عربي21:
2024-07-11@23:07:05 GMT

كلام فى الكورة.. ومتى نفيق من الأوهام؟!

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

متى نفيق ونستيقظ على أننا لم نعد قوة كروية وحيدة فى إفريقيا والعالم العربى، ومتى نعترف أن هناك نظاما كرويا جديدا تشكل ويتشكل وأن قوى جديدة باتت تتصدر المشهد؟!
لست ناقدا رياضيا متخصصا لكن أكتب كمشجع كروى يتابع أحيانا مباريات الزمالك والمنتخب وما تيسر من مباريات فى الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الإنجليزى والإسبانى وأحيانا الإيطالى والفرنسى والألمانى والدورى السعودى.



ما أكتبه ليس فى فنيات الكرة، ولكن عن التصورات والأفكار والأوهام التى لا تزال تعشعش فى تلابيب عقولنا، وكأنها كتب سماوية منزلة من السماء.

أكتب وأنا أرى حزن وغضب كثير من المصريين على المستوى المحزن للمنتخب القومى لكرة القدم وخروجه المهين من دور الـ١٦ فى تصفيات أمم إفريقيا المقامة حاليا فى ساحل العاج، وعجزنا عن الفوز فى المباريات الثلاثة الأولى وصعودنا لدور الـ١٦ بمعجزة، وهدية موزمبيقية بتعادلها مع غانا فى آخر دقيقة، ثم انهزمنا أمام الكونغو بضربات الجزاء.

وأؤكد أن أداء المنتخب كان سيئا، وكذلك المدرب روى فيتوريا، وأداء اتحاد الكرة أكثر سوءا.
ما سبق تحدث فيه خبراء ونقاد الكرة بصورة مفصلة وفنية. واليوم أتحدث عن التصورات والأوهام التى تسيطر على عقول معظمنا من دون أى أساس من الواقع إلا الحنين لما كان.

نعم مصر قوة رياضية إفريقية كبيرة وفازت ببطولة إفريقيا لكرة القدم سبع مرات ابتداء من عام ١٩٥٧ وحتى ٢٠١٠، ونعم أيضا أن الأندية خصوصا الأهلى هو الأكثر تتويجا ببطولات إفريقيا فى كل نسخها سواء كانت أبطال الدورى أو الكأس أو السوبر الإفريقى، بل إن الأهلى له سجل حافل ومتميز فى بطولة العالم للأندية.

لكن اليوم أنا أتحدث عن المنتخب الذى هو حاصل جمع النشاط الكروى العام والشامل. معظمنا يتصور أننا يجب أن نفوز بكل البطولات الإفريقية سواء على مستوى الأندية أو المنتخب باعتبار أننا القوة الكروية الأقدم. وننسى أن هناك دولا كثيرة بدأت تلعب وتتألق وتبدع وتفوز، ننسى أننا منذ منتخب حسن شحاتة المتميز والذى فاز ببطولة إفريقيا أعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠، لم يعد موجودا. ننسى أيضا أن الكرة شأن أى نشاط آخر تعطى لمن يعطيها ولمن يتدرب ويتعب ويخطط وينفق على أسس فنية وعلمية صحيحة.

نندهش كثيرا حينما نرى منتخبا متميزا مثل الرأس الأخضر يتألق ويهزم منتخبات عتيقة وقديمة، وننسى أنه يقدم كرة متميزة منذ سنوات. نندهش أيضا حينما نرى منتخب موزمبيق يتألق أمامنا وكاد يهزمنا، ونندهش أكثر حينما ننهزم من الكونغو وننسى أنها كانت أفضل منا معظم فترات المباراة، وغالبية لاعبينا لم تكن قادرة حتى على الجرى خصوصا فى الشوطين الإضافيين. والنتيجة كانت عادلة، ولو فزنا فى هذه المباراة كنا سننهزم فى المباراة التى تليها. ننسى أننا فى نهائى البطولة الماضية لم نكن نستحق الفوز أيضا أمام السنغال لأنها كانت الأفضل، والأمر نفسه فى المباراة النهائية المؤهلة للمشاركة فى نهائيات كأس العالم أمام السنغال أيضا. نعم كنا قوة كروية، ولدينا أندية متميزة إلى حد ما إفريقيا، لكن فى القارة وفى المنطقة العربية صارت هناك منتخبات قوية جدا لأنها تخطط بصورة سليمة ولديها موارد كبيرة، ولديها محترفون أكثر منا فى الخارج.

هذه الأوهام الكروية خطيرة، لأنها تعتقد أننا يجب أن نفوز على أى منتخب إفريقى لمجرد أن التاريخ ينحاز لنا.

نعم التاريخ مهم لكنه ليس كل شىء. وبالتالى علينا أن ننزل من الأبراج العاجية، وننظر إلى الواقع كما هو ونحاول أن نغيره إلى الأفضل، بدلا من لعن الزمن والظروف و«الانصاص التى قامت والقوالب التى نامت!!!!».

بالمناسبة الموضوع لا يتعلق فقط بكرة القدم والرياضة عموما، ولكن الأخطر أنه يمتد إلى مجالات كثيرة فى حياتنا وبحيث نتصور أننا يجب أن نعيش مستويات حياة الأمم المتقدمة، من دون أن نبذل الجهد الذى بذلوه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، ننسى فى هذا الشأن أن النجاح والتفوق والتقدم فى الرياضة أو الاقتصاد أو العلم يحتاج إلى أسس وموارد وجهد وتخطيط سليم ومتراكم وإنتاج متميز وصادرات وقوة شاملة، حتى تكون مؤثرا فى إقليميك وعالمك.

النقطة المهمة والمحورية سواء كان الأمر يتعلق بالرياضة أو بالاقتصاد أو أى مجال فى الحياة هو أن ندرك الواقع وحقيقة إمكانياتنا مقارنة بالآخرين، ومحاولة أن نتغير إلى الأفضل على أسس سليمة وليس بناء على الأوهام أو التاريخ فقط.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصريين الرياضة الاقتصاد مصر اقتصاد رياضة اقتصاد سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تحف ومجسمات في احتفالية 100 عام على أولى حفلات أم كلثوم.. «ليالينا الحلوة»

وسط جمال وعظمة الآثار المصرية القديمة والتحف الأثرية التى أبهرت العالم يخرج صوت «كوكب الشرق» من كل جانب من جوانب المتحف القومى للحضارة المصرية، على اليمين تدندن بعاطفة متوهجة «يا حبيبى.. يللا نعيش»، وعلى اليسار تنشر بهجة وأملاً وهى تردد «يا صباح الخير يا اللى معانا» وغيرها من الأغانى التى تصدح من كل مكان، لتعلن عن أجواء احتفالية بمرور 100 عام على أولى الحفلات الغنائية الموثقة لأم كلثوم تحت عنوان «كوكب الشرق.. 100 سنة من تراثنا الفنى».

فى لحظة، وبمجرد أن تطأ الأقدام متحف الحضارة يعود الزمن إلى قرن مضى، هنا بالفعل تقف داخل إحدى حفلات أم كلثوم، فجميع الأجواء كانت مهيأة لذلك من خلال المجسمات الخاصة بالحفلات، واللوحات الفنية التى تحمل صورتها وأفيشات أفلامها، وأخرى مصممة لتدل على أشهر كُتَّاب أغانيها، مع مصغرات لعود يحمل صورتها ومقتبس من أغانيها.

تحكى نانسى عمار، مسئولة الثراث الحضارى بمتحف الحضارة المصرية، فى حديثها لـ«الوطن»، عن أجواء تلك الاحتفالية، شارحة شمول مجسمات أم كلثوم لفستانها ومنديلها ونظارتها ومجوهراتها، والتى شارك فى تصميمها العديد من الفنانين المصريين، وأيضاً شهدت معارض وورشاً فنية وتعليمية تعرض المقتنيات والأدوات والتحف التراثية النادرة لسيدة الغناء العربى، من بينها معرض مستنسخات وصور ولقطات من أفلامها السينمائية، وذلك بالتعاون مع قاعة الموسيقى بدار الكتب والوثائق القومية.الفعالية شملت أيضاً معرض للأسطوانات وشرائط الكاسيت الخاصة بأغانيها وعرض للجرامافون، بحسب «نانسى»، مشيرة إلى أن ذلك جاء بمشاركة من شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات، كما شملت الاحتفالية مجموعة من الورش التفاعلية، منها ورشة عن فن المصغرات وتصميم مشاهد تحاكى حفلات أم كلثوم، وورشة تصميم نماذج من الكروت التذكارية بما يحاكى فن الـ(Gornall art).

كانت مصممة الديكور «يسرا عبدالرحمن» من بين المشاركين فى الاحتفالية، والتى أبهرت الزوار بمجسماتها التى شملت فستان أم كلثوم ومنديلها ونظارتها، وكذلك العود الخاص بها الذى كانت تميزه عبارة «لا يُعرف المرء فى عصره»: «أنا شاركت فى الاحتفالية بالأعمال بتاعتى لما أستاذة نانسى شافتها، وطبعاً كان شعور مختلف بالنسبة ليا واستمتعت».

حالة من السعادة الممزوجة بالفخر سيطرت على «يسرا» بعد مشاركتها فى احتفالية أم كلثوم: «أنا كنت مبسوطة جداً ومبهورة بالأجواء، وانبسطت أكتر لما شُفت الأجانب، والزوار شافوا المجسمات وكانوا منبهرين بيها، والمرشد السياحى كان بيشرح ليهم التفاصيل».

لم تقتصر مشاركة «يسرا» فى احتفالية أم كلثوم على المجسمات فقط، ولكنها أيضاً رسمت لوحات فنية بالفحم تحمل صورة أم كلثوم، وأيضاً عمل ورش فنية للأطفال: «عملت عود ونقشت عليه نفس النقشة علشان ده اللى كان بيميز العود بتاعها، وكنت عاملة تليفزيون قديم وكاميرا زى الكاميرا اللى كانت بتصورها».

مقالات مشابهة

  • تقاليع المشجعين فى كأس الأمم الأوروبية 2024
  • هيفاء وهبي بفستان فصوص الكريستال تروج لـ "كلام على الورق"
  • حسنى.. هنو.. عودة الوزير الفنان!
  • سيدة مسيحية: لن ننسى دور الرئيس السيسي في أخذ الثأر لشهداء ليبيا الذين قُتلوا على يد داعش
  • عادل حمودة يكتب: لم تكن حياة «أحمد زكى» رقاقة من العجين صنع منها قالب «جاتو»
  • سينما‭ ‬التمرد‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا
  • مارسيلو بييلسا: رقابة دياز مفتاح فوز أوروجواي على كولومبيا
  • بييلسا يطلب منع دياز من التنفس!
  • تحف ومجسمات في احتفالية 100 عام على أولى حفلات أم كلثوم.. «ليالينا الحلوة»
  • السودان: بعد سقوط الأقنعة لا للبكاء والعويل