عبدالله أبوضيف، دينا محمود (لندن، القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات.. حضارة عريقة وشواهد تاريخية وأثرية الإمارات تواصل تقديم المساعدات الإغاثية لأهالي غزة

أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن امتنان بلادها للإمارات على جهود الوساطة التي بذلتها في عملية تبادل 195 جندياً وضابطاً روسياً مع كييف.


وقالت زاخاروفا: «نحن ممتنون لدولة الإمارات العربية المتحدة على جهود الوساطة التي بذلتها في تنسيق وإجراء عملية التبادل».
ومنذ الشهور الأولى للأزمة الأوكرانية التي بلغت حد الصدام العسكري في 24 فبراير 2022، تتبنى الإمارات نهجاً متعدد الجوانب للتعامل عبر مسارات يتوازى فيها السياسي بالدبلوماسي بالإنساني، وهو ما يتسق مع دور الدولة الفاعل على الساحة الدولية، لتعزيز السلم والأمن الدولييْن، ما أتاح للإمارات أن تكون وسيطاً نزيهاً ومقبولاً بين موسكو وكييف ونموذجاً عالمياً في دعم السلام والاستقرار.
وتمكنت الإمارات، من خلال سياساتها الهادئة والمتزنة، من تحقيق تقدم كبير في ملف الأسرى المُعقد بين طرفي الأزمة، وتمثل الاختراق في الإعلان عن نجاح وساطة الإمارات في تنفيذ عمليات تبادل أسرى جديدة بين الجانبين الروسي والأوكراني خلال فترة وجيزة.
ونجحت الدبلوماسية الإماراتية في التعامل بحنكة وتوازن كبيرين مع الأزمة الأوكرانية، منذ اندلاعها في قبل نحو عامين، وذلك من خلال الإبقاء على علاقات جيدة وقوية مع طرفي الصراع. 
وفي تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، قال رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية في العاصمة الروسية موسكو تيمور دويدار، إن الإدارة الروسية تقدر بشكل كبير المجهود الإماراتي في تحقيق السلام عالمياً، إلى جانب ثقل العلاقات الثنائية الرفيعة بين كل من الإمارات وروسيا.
وأضاف المحلل السياسي أن الإمارات لها دور عالمي فاعل وحقيقي في تحقيق التنمية والسلام ومن ثم يؤطر نجاحها في صفقة الأسرى لدورها الإقليمي والعالمي كدولة عاملة على السلام وتحقيق المصلحة العليا في حفظ الأمن الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنه دور مهم وإنساني لدولة الإمارات التي تضع السلام العالمي كأساس لمبادئ الدولة. 
وأجمع متابعون لملف الأزمة الأوكرانية التي ستدخل عامها الثالث بعد أيام، على أن الإمارات هي الدولة الوحيدة تقريباً في العالم، القادرة على تحقيق هذا الاختراق، وذلك على ضوء نجاحها في الوقوف على مسافة واحدة من مختلف الأطراف، وتبنيها على مدار العامين الماضييْن سياسة متوازنة، جعلت بوسعها التعامل بحنكة وكفاءة، مع هذا الملف المعقد.
وفي حين اغتنمت الإمارات مختلف الفرص السانحة للتشديد على أنه لا مفر من الحوار والتفاوض بين أطراف الأزمة الأوكرانية، كسبيل لخفض التصعيد القائم بشأنها، وإنهاء ما يسودها من جمود في الوقت الحاضر، لم تغفل الدولة إيلاء أهمية استثنائية للملف الإنساني والإغاثي.
بدوره، قال المحلل السياسي الروسي اندريه اونتيكوف، إن الإمارات من أهم البلدان في العالم العاملة على إقرار السلام حيث نجحت كدولة محايدة في الصراع الدائر حالياً بين روسيا وأوكرانيا على التوسط بصفقات خاصة بتبادل الأسرى، وهو ما يحسب لدولة الإمارات.
وأضاف المحلل السياسي الروسي في تصريح لـ«الاتحاد» أن الإمارات تؤكد من خلال دورها كدولة محايدة في الصراعات الإقليمية والدولية أن عملها الرئيس هو إقرار السلام كأحد مبادئ الدولة، والتي تعمل على تحقيقه من خلال علاقاتها الدولية الواسعة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: روسيا الأزمة الأوكرانية الإمارات أوكرانيا روسيا وأوكرانيا الحرب في أوكرانيا تبادل الأسرى من خلال

إقرأ أيضاً:

العودة إلى منبر جدة- تحديات تحقيق السلام في السودان وسط تصاعد الحرب الدامية

تشهد السودان واحدة من أشد الأزمات تعقيداً في تاريخها الحديث، مع تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتركّز المعارك حالياً حول مدينة الفاشر، معقل الجيش في دارفور. تُطرح تساؤلات حول إمكانية استئناف مسار مفاوضات جدة برعاية سعودية أمريكية، لكن المشهد يبدو مُثقلاً بتحديات عسكرية وسياسية وإنسانية تهدد بإطالة أمد الحرب، أو حتى تقسيم البلاد، خاصة مع تصاعد الحديث عن خطة "الدعم السريع" البديلة المتمثلة في إعلان حكومة موازية من دارفور.

تعقيدات المشهد العسكري
تكثف قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر، سعياً لتحقيق مكاسب ميدانية تمنحها أوراق ضغط عند العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما يواجه الجيش السوداني معضلة: إما المضيّ في الحرب لاستعادة السيطرة الكاملة، مع خطر فقدان مكاسب ميدانية في مناطق أخرى، أو القبول بالتفاوض من موقع القوة. لكن المشكلة الأكبر تكمن في التحالفات الداخلية المحيطة بقائد الجيش، والتي تضم فلول نظام البشير وحركات دارفور المسلحة ذات الثارات القديمة مع "الدعم السريع"، ما يجعلها ترفض أي مسار تفاوضي قبل سحق الخصم عسكرياً.
المعضلة السياسية: أجندات قبلية وإقصاء الإخوان
تتفاعل أزمة السودان مع صراعات هويات إثنية وقبلية، حيث تسعى بعض حركات دارفور إلى إضعاف المكون العربي داخل الجيش، الذي تُشكّل قبيلة الرزيقات العربية عموده الفقري، بينما تحاول قوات الدعم السريع تعبئة القبائل العربية في دارفور. وفي الخرطوم، تتعقد الأمور مع سيطرة عناصر منتمية لتنظيم الإخوان المسلمين على القيادة السياسية للحكومة، ما يُضعف الجهود الرامية لبناء توافق وطني شامل.

المخاطر الإنسانية: كارثة تهدد ملايين السودانيين
باتت الأزمة الإنسانية في السودان خارج السيطرة، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ومعاناة 25 مليوناً من الجوع الحاد، وتدمير البنى التحتية. الهجوم الأخير على مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر -الذي خلّف عشرات الضحايا- يوضح كيف تُستخدم المدنيين كأداة حرب، بينما تُوثّق الأمم المتحدة انتهاكات قد تصل إلى جرائم حرب، ما يزيد من عزلة الأطراف المتحاربة دولياً.

فرص العودة إلى جدة: هل تكفي الضغوط الدولية؟
رغم تعقيدات المشهد، تلوح في الأفق بعض المؤشرات الإيجابية، مثل زيارة البرهان الأخيرة إلى السعودية، والضغوط الدولية المتصاعدة لوقف الحرب، خاصة مع تداعياتها على الأمن الإقليمي (تشاد، جنوب السودان، البحر الأحمر). لكن نجاح مفاوضات جدة مرهون بتحقيق شروط أساسية:

كسر الإصرار العسكري: عبر إقناع حلفاء الجيش بأن الاستمرار في الحرب سيؤدي إلى انفصال دارفور، وإقناع "الدعم السريع" بأن التمسك بالخطة البديلة (حكومة موازية) سيعرضها لعقوبات دولية.

ضمانات بعدم الإقصاء: يحتاج الطرفان إلى ضمانات بأن المفاوضات لن تؤدي إلى إقصاء كامل لأي منهما من المشهد السياسي أو الأمني.

دور فاعل للمجتمع الدولي: عبر ربط المساعدات الإنسانية بالتقدم في المسار السياسي، وفرض عقوبات على المتمنّعين عن السلام.

التحديات الأكبر: الحرب قد تولد دولة جديدة
أصبح انفصال دارفور احتمالاً واقعياً، خاصة إذا استمرت قوات الدعم السريع في تعزيز سيطرتها على الإقليم، بينما تُظهر حركات مسلحة دارفورية تحالفها مع الجيش رغبة في إضعاف النفوذ العربي. هذا السيناريو لن يؤدي فقط إلى تقسيم السودان، بل قد يفتح باب صراعات إقليمية جديدة، خاصة مع وجود مصالح لدول مثل الإمارات وروسيا وإيران المتورطة بشكل غير مباشر عبر دعمها لأطراف الصراع.

هل يُنقذ السودان من مصير الصوملة؟
المخرج الوحيد يكمن في عقد صفقة سياسية عاجلة ترعاها السعودية والولايات المتحدة، بضغط إقليمي ودولي، تُلزم الأطراف بوقف إطلاق النار، وإعادة انتشار القوات، وإشراك مكونات مدنية في الحكم. لكن ذلك يتطلب جرأة من البرهان وقائد الدعم السريع حميدتي في تجاوز الضغوط الداخلية المتمثلة في التحالفات القبلية والإرث الأيديولوجي للإخوان. السودان أمام مفترق طرق: إما العودة إلى جدة لإنقاذ ما تبقى من الدولة، أو الانزلاق نحو حرب أهلية لا يُعرف مداها.

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • روسيا: موقف أمريكا من الأزمة الأوكرانية يعرقل جهود التهدئة
  • روسيا: القوات الأوكرانية استهدفت منشآت طاقة 8 مرات خلال يوم
  • العودة إلى منبر جدة- تحديات تحقيق السلام في السودان وسط تصاعد الحرب الدامية
  • روسيا تعلن إحباط مخطط لاستهداف اراضيها وتعتقل شخصاً يعمل مع الاستخبارات الأوكرانية
  • مصدر في “حماس”: لن يحرز نتنياهو وحكومته أي تقدم بملف الأسرى دون صفقة تبادل
  • باسم نعيم: لن نقع بفخ تبادل الأسرى واستئناف العدوان
  • روسيا: إسقاط مسيرات ومقتل 175 جنديا أوكرانيا في كورسك
  • قيادي في حماس يؤكد ترويج الاحتلال لأخبار مضللة بشأن المفاوضات.. جاهزون لصفقة شاملة
  • مستشار ترامب السابق يوضح سبب إصرار ترامب على تحقيق السلام في أوكرانيا
  • لافروف يبحث في تركيا جهود إنهاء الأزمة الأوكرانية