لو قالت رشا عوض إن مصدر تمويل تقدم الأول هو اشتراكات أنصارها لغفر الله لها ما تقدم وتأخر
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
لم تأت رشا عوض بمصدر اشتراكات أنصار الحركتين من بين مصادر تمويل نشاطات قحت وتقدم. وهذه عاهة في شغل ناس الحركتين منقولة من عهد معارضتهم للإنقاذ وربما ما قبلها. فأذكر أن خصصت لهم جهة أمريكية، رسمية أعتقد، جعلاً مالية فرقوا عسيلته بين قادة المعارضة بالقاهرة. وكتبت كثيراً عن بخل أنصار معارضة الإنقاذ وأثنيت مع ذلك على سخائهم مع نداءات الثورة ومستلزماتها.
عاد بي حديث رشا إلى خبرتنا في الحزب الشيوعي في استنفار موارد عضويتنا حتى جعلنا دفع الاشتراك شرطاً من شروط العضوية الثلاثة. وهي الاقتناع ببرنامج الحزب، والانتماء إلى منظمة حزبية في السكن أو العمل، ودفع “المقوى” وهو الاشتراك كما سنبين. وكتبت الجمل أدناه عن عادتنا هذه في الرد على صديق الزيلعي الذي طاف به طائف يوماً اتهم الحزب فيه بالعمالة للسوفيات. وجئت في ردي عليه بأن جوهر استقلالنا عن السوفيات كان في حرصنا أن نستقل بموارد نشاطنا. ومن فوق هذا الاستقلال ناجزنا الرفاق الروس مثني وثلاث ورباع تجده في ورقتي “بلشفها يا رب: الحزب الشيوعي بين وطنيته وعالميته”.
فإلى الكلمة:
من أهم مصادر استقلال الحزب هو ولايته على المال فيه. فقام على الاشتراك وجعله الضلع الثالث في صفة عضوية الحزب بجانب الاقتناع ببرنامج الحزب ولوائحه والانتظام في فرع من فروعه. واسم الشهرة للاشتراك في الحزب هو “المقوي”. وبلغ الحزب من الضبط والربط المالي أن استمعت منذ أيام إلى شهادة المرحوم محمد محمد خير عضو الحزب في الأربعينات ورفيق الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين في مدرسة الصنائع للسكة حديد بعطبرة. فقال إن المقوي كان على عهدهم الباكر ربع المرتب. ونبه للمفارقة لأن خصومهم كانوا يتهمونه بالرمرمة من السوفيات بينما هم في ضيق عظيم من أتاوة الحزب.
وتلطف الحزب أخيراً وجعله 5 في المئة من المرتب. وقال محمد محمد خير إنه حصل بعد كادر ملز الذي جاء به الإنجليز بعد نضال نقابي معلوم في آخر الأربعينات على فروقات بلغت 120 جنيه. فجاءه إبراهيم زكريا، المسؤول التنظيمي الأول للحزب ودفعته بمدرسة الصنائع، ليطلب منه التبرع بها للحزب. ورضي إبراهيم زكريا بعد مساومة بثلاثين جنيهاً لا غير. ومع عون المعسكر الاشتراكي لنا في التعليم والعلاج والتدريب إلا أن يدنا لم تمتد لقرش منهم عزة باستقلالنا. ولم يظهر،
وقد انكشف الأرشيف السوفيتي، أننا حصلنا منهم على قرش أحمر. وما رشح منا في الأرشيف سوى تزكيتنا لهم لعون حليف لنا ما في وقت ما. وكان بوسع السوفييت مدنا بمطبعة حين أردنا أن نستقل بمطبعتنا لجريدة الميدان بعد ثورة أكتوبر 1964. ولكنا فتحنا باب التبرعات لها من اعضاء الحزب وأصدقائه جهاراً في الصحيفة نفسها.
ومن طرائف كلفة المقوى حكى أحدهم أن عضوا جديداً التحق بالحزب. وفصلوا له في الاجتماع التزاماته المالية من مقوي واشتراك جريدة الميدان وغيرها. فاستكثر الرفيق ذلك الاستقطاع من أجره. ثم سأله مسؤول الفرع ان يختار اسماً حركياً له لدواعي السرية. فقال: “مرهج”. وكان مرهج تاجراَ شبعاناً في الخرطوم.
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لماذا نذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء؟.. الإفتاء توضح
يسأل كثيرون عن الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم عليه السلام بالذِّكر في التشهد الأخير في الصلاة دون غيره من الأنبياء، كما أن الصيغة الإبراهيمية لها فضل عظيم حيث عَلَّمَهَا صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه حينما سألوا عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم فهي أفضل صِيَغِ الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذا السياق، حددت دار الإفتاء المصرية عددا من أسباب ذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء، مشيرة إلى أن ورد عن كعب بن عُجْرَةَ رضي الله عنه قال: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» متفقٌ عليه.
وأشارت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، إلى الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم عليه السلام بالذكر دون غيره من الأنبياء عليهم السلام تظهر من عدة أوجه:
هل صلاتي تنفع بدون خشوع وتركيز؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم التكاسل والتقطيع في الصلاة .. أمين الفتوى يجيب |فيديو
هل الرياح الشديدة عذر يبيح جمع الصلاة.. اعرف لماذا اختلف الفقهاء؟
هل تبطل صلاة المرأة إذا شاهدها رجل؟.. الإفتاء تجيب
وأشارت الإفتاء إلى أن طلب الصلاة والبركة لسيدنا محمد مثل سيدنا إبراهيم عليهما السلام لا يتعارض مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق على الإطلاق؛ لاحتمال أن التشبيه ليس على بابه، وإنما لبيان حال المشبه من غير نظر إلى قوة المشبه به، أي: بيان حال ما لا يُعرَف بما يُعرَف، أو أن التشبيه على بابه وله عدة معان تنافي الأفضلية في القدر، وهي:
- أنه عليه الصلاة والسلام إما سأل ذلك له ولأمته على المجموع بأن آل محمد كل من اتَّبَعَهُ؛ تَكْرِمَةً لهم، بأن يُكَرَّمَ رسولهم على ألسنتهم، ولأجل أن يُثَابُوا عليه.
- أو أنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد: اللهم أَجِبْ دعاء ملائكتك الذين دعوا لآل إبراهيم، فقالوا: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، وفي محمد وآله، كما أجبته في الذين وُجدوا يومئذ من أهل بيت إبراهيم، فإنه وآله من أهل بيته أيضًا.
- أو أراد: اللهم تَقَدَّمَتْ منك الصلاة على إبراهيم، وعلى آله، فنسأل منك الصلاة على محمد وآله، تشبيهًا لأصل الصلاة بأصل الصلاة لا القدر بالقدر.
- أو أنه تشبيه في عطيةٍ تحصل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن حصلت له قبل الدعاء؛ لأن الدعاء إنما يتعلق بمعدوم في المستقبل.