يمانيون – متابعات
منذ مطلع ديسمبر المنصرم، استهدفت القوات المسلحة اليمنية 21 سفينة إسرائيلية أو مرتبطة بـ”إسرائيل” أو أميركية أو بريطانية، بالصواريخ الباليستية المجنحة والطائرات المسيرة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، نصرةً للشعب الفلسطيني ومقاومته ورداً على العدوان على اليمن.

وهذا لا يشمل السفينة الإسرائيلية التي استولت عليها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر؛ إسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته.

تسلسل العمليات البحرية للقوات المسلحة اليمنية
في الـ14 من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، أنّ القوات المسلحة لن تتردد في استهداف أي سفينةٍ إسرائيليةٍ في البحر الأحمر أو أي مكان تطاله أيدي القوات المسلحة ابتداءً من لحظة إعلان ذلك البيان.

في الـ19 من تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت القوات المسلحة اليمنية السيطرة على السفينة الإسرائيلية “غالاكسي ليدر” نصرةً للشعب الفلسطيني ومقاومته، وحذرت جميع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر .

10 سفن مرتبطة بالكيان الإسرائيلي خلال شهر كانون الأول/ديسمبر:
في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر 2023، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية استهدافٍ لسفينتين إسرائيليتين في باب المندب وهما سفينة “يونتي إكسبلورر” وسفينة ” نمبر ناين”، حيث تم استهداف السفينة الأولى بصاروخ بحري والسفينة الثانية بطائرةٍ مسيرة بحرية، وقد جاءت عملية الاستهداف تلك بعد رفض السفينتين الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية.

وقال حينئذٍ العميد يحيى سريع، إنّ القوات المسلحة اليمنية مستمرة في منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على إخواننا الصامدين في قطاع غزة.

في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر، بعد نجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض قرارها منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، ونتيجة لاستمرار الاحتلال في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار في غزة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية منع مرور السفن المتجهة إلى الاحتلال من أي جنسيةٍ كانت، إذا لم يدخل إلى قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، وستصبح هدفاً مشروعاً لقواتهم المسلحة.

في الـ12 من كانون الأول/ ديسمبر، نفذت القوات البحرية اليمنية عملية عسكرية نوعية ضد سفينة “استريندا” تابعةٍ للنرويج، كانت محملة بالنفط ومتجهة إلى الكيان الإسرائيلي، وقد تم استهدافها بصاروخٍ بحري مناسب.

وقال يومها العميد يحيى سريع، إن القوات المسلحة اليمنية نجحت خلال اليومين الماضيين في منع مرور عدة سفن استجابت لتحذيرات القوات البحرية اليمنية، ولم تلجأ إلى استهداف السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمها النداءات التحذيرية كافة.

في الـ14 من كانون الأول/ ديسمبر، نفذت القوات البحرية اليمنية عملية عسكرية ضد سفينة حاويات “ميرسيك جبرلاتر” كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي، وقد تم استهدافها بطائرة مسيرة، وكانت الإصابة مباشرة. وأكدت أنّ عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية، وقال العميد سريع في البيان ذاته إنّ القوات المسلحة نجحت في منع مرور عدة سفن كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي خلال 48 ساعة الماضية، أي يومي الـ12 والـ13 من الشهر نفسه.

في الـ15 من كانون الأول/ ديسمبر، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات “MSC Alanya أم أس سي ألانيا” و”MSC PALATIUM III أم أس سي بالاتيوم”، كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي، وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين.

وقالت القوات المسلحة اليمنية إنّ عملية استهداف السفينتين جاءت بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية.

اقرأ أيضاً: اليمن: القوات المسلحة تستهدف مدمرة أميركية في البحر الأحمر
في الـ18 من كانون الأول/ ديسمبر، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالاحتلال الإسرائيلي، الأولى سفينة “سوان أتلانتك” محملة بالنفط، والأخرى سفينة “أم أس سي كلارا” تحمل حاويات، وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين.

وأكدت القوات اليمنية أنّ عملية استهداف السفينتين جاءت بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية، مجددةً طمأنتها السفن المتجهة إلى جميع الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية، بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً.

في الـ26 من كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ القوات البحرية عملية استهدافٍ لسفينة تجارية ” أم أس سي يونايتد MSC UNITED “، بصواريخ بحرية مناسبة، بعد رفض طاقمها وللمرة الثالثة نداءات القوات البحرية، وكذلك الرسائل التحذيرية النارية المتكررة.

في الـ31 من كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت القوات المسلحة اليمنية نجاح القوات البحرية في تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة حاويات “ميرسك هانغزو Maersk Hangzhou” كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، بصواريخ بحرية مناسبة. فيما استشهد 10 أفراد من القوات البحرية في إثر اعتداء أميركي على 3 زوارق في البحر الأحمر في الوقت نفسه.

إحصاءات شهر كانون الثاني/ يناير 2024
في الثالث من كانون الثاني/ يناير، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية استهدافٍ لسفينة ” CMA CGM TAGE سي أم أي سي جي أم تيج ” كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع إنّ عملية الاستهداف جاء بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية بما في ذلك الرسائل التحذيرية النارية.

في الـ10 من كانون الثاني/ يناير، أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن قواتها البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير قامت بعملية عسكرية مشتركة بعددٍ كبيرٍ من الصواريخ الباليستية والبحرية والطائرات المسيرة استهدفت سفينة أميركية كانت تقدم الدعم للاحتلال الإسرائيلي.

وقالت القوات المسلحة اليمنية إنّ العملية جاءت كردٍ أولي على الاعتداء الغادر الذي تعرضت له قواتها البحرية من قبل قوات العدو الأميركي أسفر عن استشهاد 10 من منتسبي القوات البحرية.

في الـ 11 من كانون الثاني/ يناير، قالت القيادة المركزية الأميركية إنها نفذت بالتنسيق مع بريطانيا وبدعمٍ من أستراليا وكندا والبحرين وهولندا، ضربات مشتركة لتقليص قوات حكومة صنعاء استهدفت فيها أنظمة الرادار والدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية من دون طيار وصواريخ باليستية وصواريخ كروز.

واستهدفت الضربات الأميركية والبريطانية مواقع في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وذمار وتعز وصعدة وحجة، أسفرت عن استشهاد 5 وإصابة 6 آخرين من عناصر القوات المسلحة اليمنية، وطالت مواقع مستهدفة سابقاً وباتت مدمرة ومعظمها تعرض للقصف عشرات المرات بغارات جوية للتحالف السعودي – الإماراتي منذ أواخر آذار/مارس 2015.

وقالت القيادة المركزية في البيان نفسه إنّ قوات حكومة صنعاء حاولت منذ 17 من تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد 10 أيام من انطلاق عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة الفلسطينية، مهاجمة ومضايقة 27 سفينة في البحر الأحمر.

في الـ15 من الشهر نفسه، أي بعد أيام قليلة من العدوان الأميركي- البريطاني على اليمن، نفذت القوات البحرية اليمنية عملية عسكرية استهدفت سفينة أميركية في خليج عدن، وذلك بعددٍ من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة، وفق بيان العميد يحيى سريع.

أما في الـ16 من كانون الثاني/ يناير، فأعلن سريع تنفيذ القوات البحرية عملية استهدافٍ لسفينة “زوغرافيا” كانتْ متجهة إلى موانىء فلسطين المحتلة، وذلك بعددٍ من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة مباشرة.

وجاءت عملية الاستهداف بعد رفض طاقم السفينة النداءات التحذيرية منها الرسائل التحذيرية النارية، وفق بيان سريع.

في الـ17 من كانون الثاني/ يناير، أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة “جينكو بيكاردي” الأميركية بعددٍ من الصواريخ البحرية في خليج عدن.

في الـ19 من الشهر، أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة “كيم رينجر” الأميركية بصواريخ بحرية مناسبة في خليج عدن.

وفي الـ22 من كانون الثاني/ يناير، أعلنت القوات استهداف سفينة شحن عسكرية أميركية “أوشن جاز OCEAN JAZZ” في خليج عدن وذلك بصواريخ بحريةٍ مناسبة.

وفي الـ24 من الشهر، أعلنت القوات اليمنية الاشتباك مع عددٍ من المدمرات والسفن الحربية الأميركية في خليج عدن وباب المندب، أثناء قيام تلك السفن بتقديم الحماية لسفينتين تجاريتين أميركيتين. وقال سريع إن عملية الاشتباك أدت إلى إصابة سفينة حربية أميركية إصابة مباشرة، وإجبار السفينتين التجاريتين الأميركيتين على التراجع والعودة.

كذلك، أشار إلى وصول عددٍ من الصواريخ الباليستية إلى أهدافها رغم محاولة السفن الحربية اعتراضها، لافتاً إلى أنّ القوات المسلحة اليمنية استخدمت في عملية الاشتباك التي استمرتْ لأكثر من ساعتين عدداً من الصواريخ الباليستية.

استهداف سفينة بريطانية
وفي الـ26 من كانون الثاني/ يناير، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة النفط البريطانية “مارلين لواندا” في خليج عدن بعددٍ من الصواريخ البحرية.

وهذه أول عملية تعلن فيها القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن، واللافت فيها أنها جاءت بعد 3 أيام من تصريح وزير الدفاع البريطاني بأنّ عملياتهم الليلة الماضية، أي في الـ23 من الشهر ذاته، أدّت إلى إضعاف قدرة صنعاء على “تهديد التجارة العالمية”.

وقال حينها الوزير البريطاني إنّ “طائراتنا استخدمت قنابل بيفواي 4 دقيقة التوجيه لاستهداف موقعين عسكريين قرب صنعاء”.

في الـ28 من شهر كانون الثاني/ يناير، أطلقت القوات البحرية اليمنية صاروخاً بحرياً مناسباً استهدف سفينة تابعة للبحرية الأميركية ” lewis B puller” أثناء إبحارها في خليج عدن.

وقال العميد يحيى سريع في بيان نشره اليوم التالي، إنّ “من ضمن مهام هذه السفينة تقديم الدعم اللوجستي للقوات الأميركية التي تشارك في شن العدوان على اليمن”. وهذه ثالث سفينة أميركية عسكرية تعلن قوات صنعاء استهدافها.

وصباح اليوم الأربعاء، أعلن سريع إطلاق القوات البحرية عدة صواريخ بحرية مناسبة على المدمرة الأميركية “يو أس أس غريفلي” في البحر الأحمر غربي اليمن، وأكدت القوات المسلحة اليمنية، أنّ جميع السفن الحربية الأميركية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي المشاركة في العدوان على اليمن، ضمن بنك أهداف القوات المسلحة، وسيجري استهدافها ضمن حق الدفاع المشروع “عن بلدنا وشعبنا وأمتنا وتأكيداً على استمرار الموقف اليمني المساند لفلسطين”.

ووفقاً للبيانات السابقة للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، تكون المدمرة “يو أس أس غريفلي”، رابع سفينة أميركية عسكرية تعلن القوات استهدافها في البحر الأحمر وخليج عدن خلال أقل من 10 أيام.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة استهداف سفینة أعلنت القوات المسلحة الیمنیة باسم القوات المسلحة الیمنیة إلى الکیان الإسرائیلی الیمنیة عملیة عسکریة الصواریخ البالیستیة من الصواریخ البحریة السفن الإسرائیلیة العمید یحیى سریع عملیة الاستهداف من کانون الثانی فی البحر الأحمر کانت متجهة إلى من کانون الأول بصواریخ بحریة عملیة استهداف سفینة أمیرکیة بحریة مناسبة فی خلیج عدن تم استهداف أمیرکیة فی على الیمن من الشهر جاءت بعد سفینة أم أم أس سی بعد رفض وقد تم

إقرأ أيضاً:

اقتصاد أمريكا القوي ليس محميًّا من تأثير العمليات اليمنية

يمانيون – متابعات
عندما دخلت السُّفُــنُ الأمريكيةُ في قائمة الأهداف للقوات المسلحة اليمنية؛ رَدًّا على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، جَادَلَ بعضُ المحلِّلين الأمريكيين أن الاقتصادَ الأمريكي لن يتأثَّــرَ بهذه العملياتِ، مراهنين على قدرة القوة الأمريكية على ردع اليمن، وأنها لن تكون سوى أسابيعَ ويعودُ الوضعُ في البحر الأحمر إلى طبيعته، وفي أسوأ الاحتمالات ستقومُ البحريةُ الأمريكية بمرافقة السفن المتجهة إلى الولايات المتحدة.

وقد وقَعَت شَركاتٌ عالميةٌ مثل ميرسك في فَــخِّ الاستناد إلى وَهْمِ القوة الأمريكية؛ فمع بدء العدوان على اليمن أعلنت ميرسك أنها ستستأنفُ ملاحتَها في البحر الأحمر، وحاولت العبور بسفينة نحو “إسرائيل” بحماية السفن الحربية الأمريكية، لكن ذلك لم يحمِها من الاستهداف، فاضطرت إلى تعليق عملياتها مجدّدًا وإلى أمد غير محدود، أما أمريكا فلم تستطع حماية سفنها الحربية فضلًا عن السفن التجارية؛ وهو ما يجعلُنا نبحَثُ حول مدى الأثر الذي تسبَّبت به العملياتُ اليمنية في واقع الاقتصاد الأمريكي.

وتجدُرُ الإشارة أوَّلًا إلى أن الآثارَ الاقتصاديةَ هي عبارةٌ عن عملية تراكمية تستمر وتتعاظم كلما استمرت المشكلة، وفي مجال الشحن البحري تفرض المشاكل -التي تتعرَّضُ لها السفنُ والتي يعرِّفُها الأمريكيون بمصطلح “البَجَعة السوداء”- تأثيراتها تدريجيًّا وتبرُزُ أكثرَ في مواسم الذروة، حَيثُ يرتفع الطلب وتقَلِّلُ الاختناقاتُ البحريةُ من حجمِ العرض.. نحن الآن في موسم الذروة فماذا تقول الأرقام؟

تؤكّـد صحيفةُ “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن تأثيرات العمليات اليمنية أصبحت محسوسةً في الموانئ البعيدة، حَيثُ تؤدي الاضطراباتُ إلى إطالة أوقات الرحلة، وإخراج السفن من الجدول الزمني وضغطٍ في الحاجة إلى الحاويات البحرية.

وبحسب الصحيفة “تؤدي هذه العقبات إلى تعقيد العمليات اللوجستية للسلع المصنّعة والتجزئة، لكن المستوردين والمصدِّرين يقولون إنهم قلقون للغاية من أن هذه العوائق قد تتوسَّع مع تزايد الطلب في الأشهر المقبلة قبل موسم الذروة المزدحم للشحن. وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاعِ أسعار الشحن التي عَادَت إلى الارتفاع بالفعلِ إلى مستوياتٍ قريبةٍ من المستويات التي شوهدت أثناءَ الوباء، عندما تنافست الشركاتُ على المساحات الشحيحة على السفن وارتفعت أسعار السوق الفورية لشحن حاوية بطول 40 قدمًا إلى ما يزيد عن 20 ألف دولار”.

وبينما حاولت شبكةُ الشحن العالمية إظهار مرونة خلال الربع الأول من هذا العام، فقد بدأت بالانهيار في الشهر الماضي وارتفعت تكلفة استئجار الحاويات البحرية بشكل كبير، فبحسب موقع Container xChange، وهو سوقٌ عبر الإنترنت للحاويات البحرية، ارتفع متوسط ​​سعر حاوية الشحن في سنغافورة في مايو بنسبة 26 % مقارنة بأُكتوبر، قبل بدء العمليات اليمنية وبلغت أسعارُ تأجير الصناديق من شنغهاي إلى لوس أنجلوس ولونج بيتش في مايو نحو ضِعف معدل نوفمبر الماضي.

وتشير شبكةُ “سي إن بي سي” الأمريكية إلى أن أسعار الشحن البحري الفوري من الشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة تتراوح بين 36 % إلى 41 % شهريًّا، وزادت شركاتُ النقل البحري من الرسوم الإضافية المعروفة باسم زيادات الأسعار العامة بنسبة 140 % تقريبًا، وفقًا للخريطة الحرارية لسلسلة التوريد الخَاصَّة بشبكة CNBC. وقد رفعت هذه التكاليف سعر حاوية البضائع التي يبلغ طولها 40 قدمًا إلى حوالي 12 ألف دولار.

لقد وقعت الولايات المتحدة في شر أعمالها، فمن أجل ألَّا يدفعَ الإسرائيليون عدةَ شيكلات إضافية على أسعار المنتجات حوَّلت واشنطن المشكلة إلى عالمية وقامت بعسكرة البحر الأحمر وصوَّرت التهديدَ في البحر الأحمر كتهديد للتجارة العالمية كلها وليس حصرًا بـ “إسرائيل”؛ ما دفع بشركات الشحن إلى تجنب البحر الأحمر، وقد أَدَّى ذلك إلى زيادة الوقت لكل رحلة، ومن أجل تلبية الطلب كان هناك الحاجة إلى مزيد من السفن، كما كان هناك حاجة للمزيد من الحاويات؛ فبينما كان يستغرق شحن الحاوية من الصين إلى أُورُوبا ما بين 7-10 أَيَّـام، باتت تأخذ في البحر ما بين 21-30 يوماً، مع زيادة في تكاليف الوقود والنفقات بقدر مليون دولار لكل سفينة، بحسب تقرير لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية.

وبحسب “سي إن بي سي” قال بول براشير، نائب رئيس سلسلة التوريد العالمية في شركة أي تي ​​إس لوجيستكس: “أجبر نقص الحاويات والقدرة المحدودة للسفن في الخارج الشاحنين على الانتقال إلى السوق الفورية للعثور على المعدات لتحميلها في المنشأ.. هذا يدفع الأسعار بشكل كبير إلى مستويات لم نشهدها منذ أزمة ما بعد كوفيد قبل عامين”.

وَأَضَـافَ براشير أن “الشحن يعاني أَيْـضاً من الاختناق في محطات الموانئ؛ بسَببِ أوقات الانتظار الطويلة والحاويات الفارغة لتحميل البضائع نادرة جِـدًّا”.

استمرارُ التضخم وارتفاعٌ ملحوظٌ في الأسعار:

وقد ارتفعت أسعار الكثير من المنتجات في الولايات المتحدة، لعدة عواملَ كان منها العملياتُ اليمنية، فيما تُنذِرُ حالة عدم اليقين بانتهاء المشكلة قريبًا بارتفاع مستوى التضخم وارتفاعات أكبر للأسعار خلال الأشهر القادمة، حَيثُ من المتوقع أن يصل سعر الشحن على الحاوية الواحدة من شنغهاي إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة 20 ألف دولار وقد يصل إلى أكثر من ذلك.

وبحسب تحليل نشر في صحيفة ناشيونال انترست في مايو الماضي فَــإنَّ التأثير الكامل للعمليات اليمنية يلقي بثقله على المستهلكين الأمريكيين، وتشكل زيادة تكاليف الشحن عبئًا غيرَ متناسب على القطاعات ذات هوامش الربح الضيقة، مثل الملابس والمواد الكيميائية، وحتى شركات الشحن نفسها.

ويشير التحليل إلى أن شركات التجزئة الكبرى مثل إتش آند إم، وتارجت، وول مارت تشعر بتأثيرات الاضطرابات في البحر الأحمر، كذلك فَــإنَّ المنتجين وتجار التجزئة المقيدين بهوامش ربح ضئيلة ولا يستطيعون شحن المنتجات في وقت أبكرَ من المعتاد لديهم خياراتٌ محدودة للتكيُّف مع تكاليف الشحن المتزايدة واضطرابات سلسلة التوريد، ويجب عليهم تمريرُ التكلفة الإضافية إلى المستهلك؛ مما يساهِمُ في الضغوط التضخمية الموجودة مسبقًا.

ولا يقتصرُ التأثيرُ على تُجَّارِ التجزئة وإنما يمتدُّ إلى المنتجين في المصانع وإلى مستودعات التخزين، وتُفرَضُ ضغوط على صناعات النقل بالشاحنات والسكك الحديدية.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” بات بعضٌ من صُنَّاعِ الشحن يصفون أزمة البحر الأحمر باسم “كوفيد جونيور” أي نسخة ناشئة من كوفيد نسبةً للاضطرابات المماثلة أَيَّـام الوباء، حَيثُ يشكو المستوردون الذين يعتمدون على الشحن البحري من عودة مصدرٍ آخرَ من مصادر الضيق التي عانوا منها في ذلك الوقت؛ فشركات النقل تقوم بإلغاء الحجوزات المؤكّـدة بشكل متكرّر، بينما تطالب برسوم مناولة خَاصَّة ورسوم خدمة متميزة كشرط للحصول على الحاويات على السفن.

وقال ديفيد رايش، صاحب شركة MSRF في شيكاغو، التي تقوم بتجميع سلال الهدايا لشركة وول مارت وغيرها من سلاسل المتاجر العملاقة: “كل شيء عبارة عن معركة للحصول على الحاويات. إنه أمر محبط”.

ويشتكي الموردون -بحسب الصحيفة- من أن شركات النقل تفرض “رسومًا إضافية في موسم الذروة” متصاعدة من شأنها أن تضيف ما يصل إلى 2400 دولار لكل حاوية، ورغم ذلك كَثيراً ما تقول شركات النقل إنها لا تملك مساحةً كافيةً على متن سفنها؛ الأمر الذي سيضطرُّ الموردين للجوء إلى الحجز في ما يسمى بالسوق الفورية، حَيثُ تتقلب الأسعار، وقد وصلت الآن إلى 8000 دولار.

ارتفاعُ أسعار الشحن الجوي:

منذ شهر مايو أُصيب تُجَّارُ التجزئة في الولايات المتحدة بالهلعِ؛ لاقتراب موسم الذروة الذي يمتدُّ من يونيو حتى سبتمبر، وسعيًا لمواجهة الموسم اتجهوا إلى تقديم الطلبات لموسم التسوق لعيد الميلاد للقدرة على الالتزام بعرضٍ موازٍ لحجم الطلب.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” قام مستوردون في الولايات المتحدة بنقل طلباتهم عبر الشحن الجوي بتكاليف مرتفعة جِـدًّا حتى لا يكونَ هناك تأخيراتٌ، لكن المشكلة هي أن قطاعَ الطيران ليس مستعدًّا ليحلَّ محلَّ الشحن البحري، ولا حتى تغطية نسبة بسيطة منه، وسرعان ما ظهر الضغط على هذا القطاع ووصلت أسعارُ الشحن الجوي إلى المستويات الحمراء، وفقًا لتقرير صادر عن شركة Scan Global Logistics.

وبحسب مقال نُشر في The Loadstar في 19 يونيو، أوضح بيير فان دير ستيشيل، نائب رئيس الشحن في Charter Broker Air Partner، أنه “سيكون من الصعب للغاية إن لم يكن من المستحيل العثورُ على سعة في طائرات كبيرة ذات رحلات عالمية”، مضيفا: ”لم أرَ الصناعةَ متقلِّبةً إلى هذا الحد في ما يقرب من 30 عاماً من عملي في مجال الشحن“.

انعدامُ الثقة بالقوَّة الأمريكية:

استمرارُ العمليات اليمنية ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وتوسُّعُ نطاق الهجمات لأكثرَ من ستة أشهر أَدَّى إلى تراجُعِ الآمال بحَلٍّ قريبٍ للأزمة؛ فبحسب وكالة بلومبيرج الأمريكية يشيرُ تصاعُدُ العمليات اليمنية إلى أن تكاليف الشحن المرتفعة موجودةٌ لتبقى، كما تكشفُ الفعاليةُ المتزايدة لهذه العمليات إلى حدودِ قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول جويتز ألبراند، رئيسُ قسم الشحن البحري في شركة DHL Global Forwarding Americas، إنه غيرُ متفائل بأن أسعارَ الشحن سوف تنخفض في أي وقت قريب.

وكما تقول صحيفة نيويورك تايمز فَــإنَّ أعظمَ المخاوف الآن هي أن الاختناقات العائمة قد تتحول إلى نبوءة تتحقّق بذاتها. ومع استيعاب المستوردين لحقيقة ارتفاع أسعار الشحن وازدحام الموانئ، فَــإنَّهم يبادرون إلى الطلب في وقت مبكر. وقد يؤدي هذا إلى زيادةٍ كبيرةٍ في الشحنات الواردة إلى الموانئ الكبرى مثل لوس أنجلوس ونيوارك وسافانا بولاية جورجيا، بما يتجاوز قدرة الشاحنات والسكك الحديدية والمستودعات.

إن الطريقَ إلى إنهاءِ هذه المخاوفِ وعودة الملاحة إلى وضعِها الطبيعي في البحر الأحمر هو طريقُ إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار وإدخَال ما يحتاجُه أبناءُ غزة من غذاء ودواء، وبدونِ ذلك قد تتصاعَدُ العملياتُ بشكلٍ أكبرَ وعلى نطاقاتٍ أبعدَ، كما تؤكّـد صنعاء.

– المسيرة| زكريا الشرعبي

مقالات مشابهة

  • لحظة استهداف سفينة "ترانسورلد نافيجيتور" في البحر الأحمر
  • اقتصاد أمريكا القوي ليس محميًّا من تأثير العمليات اليمنية
  • “زورق طوفان المدمر”..القوات المسلحة اليمنية تكشف عن سلاح جديد لديها / شاهد
  • إعلام بريطاني: قواتنا البحرية في البحر الأحمر ضعيفة ومجهدة
  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ أربع عمليات عسكرية نوعية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر
  • وردنا من صنعاء| القوات المسلحة تعلن تنفيذ عمليات عسكرية نوعية جديدة.. وتصدر هذا البيان (تفاصيل ما حدث+فيديو)
  • باعتراف أمريكي: السلاح اليمني يتفوق على حاملات الطائرات
  • إحداهن بالتعاون مع فصيل عراقي.. الحوثيون يعلنون استهداف أربع سفن في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط
  • القوات المسلحة تنفذ 4 عمليات عسكرية نوعية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر
  • تنفيذ عمليات عسكرية نوعية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر