أصبحت ظاهرة الاعتداء على الأطباء داخل المستشفيات أثناء تأدية عملهم أمر شائع، حيث يقوم ذوي المريض بتفريغ غضبهم دون وجه حق في الطبيب الذي يمارس عمله.

فمساء أمس الثلاثاء، داخل مستشفى المطرية التعليمي، تعرض أحد الأطباء داخل المستشفى للضرب من أحد المرافقين لحالة محجوزة بالرعاية المركزة.

وتعود بداية الواقعة إلى ظهر أمس الثلاثاء، عندما ذهبت سيدة لزيارة أحدى الحالات داخل الرعاية المركزة بمستشفى المطرية التعليمي، في غير ميعاد الزيارة الرسمية، فرفض الدكتور محمد سامي طبيب الرعاية الزيارة في غير ميعادها طبقًا للتعليمات الإدارية، وظن الدكتور أن الأمر قد انتهى وقتها ولم يكن يعلم أن هذه هي البداية.

الدكتور عبدالوهاب الشرقاوي مدير مناوب بمستشفى المطرية 

وقال الدكتور عبدالوهاب الشرقاوي مدير مناوب بمستشفى المطرية، أتى زوج السيدة التي تم رفض زيارتها مساء أمس الثلاثاء تقريبًا الساعة العاشرة مساءً، وقام بالبحث عن الدكتور محمد سامي، عن طريق ادعاؤه بطلب الاستفسار عن شئ معين، حتى تم عثوره على الدكتور وقام على الفور بالتعدي عليه بالضرب والسب وطرحه أرضًا وإلقاء رأس الطبيب أرضًا حتى احدث له إصابات وهي كسور في عظام الجمجمة ونزيف داخلي بالمخ وكسر بعظمة الترقوة اليسرى واشتباه نزيف في البطن وفقدان للذاكرة وكدمات متفرقة بالوجة والجسم.

وتابع الدكتور عبدالوهاب الشرقاوي في تصريح خاص لـ "الفجر": كل هذا الامر في محاولة من الأمن بالسيطرة عليه وعلى الفور تم إدخال الطبيب المعتدى عليه للحالات الحرجة لتلقي العلاج الفوري، واصطحاب المتهم لنقطة شرطة المستشفى في متابعة منه للسب وإنه قام بإرجاع حق زوجته فليس للطبيب أي وجه حق أن يمنعها من الزيارة، في صورة واضحة منه بالبلطجة.

وأكمل الشرقاوي، في ذلك الوقت كنت أنا الطبيب المناوب وقمت بإبلاغ مدير المستشفى الدكتور محمد سليمان بالواقعة، وأخطرت أيضا قسم شرطة المطرية، وعلى الفور أتى نائب المأمور ورئيس المباحث ومعاون المباحث وتم ضبط المتهم الذي كان يدعي أن اسمه "علي. ع"، وتم تحرير محضر باسم مستشفى المطرية التعليمي، وإجراء مذكرة بالواقعة كاملة، وتم الامضاء عليهم من قِبلي "الدكتور عبدالوهاب الشرقاوي" ومدير المستشفى.

واستطرد الشرقاوي، حالة الدكتور المعتدى عليه تدهورت كثيرًا نتيجة للاعتداء القاسي والنزيف الداخلي للمخ وقام على إثره إجراء عملية جراحية عاجلة بالمخ فجر اليوم الأربعاء وظل نحو من ساعتين إلى ثلاثة داخل العمليات، وتم نقله بعدها للرعاية الحرجة وحاليًا هو بين الحياة والموت، وسيتم عمل فحوصات متتالية له وأشعات مقطعية على المخ لمعرفة هل تم توقف النزيف أم زاد وحينها سيخضع لعملية جراحية عاجلة بالمخ، وفور استقرار الحالة سيقوم أطباء العظام بتقييم حالة الكسر في الترقوة اليسرى وتقييم هل سيتم التدخل أم سيكون هناك علاج تحفظي.

وتابع الدكتور عبدالوهاب الشرقاوي، في تصريح خاص لـ "الفجر": فور علم أهل الطبيب المعتدى عليه بما حدث له دخلوا في نوبة انهيار عصبي، ووالدة الطبيب كانت قد أجرت عملية قلب مفتوح في وقت سابق مما تعرضت للتعب الشديد فور علمها بما حدث لابنها، واستاء جميع زملائه فهم أيضًا بهذا الوضع معرضون لهذه التجربة القاسية.

وطالب الدكتور عبدالوهاب الشرقاوي، أن يكون هناك رد قوي في هذه الواقعة من جميع الجهات المسؤولة، وأن ينال المتهم أقصى عقوبة حتى يكون عِبرة لأى شخص يحاول أن يقوم بما فعل، وأن يستطيع الطبيب ممارسه عمله في أمان مثلما يحدث في الكثير من الدول، فحتى الآن لا يوجد تأمين حقيقي داخل المستشفى للأطباء.

كما أعرب مجلس نقابة أطباء القاهرة عن بالغ أسفه لتكرار وقائع التعدي على الأطباء والأطقم الطبية أثناء ممارسة عملهم داخل المستشفيات، الأمر الذى يعرّض حياتهم للخطر ويؤدى إلى اتلاف المنشآت العامة دون رادع من القانون.

كما يتابع مجلس النقابة، عن كثب تحقيقات النيابة العامة في واقعة التعدي على طبيب الرعاية المركزة بمستشفى المطرية، بعد التحرك العاجل للشرطة والقبض على مرتكب الواقعة، كما يطالب بتوقيع أقصى عقوبة على مرتكبها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مستشفى المطرية التعليمي تعدي على طبيب نزيف بالمخ نقابة الأطباء قسم شرطة المطرية

إقرأ أيضاً:

عندما تغيب الرحمة: أسر المرضى بين ألم الانتظار وقسوة المعاملة بمستشفى محمد السادس بمدينة بمراكش.  

مملكة بريس /  شعيب متوكل

لا تزال معاناة أسر المرضى المتوافدين على مستشفى محمد السادس، تلقي بظلالها على الحياة اليومية داخل المؤسسة الصحية الأكبر بمدينة مراكش، ليس فقط بسبب ظروف الاستشفاء الصعبة أو الاكتظاظ، بل أيضًا بسبب الطريقة التي يتعامل بها بعض رجال الأمن الخاص، وكذلك بعض المسؤولين داخل المستشفى المذكور، مع المرتفقين، والتي تثير استياءً متزايدًا في صفوف المواطنين والمرضى على حد سواء، نظرا للسلوكيات الغير مهنية التي يتعامل بها بعض رجال الأمن الخاص، وبعض المكلفين.

 

حيث يروي عدد من المواطنين لـ”جريدة مملكة بريس، تجاربهم مع رجال الأمن الخاص، الذين يُكلفون بتنظيم الدخول والخروج وضبط النظام الداخلي للمستشفى.

يقول أحدهم: “نأتي ونحن في حالة قلق على مرضانا، لكننا نصطدم بمعاملة قاسية وتعامل خالٍ من أي تعاطف أو تفهم. في بعض الأحيان يُمنع الدخول دون مبرر واضح، وتُستخدم نبرة صوت مرتفعة وكأننا دخلاء”، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد .

 

وبحسب مصادر داخلية، يعاني بعض عناصر الأمن الخاص من غياب التكوين الكافي في التواصل الإنساني، إذ تقتصر مهامهم غالبًا على فرض النظام بقوة، دون مراعاة الحالات الإنسانية الحرجة التي ترافق المرتفقين.

 

وفي ظل تكرار هذه التجاوزات، يطالب المواطنون والمرضى من إدارة المستشفى، ووزارة الصحة، التدخل العاجل من أجل تكوين رجال الأمن الخاص، وكذلك بعض الأطر الصحية، في مجالات التواصل والتعامل مع أسر المرضى، خاصة وأن هؤلاء يعانون أصلًا من ضغط نفسي بسبب ظروف أقاربهم الصحية.

 

تبقى مستشفياتنا، وعلى رأسها مستشفى محمد السادس بمراكش، فضاءات يجب أن تُبنى على قيم الرحمة والاحترام، وليس فقط على الانضباط الإداري. وبين حاجة المؤسسة إلى الأمن وحاجة الأسر إلى التفهم، ينبغي تحقيق التوازن الذي يحفظ كرامة الجميع.

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يتفقد التشغيل التجريبي لوحدة قسطرة القلب بمستشفى المبرة
  • رئيس جامعة طنطا يهنئ الدكتور محمود سليم بلقب الطبيب المثالي على مستوى الجمهورية
  • عندما تغيب الرحمة: أسر المرضى بين ألم الانتظار وقسوة المعاملة بمستشفى محمد السادس بمدينة بمراكش.  
  • السيطرة على حريق بمخلفات بجوار مستشفى المطرية التعليمي
  • وفاة طفل متأثرا بإصابته نتيجة تعدى والده عليه بالضرب بدعوى تأديبه بسوهاج
  • وكيل صحة الدقهلية: خطة لتحسين الأداء الطبي ودعم التخصصات بمستشفى جمصة
  • وكيل صحة الدقهلية يؤكد: خطة لتحسين الأداء الطبي ودعم التخصصات الحيوية بمستشفى جمصة
  • محافظ أسوان يطمئن على تقديم الخدمات الطبية للأشقاء الفلسطنيين بمستشفى الباطنة
  • ننشر تفاصيل جولة محافظ أسوان بمستشفى الباطنة
  • محافظ أسوان يطمئن على تقديم الخدمات الطبية للمواطنين بمستشفى الباطنة