الخليج الجديد:
2025-01-30@17:27:10 GMT

إثباتات الإبادة من قبل حكم المحكمة

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

إثباتات الإبادة من قبل حكم المحكمة

إثباتات الإبادة من قبل حكم المحكمة

في إسرائيل انتشر استخدام مفردات الإبادة، حتى لو بمنطوق آخر مثل Flatten Gaza أي تسوية غزة بالأرض، أو Erase Gaza أي محوها وZero Gazans أي تصفير وجود أهل غزة.

يحدد ميثاق الأمم المتحدة 5 تصرفات تصف الإبادة، وقد فعلتها إسرائيل جميعا في إطار تحذير الأمم المتحدة من نتائج خطرة للحصار الإسرائيلي الذي يجعل غزة أرضا غير مأهولة بالسكان.

تشمل جريمة الإبادة تنفيذ إجراءات تهدف لتدمير شعب، كلياً أو جزئياً، بيد جماعة عنصرية أو دينية أو قومية وقتل أعضاء منه وإلحاق أضرار، جسمانية أو نفسية بهم، أو تؤدي لفقدان الحياة أو للأضرار بأطفالهم ومواليدهم.

* * *

في ترافق تلقائي، لكنه موضوعي، مع القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية متهمة إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة، ومن قبل صدور قرار المحكمة، قد كرس عشرات العلماء والخبراء المتخصصين في دراسات الإبادة جهودهم من أول يوم لنظر القضية، للبحث العلمي والموضوعي عمّا إذا كان ما تفعله إسرائيل في غزة ينطبق عليه وصف الإبادة. ومع تنوع وتباعد مواقعهم العلمية، فإنهم جميعاً، ومن دون استثناء، دانوا إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة.

ثم حان موعد صدور حكم المحكمة بتوجيه أمر لإسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات لمنع، ولمعاقبة التحريض المباشر على الإبادة الجماعية في حربها في قطاع غزة، وأن تمتنع عن أي أعمال تندرج ضمن اتفاقية الإبادة الجماعية.

وفي ضوء ذلك كله، كان من المهم إلقاء نظرة متأنية على التطابق بين قرار المحكمة، وبين ما استقر عليه ضمير جميع الخبراء المشار إليهم، وحيث إن شهاداتهم تظل صفحة بيضاء في سجلات هذه القضية، وإن كان ما يتبقى من جانب المحكمة مطالبتها بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإن كانت طبيعة المحكمة لا تمكّنها من إصدار حكم قطعي الآن، ولأن مثل هذه القضية قد يستغرق نظرها سنوات.

البروفيسورة فيكتوريا سانفورد، بجامعة نيويورك أجرت مقارنة بين ما يجري في غزة من قتل عشرات الألوف، وبين اختفاء أكثر من 200 ألف من أبناء المايان، في غواتيمالا من 1960– 1996. واعتبرت ذلك إبادة للغواتيماليين، وجعلت منها موضوع كتابها: «حقيقة الأسرار المدفونة»، ثم قالت إن المايان والفلسطينيين، تعرضوا لأعمال الإبادة، وهو ما يشهد عليه، ما نراه الآن بأعيننا، من صور معاصرة ومماثلة للاعتداء الإسرائيلي على لأراضي الفلسطينية.

ويقول البروفسور راز سيغال أستاذ دراسات الإبادة بجامعة ستكتون، إنهم في إسرائيل لا يشعرون بأي خجل من إعلان ما يفعلونه صراحة، بحيث انتشر بينهم استخدام مفردات لها معنى الإبادة، حتى لو بمنطوق آخر مثل Flatten Gaza وتعني تسوية غزة بالأرض، أو Erase Gaza أي محوها من الوجود. كما علقت في شوارع تل أبيب عليها كلمة Zero Gazans وتعني صفر لوجود أهل غزة. بل إن وزير دفاعهم غالانت، لم ينكر نيتهم حين قال إن هدف إسرائيل هو تدمير الفلسطينيين.

وكانت البروفيسورة فيكتوريا سانفورد، بجامعة نيويورك، والبروفيسور راز سيغال، ضمن أكثر من 100 خبير، وأعضاء في منظمات دولية، قد وقعوا خطاباً يطالبون فيه باتخاذ إجراءات صارمة ضد ممارسة إسرائيل جريمة الإبادة. وأيّدوا إقامة دعاوى قانونية ضدها.

وفي مركز دراسات الإبادة بجامعة ييل، في نيويورك، قال ديفيد سيمون إن إسرائيل أعلنت، صراحة، أنها تؤيد فناء حماس. كما أن بن كيي رنان، مدير برنامج علم الإبادة بجامعة ييل، وافق على اتهام إسرائيل، صراحة، بممارسة إبادة البشر.

وأرسل خطاباً نشرته مجلة «تايم» الأمريكية قال فيه إن الغارات الانتقامية الإسرائيلية على غزة، والمستمرة حتى الآن بالرغم من كثرة ضحاياها، ينطبق عليها تماماً وصف الإبادة.

كذلك نشر ما يعرف بالموقع الإعلامي الفرنسي تحت عنوان «الإبادة في فلسطين: غزة موضوع للدراسة». ووصف ما فعلته إسرائيل في غزة بـ«الإبادة».

واستناداً إلى ما تضمنه ميثاق الأمم المتحدة، فإن الكسندر هيندون رئيس مكتب منع الإبادة «باليونيسكو»، والأستاذ بجامعة نيوجيرسي قال إن جريمة الإبادة وفق ما نص عليه الميثاق، صنفت على أنها أي تنفيذ لإجراءات تهدف إلى التدمير لشعب، كلياً أو جزئياً، على يد جماعة عنصرية، أو دينية، أو قومية، وإن تلك التصرفات تشمل قتل أعضاء من هذا الشعب، والتسبب بإلحاق أضرار، جسمانية أو نفسيةن بهم، أو تودي بحياة أعضاء من هذا الشعب، أو تسبب أضراراً لأطفالهم، ومواليدهم.

وإذا كان ميثاق الأمم المتحدة يحدد خمسة تصرفات ينطبق عليها وصف الإبادة الجماعية، فإنها جميعاً قد فعلتها إسرائيل، في إطار تحذير الأمم المتحدة من النتائج الخطرة للحصار الإسرائيلي الذي يهدف إلى جعل غزة أرضا غير مأهولة بالسكان.

*عاطف الغمري كاتب صحفي مصري

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة جريمة الإبادة الجماعية محكمة العدل الدولية الأمم المتحدة جریمة الإبادة فی غزة

إقرأ أيضاً:

سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بشار الأسد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- طالبت الإدارة الحالية في سوريا بانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق سيطرت عليها منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد الشهر الماضي.  

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وزيري الخارجية والدفاع، أسعد الشيباني واللواء مرهف أبو قصرة، التقيا الأربعاء وفدًا أُمميًا برئاسة جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات السلام في الأمم المتحدة، واللواء باتريك غوشات القائم بأعمال رئيس البعثة وقائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل.

وأشارت الوكالة إلى أنه "تم خلال اللقاء التأكيد على أن سوريا مستعدة للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة وتغطية مواقعها على الحدود، حسب تفويض عام 1974 بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية فورًا".

ونقلت الوكالة عن قوة الأمم المتحدة تأكيدها "التزامها الكامل بحل هذه القضية وإعادة الاستقرار إلى الحدود والمنطقة"، و"استعدادها لتقديم الدعم في عمليات إزالة الألغام وضمان جودة الخدمات والتنسيق بين السلطات والمنظمات العاملة" في المجال.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا في غزة لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية
  • قرار إسرائيل حظر الأونروا في القدس يدخل حيز التنفيذ
  • غوتيريش يطالب إسرائيل بإلغاء وقف عمليات «الأونروا» بالقدس
  • سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بشار الأسد
  • 1200 من الحركة..إسرائيل تتهم أونروا بتوظيف عناصر من حماس
  • جوتيريش يطلب من إسرائيل العدول عن قرار وقف عمل الأونروا في القدس
  • عاجل:- أمين عام الأمم المتحدة يدعو إسرائيل لسحب قرار وقف عمليات "أونروا" في القدس
  • الأمم المتحدة تطلب من إسرائيل سحب قرارها لشأن منع عمل الأونروا
  • روسيا تطالب إسرائيل بإلغاء قوانين حظر الأونروا
  • إسرائيل تتعزم قطع كلّ الاتصالات مع الأونروا