في الطريق إلى الطلاق.. "دعونا نصلي من أجل تكساس"!
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
انفصلت تكساس عن الولايات المتحدة في 1 نوفمبر عام 1861 خلال الحرب الأهلية الأمريكية التي استمرت بين عامي 1861 – 1865"، وكانت محصلتها 600 ألف قتيل و400 ألف مفقود.
إقرأ المزيد الثقل الاقتصادي لتكساس.. ماذا تخسر الولايات المتحدة في حال استقلت الولاية؟ذكرى هذا الحدث تمر هذا العام مع اشتداد التوتر بين السلطات المحلية والسلطات الفدرالية والمتواصل منذ سنوات بشأن الهجرة المتصاعدة من المكسيك المجاورة، حيث تجاهلت سلطات الولاية أمرا صادرا عن المحكمة العليا الأمريكية بإزالة أسلاك شائكة كانت مدت على الحدود مع المكسيك، ما أشاع تخوفات من احتمال اندلاع حرب أهلية إذا حاولت السلطات الفدرالية في واشنطن إجبار تكساس بالقوة على الامتثال لقرار المحكمة.
حاكم تكساس غريغ أبوت بدوره رد بإعطاء أمر للحرس الوطني في ولاية تكساس بالدفاع عن سياج الأسلاك الشائكة لبذي كانت السلطات المحلية قد أقامته على قسم من الحدود مع المكسيك، مشيرا إلى إن مسألة دفاع الولاية عن النفس هي من سيلغي قرار المحكمة العليا.
ملابسات انفصال تكساس قبل 163 عاما:
تكساس في ذلك العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية الأمريكية كانت آخر ولايات الجنوب السبع التي انفصلت، حدث ذلك بعد الاصطدام بحاكمها سام هيوستن الذي عارض الانفصال ورفض الدعوة إلى مؤتمر بهذا الشأن في أعقاب انتخاب الرئيس أبرهام لينكولن، إلا أن مجموعة من الانفصاليين أصرت على موقفها ودعت إلى إجراء انتخابات، وفي جلسة خاصة للهيئة التشريعية تمت الموافقة على الفكرة. الانتخابات جرت حينها بالفعل على مدى أيام، وفي أواخر يناير، اجتمع المؤتمر في عاصمة الولاية أوستن، حيث صوت المجتمعون في 1 فبراير، بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال، 166 صوتا مقابل 8.
الخطير في أمر التوتر الحالي بين السلطات المحلية في تكساس والسلطة المركزية الاتحادية في واشنطن، أن 25 حاكما ينتمون إلى الحزب الجمهوري وقعوا خطابا دعموا فيه موقف حاكم تكساس، بل وتعهد بعض المحافظين بإرسال حرسهم الوطني لدعم مقاومة تكساس في مواجهة الحكومة الفدرالية.
إريك سامونز وهو كاتب والصحفي علّق على هذه القضية قائلا: "لقد صرحت على مر السنين بوضوح عن دعمي الخاص للانفصال. أعتقد أن بلدنا ببساطة أكبر من أن ينجح. لقد أصبح نظامنا السياسي تدريجيا أكثر فأكثر قمعا على مر السنين، وحكومتنا الفيدرالية الحالية تجعل العديد من الإمبراطوريات السابقة تبدو بالمقارنة وكأنها أرض أحلام هامشية. نحن بحاجة إلى الانقسام إلى دول متعددة، ونأمل أن تكون مقاومة تكساس خطوة في هذا الاتجاه".
سامونز حذر في نفس الوقت من تصاعد الوضع الحالي في تكساس إلى درجة إراقة الدماء، مضيفا قوله: "يمكن للحكومة الفيدرالية أن تتراجع وتعترف بحق تكساس في الدفاع عن نفسها. لن تحدث إراقة للدماء إلا إذا أرادت الحكومة الفيدرالية حدوث ذلك".
الكاتب والصحفي الأمريكي ذهب أبعد من ذلك بتطرقه إلى وجود ما وصفه بـ "افتراض خاطئ آخر هو أن الطلاق الوطني سيؤدي إلى دولتين جديدتين فقط. يجب أن يكون الشمال/الجنوب أو شيء مبسط من هذا القبيل. لكن الطلاق الوطني يمكن أن يؤدي إلى ثلاثة أو أربعة أو حتى المزيد من الدول الجديدة. لا يوجد قانون طبيعي يتطلب حدا أدنى معينا لحجم الأمة".
سامونزاختتم مقالته بالقول: "دعونا نصلي من أجل أن يستمر الحاكم أبوت وشعب تكساس في الوقوف بقوة، وأن ننظر يوما ما إلى هذا الصراع على أنه مجرد خطوة واحدة نحو الطلاق الوطني السلمي".
بذور الانفصال في تكساس تعود إلى الماضي البعيد، فقد كانت لنحو 300 عام، جزءا من المستمرة الإسبانية في أمريكا الشمالية، ثم تحولت "إسبانيا الجديدة" إلى دولة مستقلة تحت اسم المكسيك، ثم تمردت على الدولة الجديدة بمساندة الولايات المتحدة، وتمكنت من الاستقلال بعد حرب مع المكسيك، ذاقت طعم الاستقلال لمدة 9 سنوات. وعلى الرغم من عدم اعتراف المكسيك بها واعتبارها منطقة متمردة، إلا أنها نالت حينها اعتراف الولايات المتحدة ذاتها إضافة إلى فرنسا وإسبانيا.
بعد أن مرور تسع سنوات على الاستقلال، تغير الوضع بإصدار الكونغرس قرارا في عام 1845، قضى بضم تكساس، وفي العام التالي أصبحت هذه الولاية الثامنة والعشرين في قوام الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك يعتقد دعاة الانفصال في تكساس أن ولايتهم ضمت بطريقة غير شرعية.
احتمالات انفصال تكساس على المدى القريب أو البعيد حقيقية مع وجود أسس تاريخية لدعاة الانفصال هناك علاوة على التناقضات في المصالح والسياسات، وتمتع الولاية بمقومات اقتصادية هائلة ولاسيما في إنتاج النفط، حيث يمكن أن تتحول هذه المنطقة في حال انفصالها عن الولايات المتحدة إلى ثالث أكبر دولة منتجة للنفط بعد روسيا والسعودية، إضافة إلى تركز صناعة التقنيات الفائقة على أراضيها والكثير من المقومات الاقتصادية الأخرى.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف تكساس الولایات المتحدة تکساس فی فی تکساس
إقرأ أيضاً:
الجفاف يهدد 318 مليون فدان من المحاصيل فى الولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على تقرير صادر عن «مراقب الجفاف الأمريكي»، حيث أفاد التقرير بأن جميع الولايات الأمريكية، باستثناء ألاسكا وكنتاكي، تواجه أزمة جفاف غير مسبوقة.
وأكد التقرير أن أكثر من ٤٥٪ من أراضى الولايات المتحدة وبورتوريكو تتأثر بالجفاف هذا الأسبوع، كما نوه التقرير إلى أن نحو ٥٤٪ من الأراضى فى الولايات الأربع والأربعين المتجاورة تتعرض لهذه الظاهرة.
على الرغم من دخول البلاد فى فصل الخريف، وبعد صيف شهد درجات حرارة غير مسبوقة، إلا أن حالات الجفاف تستمر فى التصاعد.
فى هذا السياق؛ أفاد التقرير بأن أكثر من ١٥٠ مليون شخص فى الولايات المتحدة، بما فى ذلك ١٤٩.٨ مليون شخص فى الولايات المتجاورة، يعانون من تبعات الجفاف، وهو ما يمثل زيادة بنسبة ٣٤٪ مقارنةً بالأسبوع الماضي، وأكثر من ١٥٠٪ مقارنةً بالشهر الماضي.
وأشار التقرير إلى أن الجفاف يؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي، حيث تأثرت أكثر من ٣١٨ مليون فدان من الأراضى الزراعية، ما يمثل زيادة بنسبة ٥٧٪ منذ الشهر الماضي.
وأوضح التقرير أن هذه الزيادة تمثل أحدث تجسيد لآثار ظاهرة الاحتباس الحرارى وأزمة المناخ، والتى تعود فى المقام الأول إلى الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري.
فى هذا السياق، أشار التقرير إلى أن تقارير الشهر الماضى أفادت بأن دورة المياه فى العالم أصبحت خارج التوازن «للمرة الأولى فى تاريخ البشرية»، ما يهدد ٣ مليارات شخص بندرة المياه.
وأوضح التقرير أن السبب فى هذه الأزمة يعود إلى درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي، التى تؤدى إلى تبخر سريع للرطوبة من التربة والغلاف الجوي، ما يزيد من حدة الجفاف.
قال الدكتور ليفنج لو، أستاذ العلوم البيئية بجامعة ولاية ميشيجان، إن «تغير المناخ يتسبب فى حدوث ظواهر متطرفة فى كلا الاتجاهين؛ فعندما تهطل الأمطار بغزارة، لا تتمكن التربة من امتصاص المياه بشكل جيد، مما يتحول إلى جريان سطحى يؤدى إلى فيضانات».
واستدرك التقرير بالحديث عن بعض الجهود المحلية لمكافحة الجفاف، حيث اعترف العديد من القادة المحليين فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة بالمشكلة، وبدأوا فى اتخاذ تدابير للحد من تأثيرها. فى نيويورك، على سبيل المثال، دعا عمدة المدينة إريك آدامز السكان إلى تقليل رى حدائقهم واستخدام المياه فقط عند الضرورة.
ومع ذلك، أضاف الدكتور لوه أن تأثير هذه التدابير، مثل تقصير مدة الاستحمام، يكون محدودًا للغاية فى معالجتها لآثار الجفاف.
فى السياق نفسه؛ أفاد النظام الوطنى الأمريكى المتكامل لمعلومات الجفاف بأن الجفاف يزيد من الاعتماد على المياه الجوفية، التى تمثل أكثر من ٤٠٪ من الإمدادات المستخدمة فى الزراعة والاستهلاك المنزلي. وأوضح التقرير أن زيادة سحب المياه الجوفية أثناء فترات الجفاف قد يؤدى إلى تقليص هذه الإمدادات فى المستقبل.
كما نوه التقرير إلى أن ولاية كاليفورنيا، التى تعتمد بشكل كبير على الزراعة لدعم اقتصادها، تكبدت خسائر تقدر بـ ١.٧ مليار دولار فى إيرادات المحاصيل الزراعية فى عام ٢٠٢٢ بسبب الجفاف المستمر.
علاوة على ذلك، فقد تؤدى ظروف الجفاف إلى انخفاض مستويات المياه فى الأنهار، مما يقلل من كفاءة وسائل النقل المائي، ويزيد من تكاليف الشحن، ما ينعكس فى نهاية المطاف على أسعار السلع والمنتجات الغذائية.
وفى الختام، شدد الدكتور لوه على أن «الجفاف يؤثر بشكل كبير على موارد المياه والزراعة والنقل، وهو ما يؤثر بدوره على الاقتصاد بشكل عام. ولتحقيق استقرار طويل الأمد، نحتاج إلى هطول أمطار منتظمة، لكن ذلك يتطلب حلولًا شاملة ومعقدة».