المزارعون يوسّعون دائرة الحصار في فرنسا.. والغضب يمتد إلى إسبانيا وإيطاليا
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
اتسعت دائرة الحصار الذي يفرضه المزارعون في فرنسا أمس رغم محاولات الحكومة تهدئة حراكهم الغاضب الذي طال عدة دول أوروبية للتنديد خاصة بسياسات الاتحاد الأوروبي.
والغضب الذي امتد أيضا إلى إسبانيا وإيطاليا، كان عارما في فرنسا حيث قام المزارعون منذ الاثنين الماضي بإغلاق العديد من الطرق السريعة المؤدية إلى باريس بجراراتهم، مما تسبب في أزمة جديدة بعد عام من تعديل مثير للجدل لنظام التقاعد.
وصباح امس واصل المزارعون التقدم بجراراتهم لتطويق ليون (جنوب شرق)، ثالث مدينة في فرنسا. وإلى الشمال، انطلقت قافلة مزارعين متجهة من الجنوب الغربي نحو سوق رونجيس، أكبر سوق للمنتجات الطازجة في العالم والذي يزود المنطقة الباريسية بالإمدادات.
وأدت الأحداث المناخية القاسية وإنفلونزا الطيور وارتفاع أسعار الوقود وتدفق المنتجات الأوكرانية المعفاة من الرسوم الجمركية، إلى تنامي السخط بين المزارعين.
في شرق فرنسا، عند إحدى نقاط الإغلاق المائة التي احصتها السلطات، قالت جوانا ترو، وهي مزارعة حبوب ومربية مواش شاركت في التعبئة «لا نريد بالضرورة أن نتلقى مساعدات، إننا نريد قبل كل شيء تعرفة مرضية».
وعلى الرغم من تدابير الدعم، بما في ذلك إلغاء الزيادة الضريبية على الديزل الزراعي وتقديم مساعدة لمنتجي النبيذ بقيمة 80 مليون يورو، فإن الحكومة فشلت في تهدئة الغضب وتحاول التحرك على الجبهة الأوروبية.
وقررت باريس الدخول في «مواجهة» مع المفوضية الأوروبية لمعارضة إبرام اتفاقية تجارية مع تكتل «ميركوسور» الذي يضم أبرز القوى التجارية في أميركا اللاتينية (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي).
وأكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أمس، لقناة «سي نيوز» أن اتفاق التجارة الحرة مع دول زراعية مهمة «لا يعود بالفائدة على مربينا ولا يمكن ولا ينبغي التوقيع عليه في وضعه الحالي».
من جهته، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاول في السويد عن السياسة الزراعية المشتركة أمام الصعوبات التي يواجهها المزارعون في بلاده.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون «سيكون من السهل تحميل أوروبا المسؤولية» موضحا أنه «دون سياسة زراعية مشتركة، لن يحصل مزارعونا على أي دخل ولن يتمكن كثر من العيش».
وعزا رفض إبرام اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي وتكتل «ميركوسور»، والتي تسعى إليها دول مثل ألمانيا، إلى وجود «قواعد لا تتوافق مع قواعدنا».
وطلب الرئيس الفرنسي وضع «تدابير واضحة» من أجل استيراد الدجاج والحبوب من أوكرانيا. ومن المقرر أن يجتمع اليوم الخميس مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، على هامش القمة الأوروبية حول دعم أوكرانيا.
ودعا الموزعين إلى «عدم احتساب كل القيمة المضافة» في المفاوضات مع المزارعين.
وخلال الاجتماع أبرم الزعيمان «شراكة استراتيجية متجددة» مع التركيز على الدفاع.
وامتد الحراك الغاضب إلى جميع أنحاء القارة، فبعد التظاهرات التي شهدتها ألمانيا وپولندا ورومانيا وبلجيكا وإيطاليا في الأسابيع الأخيرة، أعلنت النقابات الزراعية الرئيسية الثلاث في اسبانيا انضمامها إلى التحرك، مع عمليات «تعبئة» في كل أنحاء البلاد خلال «الأسابيع المقبلة» للتنديد بالقواعد الأوروبية.
وشهدت إيطاليا أيضا تظاهرات عفوية في الأسابيع الأخيرة حيث احتج أمس الاول عشرات المزارعين بجراراتهم قرب ميلانو قائلين إنهم تعرضوا إلى «الخيانة من أوروبا».
من جهتها، تعهدت الحكومة اليونانية التي تواجه أيضا احتجاجات متزايدة من القطاع الزراعي، تسريع دفع المساعدات المالية للمزارعين المتضررين من فيضانات العام الماضي.
وساهمت السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة الجديدة التي عززت الأهداف البيئية الملزمة منذ العام 2023، وقانون «الميثاق الأخضر» الأوروبي، وإن لم يدخل حيز التنفيذ بعد، بشكل خاص في إثارة الغضب.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
أهمية تحرير منطقة الزرق لفك الحصار عن الفاشر
“تأتي خطة الإطباق علي العدو بتأمين ظهر المقاتلين والجيش وتبدأ بتأمين الصحراء والحدود من قبل القوات المشتركة، وادي المغربي، وادي أمبار، وادي هور، بير مرقي، وادي أمبار ، حمار صقر، ودار ميدوب، الأمر الذي يسهل طرد التمرد من الفاشر بل من كل دارفور في المستقبل القريب.”
حامد حجر- الناطق الرسمي باسم قوات حركة العدل والمساواة
هكذا إذن يتم كسر الحصار؛ بتأمين ظهر المدينة من خلال السيطرة على طرق إمداد العدو ونقاط تجمعه وانطلاقه في عمق الصحراء المحيطة بالمدينة.
هذا رد لمن يقللون من أهمية تحرير الزرق ويطالبون بكل غباء المشتركة بكسر حصار الفاشر. هذه هي خطوات كسر الحصار أساسا.
حليم عباس