اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "مخترقة بالكامل" وطالب بإنهاء مهمتها، في حين خرج مسؤول إسرائيلي بموقف مناقض، مؤكدا للولايات المتحدة عدم وجود بديل للمنظمة الأممية في غزة.

وقبل أيام وجّهت إسرائيل اتهامات لموظفين في الأونروا بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وردت المنظمة بإنهاء عقود عدد من الموظفين المتهمين وفتح تحقيق.

 رغم ذلك، أعلنت دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة، تعليق تمويلها للوكالة.

وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أمس الأربعاء أنه قال أمام وفد من الأمم المتحدة "حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أنه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا".

وأضاف "المنظمة مخترقة بالكامل من حماس.. كانت في خدمة حماس في مدارسها وأشياء كثيرة أخرى.. أقول ذلك بأسف شديد لأننا كنا نأمل أن تكون هناك هيئة موضوعية وبناءة لتقديم المساعدات.. نحن بحاجة إلى أن تحل وكالات أممية أخرى ووكالات مساعدات أخرى محل الأونروا".

وعلى النقيض من ذلك، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن اللواء غسان عليان منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية، قوله لمسؤولين كبار في الإدارة الأميركية إنه "في هذه المرحلة ليس هناك بديل لنشاط وكالة الأونروا بقطاع غزة"، دون مزيد من التفاصيل.

تحقيق مستقل

من جانبها، اعتبرت الأونروا أمس أن إجراء تحقيق مستقل في الاتهامات الموجهة لعاملين فيها أمر "مهم للغاية"، محذرة من "أثر كارثي" لوقف تمويل الوكالة.

وفي رسالة بعثها مدير مكتب الأونروا في واشنطن ويليام ديري، إلى مجلس النواب الأميركي، أشار إلى أن الوكالة تحاول مساعدة 1.7 مليون نازح من غزة عبر 154 منشأة بغزة وما حولها.

وذكر أن الهجمات الإسرائيلية أثرت على منشآت الوكالة وتسببت في مقتل 330 شخصا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأكد أن التبرعات التي تقدمها الولايات المتحدة أو الدول الأخرى "لا تذهب إلى العناصر الإرهابية"، مشددا على أنهم يستخدمون آليات رقابة قوية بشأن هذه القضية. وأوضح أنه في حال ظهور أي انتهاك من أي موظف لمبدأ الحياد الذي تطبقه الوكالة، فإنهم يباشرون على الفور تحقيقا بشكل شفاف. وأضاف "نقوم باتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة عندما نكتشف أي انتهاك".

وأكد أن جميع أعمال الوكالة مفتوحة أمام الجمهور الدولي وخاصة المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، وأنه سيتم الكشف عن الحقيقة عند انتهاء التحقيق بشأن المزاعم الإسرائيلية الأخيرة.

دعوة غوتيريش

بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تشكل "العمود الفقري للعمل الإنساني بغزة"، ودعا لدعم المنظمة من أجل مواصلة عملها في إنقاذ الحياة.

وكان غوتيريش يتحدث في كلمة له خلال افتتاح اجتماع للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وأوضح أنه التقى كبار المانحين للأونروا وشدد على أن العمل الرئيسي للأونروا يجب أن يستمر.

وحذر من أن نظام المساعدات الإنسانية في غزة على وشك الانهيار، وأعرب عن قلقه العميق إزاء الظروف غير الإنسانية التي يعاني منها 2.2 مليون شخص في غزة، مجددا دعوته إلى وقف إنساني عاجل لإطلاق النار.

وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 26 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 65 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار هائل للبنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الأونروا: لم نبلغ رسميا بإلغاء إسرائيل الاتفاقية الموقعة مع الوكالة

سرايا - قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الاثنين، إنّها لم "تتسلم أي رسالة بشكل رسمي" حول إلغاء إسرائيل الاتفاقية الموقعة مع الوكالة التي تنظم عملياتها الإغاثية بقطاع غزة والضفة الغربية.

وقالت مديرة الإعلام في (أونروا) في قطاع غزة إيناس حمدان، إنّ الوكالة علمت بالقرار من خلال الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها أبلغت الأمم المتحدة بشكل رسمي، بإلغاء الاتفاقية.

وأضافت أنه في حال طبق القانون فقد يتسبب في انهيار شريان الحياة للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.

"أونروا أكبر مزود للخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين الفلسطينيين؛ وهذا سيفاقم الوضع الإنساني سوءا"، بحسب حمدان.

وأقر الكنيست الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، تشريعا يحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) من العمل داخل إسرائيل.

المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، كان قد قال، إنّ التركيز يجب أن ينصب على التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب على قطاع غزة، بدلا من التركيز على حظر الوكالة أو إيجاد بدائل لها.

وأثار إقرار إسرائيل قانونا الاثنين بحظر عمل (أونروا) داخل الأراضي المحتلة مخاوف حيال عدم تمكن الوكالة من استمرار تقديم مساعدات في غزة بعد مرور أكثر من عام على الحرب.

ودانت دول ومنظمات أممية عدة، إقدام الكنيست الإسرائيلي على إقرار مشاريع قوانين تحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنع موظفيها من الحصول على الامتيازات والحصانات الدبلوماسية الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

واعتبرت الدول أن حظر أنشطة (أونروا) انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وتأسست الوكالة في أعقاب النكبة الفلسطينية عام 1948 بموجب القرار رقم 302، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة، حيث بدأت الوكالة عملياتها في 1 أيار/مايو 1950.

وفي ظل غياب حل لمسألة لاجئي فلسطين، عملت الجمعية العامة وبشكل متكرر على تجديد ولايتها، وكان آخرها تمديد عملها لغاية 30 يونيو/ حزيران 2026.

المملكة


مقالات مشابهة

  • الأونروا: قرار الكنيست ضد الوكالة يشكّل تهديدا وجوديا لها
  • "الأونروا" تطالب بمنع تنفيذ تشريعات تستهدف الوكالة
  • مفوض الأونروا يدعو إلى الدفاع عن الوكالة بعد حظر الاحتلال أنشطتها
  • مديرة الاتصال في الأونروا: لا بديل لإسرائيل عن نشاط الوكالة في غزة
  • مفوض الأونروا: تفكيك الوكالة دون وجود بديل فعّال سيحرم الأطفال الفلسطينيين من التعليم
  • إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة بإنهاء اتفاق التعاون مع «الأونروا»
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يطالب بالتحقيق في تسريبات المناقشات الأمنية
  • العاهل الأردنى يؤكد ضرورة رفض الإجراءات الإسرائيلية بحق "الأونروا"
  • الأونروا: القيود المفروضة على المساعدات وتفكيك الوكالة يفاقمان من معاناة سكان غزة
  • الأونروا: لم نبلغ رسميا بإلغاء إسرائيل الاتفاقية الموقعة مع الوكالة