قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف منبر الفكر الوسطي منذ أكثر 1070 عاما في كل دول العالم الإسلامي، مشددًا على أن ما يقوم به الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يمثل موقف مصر الثابت قيادة وشعبا والمسملين والأحرار في كل أنحاء العالم، وذلك فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية. 

وأضاف، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، على قناة "المحور": "ما أدعته القناة الإسرائيلية عن شيخنا الجليل بشأن التحريض محض افتراء وضلال زيف وبهتان، وهذا ليس بجديد على هذا الكيان، الذي نراه يكذب على كل العالم ويدعي كما قال نتنياهو إن جيش الاحتلال من أقوى الجيوش وأحرصهم على القيم".

إسرائيل تتطاول على شيخ الأزهر.. وبسمة وهبة تلقنهم درسا قاسيا (فيديو) وزيرة الهجرة : الأزهر يحافظ على الهوية الوطنية والثقافية لجمهور معرض الكتاب

 وتابع: "هذا الجيش يعرف العالم كله أنه من أسوأ الجيوش ويحترف حرب الإبادة ضد الأطفال والمدنيين العزل ويدمر كل صور الحياة مثل الجامعات والمدارس والمستشفيات والمدارس وجرى تحويلها إلى ركام، فلا عجب أن نسمع الأكاذيب من هؤلاء لأنهم احترفوا الأكاذيب كما احترفوا العدوان على الآمنين".

وأكد أنه لا صحة على الإطلاق لما ذكرته قناة إسرائيلية بشأن اضطهاد المسلمين لليهود منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ذاكرًا أن وثيقة المدينة التي وقعها النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب هي أعظم وثيقة في التاريخ، فقد جاء في أحد بنودها أنه إذا أراد أهل الكتاب ترميم صوامعهم ودور عباداتهم على المسلمين أن يعطوهم المال دون أن يكون ذلك دينا عليهم". 

وتابع: “لو تأملنا في تاريخ الأزهر الشريف على المستويين المحلي والدولي ندرك تماما أن الأزهر في مصر والعالم الإسلامي كان أداة تنوير ووحدة ومقاومة للجهل والفرقة والتطرف، وكان داعيا للسلام والعيش المشترك بين أتباع كل الأديان وسيظل ذلك، ولعل ما حدث في ثورات مصر المختلفة يؤكد ذلك”.

وأكمل: "نحن في الأزهر نعلم أبناءنا أن إخواننا المسيحيين ليسوا شركاءنا في الوطن، لكنهم يملكون الوطن كما نملكه، فكل ذرة من تراب مصر أملكها وأخي المسيحي، وسنظل مضرب المثل في الوحدة والتوافق".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الفكر الوسطي العالم الإسلامي القضية الفلسطينية فلسطين نتنياهو

إقرأ أيضاً:

د. رهام سلامة تكتب: الإمام الأكبر شيخ الأزهر قائد حكيم ومسيرة عطاء لا تتوقف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ليس غريبًا أن يقلق العالم أجمع، عندما وصلت الأنباء بأن الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، قد ألمت به وعكة صحية، و ابتهل الجميع - من الشرق والغرب من مختلف الجنسيات والألوان والأديان - إلى الله أن يشفيه ويرده إلى ممارسة عمله ليكمل مسيرته العلمية والتربوية من خلال أروقة الأزهر الشريف معقل التنوير والهداية والوسطية للعالم أجمع.

إن هذا القلق الذي أصاب العالم بأسره كان انعكاسا لما تمثله مكانة الإمام من أثر بالغ في نفوس الجميع، وهي مكانة تستمد قوتها من السماحة واستنارة الفكر والرأي التي يتبناها فضيلته منهجاً ومنهاجًا لا لحياته الشخصية فقط بل طريقة لمؤسسة الأزهر الشريف وعلاقته بالآخر.

على المستوى الشخصي، ما إن بلغني خبر تراجع صحة فضيلة الإمام الأكبر حتى خفق قلبي، وكأن نبضاته تتسارع مع قلق لا يمكن السيطرة عليه. كان شعورًا عميقًا يصعب وصفه، مزيجًا من الخوف والدعاء والرجاء. لكن ما إن سمعت بفضل الله أن حالته الصحية تحسنت كثيرًا حتى هدأ قلبي واطمأن، وكأن الحياة عادت إلى توازنها من جديد.

إنها فرصة ثمينة لأتحدث – ولو قليلًا – عن هذا العالم الجليل، الذي لا توفيه الكلمات حقه مهما اجتهدت في وصف فضله وعطائه. فما أكتبه الآن ليس إلا قطرة من بحر، ولمحة من نور مسيرته التي أضاءت دروب الفكر والإنسانية.

مسيرة علمية وفكرية حافلة:

منذ توليه مشيخة الأزهر في عام 2010، حرص الإمام الأكبر على تعزيز دور الأزهر الشريف كمؤسسة دينية وتعليمية تحمل لواء الوسطية والتسامح. فقد عمل على تطوير المناهج الدراسية، وإطلاق مبادرات فكرية لمواجهة التطرف، كما قاد جهودًا مكثفة للحفاظ على الهوية الإسلامية وتعزيز قيم التعايش المشترك.

لقد جسّد الإمام الأكبر نموذج العالم الأزهري المتزن، فلم يكن صوته يومًا داعيًا للصدام أو التعصب، بل كان مناصرًا دائمًا للسلام والحوار البناء. وقد أكد في أكثر من مناسبة أن الإسلام دين الرحمة والعدل، وأن الحلول الجذرية لقضايا العصر تكمن في تبني خطاب ديني مستنير يقوم على الفهم العميق للنصوص الشرعية ومقاصدها.

جهود بارزة في الحوار بين الأديان:
كان لفضيلة الإمام الأكبر دور محوري في تعزيز الحوار بين الأديان، وهو ما تجلى في وثيقة “الأخوة الإنسانية” التي وقعها مع بابا الفاتيكان عام 2019، والتي مثلت نقلة نوعية في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين. وقد شدد في مختلف لقاءاته مع قادة العالم على ضرورة بناء جسور التواصل بين أتباع الديانات المختلفة، ورفض كل أشكال العنف والكراهية.

إلى جانب ذلك، لم تتوقف جهوده عند اللقاءات الدبلوماسية فقط، بل سعى إلى توجيه الأزهر لإطلاق مبادرات عملية تعزز السلام المجتمعي، سواء من خلال تدريب الأئمة والدعاة على فنون الحوار والتواصل، أو من خلال تطوير الخطاب الديني لمواكبة التحديات المعاصرة.

الأزهر في مواجهة التطرف والتحديات الفكرية:
من أبرز القضايا التي شغلت اهتمام الإمام الأكبر قضية مكافحة الفكر المتطرف، حيث كان الأزهر ولا يزال الحصن الحصين ضد التيارات المنحرفة التي تحاول استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية. وقد أسس مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذي يعمل بـ13 لغة، لرصد وتحليل الخطابات المتطرفة، والرد عليها بخطاب علمي عقلاني يستند إلى أسس شرعية راسخة، والذي أشرف بإدارته منذ ثلاث سنوات الآن وكنت عضو في فريق العمل فيه منذ اليوم الاول وأسعد بنفسي على حرص فضيلة الإمام على أن يكون الأزهر الشريف في صف الدفاع الأول عن شريعة الإسلام السمحة وعن أصوله الكريمة التي تحتاج لجيش من المجاهدين الأوفياء. 

سعى فضيلته إلى تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الغرب، مؤكّدًا أن الحل يكمن في تعزيز قيم المواطنة والاندماج الإيجابي، لا في العزلة أو الانغلاق.

مع انتشار خبر مرض الإمام الأكبر، تدفقت رسائل الدعم من قادة الدول، ورجال الدين، والمثقفين، وطلاب العلم، داعين الله أن يمنّ عليه بالصحة والعافية، ليواصل مسيرته في نشر قيم الخير والسلام. ولا شك أن هذه المحبة الواسعة تعكس حجم الأثر الذي تركه فضيلته في قلوب الملايين.

وفي هذه اللحظات، لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الدعاء، سائلين الله عز وجل أن يمنّ على الإمام الأكبر بالشفاء العاجل، وأن يبارك في عمره، ليبقى نورًا يهدي الأمة إلى ما فيه الخير والصلاح.

د. ريهام سلامة مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

مقالات مشابهة

  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر نموذج عملي للأخذ بأسباب النصر
  • وكيل الأزهر يستقبل رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجيبوتي لبحث سبل التعاون المشترك
  • وكيل الأزهر يستقبل رئيس المجلس الفقهي الأسترالي لبحث سبل التعاون المشترك
  • أحمد موسى: لن تجد تجمع الأديان الثلاثة إلا على أرض مصر في سانت كاترين
  • بمناسبة اليوم العالمي للكتاب.. خصم 20% على إصدارات هيئة الكتاب لمدة أسبوع
  • أحمد عبد العزيز: للنهوض بالدراما لا بد من إعطاء العيش لخبازه
  • إشادات عربية بمواقف البابا فرانشيسكو من الحرب على غزة وحوار الأديان
  • نعي عربي واسع لبابا الفاتيكان.. وإشادة بمناصرته قضية فلسطين
  • د. رهام سلامة تكتب: الإمام الأكبر شيخ الأزهر قائد حكيم ومسيرة عطاء لا تتوقف
  • وزير الإعلام الأسبق ناعيا قداسة البابا فرانسيس: كان صوتًا صادقًا للضمير العالمي