عربي21:
2025-03-31@13:27:16 GMT

طموحات الإمارات في شرق أفريقيا تتسبب بكوارث إنسانية

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

طموحات الإمارات في شرق أفريقيا تتسبب بكوارث إنسانية

‌نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن دور دولة الإمارات العربية المتحدة في إقليم شرق أفريقيا، حيث تمارس نفوذًا واسعًا في السودان وإثيوبيا واليمن.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شرق أفريقيا (السودان وإثيوبيا واليمن)، الذي غالبًا ما يتجاهله المجتمع الدولي، متروك لطموحات الإمارات التي تعتمد على الميليشيات المسلحة دون هوادة، بما في ذلك قوات الدعم السريع التابعة للجنرال السوداني المتمرد محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي".



وأوردت الصحيفة أن الضربات التي شنها الأمريكيون ضد الحوثيين في اليمن، والحرب على غزة وسقوط آلاف الشهداء، حجبت الثغرات التي تهز شرق أفريقيا من ليبيا إلى البحر الأحمر.

وأبرزت الصحيفة أن العملية الجوية البحرية واسعة النطاق التي قام بها الأنجلو-أمريكيين ضد الحوثيين في اليمن لا يمكن أن تجعلنا ننسى الضربات القاتلة التي تعرض لها هؤلاء الانفصاليون من قبل السعوديين والإماراتيين.


في هذه الحرب التي تم تجاهلها منذ فترة طويلة، تمكنت الإمارات من الاعتماد على ميليشيات الجنرال السوداني "حميدتي". وكقائد لميليشيات "قوات التدخل السريع"، يقف "حميدتي" وراء عشرات الآلاف من القتلى في دارفور وتشاد منذ سنة 2003، والمذبحة التي ارتكبت بين سنتي 1997 و2000 ضد السكان المدنيين في اليمن، وأخيرا "حرب الجنرالات" التي جعلت السودان في حالة من الفوضى منذ نيسان/أبريل 2023.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من التدخلات الوحشية التي قام بها "الجنرال المجرم" لم تكن ممكنة إلا بفضل الدعم المالي والدبلوماسي الهائل من دولة الإمارات التي أصبحت خبيرة في فن ممارسة الحرب بالوكالة.

إثيوبيا حليفة الإماراتيين
لم يقتصر الأمر على قيام الإماراتيين بتقديم بيادقهم في السودان؛ حيث فشل الإثيوبي آبي أحمد علي، الذي أثار الكثير من الآمال بوصوله إلى منصب رئيس الوزراء سنة 2018 على رأس ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، في انتخابه مرة أخرى وتعزيز سلطته، مما تسبب في وفاة ما بين 500 ألف ومليون شخص في سنة 2018 في مقاطعة تيغراي. ولم تكن هذه الانتهاكات ممكنة إلا بفضل الدعم بالسلاح والمساعدات من قبل محمد بن زايد، الذي يحكم الإمارات.

وسمحت الضمانة الإماراتية لرئيس الوزراء الإثيوبي بإبادة مئات الآلاف من المدنيين دون أدنى عقوبة من الغرب. ومؤخرا، قام البنك الدولي بصرف 135 مليون دولار أمريكي لتزويد المناطق النائية في البلاد بالكهرباء. كما تم أيضا التكفل بسد إثيوبيا الضخم، الذي يهدد دول المصب، بما في ذلك مصر.

سباق حميدتي إلى البحر الأحمر
وبفضل الدعم الثلاثي من الإمارات وإثيوبيا وتشاد، أصبح للجنرال حميدتي الآن مطلق الحرية في محاولته، إن لم يكن للاستيلاء على السلطة في السودان، فإنه على أي حال، لتقسيم بلد مستنزف بشكل كبير.

والجدير بالذكر أن حوالي 40 ألف رجل من قواته، التي تم حشدها في اليمن، عادوا إلى بلادهم ويحاولون منذ نيسان/أبريل 2023 هزيمة الجيش النظامي للجنرال عبد الفتاح البرهان وأجهزة المخابرات الموروثة من دكتاتورية عمر البشير.

وهكذا أصبح "حميدتي" لاعبًا جيوسياسيًّا حاسما في شرق أفريقيا، على الرغم من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المسجلة على مدى العقد الماضي.

والآن، استولت "قوات التدخل السريع" التابعة لحميدتي، على غرب السودان وكل الخرطوم تقريبا. ويتجهون الآن نحو الشرق، وسيطروا في نهاية سنة 2023 على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

علاوة على ذلك؛ من الممكن أن تتمكن هذه الميليشيات العنيفة للغاية، المدعومة من حلفائها الإماراتيين، من الوصول إلى البحر الأحمر قريبا والاستثمار في بورتسودان. ويتناسب هذا تمامًا مع إستراتيجية محمد بن زايد المستمرة للسيطرة على الموانئ الأفريقية والعربية، على الرغم من الفشل الذي تعرض له في جيبوتي؛ حيث سيطر الصينيون على منشآت الموانئ من خلال إقامة قاعدة عسكرية.

العلاقة بين حفتر وحميدتي
في ليبيا، بدأت الإمارات تتصور هزيمة المشير حفتر. وقد يسمح لهم هذا السيناريو بإعادة العديد من المقاتلين الليبيين الموالين لهم إلى السودان لتعزيز هجوم "قوات التدخل السريع" التابعة للجنرال حميدتي باتجاه المحيط الهندي.

وأضافت الصحيفة أن حفتر وحميدتي يرتبطان أيضا بعالم تهريب الكبتاجون والذهب والمواشي والسيارات المسروقة. بالنسبة لحفتر، فإن "انتصار قوات التدخل السريع" يوفر له الفرصة لإدامة دوره في هذا الاقتصاد غير المشروع، الذي يعد أمرًا ضروريًّا في العلاقة بين ليبيا وتشاد والسودان. في المقابل؛ قد يكون الوصول إلى بورتسودان بديلًا لفقدان الساحل الليبي، الذي يتم مراقبته بشكل متزايد من قبل الطائرات العسكرية الحكومية من طرابلس.

إريتريا معزولة وإيران بالمرصاد
من جانبه؛ لا يرى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، الذي تم الاعتراف به من قبل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في التسعينيات من بين "قادة النهضة" في القارة الأفريقية، والذي أصبح ديكتاتورًا شرسا، بالضرورة أنّ تقدم الإمارات نحو البحر الأحمر أمرًا جيدًا.

ولكن كيف يمكن التصرف في ظل التنافس الداخلي المتزايد على السلطة في أسمرة؟



بالتالي، هي عالقة بين إثيوبيا، التي تم التوقيع معها على اتفاق سلام هش بعد الحرب على الحدود الدموية بين سنتي 1998 و2000، والجارة السودانية القوية، ولا تستطيع إريتريا الصغيرة أن تخاطر بالقتال على هذه الجبهات، بينما يسعى جزء من شبابها إلى الفرار من البلاد.

فقط إيران، التي تحافظ على دعمها للحوثيين في البحر الأحمر، يمكنها التأثير على نتائج الحرب الأهلية السودانية، حيث يدرك الجنرال عبد الفتاح البرهان، الزعيم الحالي "للانتقالي" في السودان، جيدًا أن مرشدي طهران لوحدهم هم الذين ما زالوا قادرين على مساعدته في قلب توازن القوى في مواجهة تمرد منافسه الجنرال حميدتي.

ولهذا السبب؛ أعاد العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 قبل أن يتوجه إلى السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر لطلب المساعدة مرة أخرى.

هؤلاء الحلفاء أصبحوا أعداء
وهكذا، ترى كل من السعودية والإمارات أن الحرب تشكل فرصة لتوسيع نفوذهما في المنطقة. من جهتهم؛ يدعم السعوديون حكومة عبد الفتاح المعترف بها دوليًّا، بينما يميل الإماراتيون نحو زعيم المتمردين والرجل الثاني السابق في النظام.

من جانب آخر، لا يأمل العاهل الإماراتي في تحقيق نصر كامل "لقوات الدعم السريع"، وهو أمر غير محتمل على أي حال، نظرًا لقوة وشرعية عبد الفتاح. لكن السيناريو المحتمل سيكون مشابها للوضع في ليبيا، حيث تتصارع مجموعات متنوعة من أجل مناطق النفوذ على مساحة شاسعة من الأراضي في حالة من "لا حرب ولا سلام" ، حيث سيكون السكان المدنيون في شرق أفريقيا أول ضحاياها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإمارات شرق أفريقيا حميدتي الإمارات أثيوبيا شرق أفريقيا حميدتي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر شرق أفریقیا عبد الفتاح فی السودان فی الیمن من قبل

إقرأ أيضاً:

البرهان للدعم السريع: لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض

البرهان أكد أن طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعاً وهو أن تضع قوات الدعم السريع السلاح “أو على الباغي ستدور الدوائر”.

بورتسودان: التغيير

قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وداعميها بحق الشعب تجعل الخيارات صفرية في التعامل معهم، وأضاف: “إننا لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض ولن ننكص عن عهدنا مع الشهداء”.

وشدد في كلمته للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك، على أنه لا تفاوض ولا مساومة مع من انتهك حرمات الشعب السوداني.

وأضاف أن طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعاً، وتابع: “معاناة أهلنا في مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية وحصارهم وتدميرهم وقتلهم خاصة في الفاشر وضرورة إشاعة السلام والطمأنينة في ربوع الوطن كل ذلك ممكن وطريقه واضح وهو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو على الباغي ستدور الدوائر”.

وأكد البرهان أن القوات المسلحة تقف من جميع المواطنين المساندين لها والمدافعين عن السودان وعن الحق على مسافة واحدة “ولا تفضيل ولا انحياز لأي جهة على حساب الآخرين”.

وقال إن ما أسماها “حرب الكرامة” ميزت الخبيث من الطيب والوطني من المأجور، وأضاف: “هنا وجب تقديم التحية والتجلة للمجموعات التي ساندت وقاتلت مع القوات النظامية بمختلف كياناتهم ومناطقهم”.

وخص المقاتلين في شمال دارفور وكردفان على صبرهم وتحملهم الحصار، وأضاف: “إننا قادمون وكذلك من بقية مناطق السودان ومن قبلهم شبعنا المعلم الصابر الصامد وإن طريق النصر واضح المعالم وخيار الشعب لن يوقفه إلا تطهير كامل السودان من مليشيا آل دقلو الإرهابية”- حسب تعبيره.

وشكر البرهان أشقاء وأصدقاء السودان من الدول والمنظمات الذين عملوا مع الحكومة والشعب وساندوهم ودعموهم في تثبيت وحدة وأمن واستقرار الدولة السودانية.

وأشار إلى أن إعادة إعمار الدولة وبنيتها التحتية يحتاج إلى جهود إضافية.

وجدد أنه “لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا آل دقلو الإرهابية ورغم ذلك ظلت أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكم عقله ويتوب إلى الحق من الذين يحملون السلاح”.

وناشد البرهان الأهالي “في مناطق سيطرة التمرد” برفع أيديهم عن مساندة ما أسماه “مشروع آل دقلو الاستعماري” وحماية أبنائهم من الذين سيوردونهم المهالك، وأكد أن السودان الواحد الموحد أرضاً وشعباً أمانة تاريخية يجب عدم التفريط فيها.

الوسومالدعم السريع السودان بورتسودان دارفور عبد الفتاح البرهان عيد الفطر كردفان مجلس السيادة

مقالات مشابهة

  • بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى تدين الهجوم الذي استهدف قوة تابعة لها
  • سحرة حميدتي
  • ???? خطاب حميدتي .. صوت الهزيمة واعتراف غير مباشر بالانكسار
  • حميدتي الآن أحرص من الجيش على نهاية الدعم السريع
  • حميدتي يعلن انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم ويؤكد "سنعود إن شاء الله"
  • حميدتي: الحرب في السودان لم تنته وسنعود إلى الخرطوم أشد قوة
  • البرهان للدعم السريع: لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا تفاوض مع الدعم السريع
  • مساعدات إنسانية من الإمارات لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد
  • شاهد بالفيديو.. إبنة قائد الدعم السريع “حميدتي” تظهر في بث مباشر تنفي من خلاله سقوط القصر في يد الجيش وهروب “الدعامة” من الخرطوم وتؤكد: (درست طب واتخصصت حقن)