الجزيرة:
2024-07-03@12:41:44 GMT

من يريد الحرب في المنطقة؟

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

من يريد الحرب في المنطقة؟

بعد الهجوم على القاعدة الأميركية في الأردن، ارتفعت مرة أخرى مخاطر الحرب الإقليمية؛ حيث بدأتُ أشعر بالخوف هذه المرّة، ودعني أشرح السبب.

بدأت الأوساط التي تريد من أميركا ضرب إيران بالضغط بشدة على إدارة بايدن فورًا؛ حيث قام أعضاء مجلس الشيوخ، مثل: ليندسي جراهام، وجون كورنين بإصدار بيانات علنية على وسائل التواصل الاجتماعي، تقول: "اضربوا إيران، الهدف طهران"، وتأثرت إدارة بايدن بالضغوط، وبعد ساعة أو ساعتين من الهجوم، أصدرت بيانًا كتابيًّا تحمل فيه إيران المسؤولية وقالت: إنها سترد.

وأعتقد أن هناك ضغطًا شديدًا على إدارة بايدن من قبل هذين المعسكرين اللذين يريدان الحرب مع إيران.

السياسة ليست واقعية بل ثيوبوليتيكية

أقول؛ إنّ أميركا لم تتصرف بواقعية منذ فترة طويلة، وأن تحركاتها غير عقلانية، والسبب هو فقدان الدولة الأميركية عقلَها الإستراتيجي، وأسلوب التفكير الإستراتيجي، والسلوك السياسي الرشيد التقليدي.

على سبيل المثال؛ عندما فتح أوباما الطريق أمام إيران، أعلنها ترامب عدوًا، ورغم اعتراضات تركيا، فتحت أميركا مجالًا لحزب العمال الكردستاني في سوريا، وأنشأت هناك جيشًا مسلحًا، وعارضت جميع الدول الإسلامية من خلال فتح سفارة في القدس.

وأخيرًا، أشعلت العداء ضد أميركا في جميع أنحاء العالم من خلال دعم حرب الإبادة الجماعية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل دون قيد أو شرط، وهذه الأفعال لا تتماشى مع نمط السياسة الواقعية.

فلماذا تتصرف هكذا؟

السبب هو اتباع أميركا سياسة "ثيوبوليتيكية" منذ فترة طويلة؛ حيث تمكنت المجموعة الدينية الإنجيلية المسيحية من تنظيم نفسها بقوّة في البنتاغون ووزارة الخارجية والبيت الأبيض، ويُلاحظ أيضًا أن هذه المجموعة تهيمن بشكل واضح على مراكز اتخاذ القرارات في بيروقراطية الدولة الأميركية وعالم الأعمال، كما تربط المجموعات الإنجيلية علاقة وثيقة وملموسة بالجناح الصهيوني لليهود من الناحية الدينية.

وحاليًا؛ يركّز الإنجيليون والصهاينة على نفس الهدف بسبب أمن إسرائيل، ونظريات القيامة الشاذة، ويوتوبيا الأراضي الموعودة، وبالنسبة لهم؛ من الضروري أن تبقى أميركا في المنطقة، وأن تُزال كل دولة تشكل تهديدًا لتأسيس "دولتهم الموعودة" ووجود إسرائيل، وستخدم الحرب ضد إيران هذه الأوساط في خلق جوّ من الفوضى يمكن أن يحقق أحلامهم.

لوبي الأسلحة متحمّس

لوبي الأسلحة الذي يعد من أقوى اللوبيات في أميركا والذي له تأثير كبير على وسائل الإعلام والاقتصاد، معروف لدى الجميع، وهنا لا ننسى أن الـ 65 ألف طن من القنابل التي أُلقيت على غزة والأسلحة بقيمة 21 مليار دولار التي أُرسلت إلى أوكرانيا، جاءت من الجيش الأميركي وأن الجيش الأميركي سيعوض مخازنه المفرغة، وهذا يعني تجارة هائلة للشركات التي تنتج الأسلحة للجيش الأميركي.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمع ازدياد التوترات في المنطقة، يبيع تجار الأسلحة كميات هائلة من الأسلحة للدول الموجودة في تلك المنطقة؛ حيث ارتفعت صادرات الأسلحة الأميركية بنسبة 49 بالمئة في آخر عامين.

وفي هذه الحالة؛ يعد دخول أميركا في نزاع مع دولة كبيرة مثل إيران في الشرق الأوسط فرصة لم يجدها لوبي الأسلحة منذ سنوات.

المصالح تتحد والخطر يتزايد

توحدت مصالح اللوبي اليهودي، والمجموعات الإنجيلية، ولوبي الأسلحة في حرب إسرائيل – غزة، مما أدى إلى وضع خطير للغاية؛ حيث يمكن توقع أن ترد الولايات المتحدة على الهجوم بضرب الجماعات القريبة من إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وهذا تحليل سياسي عقلاني.

لكن يجب أن نفكر في الأسوأ في مكان يُفتقَد فيه العقل الرشيد، ويتم التحرك بدوافع ثيوبوليتيكية، ويضم أطرافًا من الدولة الأميركية وأعضاء مجلس الشيوخ ووسائل الإعلام وعالم الأعمال.

ضرب الولايات المتحدة لإيران يعني انخراط إسرائيل في الحرب. وإذا دخلت إسرائيل الحرب؛ فإن حكومة نتنياهو ستعزز موقعها، وستزيد الولايات المتحدة من تواجدها العسكري في المنطقة. الدول العربية لن تشارك في الحرب بسبب كراهيتها إيران، مما سيؤدي إلى إصابة إيران بضرر كبير.

تفكّر إسرائيل في هذا التوقع البسيط، لكنها لا تأخذ في الاعتبار ما قد تفعله الصين وروسيا في هذا الوضع. فإذا كانت الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لإضعاف روسيا، فلماذا لا تستخدم روسيا والصين إيران لإضعاف الولايات المتحدة؟ في هذه الحالة، ستكون إسرائيل من بين الدول التي ستتلقى أكبر الأضرار.

أعتقد أن خطر الحرب يتزايد، وصراحةً، أخشى على منطقتنا.

 

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

غارديان: غزة تحولت إلى فشل أخلاقي وسياسي خارجي أكثر إرباكا لبايدن

يقول تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية إن الرئيس الأميركي جو بايدن فشل سياسيا وأخلاقيا في تعامله مع حرب إسرائيل في غزة، وأظهر ضعفا محيرا أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح التقرير الذي أعده الكاتب اللبناني الأميركي محمد بزي -مدير مركز "هاكوب كيفوركيان" لدراسات الشرق الأدنى في جامعة نيويورك- أن بايدن أظهر منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول دعما شبه مطلق لإسرائيل وقادتها تمثل في تزويد تل أبيب بالأسلحة ومنع قرارات الأمم المتحدة ضدها ومحاولة تقويض شرعية كل من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بسبب انتقاداتهما للأفعال الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: قرار المحكمة العليا انتصار لترامبlist 2 of 2إيكونوميست: هكذا كان عالم الجاسوسية وهكذا أصبحend of list عجز بايدن

ومع ذلك، يقول بزي، لم يحظ بايدن بأي امتنان من نتنياهو، الذي أبدى تحديا مستمرا لحليف إسرائيل الأكثر أهمية، ولم يدفع أي ثمن مقابل ذلك، بل أصبح يسخر علنا من بايدن وإدارته، ويحاول تدمير قدرة بايدن على استخدام الأسلحة الأميركية كوسيلة ضغط على إسرائيل، كما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفاؤه إضعاف بايدن ويفضل أن يكون دونالد ترامب رئيسا مرة أخرى.

وأضاف أن نتنياهو يتجاهل شحنات الأسلحة الأميركية الضخمة إلى إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول، ويستخدم بنجاح تأجيل الشحنة الوحيدة من الأسلحة لتقويض بايدن والتشكيك في التزامه تجاه إسرائيل.

واستمر يقول: "ولأن بايدن تراجع بسرعة بعد تعليق حزمة واحدة من القنابل في مايو/أيار، فمن الواضح أن نتنياهو أثبت نجاحا في مواجهته لبايدن".

النفوذ الأكثر فعالية

وبيّن الكاتب أن بايدن فشل في استخدام النفوذ الأكثر فعالية الذي يتمتع به على الحكومة الإسرائيلية، والذي يشمل وقف شحنات الأسلحة الأميركية وإجبار نتنياهو على قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تحاول واشنطن التوسط فيه منذ أشهر.

وأكد أن غزة أصبحت تجسد فشلا أخلاقيا وسياسيا لبايدن، ولم تعد إدارته تهدد بتأخير أو إلغاء شحنات الأسلحة الأخرى لإجبار إسرائيل على تغيير تكتيكاتها. وبدلا من ذلك، تحاول واشنطن جاهدة الدفاع عن نفسها ضد ادعاءات نتنياهو المحسوبة بأن الولايات المتحدة لا تزود إسرائيل بما يكفي من الأسلحة.

قلق من خطاب نتنياهو

وقال إن بايدن ومساعديه يشعرون حاليا بالقلق من أن نتنياهو سيستخدم خطابه المزمع أمام جلسة مشتركة للكونغرس في 24 يوليو/تموز لمهاجمة الرئيس مرة أخرى، وهو ما يصب في مصلحة الجمهوريين في مجلس النواب الذين دعوا نتنياهو للتحدث رغم اعتراضات الإدارة. وقد قاوم الزعماء الديمقراطيون في الكونغرس في البداية، لكنهم تراجعوا بعد ذلك وانضموا إلى الدعوة التي قادها الجمهوريون.

وتساءل بزي عن أسباب الاستجابة الضعيفة لبايدن وعجزه في مواجهة نتنياهو، ولماذا يخاطر بمستقبله السياسي من خلال الاستمرار في دعم زعيم أجنبي يعمل على زعزعة استقراره، ووصف ذلك بأنه مثير للحيرة.

واختتم الكاتب تقريره بالقول إن بايدن وإدارته أصبحوا متناقضين، فهم يطالبون نتنياهو وحكومته بوقف حرب وحشية، ولكنهم يواصلون توفير الأسلحة والغطاء السياسي الذي يمكّن إسرائيل من إطالة أمد إراقة الدماء.

مقالات مشابهة

  • غارديان: غزة تحولت إلى فشل أخلاقي وسياسي خارجي أكثر إرباكا لبايدن
  • أميركا والصين تستعدان لحرب كبرى تستمر لسنوات.. فلمن ستكون الغلبة؟
  • خبير أميركي: عودة ترامب تنذر بإعادة أوروبا إلى ماضيها الفوضوي
  • كيف تحولت غزة إلى أكبر فشل أخلاقي وسياسي لبايدن.. ما علاقة نتنياهو؟
  • وول ستريت جورنال: هكذا أصبحت إيران قوة دولية رغم أنف أميركا
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • يديعوت أحرونوت.. إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل
  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها
  • قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال سابقاً: لا تستخفوا بالتهديدات الإيرانية
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟