الرؤية- مريم البادية

أوصت ندوة القضايا التأمينية الثانية التي نظمتها الهيئة العامة لسوق المال، بتكثيف البرامج التخصصية المتعلقة بالفصل في القضايا التأمينية للمحاكم المختصة بالتنسيق بين الهيئة العامة لسوق المال والمجلس الأعلى للقضاء. وأهمية العمل على تقارير طيبة موحدة معربة خاصة بالقضايا التأمينية، بما يضمن تلبية متطلبات القضاة والمحاكم، وذلك بالتنسيق بين الهيئة العامة لسوق المال ووزارة الصحة والمجلس الأعلى للقضاء.

وتضمنت التوصيات كذلك أهمية العمل على تحديث الأطر التشريعية المنظمة للديات والأروش، وتقديرها، بحيث إن المستجدات التي طرأت على سوق التأمين العماني والمعايير الدولية تتطلب هذا التحديث، إلى جانب إمكانية وزارة الصحة بتعيين مترجمين طبيين مختصين في تعريب التقارير الطبية، مع تمكينهم بالخبرات اللازمة. دراسة مدى إمكانية إيجاد مركز للتصالح في القضايا التأمينية، على أن تتولى الهيئة العامة لسوق المال إعداد هذه الدراسة بالتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة.

وعقدت الندوة تحت رعاية سعادة عيسى بن حمد بن محمد العزري، الأمين العام للمجلس الأعلى للقضاء، وهدفت إلى التشاور والتحاور للوصول إلى فهم مشترك والتوافق على منهجيات تكاملية واضحة تخدم الصالح العام، بحضور ومشاركة عدد من أصحاب الفضيلة القضاة من مجلس الأعلى للقضاء وممثلي وزارة الصحة والجمعية العمانية للتأمين والإدارة العامة للمرور إلى جانب عدد من ممثلي شركات وسماسرة التأمين ومكاتب الاستشارات القانونية. واستهلت أعمال الجلسة بالكلمة الافتتاحية التي قدمها الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال، قال إن هذه الندورة تستعرض الجوانب المختلفة المتعلقة بقضايا المطالبات التأمينية والملابسات والإجراءات المرتبطة بها؛ سعيًا منا إلى الوصول إلى فهم مشترك لمسائل التأمين وإجراءاتها.

وقال أحمد بن علي المعمري نائب رئيس قطاع التأمين بالهيئة إن الندوة ندوة إلى تشاور وتبادل الأفكار نحو تطوير عملية التقاضي التأميني وتسهيل هذه العملية؛ بما يخدم حملة الوثائق التأمينية، وكذلك قطاع الأعمال ولإقتصاد والأفراد أيضا. وبدأت أوراق عمل الندوة بعرض حول الموقف التنفيذي لتوصيات ندوة القضايا التأمينية الأولى والتي نظمت عام 2013 والتي قدمها سعيد بن راشد السعيدي مدير دائرة حماية المتعاملين وحملة الوثائق بالهيئة، مستعرضا عددا من التوصيات؛ أهمها العمل على تطوير التقارير الطبية للمنومين جراء الحوادث المرورية ومختلف الإصابات للمنومين، وكذلك العمل على تدريب الأطباء أعضاء اللجان في مجال تقييم العجز، وكذلك العمل على إعداد دليل وطني موحد لتقييم العجز وكذلك الإطلاع على تجارب إحدى الدول التي سبقتنا في مجال الاستفادة من تجربتهم.

ثم استعرض فضيلة القاضي الشيخ سليمان بن ناصر الناعبي القاضي بالمحكمة العليا تحديات القضاء العماني في الفصل بين المنازعات التي تثار حول القضايا التأمينية، متحدثا عن بعض الملحوظات حول التقارير الطبية والإجراءات التي تتخذها شركات التأمين وضعف الوعي وعدم اكتراث المضرورين، وعدم الدقة في إسناد المسؤولية المدنية وإجراءات التقاضي.

وفي محور آخر استعرضت د.فاطمة بن محمود الحكمانية مديرة دائرة الصحة البيئية والمهنية ورقة عمل بعنوان أسس ومعايير احتساب نسب العجز الطبي، مشيرة إلى آلية إعداد التقارير الطبية الخاصة بحالات العجز وتحديد النسب، وأبرز التحديات التي تواجه اللجان في هذا الجانب.

واستعرضت شركات التأمين ممثلة بالجمعية العمانية للتأمين ورقة عمل قدمها السيد محمد بن قحطان البوسعيدي المستشار القانوني بالشركة العمانية المتحدة للتأمين حيث كان عنوان الورقة الأحكام القضائية في التأمين الآثار والتحديات، مشيرًا إلى أبرز تحديات شركات التأمين في هذا الجانب ومنها التعويضات التي تصدر وفق المرسوم السلطاني رقم 2008/118 بتعويض المصابين من الغير والتعويضات التي تصدر من المحاكم حول ملحق الحوادث الشخصية ومسألة التقادم في الحوادث المرورية والمسؤولية عن وقوع الحادث، كما تحدث عن التقارير الطبية مؤكدين على أهمية وجود دليل وطني لتقيم نسب العجز وضرورة وجود دوائر مختصة بالقضايا التأمينية بالمحاكم.

واقترح البوسعيدي أن يتم اعتماد تطبيق الدليل العماني لتقييم نسب العجز، ودراسة إمكانية إنشاء دوائر مختصة بالقضايا التأمينية بالمحاكم. وكذلك إصدار تعميم من المحكمة العليا لباقي المحاكم بضرورة تطبيق حكم هيئة توحيد المبادئ.

وقال المحامي الدكتور خليفة الهنائي إن التأمين دائما ما يرتبط بحوادث السيارات ويتصل اتصالا مباشرا بالتقارير الطبية؛ سواء كانت تقارير تفصيلة أو تقارير نسبة عجز، مشيرًا إلى أن قضايا التعويض بكل أنواعها تأخذ وقتا طويلا وهذا الأمر لا يرتبط بالمؤسسة القضائية وحجم الأعمال التي لديها، وإنما يكون في بعض الأحيان متصلا بصدور التقارير الطبية واستقرار الحالة التي يتم إصدار التقرير لها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التأمين الشامل: سداد 15.5 مليار جنيه لمقدمي الخدمات الصحية حتى ديسمبر 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 شاركت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، في جلسة علمية نظمها المعهد القومي للتخطيط، تحت عنوان «الرعاية الصحية وسبل مواجهة تحديات تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل»، حيث انطلقت بحضور نخبة من الخبراء والمسؤولين، وبمشاركة الدكتور علاء زهران رئيس معهد التخطيط القومي السابق.

إنجازات منظومة التأمين الصحى الشامل

وقدمت الأستاذة مي فريد المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، ملخصًا عن إنجازات المنظومة العام الماضي، في ضوء تقييم خطوات التطبيق وسبل تسريع التنفيذ وأيضا مقترحات لتحسين الأداء.

وأوضحت المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، أن النظام الجديد للتأمين الصحي الشامل بدأ تطبيقه فعليًا منذ عام 2018 في خمس محافظات، هي: بورسعيد، الإسماعيلية، الأقصر، جنوب سيناء، والسويس، إلى جانب التشغيل التجريبي بمحافظة أسوان، حيث بلغ عدد المواطنين المُسجلين بالمنظومة حتى نهاية عام 2024 نحو 3.8 مليون مواطن، بنسبة تسجيل تجاوزت 81%، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من مليون مواطن بشكل تجريبي في محافظة أسوان، كما بلغ إجمالي الإيرادات المحصلة 173 مليار جنيه مع فائض تراكمي وصل إلى 139،7 مليار جنيه منذ بدء نشاط المنظومة وحتى ديسمبر 2024، كمـا ســــددت الهيئـة العامة للتأمين الصحي الشامل نحو 15,585 مليـار جنيـه لمقـدمي الخـدمـات الصــــحيـة حتى ديســمبر 2024.

إطلاق بوابات إلكترونية للمستفيدين ومقدمي الخدمة

وأكدت الأستاذة مي فريد، أن التحول الرقمي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز كفاءة النظام، حيث تم إطلاق بوابات إلكترونية للمستفيدين ومقدمي الخدمة، مما ساهم في تقليل الاعتماد على العمليات الورقية، واستقبال أكثر من 9.5 مليون مطالبة بشكل إلكتروني. كما غطت الشبكة الصحية التابعة للهيئة حتى الآن 91% من مراكز الرعاية الصحية، وشملت 448 منشآت طبية، منها 27.5% تابعة للقطاع الخاص.

 تطوير البنية التكنولوجية

ونوهت المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، إلى أنه رغم الإنجازات التي حققتها المنظومة الجديدة حتى الآن، لكن لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه التطبيق، لعل أبرزها بطء تطوير البنية التكنولوجية، وصعوبة الوصول إلى القطاع غير الرسمي، والاعتماد الزائد على الرعاية الثانوية والثالثية بدلًا من تعزيز الرعاية الأولية. كذلك، فإن إجراءات اعتماد المنشآت الخاصة معقدة ومكلفة، ما يشكل عقبة أمام دمج أوسع للقطاع الخاص ضمن المنظومة.

وقدّمت المدير التنفيذي للهيئة، عدة توصيات لتسريع وتيرة التنفيذ، من بينها تعزيز التكامل المؤسسي، وتوسيع الشراكات الدولية مع جهات مثل البنك الدولي ومنظمة JICA، وتكثيف حملات التوعية، وتحسين آليات التمويل والتحصيل لضمان الاستدامة المالية للنظام.

تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص 

 

وأشارت الأستاذة مي فريد، أن الهيئة تسعى إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات وتوسيع شبكة مقدمي الخدمات، مع التركيز على تطبيق معايير الجودة العالمية وضمان سلامة المرضى. ومن خلال حملات التوعية المســتمرة، تعمل الهيئة على تعزيز الوعي الصحي وتشجيع المواطنين على الانضمام إلى المنظومة، مما يسـهم في تحقيق رؤية مصر 2030 لتوفير رعاية صحية شاملة ومستدامة لجميع المواطنين.

وفي ختام السيمنار العلمي، أكدت الأستاذة مي فريد التزام الهيئة بتوسيع نطاق التغطية الصحية خلال المرحلة القادمة لتشمل محافظات جديدة، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الأكثر احتياجًا، واستمرار تطوير البنية الرقمية وتعزيز الحوكمة المالية. كما شددت على أهمية الفحص الاكتواري الدوري كل 4 سنوات لضمان التوازن المالي واستمرار تقديم خدمات صحية بجودة عالمية.

يُذكر أن نظام التأمين الصحي الشامل يعد أحد أعمدة استراتيجية مصر نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، ويستهدف في مراحله القادمة الوصول إلى تغطية صحية كاملة لكافة المواطنين بحلول عام 2032.

IMG-20250426-WA0007 IMG-20250426-WA0008 IMG-20250426-WA0009

مقالات مشابهة

  • عاجل.. نقابة المحامين تُعلن الامتناع عن توريد الرسوم بجميع خزائن المحاكم غدًا الثلاثاء
  • وزير الصحة: دراسة ضم محافظة ذات كثافة سكانية كبيرة إلى التأمين الصحي الشامل
  • تفاصيل اجتماع تنسيقية التأمين الصحي الشامل.. مقترح بضم محافظة كبرى
  • وزير الصحة يترأس اجتماع اللجنة التنسيقية لمنظومة التأمين الصحي الشامل
  • شركة نجم لخدمات التأمين تطرح وظائف شاغرة
  • النواب يناقش مشروع قانون بإنشاء قاعدة بيانات الرقم القومي الموحد للعقارات
  • ابن كيران: القضايا التي دافع عنها "البيجيدي" تظهر حاجة البلاد إلى حزب وطني مستقل معتز بمرجعيته الإسلامية
  • التقارير الطبية تثبت إصابة الطالبة كارما بعاهة مستديمة وخضوعها لعملية جراحية
  • «التأمين الصحي» يشارك في «سيمنار علمي» عن سبل مواجهة تحديات التطبيق
  • التأمين الشامل: سداد 15.5 مليار جنيه لمقدمي الخدمات الصحية حتى ديسمبر 2024