس قانوني وأخلاقي قوي، سأوضحه من خلال ثلاثة أمور:

الفعل السياسي والفعل العسكري والمسؤولية القانونية والأخلاقية عن الفعلين السابقين.

أولاً: من جهة الفعل السياسي

قدمت إدارة بايدن الدعم السياسي غير المشروط لإسرائيل، سواءٌ في احتلالها وحصارها لغزة أم في الحرب الجارية على غزة، وقد أوجد هذا الظروف الملائمة لحدوث الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. ومن جهة الفعل العسكري، زودت إدارة بايدن إسرائيل بالدعم العسكري السخي وغير المشروط -أيضًا- في حربها على غزة وبشكل طارئ ومتجاوز لأي رقابة أو تقييد.

ومن جهة المسؤولية القانونية والأخلاقية، يُعد التسليح السابق -في زمن الحرب ودعمًا لها- انتهاكًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية التي وُقعت عام 1948؛ رغم أن من مسؤوليات الولايات المتحدة الأميركية منع الإبادة الجماعية بموجب القوانين والأعراف الدولية، كما أن فعل التسليح نفسه في زمن الحرب هو فعل مشارك؛ إذ إنه وقع لأجل دعم طرف واضح ومحدد ومن دون أي شروط أو قيود. ومن مجموع الأمرين السابقين (الفعل السياسي، والفعل العسكري) نخلص إلى أن المسؤولين الثلاثة المشمولين بالقضية لم يُخفقوا -فقط- في تنفيذ التزاماتهم القانونية والأخلاقية، بل ساهموا – أيضًا – في تسهيلها وحدوثها.

أوضح مسؤولون أميركيون أنه تم تزويد إسرائيل بألوان مختلفة من الأسلحة من بينها قنابل ذات رؤوس حربية خارقة للتحصينات (تُعرف باسم "بي إل يو-109")، وهي مصممة لاختراق الخرسانة قبل أن تنفجر، وهذا يوضح قدرتها التدميرية الهائلة لها

ثانياً: الشق العسكري

وهو بالغ الأهمية هنا من الناحيتين القانونية والأخلاقية؛ لأنه فعلٌ ثابتٌ من حيث الوقوع، وظاهرٌ يمكن التحقق منه، وصريحٌ؛ يُفصح عن النوايا والمقاصد لدرجة أنه يقوم مقامها. فالنوايا -وإن كانت مستترة- يقوم مقامها صراحةُ الفعل وتَمَحُّضه للدلالة على مقاصد الفاعل، الأمر الذي يغني عن البحث في مسوغات ونوايا الفاعلين. ومن شأن هذه الخصائص مجتمعةً أن توضح هشاشة الدعاوى والتصريحات السياسية الأمريكية التي حاولت -على مدار الحرب الجارية- أن تتجنب المساءلة القانونية والانتقادات السياسية، تارة من خلال سَوْق مسوغات عدة لجرائم إسرائيل في الحرب (كالقول إن إسرائيل لا تستهدف المدنيين، أو إن لها الحق في الدفاع عن النفس، أو إنه لا يوجد دليل على وقوع إبادة جماعية، وغير ذلك)، وتارة أخرى من خلال الدعوة المبهمة والمتكررة لحكومة نتنياهو إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وفي نفس الوقت دعمها عسكريًّا بلا قيد أو شرط، وتارة ثالثة من خلال دعوة إسرائيل إلى "تقليل الخسائر البشرية".

والواقع أننا إذا قارنّا الخطاب السياسي الرسمي الأمريكي حول الحرب -منذ بدايتها وحتى الآن- بالفعلين السياسي والعسكري الأميركيين، سنخلص إلى أن إدارة بايدن ساهمت -فعليًّا- في الإبادة الجماعية؛ فقد عطلت أي محاولة لإيقاف الحرب في مجلس الأمن من جهة، وزودت إسرائيل بأطنان من الأسلحة خلال الحرب من جهة أخرى، ودافعت عن أداء الجيش الإسرائيلي وبررت له باستمرار خلال الحرب من جهة ثالثة. صحيحٌ أن الفعل السياسي هو المؤسِّس للفعل العسكري، وأن الفعل العسكري خادمٌ للفعل السياسي، ولكن الفعل العسكري يتسم بسمات أساسية تجعله أبلغ تأثيرًا وأصرح في المسؤولية القانونية والأخلاقية، وتتلخص في:

أنه يمكن ضبطه وقياسه. وأنه صريحٌ في ترجمة مقاصد ونوايا الفاعلين السياسيين. وأن ضرره مباشر وحاسم.

تساعدنا هذه السمات الثلاث على تقويم التسليح الأميركي لإسرائيل عمومًا، وفي الحرب الجارية على غزة خصوصًا. ويمكن أن نقوم بهذا التقويم الأخلاقي والقانوني من خلال ثلاث جهات:

الجهة الأولى: فعل التسليح نفسه

فالتسليح واقعٌ في سياق خاص هو "زمن الحرب"، وبقصد خاص هو "تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للحرب". فلسنا  -إذن- أمام فعل تجاري قصده التربح، وإن كان ذلك -أيضًا- مدان أخلاقيًّا، وإنما نحن أمام فعل مقصودُه الدعم العسكري للحرب. ومن اللافت أن فقهاء المسلمين قد ناقشوا -تاريخيًّا- مسألتين تتصلان بفعل التسليح:

الأولى: حكم بيع السلاح في زمن الحرب (وفي زمن الفتنة والبغي أيضًا). الثانية: حكم بيع ما يُتَّخذ منه السلاح، كالحديد ونحوه.

وقد انتهى جمهور الفقهاء في المسألتين إلى التحريم؛ فيَحرم بيع السلاح أو ما يُتَّخَذ منه السلاح لفئات من الناس تشمل أهل الحرب والبغاة وأهل الفتنة. وهذا يعني أن تحريم هذا الفعل عامٌّ يشمل بيع السلاح للمسلمين ولغير المسلمين؛ لأن علة التحريم سدّ الذريعة إلى القتل. فالسلاح آلة القتل، وبيعُه في زمن الحرب أو الفتنة أو البغي آكد في استعماله لأجل القتل وأن فيه تقويةً لأحد الطرفين المتحاربين أو باعثًا للطرفين على شن الحروب ومواصلة القتال. فهذا الفعل يُقصد به الحرام، وكل تصرف يُفضي إلى الحرام حرامٌ.

ويمكن لنا أن نميز هنا بين مستويين مختلفين. فنقاش الفقهاء الكلاسيكيين كان يتحرك في أفق بيع السلاح للاتجار به، أما بيع السلاح بغرض دعم الحرب غير المشروعة فهو مستوى أشد في التحريم، كما هو الحال في الحرب على غزة. ولا شك أن التسليح في كلا المستويين محرّم؛ لأن قصد البائع لا يسوّغ القصد إلى الاتجار ولا الدعم العسكري للحرب؛ لأن التسليح يعزز فعل القتل، ومن ثم عُلّق التحريم بوصفين منضبطين هما: بيع آلة القتل وفي زمن الحرب.

هذا التحريم يعزز فكرة عدم المشاركة في القتل أو عدم المساهمة في تزكية الحرب. ويشبه هذا المنظورَ الفقهيَّ الأخلاقي منظورُ منظمة العفو الدولية التي حذرت -في تقرير لها- من أن "الولايات المتحدة قد تُعتَبر مشاركة في المسؤولية عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها إسرائيل بأسلحة زودتها بها، حيث يقع على عاتق جميع الدول واجب عدم المساهمة -عن عمد- في الأعمال غير المشروعة دوليًّا من قبل دول أخرى". وهذا يؤكد فكرة أن التسليح في مثل هذه الحالة هو مساهمة في الحرب.

الجهة الثانية: نوع الأسلحة المبيعة والمستخدمة

ثمة التزام أمريكي ثابت بتسليح إسرائيل منذ سنة 1948، وتَعزز هذا منذ سبعينيات القرن الماضي؛ لضمان تفوقها العسكري النوعي على أعدائها المحتملين في المنطقة. وفي الفترة الواقعة بين 1948 ومطلع 2023 قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات بقيمة 158.66 مليار دولار. وإذا أُضيف إلى ذلك معدل التضخم سيتضاعف الرقم إلى 260 مليار دولار، بحسب دراسة صدرت عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس. ولكن لندقق في مسألة التسليح في حالة الحرب الجارية على غزة تحديدًا. فقد زودت حكومة بايدن إسرائيل بأسلحة طارئة مرتين خلال شهر واحد فقط (في ديسمبر/كانون الأول 2023)، متجاوزةً موافقة الكونغرس؛ بحجة وجود "حالة طارئة تستوجب موافقة فورية على نقل الأسلحة"، كما جاء في بيان وزارة الخارجية الأمريكية في ديسمبر الماضي.

يمكن أن نميز في هذا التسليح الأمريكي أثناء الحرب على غزة بين أسلحة ذكية يمكن توجيهها بدقة، وأخرى غبية لا تحتوي على أنظمة توجيه دقيقة. فعلى مستوى الأسلحة الذكية، أوضح مسؤولون أميركيون لبعض الصحف الأمريكية أنه تم تزويد إسرائيل بألوان مختلفة من الأسلحة تم تفصيلها في تقارير متنوعة، ونشرتها بعض المواقع الإخبارية، من بينها قنابل ذات رؤوس حربية خارقة للتحصينات (تُعرف باسم "بي إل يو-109")، وهي مصممة لاختراق الخرسانة قبل أن تنفجر، وهذا يوضح قدرتها التدميرية الهائلة لها. وعلى مستوى الأسلحة غير الموجهة (أو الغبية)، أعادت أمريكا بعض الأسلحة الغبية إلى إسرائيل لاستخدامها في غزة، بعد أن كانت سحبتها من إسرائيل لدعم أوكرانيا، وهذه الأسلحة هي – في الأصل – جزء من المخزون الأميركي الاحتياطي العسكري، ومنها 57 ألف قذيفة (155مم)، بحسب مسؤولين أمريكيين نقلت عنهم وكالة بلومبرغ الإخبارية.

ورغم أن كلا نوعي الأسلحة شديد التدمير، إلا أن الأسلحة الغبية أشد خطرًا؛ لأنها تثبت مقولة "القصف العشوائي" الذي ضاعف عدد الضحايا من المدنيين، والذي أقرّ به بايدن حين قال -مؤخرًا- إن إسرائيل قامت بـ"قصف عشوائي" في غزة. وكان نحو 30 منظمة إغاثة قد أرسلت خطابا إلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحثه على عدم إرسال قذائف عيار 155 مم إلى إسرائيل خاصة؛ لأن فيها خطورة كبيرة تتمثل في أنها "غير موجهة"، وهامش الخطأ فيها كبير.

وقد أشارت هذه المنظمات إلى أن هذه القذائف "تسقط عادة على بعد 25 مترا من الهدف المقصود"، وهذا يجعلها في غاية الخطورة في قطاع غزة الذي يعتبر واحدا من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان. ويزيد الأمر تأكيدًا أن تقريرًا للاستخبارات الأمريكية قد أكد أن ما بين 40 و45 بالمئة من القنابل جو-أرض التي استخدمتها إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول (ومجموعها 29 ألف قنبلة) كانت "قنابل غبية"، وكانت شبكة CNN قد نشرت فحوى هذا التقرير، ونقلت عن جيمس ستافريديز (وهو مسؤول عسكري أميركي سابق) أن المخزون الاحتياطي العسكري الأميركي "مليء بما يسمى ذخيرة غبية مثل القذائف عيار 155 مم والآلاف من القنابل الحديدية التي يتم ببساطة إسقاطها من الطائرة ويُترك الباقي للجاذبية"!. يضاف إلى ذلك أن نير دينار (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) كان قد رفض -في حديثه مع شبكة CNN- الحديث عن "نوع القنابل المستخدمة" في غزة.

الجهة الثالثة: عدم إدانة أمريكا للتطرف الإسرائيلي

توضح المعطيات السابقة حجم المسؤولية الأمريكية (سواء القانونية أم الأخلاقية) عن الإبادة الجماعية من جهة، وتقوض الادعاء بأن إسرائيل تحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين من جهة ثانية، وتجعل ما يجري في غزة ترجمة فعلية للتصريحات الإسرائيلية (سواء السياسية الرسمية أم الدينية أو الإعلامية) التي تتحدث عن إبادة أهل غزة بصيغ مختلفة، بدءًا من استعادة خطاب "العماليق" في العهد القديم الذي ينص على الإبادة الفعلية للبشر والحيوانات (وقد ناقشته في مقال سابق)، مرورًا بالدعوة إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة، ورفض التمييز بين المدني والعسكري (وقد ناقشته في مقال سابق)، وصولاً إلى الانتهاكات الإنسانية المختلفة، وقصف المنشآت المدنية والأممية، والحصار والتجويع. ومع ذلك، لم نجد أي إدانة أمريكية لشيء من ذلك؛ رغم ادعاء أمريكا -منذ أحداث 11 سبتمبر  2001- محاربة الإرهاب والتطرف، والواقع أنها تحارب التطرف الذي يهدد مصالحها فقط، أي أننا أمام مفهوم سياسي للإرهاب وليس مفهومًا قانونيًّا أو أخلاقيًّا.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة الحرب الجاریة الفعل السیاسی فی زمن الحرب بیع السلاح فی الحرب من الحرب الحرب ا من خلال على غزة فی غزة من جهة

إقرأ أيضاً:

( اراء حرة) {وقفة مع علم التحليل العسكري}

بقلم : الفريق ق خ الركن الدكتور عماد ياسين الزهيري ..

ألهمني الخلاف والاختلاف بين المحللين العسكرين والمحللين الاستراتيجين على القنوات الناطقة باللغة العربية خلال احداث حرب أكتوبر الثانيه في غزة وتداعياتها في جنوب لبنان وسوريا وتفحصت المثير من البرامج ومقدميها وضيوفها ووجدت أغلبهم سأهم بشكل مباشر او غير مباشر بالتضليل والتدليس وتشتيت فكر ورأي (المشاهد والمستمع )كما غرسوا الخوف والقلق وأضاعوا فرصة كان بالامكان ان يقدموا رؤية استشرافية وتنبوء علمي يساعد العرب والمسلمون من قراءة ساحة الحرب والمعارك بعيدا عن العاطفة والحماس او محاباة طرف على حساب طرف أخر وبغية تقديم رأي حر في نهاية عام ٢٠٢٤ بطريقة علمية وعملية ومختصرة والتحليل العسكري يقوم على مجموعة من المبادئ الأساسية التي توجه المحلل في دراسة الأحداث أو السيناريوهات العسكرية وتقييمها بشكل منهجي يتضمن ثلاث عناوين وهي (المبادئ وانواع واشهر المحللين )حيث تساعدنا على تقديم رؤى دقيقة ومبنية على أسس علمية واستراتيجية وكما يأتي
١.المبادئ الرئيسية للتحليل العسكري:
أ. الموضوعية والحياد:التحليل العسكري يجب أن يكون خاليًا من التحيزات الشخصية أو الأيديولوجيةويعتمد على الوقائع والبيانات بدلًا من الافتراضات أو العواطف.
ب.التركيز على الهدف .كل عملية تحليلية تبدأ بفهم الهدف النهائي، سواء كان تقييم عملية عسكرية أو تقديم توصيات لصناع القرار.
ج.السياق الشامل .يدرس التحليل العسكري الحدث ضمن سياقه الأوسع، بما في ذلك الأبعاد السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية ويأخذ في الاعتبار البيئة الجغرافية والمناخية وتأثيرها على العمليات العسكرية.
د.الواقعية:يركز على فهم الواقع كما هو بدلًا من التركيز على ما يجب أن يكون ويشمل تقييم الإمكانيات الفعلية للقوات والأسلحة والتكنولوجيا المتاحة.
هـ.السبب والنتيجة .يركز على تحليل العوامل المسببة للأحداث العسكرية والعلاقات بين المتغيرات المختلفة ويساعد على فهم الدوافع وراء التحركات العسكرية والتنبؤ بعواقبها.
و.التوازن بين المدى القصير والمدى الطويل:
تقييم التأثيرات الفورية لأي عملية عسكرية وكذلك النتائج الاستراتيجية بعيدة المدى.
ز.التقييم المقارن .مقارنة القدرات العسكرية بين الأطراف المتصارعة من حيث العدد، النوعية، التدريب، ومستوى الجاهزية وتحليل التكتيكات والاستراتيجيات المستخدمة تاريخيًا وفي الوضع الحالي.
ح.التركيز على الفاعلين العسكريين.دراسة الفاعلين الرئيسيين (القوات المسلحة، الميليشيات، التحالفات العسكرية) من حيث قدراتهم، أهدافهم،واستراتيجياتهم.
ط.المرونة في التفكير:التحليل العسكري يجب أن يكون مرنًا وقابلًا للتكيف مع تطور الأحداث أو تغيير المعطيات على أرض الواقع.
ي.دراسة القدرات والإمكانيات .تقييم الموارد المتاحة لدى الأطراف المعنية، مثل عدد القوات، المعدات، التكنولوجيا، والدعم اللوجستي وتحليل نقاط القوة والضعف لكل طرف.
ك. التنبؤ .تقديم سيناريوهات محتملة للتطورات العسكرية بناءً على البيانات الحالية والاتجاهات السابقة والتركيز على احتمالات النجاح أو الفشل لأي عملية عسكرية.
ل.مراعاة تأثير الجغرافيا:تحليل تأثير البيئة الجغرافية على العمليات العسكرية، بما في ذلك التضاريس، المناخ، والموقع الاستراتيجي.
م.تحليل ساحة المعركة .دراسة التوزيع المكاني للقوات، خطوط الإمداد، النقاط الحساسة، والتموضع الدفاعي والهجومي.
ن.تقييم المخاطر .تحليل المخاطر المحتملة لأي عملية عسكرية وتأثيرها على الأهداف والموارد وتقديم توصيات للحد من المخاطر أو تقليل تأثيرها.
س.فهم الديناميكيات التكنولوجية.دراسة تأثير التكنولوجيا الحديثة، مثل الطائرات بدون طيار، الذكاء الاصطناعي، والحروب السيبرانية وتقييم كيفية تطور التكنولوجيا واستخدامها كعامل حاسم في النزاعات والربط بالجوانب السياسية وفهم كيف تؤثر العمليات العسكرية على العلاقات الدولية، التحالفات، وردود الفعل السياسية والتحليل العسكري لا ينفصل عن البيئة الجيوسياسية.
ع.دراسة التاريخ العسكري والرجوع إلى التجارب التاريخية لفهم الأنماط والتكتيكات التي قد تكون قابلة للتطبيق أو غير ملائمة في السياق الحالي.
ف.ديناميكية الصراعات :تحليل تطور الصراع بمرور الوقت، بما في ذلك المراحل المختلفة مثل التصعيد، الاستقرار، أو التهديدات

٢.ماهي انواع التحليل العسكري
التحليل العسكري يُقسم إلى أنواع مختلفة بناءً على طبيعة الموضوع المُحلل، الهدف من التحليل، والمجالات التي يركز عليها. إليك الأنواع الرئيسية للتحليل العسكري:
أ.التحليل التكتيكي .يركز على العمليات العسكرية على مستوى الوحدات الصغيرة (الكتيبة أو الفرقة)ويدرس استخدام القوات والأسلحة في ميدان المعركة لتحقيق أهداف محددة.
ويُعنى بتحليل المعارك الفردية أو المواقف الميدانية القصيرة المدى مثل تحليل أداء فرقة مشاة في معركة محددة.
ب.التحليل الاستراتيجي .يركز على الأهداف طويلة المدى للدولة أو الجيش يتناول التخطيط العسكري على المستوى الوطني أو الدولي، بما في ذلك إدارة الموارد والتحالفات ويربط العمليات العسكرية بالأهداف السياسية والاقتصادية مثل تقييم استراتيجية دولة في شن حرب استنزاف.
ج.التحليل العملياتي .يركز على مستوى متوسط بين التكتيك والاستراتيجية.
ويُعنى بتخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية الكبرى التي تتطلب تنسيقًا بين الوحدات المختلفة مثل تحليل عملية عسكرية لتحرير مدينة من سيطرة العدو.
د.التحليل التقني .يتناول تقييم الأسلحة والمعدات العسكرية والتكنولوجيا المستخدمة ويُعنى بتحليل الأداء الفني والتكتيكي للتقنيات الحديثة وتأثيرها على العمليات مثل دراسة فعالية الطائرات بدون طيار في النزاعات الحديثة.
هـ.التحليل الاستخباراتي .يركز على جمع وتحليل المعلومات حول القدرات العسكرية والنية الاستراتيجية للعدو ويشمل مراقبة التحركات العسكرية، تقييم الموارد، وتحليل البيانات الاستخباراتية مثل تحليل احتمالية شن هجوم عسكري من قبل دولة معادية.
و.التحليل الجيوسياسي .يربط بين العوامل الجغرافية والاستراتيجيات العسكريةويدرس تأثير الموقع الجغرافي للدول على العمليات العسكرية والنزاعات مثل تحليل تأثير التضاريس الجبلية على العمليات العسكرية في أفغانستان.
و. التحليل التاريخي .يعتمد على دراسة الحروب والنزاعات السابقة لفهم الأنماط والدروس المستفادة ويساعد في توقع النتائج بناءً على التجارب التاريخية مثل تحليل الحروب العالمية لتحديد استراتيجيات النجاح والفشل.
ز.التحليل اللوجستي .يركز على إدارة الموارد والإمدادات العسكرية لضمان استدامة العمليات ويُعنى بتقييم قدرات النقل، التخزين، والتموين مثل دراسة فعالية الإمدادات العسكرية في حملة عسكرية طويلة الأمد.
ح.التحليل النفسي العسكري .يدرس العوامل النفسية التي تؤثر على الجنود والقيادات العسكرية ويتناول تأثير الحرب النفسية والدعاية على الروح المعنوية مثلتحليل تأثير الحرب الإعلامية على معنويات القوات في الصراع.
ط.التحليل الاقتصادي العسكري .يركز على تأثير الاقتصاد على القدرة العسكرية للدول ويشمل دراسة تكلفة العمليات العسكرية وتأثيرها على الميزانية العامة مثل
تحليل تكلفة تطوير نظام دفاع صاروخي جديد وتأثيره على ميزانية الدولة.
ي.التحليل القانوني العسكري .يتناول الجوانب القانونية المتعلقة بالحروب والنزاعات ويدرس مدى التزام العمليات العسكرية بالقوانين الدولية واتفاقيات جنيف مثل تقييم شرعية استخدام القوة العسكرية في نزاع دولي.
ك.التحليل الأمني .يركز على دراسة التهديدات الأمنية وتأثيرها على الاستقرار العسكري ويشمل تقييم التهديدات الإرهابية وحروب العصابات مثل تحليل تأثير هجمات تنظيمات مسلحة على استقرار منطقة معينة.
ك.التحليل السيبراني .يركز على الحروب السيبرانية والهجمات الإلكترونية وتأثيرها على العمليات العسكريةويشمل دراسة أنظمة الدفاع والهجوم الإلكتروني مثل تقييم قدرة الدفاع السيبراني لدولة على التصدي للهجمات الإلكترونية.
م .التحليل البيئي العسكري .يدرس تأثير العوامل البيئية على العمليات العسكريةويشمل تأثير المناخ، الطقس، والتضاريس على تنفيذ الخطط مثل تحليل تأثير الطقس القاسي على العمليات العسكرية في القطب الشمالي.
ن .التحليل الأخلاقي .يركز على دراسة الأبعاد الأخلاقية للقرارات العسكرية واستخدام القوة ويشمل تقييم تأثير العمليات على المدنيين والالتزام بالمعايير الإنسانية مثل
تحليل العمليات الجوية وتجنب الأضرار الجانبية للمدنيين

٣.اشهر المحللين في التاريخ الحديث.
أ.كارل فون كلاوزفيتز .وطرح مفاهيم مثل “الاحتكاك في الحرب” ومركز الثقل وهي أساسية في التخطيط العسكري الحديث ومثال على ذلك تحليله للحروب النابليونية ساعد في فهم الاستراتيجيات الكبرى للحروب الأوروبية.
ب.ألفريد ماهان .ركز على أهمية القوة البحرية في السيطرة العالمية في كتابه “تأثير القوة البحرية على السياسة وأكد أن السيطرة على البحار تُعتبر مفتاحًا للهيمنة العسكرية والاقتصادية وأثرت أفكاره على سياسات التوسع البحري في الولايات المتحدة واليابان في أوائل القرن العشرين.
ج.باسيلي ليدل هارت .رائد في تطوير مفهوم “الحرب غير المباشرة”، مشددًا على تجنب المواجهة المباشرة والتركيز على ضرب نقاط الضعف وكتبه وتحليلاته أثرت على استراتيجيات الحروب الحديثة، خاصة الحرب العالمية الثانية وتحليل ليدل هارت للجيش الألماني وقوة الحرب الخاطفة ساعد في فهم استراتيجيات الحرب الحديثة.
د.هانس ديلبروك. محلل عسكري ومؤرخ ركز على تحليل الاستراتيجيات العسكرية من منظور تاريخي وقارن بين الحرب الشاملة والحرب المحدودة، وقدم رؤى عميقة حول الاستخدام الأمثل للموارد.
هـ.روبرت ماكنمارا.وزير الدفاع الأمريكي خلال حرب فيتنام وتبنى أسلوب التحليل الكمي لتقييم القرارات العسكرية وكان من أوائل من ربطوا بين البيانات والتحليل الاستراتيجي مثل تحليل خسائر القوات الأمريكية في فيتنام بناءً على البيانات الإحصائية كان محور انتقاداته لاحقًا حول الحرب.
و.أندرو مارشال .ركز على تحليل المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ثم الصين لاحقًا وأسس مكتب التقييم الصافي الذي يُعنى بتقييم القوة العسكرية للدول الكبرى وساهمت تحليلاته حول الاستراتيجيات الصينية بتأثيرفي السياسات الأمريكية تجاه آسيا.
ز.هنري كيسنجر .رغم أنه يُعرف أكثر كسياسي ودبلوماسي، فإن تحليلاته العسكرية والاستراتيجية كانت جوهرية في فترة الحرب الباردة وساهم في صياغة استراتيجيات الردع النووي والعلاقات بين القوى الكبرى مثل تحليله لاتفاقيات الحد من التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
ح.فيليب كاربر .محلل متخصص في الدفاع والاستراتيجية العسكرية وركز على التهديدات الحديثة، مثل الأسلحة السيبرانية والحروب الهجينة مثل
تحليل النزاع الأوكراني-الروسي واستراتيجيات الحرب غير التقليدية.
ط.جون كيجان .مؤرخ عسكري وكاتب متخصص في دراسة المعارك الاستراتيجية و كتابه (وجه المعركة )قدم منظورًا فريدًا عن تجربة الجنود في ساحة القتال مثل تحليله لمعركة السوم خلال الحرب العالمية الأولى
الفريق ق خ الركن الدكتور
عماد ياسين الزهيري

عماد الزهيري

مقالات مشابهة

  • رئيس مهرجان السينما الفرنكوفونية: استقبال طلبات التقدم لمسابقة «أفضل سيناريو» لإنتاج فيلم حول حرب الإبادة الجماعية حتى ٣١ يناير
  • ( اراء حرة) {وقفة مع علم التحليل العسكري}
  • محاكمة علي كوشيب: بارقة أمل لضحايا الإبادة الجماعية في دارفور
  • تطور الحالتين اللبنانية والسورية وانعكاساتها على حرب الإبادة بغزة
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • أي تحدٍّ خلقه الطوفان لإسرائيل؟.. تقييمات جنرالات الجيش
  • رئيس مهرجان السينما الفرنكوفونية : استقبال طلبات التقدم لمسابقة "أفضل سيناريو" لإنتاج فيلم حول حرب الإبادة الجماعية حتى ٣١ يناير
  • التجمع المسيحي بالأراضي المقدسة: المسيحيون في قلب معركة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي
  • منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • باحث: نتنياهو يستغل المفاوضات لتمرير الإبادة الجماعية في غزة