الجثث لم يتم التعرف على هويتها بسبب تحللها

أفاد تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعادت الثلاثاء جثث العديد من الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك عبر معبر كرم أبو سالم.

اقرأ أيضاً : غزة تستغيث.. 118 يوما من العدوان على القطاع

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بتسلمها بين 80 إلى 100 جثة، لم يتم التعرف على هويتها بسبب حدوث تحلل للجثث.

تم دفن هذه الجثث في مقبرة جماعية في رفح.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، نقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجثث للتحقق من هويتها في حال وجود شكوك حول احتمال تورطها في قضايا احتجاز.

من ناحية أخرى، كشفت التقارير عن اكتشاف 30 جثة دفنت في أكياس سوداء تحت الرمال في إحدى مدارس الأونروا في بيت لاهيا شمال غزة من قبل الفلسطينيين.

وفي سياق آخر، أعلنت الأمم المتحدة، استنادًا إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن استشهاد أحد العاملين في مستشفى الأمل جراء إطلاق نار قرب بوابات المستشفى. وتوفيت سيدة مسنة ورضيع بسبب نقص الأكسجين الذي كانا يعتمدان عليه، وتم دفنهما في ساحة المستشفى.

وفي حادث منفصل، فُقد الاتصال بفريق إسعاف من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء محاولته إنقاذ فتاة صغيرة في غزة خلال الهجمات، ولم يتم التعرف على مكان تواجدهم.

وأكد تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن مستشفيي الناصر والأمل في خان يونس لا يزالان تحت الحصار، مع استمرار التوتر في محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث أدى التوتر إلى استشهاد طفل، وتعرض مستشفى الأمل لاقتحام من قبل قوات الاحتلال. يشار إلى أن الرعاية الصحية في غزة ما زالت تعاني بشدة بسبب الاحتياجات الضخمة والنقص في الموارد، حيث يعمل جزء صغير فقط من المستشفيات بشكل جزئي.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة تل أبيب جيش الاحتلال الإسرائيلي فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر بين الإنسانية والقوانين الدولية

لم تكن صدفة أو مواقف عابرة لا يلقي لها الإنسان بالا؛ تلك الهيئة التي كان عليها موظفو الصليب الأحمر في وقائع التسليم الأول والثاني والثالث للأسرى، والتي تمت ولا زالت تتم بين الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية. فشتان الفرق بين من كانوا في غزة يتسلمون أسرى الاحتلال بوجوه سيطر عليها الوجوم وحركات انفعالية وغضب على الوجوه مرسوم، وبين من كانوا هناك في سجن عوفر يتبادلون أطراف الحديث مع حراس السجن في وئام وانسجام وألفة ظهرت على وجوه ضاحكة في انتظار استلام الأسرى الفلسطينيين. ثم نجد نفس هذه الوجوه وقد سادت عليها القسوة مع هؤلاء الأسرى وتعنيفهم داخل الباصات وكأنهم ليسوا ناجين من جحيم اعتقال غير إنساني وضحايا تعذيب جسدي ونفسي بحاجة إلى الدعم والاستيعاب.

ثم تدور بنا الأيام مسرعة لنصل إلى مرحلة تسليم 4 جثامين لأسرى من الاحتلال كانت طائراتهم الحربية هي من قتلتهم في الأسر أثناء عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي مارسه الاحتلال على مدار 15 شهرا، أمام مرأى ومسمع العالم المتحضر الذي ينتمي له موظفو هيئة الصليب الأحمر، ليُظهروا أثناء مراسم تسليم الجثامين فيضا غزيرا من الإنسانية وكرما محمودا من احترام الكرامة الإنسانية من خلال موكب مهيب وعمل سواتر تحجب التوابيت عن الكاميرات احتراما للميت.

ونتذكر مع تلك المشاهد منكرا وقع عند تسليم مئات الجثث من الأطفال والنساء والشيوخ من ضحايا توحش الاحتلال، وقد وضعهم الاحتلال الدموي في أكياس زرقاء داخل شاحنات نقل بضائع حيث ألقوا الجثث فوق بعضها البعض وكأنها أكياس قمامة وليسوا ضحايا أبرياء. وحتى لو كانوا عسكريين فلأجسادهم حرمة وكرامة يجب احترامها والتعامل معها وفق ما نص عليه القانون الدولي الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع؛ التي تعمل من خلالها ووفق نصوصها منظمة الصليب الأحمر.. تذكرت كيف كان التعامل مع هذه الجثث بدءاً من استباحة الاحتلال لها قبل التسليم ثم وضعها في الأكياس الزرقاء وتحميلها في الشاحنات، وكيف تم تسليمها لوزارة الصحة في غزة وكيف حُملت كالذبيحة أمام المقبرة الجماعية التي أُعدت لهم ودُفنوا فيها.

لم يراعَ حينها من المنظمة الدولية ولم نلمس من موظفيها أي مسعى أو محاولة لاحترام جثث الفلسطينيين، تحقيقا لأبسط القيم الإنسانية وقواعد احترام جثامين القتلى مدنيين أو عسكريين، حتى في مشهد ظهرت فيه المنظمة الدولية وكأنها تخلت عن قيمها وتحللت من قواعد حددت لها وظائف وأدوارا إنسانية مع كل البشر دون تفرقة أو تمييز.

ثم ليستمر مسلسل السقوط المدوي لمنظمة الصليب الأحمر وممارسة التمييز العنصري وتحيزها الفج غير الإنساني مع طرف يمثل احتلالا وقوة لا تتوقف عن ارتكاب كافة صور التوحش والإبادة والتطهير العرقي؛ في وجه طرف يعاني من الاحتلال ويواجه آلة قتل بسبب مطالبته المشروعة بالحياة على أرضه وتخليصه من محتل مختل.. ممارسات لا نتمناها من منظمة دولية يقع على عاتقها مهمة مقدسة بجعل الحروب أقل إيلاما على العسكريين والمدنيين، وحماية التراث الإنساني ومتابعة مدى التزام الأطراف المتحاربة بقواعد القانون الدولي واحترام القيم الإنسانية، ولكن الدنيا لا تأتي بالتمني.

واقع مرير ومُركب في قسوته في ظل سيطرة مفهوم الإنسانية الانتقائية على عقول ونفوس الغرب بكل مؤسساته، المحلية أو الدولية، إنسانية قائمة على الفصيلة لا الفضيلة، فإذا كنت من المنتمين لها شُملت بالحماية حيا وميتا، أما إن كنت غير ذلك فقد خرجت في قاموسهم عن الجماعة الإنسانية!

أزعجتهم 4 توابيت هي أصلا من مظاهر تكريم الموتى وتعبر عن احترام الموتى، فحرصوا على إبعادها عن عدسات المُصورين، في حين أنهم أنفسهم لم يجدوا حرجا في تسليم مئات الجثامين كالذبائح في أكياس بعد وضعها في شاحنات فوق بعضهم البعض، قبل رميها في مقابر جماعية!

إن مثل هذه الإنسانية الانتقائية القائمة على الفصلية تمثل جريمة تمييز عنصري في حد ذاتها وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتقوم في جوهرها على غريزة حيوانيّة، فالإنسانية عنوان ينضوي تحت رايته كل إنسان.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أعداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال (إنفوغراف)
  • الصليب الأحمر بين الإنسانية والقوانين الدولية
  • اكتشاف مقبرة جماعية في ريف درعا يضم عشرات الجثث
  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: الاحتلال يحتجز جثامين آلاف الشهداء الفلسطينيين
  • السودان.. عشرات القتلى ومئات الإصابات نتيجة تفشّي مرض «الكوليرا»
  • إذاعة جيش الاحتلال: تم التعرف على جثة المحتجزة شيري بيباس
  • إذاعة الاحتلال: تم التعرف على جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس
  • الصحة الفلسطينية: استشهاد طفلة برصاص الاحتلال في مخيم جنين
  • نتنياهو يتوعد حماس بسبب جثة بيباس.. والمقاومة ترد
  • العدو الصهيوني يحتجز جثامين 665 شهيداً فلسطينياً