اتسعت دائرة الحصار الذي يفرضه المزارعون في فرنسا أمس رغم محاولات الحكومة تهدئة حراكهم الغاضب الذي طال عدة دول أوروبية للتنديد خاصة بسياسات الاتحاد الأوروبي.

والغضب الذي امتد أيضا إلى إسبانيا وإيطاليا، كان عارما في فرنسا حيث قام المزارعون منذ الاثنين الماضي بإغلاق العديد من الطرق السريعة المؤدية إلى باريس بجراراتهم، مما تسبب في أزمة جديدة بعد عام من تعديل مثير للجدل لنظام التقاعد.

وصباح امس واصل المزارعون التقدم بجراراتهم لتطويق ليون (جنوب شرق)، ثالث مدينة في فرنسا. وإلى الشمال، انطلقت قافلة مزارعين متجهة من الجنوب الغربي نحو سوق رونجيس، أكبر سوق للمنتجات الطازجة في العالم والذي يزود المنطقة الباريسية بالإمدادات.

وأدت الأحداث المناخية القاسية وإنفلونزا الطيور وارتفاع أسعار الوقود وتدفق المنتجات الأوكرانية المعفاة من الرسوم الجمركية، إلى تنامي السخط بين المزارعين.

في شرق فرنسا، عند إحدى نقاط الإغلاق المائة التي احصتها السلطات، قالت جوانا ترو، وهي مزارعة حبوب ومربية مواش شاركت في التعبئة «لا نريد بالضرورة أن نتلقى مساعدات، إننا نريد قبل كل شيء تعرفة مرضية».

وعلى الرغم من تدابير الدعم، بما في ذلك إلغاء الزيادة الضريبية على الديزل الزراعي وتقديم مساعدة لمنتجي النبيذ بقيمة 80 مليون يورو، فإن الحكومة فشلت في تهدئة الغضب وتحاول التحرك على الجبهة الأوروبية.

وقررت باريس الدخول في «مواجهة» مع المفوضية الأوروبية لمعارضة إبرام اتفاقية تجارية مع تكتل «ميركوسور» الذي يضم أبرز القوى التجارية في أميركا اللاتينية (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي).

وأكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أمس، لقناة «سي نيوز» أن اتفاق التجارة الحرة مع دول زراعية مهمة «لا يعود بالفائدة على مربينا ولا يمكن ولا ينبغي التوقيع عليه في وضعه الحالي».

من جهته، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاول في السويد عن السياسة الزراعية المشتركة أمام الصعوبات التي يواجهها المزارعون في بلاده.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون «سيكون من السهل تحميل أوروبا المسؤولية» موضحا أنه «دون سياسة زراعية مشتركة، لن يحصل مزارعونا على أي دخل ولن يتمكن كثر من العيش».

وعزا رفض إبرام اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي وتكتل «ميركوسور»، والتي تسعى إليها دول مثل ألمانيا، إلى وجود «قواعد لا تتوافق مع قواعدنا».

وطلب الرئيس الفرنسي وضع «تدابير واضحة» من أجل استيراد الدجاج والحبوب من أوكرانيا. ومن المقرر أن يجتمع اليوم الخميس مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، على هامش القمة الأوروبية حول دعم أوكرانيا.

ودعا الموزعين إلى «عدم احتساب كل القيمة المضافة» في المفاوضات مع المزارعين.

وخلال الاجتماع أبرم الزعيمان «شراكة استراتيجية متجددة» مع التركيز على الدفاع.

وامتد الحراك الغاضب إلى جميع أنحاء القارة، فبعد التظاهرات التي شهدتها ألمانيا وپولندا ورومانيا وبلجيكا وإيطاليا في الأسابيع الأخيرة، أعلنت النقابات الزراعية الرئيسية الثلاث في اسبانيا انضمامها إلى التحرك، مع عمليات «تعبئة» في كل أنحاء البلاد خلال «الأسابيع المقبلة» للتنديد بالقواعد الأوروبية.

وشهدت إيطاليا أيضا تظاهرات عفوية في الأسابيع الأخيرة حيث احتج أمس الاول عشرات المزارعين بجراراتهم قرب ميلانو قائلين إنهم تعرضوا إلى «الخيانة من أوروبا».

من جهتها، تعهدت الحكومة اليونانية التي تواجه أيضا احتجاجات متزايدة من القطاع الزراعي، تسريع دفع المساعدات المالية للمزارعين المتضررين من فيضانات العام الماضي.

وساهمت السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة الجديدة التي عززت الأهداف البيئية الملزمة منذ العام 2023، وقانون «الميثاق الأخضر» الأوروبي، وإن لم يدخل حيز التنفيذ بعد، بشكل خاص في إثارة الغضب.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

في سرية تامة.. الجيش بنفذ عملية عسكرية تقترب من السيطرة على “سلاح الإشارة” ووسط بحري والدعم السريع تنسحب مع تضييق الحصار

متابعات – تاق برس – ينفذ الجيش السوداني عملية عسكرية نوعية ضرب عليها سرية تامة منذ أيام للسيطرة على سلاح الإشارة بالخرطوم بحري، واستعادته من قبضة قوات الدعم السريع.

 

 

وحسب مصادر “تاق برس” دارت اشتباكات عنيفة في ميدان عقرب والديار القطرية والمنطقة الصناعية وابراج البشير بمنطقة شمبات.

 

وسيطر الجيش خلال اليومين الماضيين على محطة الشكري “شارع الانقاذ” وتقدم نحو سلاح الإشارة.

 

وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة محلية (كرري) في أم درمان عن إحراز الجيش السوداني تقدما في المناطق السكنية بحي شمبات الأراضي، ونجح في فرض السيطرة على مربع 3 السكني، وقلص المسافة بين قواتها ومقر سلاح الإشارة بنحو كيلو مترين.

 

وقال مسؤول عسكري إن الجيش بعدما سيطر على تقاطع الشكري في الخرطوم بحري تقدم جنوبا إلى مجمع السكن الجامعي “إبراهيم مالك”، الذي تحصنت فيه قوات الدعم السريع بعد هروبها من التقاطع، وتبقت منطقتان أمام الجيش قبل الوصول إلى مقر سلاح الإشارة وفك الحصار عنه.

 

وذكر المسؤول أن الجيش دمر أهدافا للدعم السريع في المجمع السكني للشرطة في شمبات بالخرطوم بحري، وقتل في العملية عددا كبيرا من عناصر الدعم السريع وتدمير 3 مركبات قتالية.

 

وحسب مصادر “تاق برس” بدأت ارتال من قوات الدعم السريع في أوقات مختلفة الانسحاب بمعية آليات عسكرية على متن سيارات بعد تضييق الحصار المفروض على تلك القوات في معظم أحياء مدينة بحري من قبل القوات المسلحة.

 

الجيشبحريسلاح الإشارة

مقالات مشابهة

  • السيد الخامنئي: لولا الاسناد الأمريكي لانهار الكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى
  • الريجي تبدأ بتسلّم محاصيل التبغ في البقاع... وهذا ما أعلنه المزارعون
  • «لوبوان»: الأسابيع المقبلة حاسمة لتحديد مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية
  • قطر تخسر من هولندا بمونديال اليد.. وإيطاليا تعبر التشيك
  • مخيم جنين تحت الحصار.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 8
  • رئيس وزراء فرنسا: يجب على الدول الأوروبية التصدي لسياسات ترامب
  • هند تحت الحصار.. رحلة سينمائية إلى قلب الصمود الفلسطيني
  • محمود فوزي: المزارعون أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني ويستحقون كل الدعم
  • في سرية تامة.. الجيش بنفذ عملية عسكرية تقترب من السيطرة على “سلاح الإشارة” ووسط بحري والدعم السريع تنسحب مع تضييق الحصار
  • المسلماني: مصر قوة ثقافية كبرى وتمتلك تاريخا إبداعيا يمتد لآلاف السنين