تعود الذكرى العطرة، لتحل نسائم البُشرى المبشرة بدخول الأنصار دين الله أفواجاً قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، ما إن يأتي شهر رجب الأصب إلا وتأتي معه تلك النفحات الإيمانية وتحمل تلك الأنباء التي أسعدت قلب الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم، حتى سجد حمداً وشكراً لهذه البشارة بدخول أهل اليمن من الوهلة الأولى دين الله واعتنق الإسلام، حينها قال الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله في اليمانيين : «هم أرق قلوباً وألين أفئدة»، «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
رجب الأصب يحل على أهل اليمن ليخص الله تعالى بفضله ومنه وكرمه وعطائه غير منقطع النظير، ليحكى لنا أجدادنا تلك المواقف والشواهد ورقة قلوب أهل اليمن وتصديقهم للمبعوث الإمام علي حينما دعاهم للإيمان منذ للوهلة الأولى انشرحت صدورهم ورقت أفئدتهم، وبسرعة البرق تجمعوا في سوق الحلقة حول الإمام علي عليه السلام، مرحبين به ينطقون الشهادة، لتهل على اليمن شمس النبوة.
ها نحن نحيي هذا الشهر الأغر بفرحة بالغة وسعادة عارمة وبسمة مرسومة، فقد تجسدت هويتنا الإيمانية اليمانية في أنصع صورها وأرقاها ونحن على خطى الرسول محمد صلى الله عليه وآله ماضون، وعلى نهجه متبعون متمسكون بهويتنا الإيمانية وقيمنا ومبادئنا حتى قيام الساعة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
قال الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، إن الله تعالى جبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، لما قال الحارث بن هشام كلمات جارحة في حق سيدنا بلال (أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟).
وأضاف مرزوق، في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، عن موضوع "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، أنه في هذا الحين جاء الرد الإلهي لجبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، ونزل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وتابع: هَذَا المَوْقِفَ المَشْهُودَ رِسَالَةُ طَمْأَنَةٍ، وَإِعَادَةُ ثِقَةٍ لِلإِنْسَانِ، نِدَاءٌ لمَن ابْتُلِيَ بِمَنْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِ أَوْ يَسْخَرُ أَو يَتَنَمَّرُ بِشَكْلِهِ أَوْ هَيْئَتِهِ أَو طَرِيقَتِهِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإنَّ اللهَ -جَلَّ جَلَالُهُ- يُدَافِعُ عَنْكَ كَمَا دَافَعَ عَنْ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ تَمْيِيزٍ عُنْصُرِيٍّ، فَأَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.
قالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ».