بري لسفراء الخماسية: انتخاب الرئيس ضروري لجلوس لبنان إلى الطاولة
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": أبقى رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، على الأبواب السياسية مفتوحة أمام سفراء الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية، مع استعدادهم لتوسيع مروحة اتصالاتهم بلقاء رؤساء الكتل النيابية بغية إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم، بانتخاب رئيس للجمهورية، لأن هناك ضرورة، كما نُقل عنه، لجلوس الرئيس اللبناني إلى طاولة المفاوضات، لحفظ مقعد لبنان ودوره في ظل ارتفاع منسوب المساعي الدولية بحثاً عن تسوية أو صيغ جديدة في المنطقة، انطلاقاً من وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة، وبالتالي «لا مصلحة لنا بتغييب لبنان باستمرار الشغور» في رئاسة الجمهورية.
فلقاء الرئيس بري مع سفراء المملكة العربية السعودية وليد البخاري، وقطر سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، ومصر علاء موسى، وفرنسا هيرفيه ماغرو والولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، كان جلسةً استكشافية للاستماع إلى وجهة نظره، على قاعدة توافقه مع السفراء على أن الوضع المتأزم في المنطقة يتطلب الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية للدفاع عن موقف لبنان وتحصينه لمواجهة كل الاحتمالات، وتحسباً منذ الآن لما هو آتٍ على المنطقة، ما يستدعي استيعاب ارتداداته السلبية على لبنان ومنعه من التمدد بداخله.
ونقلت مصادر سياسية مواكبة للأجواء التي سادت اللقاء عن الرئيس بري قوله إن الحرب الدائرة في قطاع غزة يجب أن تكون حافزاً لنا لانتخاب الرئيس، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن موقفه شكل نقطة للتلاقي مع سفراء «الخماسية» على ضرورة فصل انتخاب الرئيس عن حرب غزة والجبهة المشتعلة في جنوب لبنان.
ولفتت المصادر السياسية إلى أن سفراء «الخماسية» أكدوا للرئيس بري أنهم يشكّلون مجموعة دعم ومساندة لتسهيل انتخاب الرئيس، الذي يقع على عاتق البرلمان اللبناني، وأكدت أنهم طرحوا وجهة نظرهم انطلاقاً من تشديدهم على موقفهم الموحد، ما يقطع الطريق على مَن يحاول الرهان على وجود تباين بين السفراء في مقاربتهم للملف الرئاسي.
وكشفت المصادر عن أن السفراء لم يأتوا على ذكر الخيار الرئاسي الثالث الذي خلص إليه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة للبنان، وقالت إنهم أكدوا على عدم وضع «فيتو» على اسم أي مرشح لرئاسة الجمهورية أو دعم مرشح خاص.
في المقابل، فإن الرئيس بري بادلهم بالمثل، ونأى بنفسه عن طرح اسم أي مرشح، وتوقف، بحسب المصادر نفسها، أمام التفاهمات التي توصّلت إليها الكتل النيابية وأدت للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، ودعا إلى ضرورة توسيعها لعلها تدفع باتجاه تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
وقالت المصادر إن السفراء شددوا على ضرورة التواصل بين الكتل النيابية لخلق المناخ المواتي لانتخاب الرئيس، وهذا ما استدعى تدخّل الرئيس بري بوضعهم في الأجواء السياسية وردود الفعل على دعوته النواب للحوار الذي يمكن أن يؤدي للاتفاق على مرشح معين لتفادي ما حصل في جلسات الانتخاب السابقة التي كرّست انقساماً داخل البرلمان.
ورأت أن قول الرئيس بري، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي، إن اللقاء كان واعداً ومفيداً، يعكس الأجواء الإيجابية التي سادته والارتياح الذي تكوّن لدى السفراء الذين لا همّ لديهم سوى إخراج الاستحقاق الرئاسي من المراوحة، وقالت إنهم لم يتطرقوا إلى مهمة لودريان في ضوء إحجامهم عن السؤال عن الخيار الرئاسي الثالث، لأن مجرد طرحه من وجهة نظر أوساط نيابية نافذة يتعارض مع تأكيدهم على أن لا مرشح لديهم ولا يضعون «فيتو» على مرشح معين.
لكن الوضع المشتعل في الجنوب حضر أيضاً، بتأكيد الرئيس بري تمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 الذي لم تلتزم به إسرائيل، سواء باحتلالها قسماً من أراضيه أو مواصلتها خرق أجوائه براً وبحراً وجواً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انتخاب الرئیس الرئیس بری
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يزور المملكة في أول جولة خارجية منذ انتخابه
بيروت : البلاد
يصل الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم إلى المملكة في أول زيارة رسمية خارجية منذ انتخابه، تأكيدًا على العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، وترسيخًا للدور الريادي الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وتعزيز أمنه واقتصاده.
وتأتي الزيارة استجابةً لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي تلقاها الرئيس اللبناني عقب انتخابه، ما يعكس حرص القيادة السعودية على دعم لبنان ومساعدته على تجاوز تحدياته السياسية والاقتصادية، انطلاقًا من التزام المملكة بدورها الفاعل في تعزيز وحدة لبنان واستقراره.
وأكد الرئيس جوزيف عون، في تصريحاته قبل مغادرته بيروت، أن المملكة كانت ولا تزال الداعم الأول للبنان في مختلف المحطات المفصلية، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الثنائي، وإعادة بناء العلاقات الاقتصادية والاستثمارية التي من شأنها المساهمة في إعادة إعمار لبنان وتحقيق التنمية المستدامة.
وشدّد عون على أن السعودية شريك أساسي في إنهاء الفراغ الرئاسي الذي استمر عامين، مشيرًا إلى أن المملكة لعبت دورًا محوريًا في إعادة التوازن السياسي إلى لبنان، بما يخدم مصالحه الوطنية والعربية.
كما أعرب الرئيس اللبناني عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وإزالة أي عوائق كانت تؤثر على التعاون المشترك، متمنيًا عودة الأشقاء السعوديين للاستثمار والسياحة في لبنان، الذي يعتبر وطنهم الثاني.
وتحمل زيارة عون أهمية خاصة، حيث تأتي في ظل مرحلة إعادة ترتيب المشهد السياسي اللبناني بعد سنوات من التوترات، مما يفتح الباب أمام شراكة جديدة بين البلدين.
وتُعتبر المملكة الداعم الأكبر للبنان، حيث لعبت دورًا فاعلًا عبر العقود في دعم اقتصاده واستقراره، وتمويل مشاريع البنية التحتية، ومساندة جهود إعادة الإعمار.
وفي يناير الماضي، زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بيروت، معبرًا عن ثقة المملكة بالقيادة اللبنانية الجديدة في تنفيذ الإصلاحات الضرورية، مما يعكس استمرار الدعم السعودي للبنان ومؤسساته.
ومن المتوقع أن تتناول الزيارة مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز الشراكة في القطاعات التنموية المختلفة، بما يسهم في إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية، كما ستبحث دور المملكة في دعم إعادة الإعمار في المناطق المتضررة، وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
ويعوّل لبنان بشكل كبير على دعم المملكة ودول الخليج في مرحلة التعافي الاقتصادي، خاصة بعد التحديات التي واجهها خلال السنوات الماضية.