الجزيرة:
2025-01-31@20:00:27 GMT

من يريد الحرب في المنطقة؟

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

من يريد الحرب في المنطقة؟

بعد الهجوم على القاعدة الأميركية في الأردن، ارتفعت مرة أخرى مخاطر الحرب الإقليمية؛ حيث بدأتُ أشعر بالخوف هذه المرّة، ودعني أشرح السبب.

بدأت الأوساط التي تريد من أميركا ضرب إيران بالضغط بشدة على إدارة بايدن فورًا؛ حيث قام أعضاء مجلس الشيوخ، مثل: ليندسي جراهام، وجون كورنين بإصدار بيانات علنية على وسائل التواصل الاجتماعي، تقول: "اضربوا إيران، الهدف طهران"، وتأثرت إدارة بايدن بالضغوط، وبعد ساعة أو ساعتين من الهجوم، أصدرت بيانًا كتابيًّا تحمل فيه إيران المسؤولية وقالت: إنها سترد.

وأعتقد أن هناك ضغطًا شديدًا على إدارة بايدن من قبل هذين المعسكرين اللذين يريدان الحرب مع إيران.

السياسة ليست واقعية بل ثيوبوليتيكية

أقول؛ إنّ أميركا لم تتصرف بواقعية منذ فترة طويلة، وأن تحركاتها غير عقلانية، والسبب هو فقدان الدولة الأميركية عقلَها الإستراتيجي، وأسلوب التفكير الإستراتيجي، والسلوك السياسي الرشيد التقليدي.

على سبيل المثال؛ عندما فتح أوباما الطريق أمام إيران، أعلنها ترامب عدوًا، ورغم اعتراضات تركيا، فتحت أميركا مجالًا لحزب العمال الكردستاني في سوريا، وأنشأت هناك جيشًا مسلحًا، وعارضت جميع الدول الإسلامية من خلال فتح سفارة في القدس.

وأخيرًا، أشعلت العداء ضد أميركا في جميع أنحاء العالم من خلال دعم حرب الإبادة الجماعية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل دون قيد أو شرط، وهذه الأفعال لا تتماشى مع نمط السياسة الواقعية.

فلماذا تتصرف هكذا؟

السبب هو اتباع أميركا سياسة "ثيوبوليتيكية" منذ فترة طويلة؛ حيث تمكنت المجموعة الدينية الإنجيلية المسيحية من تنظيم نفسها بقوّة في البنتاغون ووزارة الخارجية والبيت الأبيض، ويُلاحظ أيضًا أن هذه المجموعة تهيمن بشكل واضح على مراكز اتخاذ القرارات في بيروقراطية الدولة الأميركية وعالم الأعمال، كما تربط المجموعات الإنجيلية علاقة وثيقة وملموسة بالجناح الصهيوني لليهود من الناحية الدينية.

وحاليًا؛ يركّز الإنجيليون والصهاينة على نفس الهدف بسبب أمن إسرائيل، ونظريات القيامة الشاذة، ويوتوبيا الأراضي الموعودة، وبالنسبة لهم؛ من الضروري أن تبقى أميركا في المنطقة، وأن تُزال كل دولة تشكل تهديدًا لتأسيس "دولتهم الموعودة" ووجود إسرائيل، وستخدم الحرب ضد إيران هذه الأوساط في خلق جوّ من الفوضى يمكن أن يحقق أحلامهم.

لوبي الأسلحة متحمّس

لوبي الأسلحة الذي يعد من أقوى اللوبيات في أميركا والذي له تأثير كبير على وسائل الإعلام والاقتصاد، معروف لدى الجميع، وهنا لا ننسى أن الـ 65 ألف طن من القنابل التي أُلقيت على غزة والأسلحة بقيمة 21 مليار دولار التي أُرسلت إلى أوكرانيا، جاءت من الجيش الأميركي وأن الجيش الأميركي سيعوض مخازنه المفرغة، وهذا يعني تجارة هائلة للشركات التي تنتج الأسلحة للجيش الأميركي.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمع ازدياد التوترات في المنطقة، يبيع تجار الأسلحة كميات هائلة من الأسلحة للدول الموجودة في تلك المنطقة؛ حيث ارتفعت صادرات الأسلحة الأميركية بنسبة 49 بالمئة في آخر عامين.

وفي هذه الحالة؛ يعد دخول أميركا في نزاع مع دولة كبيرة مثل إيران في الشرق الأوسط فرصة لم يجدها لوبي الأسلحة منذ سنوات.

المصالح تتحد والخطر يتزايد

توحدت مصالح اللوبي اليهودي، والمجموعات الإنجيلية، ولوبي الأسلحة في حرب إسرائيل – غزة، مما أدى إلى وضع خطير للغاية؛ حيث يمكن توقع أن ترد الولايات المتحدة على الهجوم بضرب الجماعات القريبة من إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وهذا تحليل سياسي عقلاني.

لكن يجب أن نفكر في الأسوأ في مكان يُفتقَد فيه العقل الرشيد، ويتم التحرك بدوافع ثيوبوليتيكية، ويضم أطرافًا من الدولة الأميركية وأعضاء مجلس الشيوخ ووسائل الإعلام وعالم الأعمال.

ضرب الولايات المتحدة لإيران يعني انخراط إسرائيل في الحرب. وإذا دخلت إسرائيل الحرب؛ فإن حكومة نتنياهو ستعزز موقعها، وستزيد الولايات المتحدة من تواجدها العسكري في المنطقة. الدول العربية لن تشارك في الحرب بسبب كراهيتها إيران، مما سيؤدي إلى إصابة إيران بضرر كبير.

تفكّر إسرائيل في هذا التوقع البسيط، لكنها لا تأخذ في الاعتبار ما قد تفعله الصين وروسيا في هذا الوضع. فإذا كانت الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لإضعاف روسيا، فلماذا لا تستخدم روسيا والصين إيران لإضعاف الولايات المتحدة؟ في هذه الحالة، ستكون إسرائيل من بين الدول التي ستتلقى أكبر الأضرار.

أعتقد أن خطر الحرب يتزايد، وصراحةً، أخشى على منطقتنا.

 

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع صادرات الأسلحة الصربية لــ’إسرائيل’ 30 ضعفًا خلال العدوان على غزة و لبنان

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن قفزة كبيرة في مشتريات “إسرائيل” العسكرية من صربيا حيث بلغت النسبة 3000% خلال العدوان على غزة ولبنان.

 

ووفقا لما ذكرته صحيفة “هآرتس” و”شبكة البلقان للتقارير الاستقصائية” (Balkan Investigative Reporting Network)، فقد تجاوزت صادرات الأسلحة الصربية إلى كيان الاحتلال 42 مليون يورو في عام 2024 حيث تجاهلت بلغراد الاتهامات الواسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب في غزة ودعوات خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة لوقف تسليم الأسلحة الفتاكة.

ويمثل الرقم 42.3 مليون يورو استنادا إلى بيانات الجمارك من موقع ويب يجمع بيانات الأعمال الصربية والذي تم منح “شبكة البلقان” حق الوصول إليه، زيادة قدرها ثلاثون ضعفا على قيمة صادرات الأسلحة الصربية إلى “إسرائيل” في عام 2023، عندما باعت صربيا لتل أبيب أسلحة وذخيرة بقيمة 1.4 مليون يورو فقط.

وأفادت هآرتس و”شبكة البلقان” بأن الرقم بلغ آخر مرة 23 مليون يورو في سبتمبر 2024، أي بعد أقل من عام من بدء العدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023.

التسليم جوا وبحرا

وحدد تحقيق مشترك بين صحيفة “هآرتس” و”شبكة البلقان” ما لا يقل عن 20 رحلة جوية في العام الماضي من صربيا إلى قاعدة “نيفاتيم” الجوية في جنوب الاراضي المحتلة.

وذكر المصدر نفسه أنه ومنذ سبتمبر 2024 تم إبرام صفقتين أخريين في أكتوبر وديسمبر وكلاهما مرتبط برحلات جوية عسكرية إسرائيلية من وإلى صربيا.

ووفقا لبيانات الجمارك التي اطلعت عليها “شبكة بيرن”، قامت شركة “يوجوإمبورت-إس دي بي آر” المملوكة للدولة الصربية في أكتوبر 2024 بتصدير أسلحة وذخيرة بقيمة 9.6 مليون يورو إلى كيان الإحتلال.

وفي اليوم الأخير من ذلك الشهر، هبطت طائرة “بوينغ 747” تابعة للكيان الصهيوني في مطار بلغراد وعادت بسرعة إلى نيفاتيم.

وفي ديسمبر 2024، صدّرت شركة “يوجوإمبورت-إس دي بي آر” أسلحة إضافية بقيمة 9.7 مليون يورو، حيث هبطت طائرات “إسرائيلية” في بلغراد في السادس والسادس عشر والسابع عشر من ديسمبر.

ورفضت الحكومة الصربية باستمرار التعليق على مبيعاتها من الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، وهي جزء من إمدادات ضخمة من الأسلحة تغذي العمليات العسكرية الصهيونية ليس فقط ضد غزة ولكن ضد لبنان وفي سوريا .

وفي مارس من العام الماضي، رفضت وزارة التجارة الصربية طلبا للحصول على المعلومات تقدمت بها “شبكة البلقان” للحقوق التجارية الصربية لتحديد البيانات الموجودة على تصاريح التصدير ونوع الأسلحة التي تم تسليمها، وقالت الوزارة إن المعلومات “سرية للغاية”.

وأظهرت صور منشورة على الإنترنت يوم الأربعاء 22 يناير قذائف عيار 155 ملم على المدرج في مطار بلغراد ثم غادرت تلك الشحنة إلى نيفاتيم، كما نقلت رحلتان إسرائيليتان أخريان شحنات هذا الأسبوع إلى نيفاتيم، مما يدل على استمرار الصادرات الصربية إلى إسرائيل حتى عام 2025.

وقالت مصادر داخل الصناعة العسكرية إن بعض الأسلحة ربما تم تسليمها أيضا عن طريق السفن، وذكر أحد المصادر أن النقل عن طريق السفن تمت مناقشته وربما كان قيد التنفيذ بالفعل.

الصواريخ والطائرات بدون طيار “الإسرائيلية”

في يناير، وقعت صربيا صفقة لشراء عدد غير معلن من أنظمة صواريخ PULS وطائرات الاستطلاع بدون طيار Hermes 900 من شركة Elbit Systems “الإسرائيلية”.

وذكرت صحيفة “هآرتس” أن العقد تبلغ قيمته 335 مليون دولار، وسيتم تسليم الأجهزة على مدى السنوات الثلاث والنصف القادمة.

التكنولوجيا الإسرائيلية والمراقبة الصربية

ووفق الصحيفة العبرية، فإن التجارة تسير في الاتجاهين، حيث توصلت صربيا إلى اتفاق كشفت عنه “هآرتس” هذا الشهر، لشراء أنظمة مدفعية وطائرات بدون طيار متقدمة من شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية، كما وجد تحقيق أجرته “شبكة بلغراد للأبحاث الأمنية” بدعم من منظمة العفو الدولية أن وكالة الأمن الداخلي في صربيا كانت تفتح هواتف النشطاء بشكل غير قانوني باستخدام تكنولوجيا “إسرائيلية” من أجل تثبيت برامج تجسس تم تطويرها محليا.

اقرأ ايضا.. دبابات الاحتلال تستهدف عائدين لمنازلهم في حي الزيتون جنوبي غزة

وقال فوك فوكسانوفيتش الباحث البارز في مركز بلغراد للأمن والسياسة الاقتصادية، إن قطاع الأسلحة الصربي ليس انتقائيا عندما يتعلق الأمر بالعملاء، “طالما أن السعر مناسب ويتم دفعه في الوقت المحدد”.

وبالإضافة إلى الحافز المالي، فإن صادرات الأسلحة إلى كيان الاحتلال هي أيضا وسيلة لصربيا لكسب ود الولايات المتحدة، كما قال فوكسانوفيتش لـ”شبكة بلغراد للأبحاث الأمنية”.

واستضافت صربيا الرئيس إسحاق هيرتسوغ في سبتمبر 2024 حيث قالت السلطات الصربية إن المناقشات جرت حول اتفاقية محتملة للتجارة الحرة، كما التقى الرجلان مرة أخرى في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ووصف نتنياهو الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بأنه “صديق حقيقي لإسرائيل”.

وتستند العلاقات الإسرائيلية الصربية إلى أكثر من مجرد الأسلحة، إلى جانب مناقشة اتفاقية التجارة الحرة، قال ألكسندر فوتشيتش إن محادثاته مع هرتسوغ في سبتمبر تطرقت أيضا إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كما تحدث عن “مساحة ضخمة للتعاون” في جذب الاستثمار الإسرائيلي في مجال الأمن السيبراني.

وأظهرت حكومة صربيا اهتماما كبيرا بالخبرة التي تقدمها الشركات الإسرائيلية المتخصصة في المراقبة، وتقول هيئات المراقبة المحلية والدولية إن صربيا لديها سجل حافل في استخدام البرامج التي تنتجها شركات إسرائيلية للتجسس على النشطاء المناهضين للحكومة وأمور أخرى.

وفي عام 2020 تم إدراج وكالة معلومات الأمن الصربية (BIA) من بين مستخدمي البرامج التي طورتها شركة “Circles” الإسرائيلية والتي تمكن المستخدم من تحديد موقع كل هاتف في البلاد في غضون ثوان.

كما أفادت منظمة العفو الدولية و”شبكة البلقان” في ديسمبر باستخدام وكالة معلومات الأمن الصربية (BIA) للتكنولوجيا الإسرائيلية لتثبيت برامج تجسس تم تطويرها محليا على هواتف النشطاء والصحفيين.

مقالات مشابهة

  • رد قوي على مطالبة مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة أمريكا مراقبة مصر عسكريا.. فيديو
  • عاجل | أسوشيتد برس عن مسؤولين: فصائل عراقية متحالفة مع إيران تعيد النظر في مطلبها خروج القوات الأميركية بعد سقوط الأسد
  • وزير الخارجية الأميركي يبدأ جولة في أميركا الوسطى
  • ترحيل 1835 أسرة لمحلية جنوب الجزيرة من المناقل
  • الولايات المتحدة بلا درع جوي فعّال.. وترامب يريد نسخة أمريكية من القبة الحديدية
  • مكتب الشؤون الإفريقية التابع للخارجية الأميركية: المدنيون السودانيون عانوا الأمرّين خلال هذه الحرب
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • مراسلو الجزيرة بقطاع غزة بين فاقد ومفقود ومولود
  • ارتفاع صادرات الأسلحة الصربية لــ’إسرائيل’ 30 ضعفًا خلال العدوان على غزة و لبنان
  • إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها