كأس آسيا 2023.. إيران لربع النهائي بالفوز على سوريا
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
فازت إيران على سوريا بركلات الترجيح 5-3 عقب التعادل 1-1، لتتأهل بشق الأنفس إلى ربع نهائي كأس آسيا 2023 في قطر اليوم الأربعاء.
وستصطدم إيران باليابان من أجل مقعد بالمربع الذهبي، فيما اكتفت سوريا بأفضل إنجاز في تاريخها بكأس آسيا ببلوغ دور 16 لأول مرة.
منح طارمي التقدم لإيران في الشوط الأول من ركلة جزاء، وتعادلت سوريا بنفس الطريقة عبر عمر خريبين بعد مرور ساعة.
اقرأ أيضاً
كأس آسيا 2023.. اليابان تعبر البحرين بثلاثية وتتأهل لربع النهائي
وطرد طارمي قبل نهاية الشوط الثاني، لكن فريقه صمد بنقص عددي في الوقت الإضافي، وشاهد مهاجم بورتو من المدرجات باكياً فوز فريقه بركلات الترجيح ليواصل حلم تحقيق اللقب الرابع المنتظر منذ نصف قرن.
وتمسكت سوريا بالنهج الدفاعي المعتاد منذ البداية وأغلقت المنافذ أمام هجوم إيران الخطير في أول نصف ساعة حتى نال طارمي ركلة جزاء بعد دفعة في الظهر من المدافع أيهم أوسو.
ونفذ طارمي الركلة بنجاح لتتقدم إيران في الدقيقة 34 فيما لم تشكل سوريا أي خطورة على المرمى في الشوط الأول رغم مشاركة المهاجم خريبين أساسياً لأول مرة بعد تسجيل هدف التأهل في الفوز 1-0 أمام الهند.
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران سوريا كأس آسيا
إقرأ أيضاً:
ما تبعات خسارة إيران لتأثيرها وقوتها في سوريا على الساحة الدولية؟
مثّل سقوط النظام السوري وتفكيك حزب البعث، "انتكاسة كبرى" لكل من روسيا وإيران، اللتين استثمرتا بكثافة في بقاء رئيسه المخلوع بشار وهو يعاني من العواقب المحلية للربيع العربي، وذلك بعدما أعارته موسكو قوة واسعة ضد حلب، في حين نشرت طهران قوات حزب الله لدعمه.
وفي جاء في مقال نشرته صحيفة "ذا إندبندنت" للزميل الأول في مركز "LSE Ideas"، مايكل بورلي، وهو مركز فكري تابع كلية لندن للاقتصاد والسياسة، أن "المراسلين الغربيين ولأسباب مفهومة ينجرفون بسرعة في نشوة الحشود التي تحتفل بسقوط الأنظمة الاستبدادية، سواء كان ذلك حسني مبارك ومعمر القذافي في عام 2011 أو بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024".
وأكد المقال أن "التقارير التي تتناول المصلحة الإنسانية تعني أيضا شهادات فردية مؤثرة، وخاصة من أولئك الذين تم تحريرهم من السجون الكابوسية أو الذين يتحدثون من وراء القبر مثل الناشط السوري المسكين مازن الحمادة".
وأوضح "هذه ليست هي الطريقة التي ينظر بها القادة إلى العالم، على الرغم من أنهم يستهلكون الأخبار العالمية أيضا، ويصدرون تعليقاتهم الحكيمة، بدلا من ذلك، فإنهم ملزمون بالتفكير في كيفية ارتباط هذه الدراما بألعاب الشطرنج الضخمة حيث تتحرك القطع الكبيرة باستمرار على اللوحة، ولكن من الواضح أن روسيا وإيران لا تجيدان تقييم دور السياسة في الشارع، ولا تهتمان كثيرا بمصير بائع خضار تونسي واحد في عام 2011 أو بكيفية توحد حركات المعارضة".
وأكد أن "سقوط سلالة الأسد بعد 54 عاما في السلطة، وتفكيك حزب البعث، كان بمثابة انتكاسة كبرى لكل من روسيا وإيران، اللتين استثمرتا بكثافة في بقاء بشار وهو يترنح من العواقب المحلية للربيع العربي".
وجاء في المقال "كان لدى كل من روسيا وإيران دوافع خفية، وفي الحالة الأولى، كان الهدف هو كبح الجهادية المتطرفة قبل أن تتسرب شمالا إلى القوقاز وإبراز القوة في أفريقيا، وفي حالة إيران، كان الهدف هو تشغيل جسر بري إلى مشروع طهران الأول الذي أصبح وكيلا لها ــ وكان خط الدفاع الأول للملالي ضد إسرائيل، ذلك هو حزب الله في لبنان".
وأضاف "في حين يتشبث الروس بقواعدهم السورية، نجحت إسرائيل في قطع رأس حزب الله، وسحقت الوجود الإيراني الغامض في سوريا والبحرية والقوات الجوية وأنظمة الصواريخ ومرافق أبحاث الأسلحة للنظام السابق. ومع تزايد عدم الليبرالية في الداخل، أصبحت إسرائيل أشبه بأسبارطة من الخارج".
واعتبر أن هذا "يعكس التوتر الإسرائيلي بشأن طبيعة النظام الذي سيحل محل الأسد، لأنه على الأقل كان يعرف قواعد اللعبة، وفي عالم مثالي، سينجح الجهاديون السابقون في هيئة تحرير الشام في الحفاظ على سوريا كدولة موحدة، مما يتيح الانتقال إلى نظام أفضل حيث سيكون لجميع الفصائل العرقية والدينية السورية المتعددة صوت".
وبين "لكنهم يعرفون أيضا أن الاسم الحركي لزعيم هيئة تحرير الشام كان (أبو محمد) "الجولاني"، وهو ما يشير إلى موطنه الأصلي في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، والواقع أن الإسرائيليين قلقون من أن يحل محل دكتاتور يمكن التنبؤ بسلوكه ــ كان الموساد يتجسس على هواتفه حتى عندما كان مجرد طالب طب في لندن ــ متطرفون إسلاميون، أو على قدم المساواة، دولة تفككت إلى صراع إقليمي داخلي، مع استثمار القوى الخارجية في الفصائل المتنافسة. وربما نطلق على هذا النتيجة الليبية".
وفيما يتصل بليبيا، أكد كاتب المقال أن "الفائزين الخارجيين الواضحين في سوريا هما الحليفان الوثيقان تركيا وقطر، وعلى النقيض من دول الخليج الأخرى، دعمت الدوحة باستمرار المعارضة ضد الأسد، ورفضت إعادته إلى الحظيرة العربية الاستبدادية الأوسع نطاقا كما كان الإماراتيون والسعوديون حريصين على القيام بذلك".
وأضاف أن "لتركيا عملائها داخل المقاومة المسلحة السورية للأسد، وتتمثل وظيفتهم الرئيسية في منع المحاولات الكردية لإنشاء دويلة تسمى روج آفا على طول الحدود الجنوبية لتركيا ــ وهي نقطة انطلاق لمزيد من فظائع حزب العمال الكردستاني داخل تركيا ــ وتوسيع نفوذ الرئيس أردوغان إلى عمق العالم العربي".
وأشار إلى أن "هناك يتمتع بميزة كبرى تتمثل في كونه سنيا متدينا، لأن ممارسة النفوذ الإيراني كان يعتمد دائما على الأقليات الشيعية الأصغر. وكنوع من المكافأة، يمكن لـ 3.5 مليون لاجئ سوري في جنوب تركيا العودة إلى ديارهم إذا عاد الاستقرار، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في شمال سوريا ضد الأكراد".
ولكن في ظل الدمار الذي لحق بمساحات كبيرة من سوريا بسبب الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان، فمن المرجح أن يلعب "الجمع بين الثروة القطرية والخبرة التركية في البناء دورا كبيرا في إعادة البناء، أما بقيتنا نحن فمجرد متفرجين مقارنة بهؤلاء اللاعبين ذوي الخبرة، فالطبقة السياسية البريطانية تثرثر عن أحداث لا تملك أي تأثير عليها، في حين يتردد توني بلينكن بلا جدوى في الوقت الذي لا يزال جو بايدن رئيسا".
وقال الكاتب "تركز الولايات المتحدة بشكل أساسي على حملتها طويلة الأمد في الشمال الشرقي ضد بقايا داعش، وعلى ضمان بقاء أعداد كبيرة من أنصارها الأسرى في معسكرات يديرها عملاء أميركا الأكراد المسلحون. إن الأمن يتفوق على ما يعتبر استراتيجية أميركية".
وحتى الآن، اقتصر دونالد ترامب على القول بأن الولايات المتحدة يجب أن تترك الأحداث في سوريا وشأنها، فمهما حدث في أرض "الرمال والموت" هذه "ليست معركتنا"، كما أعلن ترامب في باريس، ويمكنه بسهولة سحب 900 جندي من سوريا، وترك القتال ضد "داعش" لتركيا، ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي، بحسب المقال.
وقال الكاتب بورلي إنه "في حين أن هناك العديد من الصقور المؤيدين لإسرائيل والمناهضين لإيران في الإدارة القادمة، فإن قاعدة Maga [جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى] متمسكة بعدم رغبتها في تورط الولايات المتحدة في حروب مكلفة في الشرق الأوسط".
وأضاف "قد يرغب ماركو روبيو ومايك والتز في قصف إيران نيابة عن نتنياهو، لكن ترامب قد يتخيل بسهولة صفقة تاريخية مع آية الله، وسيكون على دراية بالنجاح الأخير الذي ترعاه الصين في التوفيق بين المستبدين في الخليج وإيران، والتي تنتهك بشكل مباشر اتفاقيات إبراهيم التي صاغها في إدارته الأولى".
واعتبر "إنهم لا يريدون الحرب والفوضى في محيطهم، خاصة وأنهم يديرون التحولات المحلية المعقدة من اقتصادات الهيدروكربون، نحو الترفيه والتكنولوجيا المالية والرياضة والسياحة، وفي حين يكثر المؤيدين البارزين لإسرائيل بالقرب من ترامب - ابنته تيفاني لديها والد زوجة لبناني مؤثر وسفير ترامب الجديد في أنقرة، الملياردير توم باراك، لبناني أيضا ويعود تاريخه إلى ترامب لفترة طويلة".
واعتبر أن "ترامب وأردوغان لديهما علاقة قوية، والاول منبهر أيضا بثروة محمد بن سلمان، والمبدأ الجيد لمراقبة الإدارة الجديدة هو تتبع المال".
وكانت منظمة ترامب ونجليه دون جونيور وإيريك نشطين بشكل مفرط في مشاريع التطوير العقاري الكبرى في السعودية والإمارات وسلطنة عمان، في حين أن السعوديين والقطريين والإماراتيين هم من المستثمرين الكبار في صندوق جاريد كوشنر أفينيتي.
وسوف تنعكس كل سياسة الشرق الأوسط من خلال هذه المخاوف المادية، بغض النظر عن أي شيء تتخيله وكالة المخابرات المركزية أو البنتاغون أو وزارة الخارجية.
وأوضح الكاتب "إذا كان فريق ترامب قد يتفق مع أصدقائه الخليجيين في عدم رغبته في أن تتسبب إسرائيل في المزيد من الفوضى في المنطقة بأكملها، فإن نتيجة أخرى للأحداث الأخيرة في سوريا قد تسبب صداعا كبيرا لجميع اللاعبين، كما شاهد معظم العرب الأهوال في غزة وجنوب لبنان، والآن الغارات الجوية المتعمدة في سوريا، فسوف يشهدون أيضا السهولة التي تم بها عزل الأسد.. وقد يؤدي هذا إلى إثارة مخاوفهم النهائية، كما حدث في الربيع العربي، من أن الاحتجاجات الإسلامية الشعبية أصبحت معدية".
وختم "إذا كانت أحداث اليوم تشبه الاحتجاجات المناهضة للشيوعية التي اجتاحت شرق ووسط أوروبا في عام 1989، كما يزعم البعض، فهل قد يشهد عام 2025 ثورات مماثلة ضد الأنظمة التي تعاني اقتصاديا والتي تعاني من "انتفاخات" شبابية كبيرة؟ فقبل أسبوع أو أسبوعين فقط، كان المستبدون في الخليج وغيرهم يرحبون بالأسد، وأخيرا قد تتخيل إسرائيل أنها برزت كقوة مهيمنة إقليمية بعد حروبها المتعددة في عامي 2023 و2024، على الرغم من التآكل والتلف الذي لحق بقواتها والضرر الذي لحق بمكانتها الدولية".