لماذا لا تسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا؟ حول ذلك كتب الباحث في مركز الدراسات العربية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دميتري بلياكوف، في "إزفيستيا":
في نهاية شهر يناير، بدأ من جديد الحديث عن الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية من سوريا. وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها واشنطن سحب قواتها من سوريا.
تتلخص السياسة الأميركية بأكملها، في سوريا، في صيغة واحدة: خنق الاقتصاد السوري وزيادة التكاليف التي تتحملها روسيا وإيران في دعم الحكومة الرسمية.
والهدف الرئيس الآخر هو ردع إيران. وهذا يزيد من صعوبة استخدام الجمهورية الإسلامية رأس الجسر السوري لبسط نفوذها في المنطقة. ولذلك، فإن إحدى المهام الأساسية للولايات المتحدة "على الأرض" هي تقليل فاعلية الممر البري بين طهران وبيروت، الذي يمر عبر أراضي العراق وسوريا ويضم اللاعبين الأساسيين في إطار مشروع محور المقاومة "الإيراني".
وهكذا فإن واشنطن، بقوة محدودة، تحل عدة مشاكل في وقت واحد. والتخلي عن وجودها سيكون خطوة سيئة. زد على ذلك، فإن الوضع على الأرض يختلف عما تقوله عناوين الصحف الأمريكية الرئيسية. فمنذ نهاية العام 2023، بدأت الولايات المتحدة في تعزيز قوتها العسكرية. وفي الوضع الحالي، فإن مغادرة سوريا على خلفية الهجمات المتزايدة من وكلاء إيران سيكون بمثابة ضربة كبيرة لسمعتها. لا تزال الولايات المتحدة أكبر مزود للخدمات الأمنية في الشرق الأوسط. وقد أدى الانسحاب السريع للقوات من أفغانستان في العام 2021 إلى تقويض المواقف الأمريكية في المنطقة. ولذلك، فإن التصعيد الحالي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يشكل تحديًا آخر لنفوذ الولايات المتحدة. ويراقب جميع الحلفاء في الشرق الأوسط كيف سيتصرف الضامن الأمني الأميركي في الخارج. فإذا تخلت واشنطن عن التزاماتها ومنحت إيران المزيد من الفرص لمهاجمة إسرائيل من سوريا، فسيكون ذلك بمثابة إشارة أخرى لدول المنطقة بأنها يجب أن تنوع علاقاتها في سياساتها الدفاعية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من سوریا
إقرأ أيضاً:
إيران: ليس لدينا علاقة مباشرة مع التيار الحاكم في سوريا
بغداد اليوم - متابعة
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين (23 كانون الأول 2024)، إن بلاده ليس لديها تواصل مباشر مع التيار الحاكم في سوريا.
وذكر بقائي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي تابعته "بغداد اليوم"، أنه "ليس لدينا علاقة مباشرة مع التيار الحاكم في سوريا، لكن نحن على تواصل مع مختلف تيارات المعارضة في سوريا منذ فترة طويلة".
وأوضح بقائي "وصولنا إلى سوريا كان لمحاربة الإرهاب ومنع انتشار الانفلات الأمني إلى دول المنطقة، وحاولنا المساعدة في دفع العملية السياسية في سوريا"، مؤكداً "حالياً، لا توجد علاقة مباشرة بالحكم الحالي في سوريا".
وكان القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع المعروف ب "أبو محمد الجولاني"، أعلن إنهاء الوجود الإيراني في سوريا.
وأشار خلال تصريحات صحفية، إلى خطورة التوسع الإيراني في المنطقة، موضحا أن طهران حولت سوريا إلى منصة لتنفيذ أجنداتها وشكل ذلك خطرا كبيرا على البلاد وعلى دول الجوار والخليج.
وأكد: "تمكنا من إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولكننا لا نكن العداوة للشعب الإيراني، فمشكلتنا كانت مع السياسات التي أضرت ببلدنا".