عربي21:
2024-12-26@18:10:11 GMT

كلام فى الكورة.. ومتى نفيق من الأوهام؟!

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

متى نفيق ونستيقظ على أننا لم نعد قوة كروية وحيدة فى إفريقيا والعالم العربى، ومتى نعترف أن هناك نظاما كرويا جديدا تشكل ويتشكل وأن قوى جديدة باتت تتصدر المشهد؟!
لست ناقدا رياضيا متخصصا لكن أكتب كمشجع كروى يتابع أحيانا مباريات الزمالك والمنتخب وما تيسر من مباريات فى الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الإنجليزى والإسبانى وأحيانا الإيطالى والفرنسى والألمانى والدورى السعودى.



ما أكتبه ليس فى فنيات الكرة، ولكن عن التصورات والأفكار والأوهام التى لا تزال تعشعش فى تلابيب عقولنا، وكأنها كتب سماوية منزلة من السماء.

أكتب وأنا أرى حزن وغضب كثير من المصريين على المستوى المحزن للمنتخب القومى لكرة القدم وخروجه المهين من دور الـ١٦ فى تصفيات أمم إفريقيا المقامة حاليا فى ساحل العاج، وعجزنا عن الفوز فى المباريات الثلاثة الأولى وصعودنا لدور الـ١٦ بمعجزة، وهدية موزمبيقية بتعادلها مع غانا فى آخر دقيقة، ثم انهزمنا أمام الكونغو بضربات الجزاء.

وأؤكد أن أداء المنتخب كان سيئا، وكذلك المدرب روى فيتوريا، وأداء اتحاد الكرة أكثر سوءا.
ما سبق تحدث فيه خبراء ونقاد الكرة بصورة مفصلة وفنية. واليوم أتحدث عن التصورات والأوهام التى تسيطر على عقول معظمنا من دون أى أساس من الواقع إلا الحنين لما كان.

نعم مصر قوة رياضية إفريقية كبيرة وفازت ببطولة إفريقيا لكرة القدم سبع مرات ابتداء من عام ١٩٥٧ وحتى ٢٠١٠، ونعم أيضا أن الأندية خصوصا الأهلى هو الأكثر تتويجا ببطولات إفريقيا فى كل نسخها سواء كانت أبطال الدورى أو الكأس أو السوبر الإفريقى، بل إن الأهلى له سجل حافل ومتميز فى بطولة العالم للأندية.

لكن اليوم أنا أتحدث عن المنتخب الذى هو حاصل جمع النشاط الكروى العام والشامل. معظمنا يتصور أننا يجب أن نفوز بكل البطولات الإفريقية سواء على مستوى الأندية أو المنتخب باعتبار أننا القوة الكروية الأقدم. وننسى أن هناك دولا كثيرة بدأت تلعب وتتألق وتبدع وتفوز، ننسى أننا منذ منتخب حسن شحاتة المتميز والذى فاز ببطولة إفريقيا أعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠، لم يعد موجودا. ننسى أيضا أن الكرة شأن أى نشاط آخر تعطى لمن يعطيها ولمن يتدرب ويتعب ويخطط وينفق على أسس فنية وعلمية صحيحة.

نندهش كثيرا حينما نرى منتخبا متميزا مثل الرأس الأخضر يتألق ويهزم منتخبات عتيقة وقديمة، وننسى أنه يقدم كرة متميزة منذ سنوات. نندهش أيضا حينما نرى منتخب موزمبيق يتألق أمامنا وكاد يهزمنا، ونندهش أكثر حينما ننهزم من الكونغو وننسى أنها كانت أفضل منا معظم فترات المباراة، وغالبية لاعبينا لم تكن قادرة حتى على الجرى خصوصا فى الشوطين الإضافيين. والنتيجة كانت عادلة، ولو فزنا فى هذه المباراة كنا سننهزم فى المباراة التى تليها. ننسى أننا فى نهائى البطولة الماضية لم نكن نستحق الفوز أيضا أمام السنغال لأنها كانت الأفضل، والأمر نفسه فى المباراة النهائية المؤهلة للمشاركة فى نهائيات كأس العالم أمام السنغال أيضا. نعم كنا قوة كروية، ولدينا أندية متميزة إلى حد ما إفريقيا، لكن فى القارة وفى المنطقة العربية صارت هناك منتخبات قوية جدا لأنها تخطط بصورة سليمة ولديها موارد كبيرة، ولديها محترفون أكثر منا فى الخارج.

هذه الأوهام الكروية خطيرة، لأنها تعتقد أننا يجب أن نفوز على أى منتخب إفريقى لمجرد أن التاريخ ينحاز لنا.

نعم التاريخ مهم لكنه ليس كل شىء. وبالتالى علينا أن ننزل من الأبراج العاجية، وننظر إلى الواقع كما هو ونحاول أن نغيره إلى الأفضل، بدلا من لعن الزمن والظروف و«الانصاص التى قامت والقوالب التى نامت!!!!».

بالمناسبة الموضوع لا يتعلق فقط بكرة القدم والرياضة عموما، ولكن الأخطر أنه يمتد إلى مجالات كثيرة فى حياتنا وبحيث نتصور أننا يجب أن نعيش مستويات حياة الأمم المتقدمة، من دون أن نبذل الجهد الذى بذلوه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، ننسى فى هذا الشأن أن النجاح والتفوق والتقدم فى الرياضة أو الاقتصاد أو العلم يحتاج إلى أسس وموارد وجهد وتخطيط سليم ومتراكم وإنتاج متميز وصادرات وقوة شاملة، حتى تكون مؤثرا فى إقليميك وعالمك.

النقطة المهمة والمحورية سواء كان الأمر يتعلق بالرياضة أو بالاقتصاد أو أى مجال فى الحياة هو أن ندرك الواقع وحقيقة إمكانياتنا مقارنة بالآخرين، ومحاولة أن نتغير إلى الأفضل على أسس سليمة وليس بناء على الأوهام أو التاريخ فقط.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصريين الرياضة الاقتصاد مصر اقتصاد رياضة اقتصاد سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وائل الفشني ضيفا في بودكاست "كلام في الفن"

تستضيف الليلة قناة "الوثائقية" الفنان وائل الفشني في حلقة جديدة من برنامج البودكاست "كلام في الفن"، حيث سيتحدث عن أبرز محطات مسيرته الفنية، وذلك في تمام الساعة العاشرة مساءً، يركز اللقاء على تجربته في تقديم الأغاني التراثية التي لاقت إعجاب الجمهور، وكيف ساهمت في تسليط الضوء على هويته الموسيقية وأصالته الفنية.

 

وخلال الحلقة، يكشف الفشني عن رؤيته الخاصة لتطوير الأغاني التراثية والابتهالات الدينية بأسلوب عصري يجمع بين الأصالة والابتكار، إضافة إلى طموحه في إحياء التراث الموسيقي بطرق تعكس هويته الفنية الفريدة، كما يشارك ذكريات طفولته حين أُطلق عليه لقب "الطفل المعجزة" بسبب موهبته الصوتية التي برزت مبكرًا وشكّلت حجر الأساس لمسيرته الفنية.

 

يُعد هذا اللقاء فرصة للتعرف على شخصية وائل الفشني عن قرب، ورسالته في الفن التي تهدف إلى المزج بين الأصالة والمعاصرة، بما يُثري الساحة الموسيقية المصرية والعربية.

 

كما تحدث عن ذكريات طفولته، حيث كان يُطلق عليه لقب "الطفل المعجزة" من قِبل معلميه وأقرانه في الحضانة والمدرسة، نظرًا لموهبته الصوتية المبكرة، هذه المرحلة شكلت نقطة انطلاق لرحلته في عالم الفن والتراث.

 

الفنان وائل الفشني 

 

 

أحدث أعمال وائل الفشني 

يذكر أن المطرب وائل الفشني انتهى من تصوير كليب أغنيته الجديدة "دعوة أمي"، والذي أخرجه خالد فهمي، كما تم تصوير الكليب في عدة مواقع مختلفة، حيث تميز بجو درامي يعكس عمق كلمات الأغنية. الأغنية من توزيع وميكس وماستر Saleh Dexter، ويأتي هذا الكليب في إطار استمرار وائل الفشني في تقديم أعمال تجمع بين الإحساس العميق والرسائل الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • مدرب إيفرتون يشيد بالقوة والرغبة
  • كتاباتي: عبد المنعم بدري جا بفايله وسيد الكورة قاعد يتفرج
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  •  نتنياهو يتوعد الحوثيين: سيتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون
  • عاجل.. اتحاد الكرة يعلن حكم مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي
  • وائل الفشني ضيفا في بودكاست "كلام في الفن"
  • أردوغان: الأسد فر كالجبان.. والشعب السوري فتح صفحة جديدة لبلاده
  • الكورة احتفلت بالميلاد
  • عاجل | الرئيس التركي: لن ننسى الجرائم الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد في حق شعبه
  • حسام عاشور: أبوتريكه رقص بعد مباراة الصفاقسي في نهائي إفريقيا 2006