أماني الطويل ما بين الحقائق والحيرة!!
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
أماني الطويل ما بين الحقائق والحيرة!!
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أجرت قناة “الجزبرة مباشر” لقاءا حواريا مع الدكتورة أماني الطويل الباحثة في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية. وفي سؤال من القناة هل يمكن أن يكون هناك تحولا جديدا في الحرب في السودان في ظل تحرك سعودي مصري؟.. تعددت إجابات الدكتورة الطويل وحوت عددا من النقاط، تريد الدكتورة الطويل لفت الانتباه إليها، وتجعلها محور التصور.
كان المتوقع أن تتناول الدكتورة أماني الطويل القضية بكلياتها أي من جميع جوانبها، خاصة أن الشعب السوداني يعلم يقينا من يقف وراء الحرب، ومن يمولها ويدعم الميليشيا والذين يؤيدونها، ويعلم دول الجوار التي تسمح بمرور المرتزقة والتشوين والسلاح، هذا هو الدعم الحقيقي الذي يطيل الحرب.. قالت الدكتورة الطويل (قد وصلت إليها معلومة غير مؤكدة أن هناك أطراف من ميليشيا الدعم السريع تقوم بتمويل الميليشيا، وأيضا أطراف من المؤتمر الوطني، والهدف من ذلك هو تطويل الحرب والاستمرار فيها) الغريب أن الدكتورة الطويل والباحثة قد أشارت أن هناك معلومة غير مؤكدة وبنت عليها أفتراضات لدراستها، وحتما سوف تصل إلى نتائج خاطئة، والذي قالته الدكتورة هي إشارات تريد أن تؤكد فيها أن إطالة الحرب بفعل عناصر المؤتمر الوطني، أي ما تروج إليه عناصر الميليشيا التي كانت تتبوأ مقاعد قيادية في المؤتمر الوطني.
الغريب في حديث الدكتورة؛ أنها تحاول أن تهرب من الحقيقة، وتبحث عن معلومات غير مؤكدة لكي تغير بها قناعات الناس. كيف تكون هناك أطراف في الميليشيا تمول الميليشيا وفي نفس الوقت تمول أطراف من المؤتمر الوطني، هذا نوع من تغبيش الحقيقة.
لا أعتقد أن مصر الدولة العريقة في المنطقة، ولها مؤسسات ذات خبرات واسعة، وضليعة جدا في الوصول للمعلومة والحقائق يكون غائب عليها أن دولة الأمارات هي التي تمول ميليشيا الدعم السريع بالمال والسلاح، والذي ياتي للسودان عبر منافذ تشاد “مطار أمجرس” ومن ليبيا حفتر وأفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان. الذين لم تشر إليهم الدكتورة الطويل مطلقا في كل لقاءاتها، وهذا حديث أصبح منشورا ومعلوما في الوسائل الإعلامية في دول العالم، إذا كان ذلك في تقرير اللجنة المكلفة من قبل مجلس الأمن و الذي نشر في صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من الصحف. لماذا تتجاهل الدكتورة تلك التقارير إذا كانت لا تريد أن تتلقى المعلومة من السودانيين. وتبني تصوراتها على معلومات غير مؤكدة، لا ندري من أي جهة وصلت للدكتورة.
وقبل أن تكمل الدكتورة الطويل الحديث عن معلومتها غير المحقق فيها، ذهبت مباشرة إلى زيارة القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للجزائر، وتبرعت بالقول أن الزيارة بهدف الحصول على السلاح، وبررت ذلك. ربما تكون دول الخليج وأمريكا قد نصحوا البرهان أن لا يتعامل مع إيران لجلب السلاح، وهي أيضا من الفضاء الافتراضي للدكتورة الطويل.. لأن في تصور الدكتورة أماني أن بحث الجيش عن مصادر للسلاح في حرب تخوضها البلاد من قبل ميليشيا مدعومة من قبل العديد من دول الجوار ودول إقليمية ودولية، تصبح تطويل للحرب ودمار للسودان وبنيته التحتية وضرر على المواطنين الذين شردوا. لكن دعم الإمارات للميليشيا بالمال والسلاح ودفع لمرتزقة للحرب في السودان، والذي تسهم فيه العديد من دول الجوار لا تصبح عملية تطويل للحرب وهدم للسودان.
كان المنتظر من الدكتورة الطويل الباحثة في مركز الأهرام للدراسات أن تبني تصورها على الحقائق لكي تصل لنتائج منطقية، لكن أن تبني تصورها على أفتراض حتى الآن هي لا تعلم مدى صحته حسب إفادتها للقناة.. تصبح المسألة عملية تغبيش للوعي، الهدف منها أنها تريد أن ترسل رسائل و إشارات توضح من خلالها إنها تعلم حتى الأجندة التي كانت قد طرحت في لقاء الجزائر.
هل تعتقد الدكتورة أن السودان إذا أراد أن يشتري يجب عليه أن يستأذن من أمريكا ودول الخليج؟ وأقول للدكتورة لا تخافي أن الاستنفار الشعبي لن يتحول إلى حرب أهلية، وهو فكرة ولدت من رحم معاناة الشعب الذي دخلت بيوته الميليشيا اغتصبت النساء وسرقت ونهبت وقتلت المواطنين، وما حدث في غرب كردفان يؤكد تماما أن القبائل السودانية جميعها واعية تماما للفكرة، و هي تحت سيطرة القوات المسلحة تماما. لكن أيضا أقول أن الفكرة سوف تحدث واقعا جديدا في السودان، إن كان في الساحة السياسية، أو في علاقات الدولة بعد الحرب..
أن الحرب الدائرة الآن في السودان قد بينت لكل الشعب السوداني والقوات المسلحة وحتى القوى السياسية لابد من إعادة النظر في مجمل القضايا السياسية داخل السودان، وأيضا في علاقات السودان الخارجية إنطلاقا من مصالحه، حسب قول الدكتورة أماني الطويل أن السودان ذهب يبحث عن السلاح في الجزائر بعد ما رفض الأوصيا عليه عدم التوجه لإيران، لآن البحث عن السلاح سوف يطيل أمد الحرب.. رغم أن القوات المسلحة تقاتل عشرة شهور دون أن يكون هناك مصدرا للتمويل، هذه وحدها تفرض على السودان و القوات المسلحة أن يبحثوا عن علاقات مع دول تستطيع أن تمده بالسلاح عند الحاجة.. ختاما أسأل الدكتورة أماني الطويل هل تعتقدي أن دولة الأمارات وراء دعم الميليشيا بالسلاح والمال وشراء المرتزقة للقتال مع الميليشيا أم هذه مجرد فرية تقال بهدف إطالة الحرب..؟ نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
الوسومالإمارات الاسلاميين البرهان الجزائر الجيش السودان المؤتمر الوطني د. أماني الطويل زين العابدين صالح عبد الرحمن مصر مليشيا الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإمارات الاسلاميين البرهان الجزائر الجيش السودان المؤتمر الوطني د أماني الطويل مصر مليشيا الدعم السريع الدکتورة أمانی الطویل الدکتورة الطویل المؤتمر الوطنی فی السودان غیر مؤکدة
إقرأ أيضاً:
الدكتورة سحر السنباطي: محو الأمية ترتبط ارتباطا وثيقا برفع الوعي الثقافي والمجتمعي
أكدت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن محو الأمية ترتبط ارتباطا وثيقا برفع الوعي المجتمعي ولاسيما رفع الوعي بحقوق الطفل ولابد من تضمينها ضمن منهج مطور لتعليم الأطفال والكبار بطرق مبتكرة تواكب عصر التحول الرقمي.
جاء ذلك خلال مشاركتها في الاحتفالية التي أقامتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية والذي جاء هذا العام تحت شعار "مستقبل تعليم وتعليم الكبار في مصر والعالم العربي"، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وأعربت " السنباطي" في كلمة ألقتها بهذه المناسبة عن خالص شكرها وتقديرها لدعوتها للمشاركة في هذه الاحتفالية والتي تعد واحدة من أهم المناسبات التي تمس وجداننا جميعا، وهو اليوم العربي لمحو الأمية"، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "مستقبل تعليم وتعلم الكبار في مصر و العالم العربي" ويعكس تطلعنا لمستقبل أكثر إشراقا، حيث يكون التعليم حقا مكفولا للجميع بداية من سنوات الطفولة المبكرة وحتى مراحل العمر المتقدمة.
وأضافت أن نسبة الأمية في مصر لا تزال تمثل تحديا كبيرا رغم الجهود المبذولة، فوفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2023 بلغ معدل الأمية 16.1% (للفئة العمرية 10 سنوات فأكثر) بانخفاض قدره %1.4% مقارنة بالعام السابق، كما بلغ معدل الأمية بين الذكور 11.4%، وبين الإناث21%، لذا ووفقاً لهذه البيانات مازال هناك الكثير لنقدمه معا كشركاء في هذا الوطن.
وأكدت أهمية التعليم في مرحلة الطفولة ليس لأنه بداية المسيرة التعليمية، بل لأنه البذرة التي تنمو وتثمر في كل مراحل الحياة، فالاستثمار في تعليم الأطفال يعتبر الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يساهم في بناء شخصية الفرد، وتعزيز قدراته العقلية وتنمية القيم الإنسانية التي تؤسس لمجتمعات أكثر عدلا وتماسكا، مشددة على أن لكل طفل الحق في بيئة وأسرة مجتمعية متعلمة وواعية.
وقالت "السنباطي" إننا في مصر والعالم العربي ندرك تماماً أهمية التركيز على التعليم في الطفولة كوسيلة للحد من الأمية في المستقبل، فعندما نوفر للطفل بيئة تعليمية صحية ومناسبة منذ سنواته الأولى نضمن ليس فقط مستقبله الفردي، بل مستقبل أوطاننا بأكملها.
وأضافت أن المسؤولية لا تتوقف عند الطفولة، بل تمتد لتشمل جميع الفئات العمرية، فتعليم الكبار ومحو الأمية ليس خيارا، بل ضرورة لمواجهة التحديات التي نعيشها في عالم يشهد تطورات متسارعة وخاصة في عالم الإنترنت، والأمية لم تعد تعني فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة ، بل أصبحت تشمل الأمية الرقمية والثقافية، لذلك يجب أن تتضافر جهود الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتعزيز برامج تعليم الكبار وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في بناء مجتمعاتنا.
وفي ختام كلمتها وجهت "السنباطي" دعوة بأن نجعل من اليوم العربي لمحو الأمية نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل أفضل لنجدد التزامنا بمكافحة الأمية بجميع أشكالها، ولنؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار يمكن أن نقدمه لأوطاننا لتظل مضيئة بالعلم والمعرفة.