لماذا تعد الأرض الكوكب الوحيد الذي تشتعل فيه النار؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
استخدم البشر القدماء النار لطهي الطعام، وللرؤية في الظلام، ولدرء المخاطر (مثل الحيوانات المفترسة).
وتكشف الأدلة التاريخية أن البشر بدأوا استخدام النار لأول مرة منذ حوالي 1.5 مليون سنة، ومن المحتمل أن يكون هذا أحد الاكتشافات القديمة القليلة التي لا تزال على القدر نفسه من الأهمية حتى اليوم. كما أن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يتمتع ببيئة مناسبة لحدوث الحرائق.
ما الذي يجعل الأرض الكوكب الوحيد الذي تشتعل فيه النار؟
لا يوجد كوكب آخر في الكون به نار، ولا حتى الشمس، كما يعتقد الكثير من الناس.
تبدو الشمس وكأنها كرة متوهجة من النار. ومع ذلك، فإن ما نراه ليس نارا فعلية، بل تفاعل ذري ينتج كميات هائلة من الضوء والحرارة، ما يعطي الشمس مظهرها الناري.
ويوجد في كوكب الزهرة وآيو (أحد أقمار كوكب المشتري) براكين نشطة، لكن الحمم البركانية التي تندلع من تلك البراكين لا تكون مصحوبة بالنار.
وأوضح الخبراء أن الحريق ينجم عن ثلاثة عوامل: الأكسجين الجزيئي (O2) والحرارة والوقود.
وهناك كواكب، (الزهرة) داخل نظامنا الشمسي تحتوي على كميات ضئيلة من الأكسجين في غلافها الجوي، وبعضها لديه حرارة (عطارد) إلى جانب الأكسجين.
ولكن الأكسجين الموجود في غلافها الجوي ليس متاحا بسهولة للاحتراق. وبالإضافة إلى ذلك، تفتقر جميع هذه الكواكب إلى الوقود اللازم لإشعال النار، والذي يأتي على الأرض من المواد العضوية المتحللة.
وتحتوي الأرض على المكونات الثلاثة بالنسب الصحيحة مع درجة الحرارة والضغط المناسبين، ما يجعلها الكوكب الوحيد القادر على إنتاج النار.
تأثير النار على الإنسانية
يعتقد بعض الخبراء أن تفاعل الإنسان مع النار هو المؤشر الأول للذكاء البشري.
إقرأ المزيدوربما ساهمت الحرائق بشكل كبير في زيادة عدد سكان البشر الأوائل عن طريق تقليل عدد الوفيات الناجمة عن الطقس البارد والحيوانات المفترسة والتسمم الغذائي (من الأطعمة غير المطبوخة التي تحتوي على مسببات الأمراض).
واعتقد العالم تشارلز داروين أن النار واللغة هما أهم اكتشافات البشرية.
وتقول كاثرين ماكدونالد، عالمة الآثار من جامعة Leiden، في دراستها التي تركز على النار: "لطالما كان يُنظر إلى النار على أنها واحدة من الابتكارات التكنولوجية البشرية الأساسية الكامنة وراء النجاح التطوري البشري، بما في ذلك توزيعنا على نطاق واسع وتوجيه التكيفات اللاحقة".
النار والمستقبل
حتى لو تجاهلت دور النار في تطور النباتات والحيوانات، فإن العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بوجود واستمرار الحياة على الأرض تتأثر بالنار، مثل الأكسجين الذي يشكل زهاء 21% من الغلاف الجوي للأرض وهو ضروري لبقاء معظم أشكال الحياة.
ومع ذلك، إذا قفز تركيز الأكسجين إلى 30 أو 40%، فقد تختفي الغابات من الوجود، وكذلك جميع أشكال الحياة التي تعتمد عليها. ويؤدي الكثير منه إلى تسمم الأكسجين لدى البشر والحيوانات (ما يسبب خللا في الجهاز التنفسي)، والإجهاد الفسيولوجي في النباتات، وزيادة تواتر حرائق الغابات.
وتشير الدراسات إلى أن الأكسجين الجوي يتم تنظيمه عن طريق النار.
وأوضح الباحثون أن "ارتفاع وتيرة الحرائق وكثافتها ينظمان الأكسجين في الغلاف الجوي عن طريق تثبيط نمو النباتات وإنتاج الكتلة الحيوية على الأرض، ما يعني أن هناك كمية أقل من المواد العضوية المتاحة لدفن الكربون على الأرض وعن طريق النقل إلى المحيط".
ولكن، علينا أن ندرك أن النار، التي تنظم العديد من جوانب بيئة الأرض، يمكن أيضا أن تحوّل كل شيء إلى رماد وتسبب اختلالا هائلا في حال عدم السيطرة على أزمة تغير المناخ.
المصدر: interesting engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الارض بحوث كواكب على الأرض عن طریق
إقرأ أيضاً:
فيديو صادم لاستهداف المسعفين برفح والمنصات تشتعل غضبا
ويأتي هذا الفيديو بعد أسبوع من قيام الهلال الأحمر الفلسطيني في 30 مارس/آذار الماضي بانتشال جثامين 14 شهيدا فُقد الاتصال معهم لأكثر من 7 أيام، وهم 8 مسعفين و5 من رجال الدفاع المدني وموظف أممي، بالإضافة إلى فقدان المسعف التاسع الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى الآن.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد نشر بيانا رسميا اتهم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل هؤلاء المسعفين ورجال الدفاع المدني بالرصاص في رفح، ودفنهم في مقبرة جماعية لطمس جريمته.
وفي اليوم الموالي، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمته مركبات إسعاف بطريقة عشوائية، وزعم أنه قتل 9 مسلحين من عناصر المقاومة الفلسطينية كانوا يستقلون مركبات اقتربت من قواته في رفح بشكل "مريب"، مدعيا أنها كانت تسير من دون تشغيل الأضواء الأمامية أو تفعيل إشارات الطوارئ، ولا تحمل أي علامات واضحة، وهذا شكل تهديدا على قوات الاحتلال التي قامت بإطلاق الرصاص نحو السيارات الفلسطينية.
غير أن الحقيقة تكشفت أمس من خلال مقطع فيديو مدته 7 دقائق نشرته صحيفة نيويورك تايمز، بعد حصولها عليه من دبلوماسي أممي، وصله من الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأوضحت الصحيفة أن الفيديو تم استخراجه من هاتف المسعف الشهيد رفعت رضوان، الذي وُجد مقتولا برصاصة في رأسه، حيث قامت أسرته بتفريغ محتويات هاتفه وتسليمها للجهات المعنية.
إعلانوأكدت الصحيفة أن الفيديو يدحض الرواية الإسرائيلية تماما، إذ يُظهر بوضوح أن سيارات الإسعاف والإطفاء كانت تسير بشكل طبيعي وتحمل علامات واضحة، كما أن مصابيح الطوارئ فيها كانت مضاءة، وأفراد الطواقم كانوا يرتدون أزياءهم الرسمية المميزة.
رواية كاذبة
وعلق الهلال الأحمر الفلسطيني على الفيديو قائلا إنه "جاء ليفنّد بشكل واضح وصريح رواية الاحتلال الذي يستهدف بشكل متعمد مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والصحية، ويقوم أيضا بتسويق رواية كاذبة" لتبرير استهدافه للكوادر الطبية.
وفي محاولة للتبرير بعد ظهور الفيديو، علّق جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جنوده ظنّوا أنهم يتعرضون لهجوم، وأن الادعاء بعدم وجود أضواء أو إشارات طوارئ بسيارات الإسعاف "لم يكن كذبا متعمدا"، وزعم أن جرافاته غطّت على جثث القتلى بهدف "حمايتها من الذئاب والكلاب".
وأبرزت حلقة 2025/4/6 من برنامج "شبكات" إجماع مغردون على أن الفيديو يمثل دليلا دامغا يدين الاحتلال بشكل قاطع، وأن الجريمة أصبحت موثقة بما لا يدع مجالا للشك أو التبرير.
وبحسب المغرد خالد صافي فإن المقطع "ليس مشهدا من فيلم حرب، ولا إعادة تمثيل لجريمة ماضية، إنه توثيق حقيقي بالصوت والصورة لواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجريمة لا يمكن نفيها ولا الالتفاف حولها".
وأكدت الناشطة عبير مهدي على رأي صافي، وكتبت تقول: "اليوم لا حجة لأحد، لا لمدافع عن الاحتلال، ولا لمتخاذل يتذرع بعدم وضوح الرواية، فالجرم موثق، والدم مشهود، والصمت بعد اليوم مشاركة في الجريمة".
وفي السياق ذاته، لفت المغرد حمزة الانتباه إلى أن هذه الجريمة ليست سوى جزء من نمط أوسع، وأوضح أن "هذا المشهد خرج بالصدفة وشاهده العالم، لكنه واحد من مئات المشاهد التي لم تخرج وبقيت طي الكتمان والمواراة"، وأكمل مؤكدا "جرائم الكيان كبيرة وقاسية ولا أحد يحاول في العالم أجمع إيقافها".
إعلانومن زاوية أخرى، لفت الناشط أيمن إلى غياب المساءلة الدولية، وغرد يقول: "ما دام لا يوجد من يحاسب الاحتلال على جرائمه فسيظل يستغل غياب العدالة النائمة ويرتكب أفظع الجرائم بأقذر أساليب عرفها التاريخ المعاصر والقديم ولا يأبه بأحد".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حادث إطلاق النار على قافلة الإسعاف برفح يخضع لتحقيق معمَّق وشامل، وإن القيادة الجنوبية سترفع نتيجة التحقيق إلى رئيس الأركان، وسيتم فحص الوثائق المتداولة بدقة وعمق.
الصادق البديري6/4/2025