افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومؤسس «المجادلة»، مساء أمس، «المجادلة: مركز ومسجد للمرأة» ليمثل وجهة للنساء المسلمات من جميع الأعمار والخلفيات.
ولقد أسس «المجادلة» بمبادرة من صاحبة السمو بهدف تعزيز الهوية الإسلامية للنساء وتوعيتهن بأمور دينهن ودنياهن، شخصيا وأسريا واجتماعيا، من خلال إيجاد مساحة للتعبد والتعلم، وللتطوير والإرشاد واستنباط الحلول من داخل الإسلام.


وألقت صاحبة السمو كلمة حول رؤية تأسيس «المجادلة» قائلة: «يقال في الفلسفة إن الجدل أصل التطور، ها قد علمنا كيف أن خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها اتخذت من الجدل، وكانت خير مجادلة، سبيلا لتجسيد رؤيتها في سعيها إلى حل مشكلتها».
وأضافت: «أظهرت خولة بنت ثعلبة بمبادرتها شجاعة وقوة شخصية ووعيا في أن الدين تسهيل في الدنيا وليس العكس، فلم تقف مكتوفة الأيدي، بل سعت وبحثت عن حل للمشكلة من داخل منظومتها الدينية، قاصدة حفظ حدود الله في نفسها وأهلها بعقل وتبصر».


وقالت سموها: «لا نجتمع هنا اليوم للاحتفال بالجماليات المعمارية للمبنى ومن ثم تحويله إلى مزار سياحي، وإنما لتسليط الضوء على مفهوم العدالة في العبادة من خلال إنشاء مركز ومسجد يتيح للمرأة تطوير ذاتها في الشؤون الدينية والدنيوية من منظور شرعي وفهم شامل للعبادة حتى لا تبقى مصليات النساء مهمشة ومنزوية في ركن قصي، بوضع لا يليق بقيمة المسجد الروحية والإيمانية بما يجعلها بيئة غير جاذبة للفتيات».
وعن سبب التسمية قالت صاحبة السمو: «إن خولة بنت ثعلبة مصدر إلهام لكل امرأة تريد أن تكون على بينة من أمرها، وتحيا حياتها على بصيرة، لتكون بذلك أصدق تعبير عن التصور الإسلامي للمرأة، ونموذجا يحتذى لمن تريد أن تنهض بنفسها ومجتمعها من داخل منظومتها الدينية والثقافية والحضارية. ولهذا اخترنا المجادلة اسما للمركز والمسجد».
وجاء في خطاب صاحبة السمو: استمعنا للتو إلى آيات من القرآن الكريم أبانت لنا مفهوم المجادلة، وإذ يقال في الفلسفة إن الجدل أصل التطور، ها قد علمنا كيف أن خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها اتخذت من الجدل، وكانت خير مجادلة، سبيلا لتجسيد رؤيتها في سعيها إلى حل مشكلتها عندما توجهت إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ظلم الأعـراف الجاهلية التـي فرقت بينها وبين زوجها، سائلة لأسرتــها لم الشمل كي لا تتشتت وتنحل عقدتها، فترافعت عـن حقها كامرأة وزوجة وأم، راجية عدل الله في أمرها، ولم يجد النبي في جدالها حرجا، أو عيبا، حتى جاءها جواب من الله عز وجل في تلك الآيات الكريمة التي أصغيتم إليها، حيث أظهرت خولة بنت ثعلبة بمبادرتها شجاعة وقوة شخصية ووعيا في أن الدين تسهيل في الدنيا وليس العكس، فلم تقف مكتوفة الأيدي، بل سعت وبحثت عن حل للمشكلة من داخل منظومتها الدينية، قاصدة حفظ حدود الله في نفسها وأهلها بعقل وتبصر، وذهبت إلى حامل الرسالة السماوية نفسه تستفتيه في مشكلتها بحثا عن حل، وقد استجاب الله سبحانه لطلبها. 
وتساءلت سموها أين نحن من هذا النموذج؟ وماذا أعددنا لنسائنا اليوم بغية الارتقاء إلى هذا المستوى من الوعي الـمتميز؟ وواصلت القول «إن ما فعلته خولة بنت ثعلبة يثير أسئلة قديمة جديدة، من حيث إدراكها لدورها كامرأة في حرصها على تماسك أسرتها، وهو دور يتمحور حوله حاضر ومستقبل الأسرة». 
وأضافت سموها: إننا كعرب ومسلمين تقوم ثقافتنا القيمية على قدسية البنية الأسرية في علاقاتها الداخلية والاجتماعية ووحدتها وحمايتها من التيارات الغريبة والأفكار الشاذة. ولعل الكثير من مشاكلنا ناتجة عن كوننا في هذا العصر مجرد مستهلكين للفكر الغربي، وفي أفضل الأحوال نعيد إنتاجه، وأن أزمتنا في جذورها فكرية في المقام الأول، فمن لا يخلق فكرا أصيلا لن يقدر على إنتاج خصوصيته والدفاع عن هويته، وهذا يستدعي ثورة فكرية وثقافية تحصننا، في غياب أي تلاقح ثقافي، من الاستهلاك السلبي لأفكار الآخر وتعيدنا إلى استلهام مجدنا البغدادي والأندلسي يوم كنا ننتج الفكر والمعارف العلمية والإنسانية ونصدرها إلى من يصدرونها إلينا اليوم. وبكلمات أخرى، وبالإحالة إلى القول المعروف في أن الأسرة نواة المجتمع، والمرأة في صميم هذه النواة، ينبغي أن نعود إلى الأسرة بصفتها الوحدة الأساسية للمجتمع لنبدأ من هناك إعادة البناء وعلى المستويات جميعها، وفي المقدمة: حماية لساننا العربي من العجمة وصون هويتنا العربية الإسلامية وتعزيز منظومتنا القيمية وخصوصيتنا الثقافية، وللمرأة-الأم الدور الأساسي والمؤثر في الوصول إلى هذه الغايات النبيلة.
وقالت سموها «لكم يحزنني ويؤلمني أن أسمع تلك الرطانة الأعجمية لسانا لأطفالنا، وأحيانا بين الأطفال وذويهم، وكأننا نقول لهم: «تغربوا ففي الغربة منجاة وتمدن، ما لكم ولغة تراجع أهلها عن ركب الحضارة وأنهكتها الحروب والصراعات»، ونسينا أن العربي ابن أمة ظهر فيها رسول الله محمد (ص)، والعربي هو جابر بن حيان، وابن النفيس، والكندي، وابن الهيثم، وابن رشد، وأبو عبد الله الأدريسي وقطري بن الفجاءة، والقعقاع بن عمرو التميمي، والعربية هي: الخنساء وزرقاء اليمامة وخولة بنت ثعلبة، وفاطمة الفهري وجميلة بوحيرد وسميرة موسى وزها حديد. والعرب هم أطفال فلسطين: أسامة وعمر ودانة من الذين علمونا أن اللغة ليست هوية فقط وإنما هي وطن، وأن الوطن يبدأ بحضن أم وهدهدة عربية ليس فيها هاي أو هلو. 
وتابعت سموها: اللغة العربية، أيتها السيدات والسادة، هي نحن، تاريخا وحاضرا ومستقبلا، لا تتشكل هويتنا من خارجها، وأي تفريط بها هو تفريط بكل شيء، أقول كل شيء وأعني ما أقول. ومن هنا أحذر من اللاشيء. 
وقالت سموها في هذا السياق «لا نجتمع هنا اليوم للاحتفال بالجماليات المعمارية للمبنى ومن ثم تحويله إلى مزار سياحي، وإنما لتسليط الضوء على مفهوم العدالة في العبادة من خلال إنشاء مركز ومسجد يتيح للمرأة تطوير ذاتها في الشؤون الدينية والدنيوية من منظور شرعي وفهم شامل للعبادة حتى لا تبقى مصليات النساء مهمشة ومنزوية في ركن قصي، بوضع لا يليق بقيمة المسجد الروحية والإيمانية بما يجعلها بيئة غير جاذبة للفتيات. 
لذلك حرصنا في هذا الفضاء على إطلاق البرامج التي ترتقي بالمرأة تعليما وتثقيفا وتوعية، وتلبي مختلف احتياجاتها الفكرية المعاصرة، بما أعددناه من برامج دينية تهدف إلى توعية المرأة بأمور دينها ودنياها، شخصيا وأسريا واجتماعيا.
وتابعت سموها: لطالما سئلت عن وجهة نظري فيما يخص قضايا المرأة المعاصرة، وما كان من اليسير تحديد موقف موضوعي ومتوازن في شأن كهذا، يتداخل فيه الديني والثقافي، العقلي والوجداني، الذاتي والموضوعي، بيد أن تساؤلات نضجت في ذهني: هل يمكن النهوض بقضايا المرأة من خارج منظومتنا الدينية والحضارية؟ وإلى أي حد يمكن لمجتمعاتنا، أن تطلق عملية اجتهاد واسعة وعميقة، تستلهم المقاصد الكبرى للدين في مقاربة موضوع المرأة؟ 
وأجابت سموها بالقول: وقد وجدتني موزعة بين تلك التساؤلات باحثة عن مدخل يوائم بين مختلف المعطيات قيد النظر، فاهتديت إلى خلاصة بنيت عليها تصورا لدور المرأة، يتأسس على نموذج خولة بنت ثعلبة التي جسدت قيم الحق والمروءة والرعاية، ولم يمنعها المجتمع من الجدال بالحسنى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
وقالت سموها «إن خولة بنت ثعلبة مصدر إلهام لكل امرأة تريد أن تكون على بينة من أمرها، وتحيا حياتها على بصيرة، لتكون بذلك أصدق تعبير عن التصور الإسلامي للمرأة، ونموذجا يحتذى لمن تريد أن تنهض بنفسها ومجتمعها من داخل منظومتها الدينية والثقافية والحضارية.ولهذا اخترنا المجادلة اسما للمركز والمسجد».
وأعربت سموها عن الأمل بأن يحقق مركز ومسجد المجادلة أغراضه وأهدافه وأن تجد فتياتنا ونساؤنا فيه مساحة للتعبد والتعلم، وللتطوير والإرشاد واستنباط الحلول من داخل الإسلام وليس من خارجه.

د. سهيرة صديقي: تعزيز مجتمع إسلامي تشاركي

علقت الدكتورة سهيرة صديقي، المدير التنفيذي «المجادلة: مركز ومسجد للمرأة»، والأستاذ المشارك في الدراسات الإسلامية وعلوم الأديان، قائلة: «نحن نقدم وجهة للنساء المسلمات من جميع الخلفيات ومناحي الحياة للوصول إلى مجموعة واسعة من البرامج والأنشطة المصممة للمساعدة في التنقل في العديد من الجوانب المعقدة للحياة الحديثة. 
وأضافت: تتمثل الفكرة في جمع عدد شامل من الموارد تحت سقف واحد بهدف تعزيز مجتمع إسلامي تشارك فيه جميع النساء، ويتم تقدير مشاركتهن ومساهماتهن والاعتراف بها، وتشكل اهتماماتهن ووجهات نظرهن الفكر الإسلامي المعاصر والخطاب العام».
يفتح «المجادلة» أبوابه للجمهور خلال حدث مجتمعي في 4 فبراير، وتبدأ برامجه المجدولة في 6 فبراير. يمكن للنساء أيضا زيارة المركز دون الحاجة إلى التسجيل في برامجه بين الساعة 10 صباحا و8 مساء للاستمتاع بالمرافق العامة، ويقدم «المجادلة» طيفا من البرامج الدينية والتنموية والاجتماعية للنساء المسلمات من جميع الأعمار والخلفيات ويتيح لهن مساحة للدراسة، والتفاعل من خلال الحوار، والعبادة في آن واحد.

جلسة نقاشية للتعريف بدور المركز المجتمعي

استوحي «المجادلة: مركز ومسجد للمرأة» من الدور التقليدي للمسجد كركيزة أساسية يقوم عليها المجتمع، حيث تم تزويده بفصول دراسية، ومكتبة، وأماكن للتجمع، ومقهى، وحدائق، ليشكل مساحة مجتمعية فريدة للنساء، تستضيف طيفا من الأنشطة، وتوفر البرامج باللغتين العربية والإنجليزية، والتي تتنوع ما بين الدورات طويلة المدى، وورش العمل، والجلسات حول التاريخ الإسلامي والشريعة الإسلامية، والرفاه النفسي، والعلاقات، ونوادي الكتب، والبرامج التدريبية، والبحوث.
وقد تم افتتاح المركز خلال حدث استعرض أمام ضيوفه رؤية المركز، ومرافقه، والتعريف بأهدافه من خلال جلسة نقاشية مع نخبة من العلماء والمدرسين وأعضاء المجتمع البارزين، وبحضور عدد من كبار الشخصيات، ووجهاء المجتمع، وممثلي وزارة الأوقاف، والباحثين الأكاديميين.
وألقى ضيف الشرف الدكتور عمر عبد الكافي، المفكر والداعية الإسلامي، كلمة قال فيها: « كل فرد فينا فيه لمسات المرأة التي تحيطه بالرعاية واليوم مع إنشاء «المجادلة» نستنهض همة المجتمع الإنساني بعد قرون من تهميش دور المرأة». 
كما شهد الافتتاح جلسة نقاشية حول أهمية توفير مساحات للنساء لدعم الهوية الإسلامية، وقد أدارت النقاش د. بثينة عبد الغني رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبدالله عبدالغني للتواصل الحضاري «حضارة»، وشارك فيها كل من سعادة السيدة بثينة النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، والدكتور عمر عبد الكافي ومي السيد ناشطة اجتماعية وباحثة في مجال الإسلام والدراسات الإسلامية وخلود نوح، أخصائية البرامج والتأثير في «المجادلة». 
بالإضافة إلى البرامج والأنشطة المجتمعية، سيفتح «المجادلة» آفاقا للتعليم والبحوث الإسلامية، ودراسة الدين الإسلامي في سياقه التاريخي والمعاصر. كما سيمثل محورا لشبكات البحوث، وبناء القدرات، والتبادل الفكري بين العلماء، والممارسين، والنساء المسلمات من جميع الخلفيات. ويركز «المجادلة للبحوث» على دعم المشاريع البحثية في ثلاثة مجالات رئيسية: (1) النصوص والشريعة والأخلاقيات الإسلامية (2) حياة المرأة المسلمة (3) صحة ورفاه المرأة المسلمة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الشيخة موزا بنت ناصر مؤسسة قطر المجادلة صاحبة السمو من خلال ترید أن

إقرأ أيضاً:

حميد بن راشد يفتتح “مسجد عائشة” في مدينة عين عودة بالمغرب

افتتح صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان ، مسجد عائشة، في مدينة عين عودة في العاصمة المغربية الرباط ، والذي تم بناؤه على نفقة سموه.‏
‏وأكد صاحب السمو حاكم عجمان، أن المسجد يعد معلماً إسلامياً متميزاً، سيعم خيره ونفعه على ‏سكان مدينة عين عودة، ويأتي إنجازه لخدمة أهل المنطقة، وتعزيزاً للقيم الإنسانية والروحية التي ‏تسعى الإمارات إلى تكريسها ودعما للروابط القوية بين شعبي البلدين.‏
وأضاف سموه أن الإمارات والمغرب تربطهما علاقات أخوية وتاريخية، أرسى دعائهما المغفور لهما الشيخ ‏زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني، “رحمهما الله”، وحرصت قيادتا البلدين الشقيقين على ‏تعزيزها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ، وأخيه ‏صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية.‏

وأدى صاحب السمو حاكم عجمان صلاة الجمعة في المسجد، وأدى الصلاة إلى جانب سموه، الشيخ ‏راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، وعدد من كبار المسؤولين ‏في الدولة والمغرب، وجموع المصلين من سكان المنطقة.‏
وأقيم المسجد على الطراز المعماري الإسلامي، على مساحة 16 ألف متر مربع وتبلغ مساحة المباني 3900 متر ‏مربع، واستغرق تنفيذه 32 شهراً تقريباً.‏
ويستوعب مسجد عائشة 4500 مصل في الداخل، بينما يستوعب نحو 10 آلاف مصل في المساحات ‏الخارجية.‏
ووجه مصلون من أبناء المدينة المغربية الشكر إلى صاحب السمو حاكم عجمان لمبادرة سموه ببناء ‏المسجد لخدمة سكان المنطقة، داعين الله أن يجزيه عنهم خير الجزاء، وأن يديم على دولة الإمارات ‏التقدم والازدهار‎.‎


مقالات مشابهة

  • مجمع البحوث الإسلامية يوضح حكم صلاة سنة الفجر بعد الفرض
  • التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر
  • "مركز الزبير" يسلط الضوء على أهمية التخطيط الاستراتيجي في ختام جلسات "تجربتي"
  • خلال لقاءه الأسبوعي.. ملتقى الطفل بالأزهر يسلط الضوء على صفات الشخصية المعتدلة
  • مفتى الجمهورية: الشريعة الإسلامية وضعت أحكامًا تهدف لتحقيق العدالة واليسر (فيديو)
  • الشباب والرياضة بأسوان تنظم المسابقة الدينية لدوري السيرة النبوية
  • حاكم عجمان يفتتح «مسجد عائشة» في مدينة عين عودة بالمغرب
  • معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة والقراءة المتخصصة والكتابة الروائية
  • حميد بن راشد يفتتح “مسجد عائشة” في مدينة عين عودة بالمغرب
  • حكم التسول في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح