تنطلق اليوم فعاليات شهر الإمارات للابتكار «الإمارات تبتكر 2024»، وتستمر على امتداد شهر فبراير الجاري، في حدث وطني هو الأكبر من نوعه عالمياً، محوره الرئيسي الابتكارات المؤثرة، للاحتفاء بالابتكار والمبتكرين والأفكار المبتكرة، يتخلله تنظيم مئات الفعاليات، في مبادرة متجددة منذ عام 2015، تتوزع على أسابيع الشهر، متنقلة بين كافة إمارات ومناطق الدولة.

وتنطلق فعاليات الإمارات تبتكر 2024، في محطتها الأولى من إمارة أبوظبي في الفترة من 1 إلى 7 فبراير، ثم تنتقل إلى إمارتي عجمان وأم القيوين في الفترة من 8 إلى 14 فبراير، وصولاً إلى إمارات الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة في الفترة من 15 إلى 21 فبراير، لتختتم محطاتها في إمارة دبي في الفترة من 22 إلى 29 فبراير.

يمثل شهر الإمارات للابتكار إحدى أهم المبادرات الوطنية الكبرى التي أطلقها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، ويشرف على تنظيم فعالياتها، ضمن جهوده لدعم تحقيق توجهات دولة الإمارات ومستهدفات استراتيجياتها المستقبلية، بتعزيز بيئة الابتكار في كافة القطاعات، وتعميم ثقافة الابتكار وتحفيز المبتكرين والعقول والمواهب لتحقيق المزيد من الإنجازات.

هدى الهاشمي

وتتم عمليات تنسيق وتسجيل فعاليات شهر الإمارات تبتكر، بإشراف المركز بالشراكة مع المجالس التنفيذية في إمارات الدولة، ويمكن للجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وشركات القطاع الخاص والمبتكرين من أفراد المجتمع في دولة الإمارات، تسجيل فعالياتهم الخاصة ب«الإمارات تبتكر 2024»، من خلال الموقع الإلكتروني: https://uaeinnovates.gov.ae/

وأكدت هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية أن حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت نموذجاً للحكومة المتقدمة التي تتبنّى الابتكار محركاً أساسياً للتطوير المستمر، وتصميم التوجهات المستقبلية الجديدة في العمل الحكومي، وتمكنت خلال العقد الماضي من تحويل الابتكار إلى مكون أساسي في هويتها ومنهجية عملها، لتتحول الجهات الحكومية إلى مراكز تصميم وحاضنات ابتكار فاعلة في مختلف مجالات العمل.

وقالت هدى الهاشمي إن شهر الإمارات للابتكار «الإمارات تبتكر 2024»، يمثل الحدث الوطني الأوسع والأبرز عالمياً، لنشر وتعميم ثقافة وممارسات الابتكار في الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، وهو مناسبة سنوية لعرض الإنجازات والمشاريع والمبادرات المبتكرة التي شهدتها الدولة على مدى عام كامل، مشيرة إلى أن تركيز فعاليات الشهر في دورة العام الحالي على الأثر المجتمعي للابتكار، تعكس رؤى الحكومة لمحورية دور الابتكار في إحداث التغيير والأثر الإيجابي على كافة فئات المجتمع، وتؤكد توجهات الدولة المرتكزة على الارتقاء بالإنسان وتعزيز جودة حياة المجتمع 29 يوماً.. فعاليات كبرى وجوائز تحتفي بالابتكار والمبتكرين وتشهد الدولة خلال 29 يوماً تنظيم مئات الفعاليات التي تشمل مسابقات وهاكاثونات ومعارض وورش عمل ومؤتمرات وجلسات حوارية تركز على أهمية الابتكار في حياة المجتمع، وتحتفي بالنماذج والتجارب المبتكرة التي أحدثت أثراً إيجابياً في مجتمع دولة الإمارات.

الصورة

وينظم مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، في ختام فعاليات شهر الإمارات للابتكار، معرض الإمارات تبتكر في الفترة من 27 إلى 29 فبراير، في أبراج الإمارات بدبي، ويتكون المعرض من 3 فعاليات رئيسية تشمل حوارات الابتكار، وعروض ابتكارات الجهات الحكومية والخاصة، وإعلان الفائزين بمسابقة منزل المستقبل التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والتي يشرف عليها برنامج محمد بن راشد للإسكان بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي. كما ينظم المركز فعالية صنع الإمارات تبتكر، التي تمثل مبادرة هادفة للتعريف بالمبتكرين الإماراتيين الطموحين، ودعمهم ومساعدتهم في تطوير منتجاتهم الإماراتية المبتكرة، وتوسيع نطاق أعمالهم، من خلال بناء قدراتهم ومهاراتهم في ريادة الأعمال ضمن ورش تخصصية تعقد بالشراكة مع شركة «نون».

ويحتفي مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي في ختام فعاليات شهر الإمارات للابتكار، بالفائزين بالدورة الرابعة لجائزة الإمارات تبتكر 2024، التي شهدت في دورة العام الحالي إضافة فئة خاصة لتكريم أفضل ابتكار في إحداث الأثر المجتمعي. وتترجم الفئة الجديدة تركيز فعاليات الإمارات تبتكر 2024، على الابتكارات ذات الأثر المجتمعي الكبير، التي تسهم في تعزيز فاعلية وكفاءة وأثر الخدمات على المجتمع، بحلول مبتكرة للتحديات، تلبي تطلعات أفراد المجتمع وتمكنهم وتسهم في بناء قدراتهم. وتشمل فئات الجائزة، أفضل ابتكار في استخدام الموارد، وأفضل ابتكار في تحقيق الريادة الرقمية، وأفضل ابتكار في الأثر المجتمعي، وأفضل ابتكار في تسهيل الإجراءات الحكومية، وأفضل ابتكار جذري، وأفضل ابتكار في تحقيق الاستدامة. وتنظم الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية عدداً كبيراً من الفعاليات ضمن مشاركتها في «الإمارات تبتكر 2024»، إذ تنظم وزارة المالية دورة جديدة لمبادرة عروض الابتكار، فيما تنظم وزارة التغير المناخي والبيئة عدداً من الفعاليات تشمل مجلس الابتكارات البيئية، والابتكارات الزراعية، وخريطة الطريق للحوكمة البيئية الاجتماعية، وتحدي الذكاء الاصطناعي، وغيرها.

وتطلق وزارة الاقتصاد ضمن الفعاليات مشروعها الجديد منظومة الملكية الفكرية، فيما تنظم وزارة العدل ملتقى الوسائل البديلة للتقاضي الذي يجمع الشركاء والمتعاملين والموظفين حول مواضيع قضائية مستجدة تناقش أهم التحديات والحلول المبتكرة على الساحة القضائية.

وتعقد مؤسسة الإمارات للتعليم ملتقى الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، فيما تنظم هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية النسخة السابعة من هاكاثون الإمارات بعنوان «تحديات اليوم، حلول الغد».

وتشارك الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بعدد من الفعاليات والمبادرات تشمل مختبرات وورش عمل وبرامج تفاعلية، وهاكاثون ومسابقات، ومعارض للابتكار، وأنشطة للمجتمع في الأماكن العامة، وعرضاً للمشاريع الابتكارية.

أما الهيئة العامة للطيران المدني فتنظم حوارات الابتكار، ومختبر الابتكار، وعرض الممارسات المبتكرة، إضافة إلى فعاليات أخرى متنوعة، الإمارات تبتكر..الجدير بالذكر، أن فعاليات الإمارات تبتكر، انطلقت عام 2015 من خلال أسبوع الإمارات للابتكار، الذي أصبح في دورته الثالثة عام 2017، شهر الإمارات للابتكار، والذي شكل على مدى 8 سنوات الحدث الأهم للاحتفاء بالابتكار والمبتكرين، ونشر ثقافة الابتكار في المجتمع، فيما أصبحت فعالياته جزءاً من جهود الحكومة لنشر ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي.

وشهد «الإمارات تبتكر» على مدى 8 سنوات، مشاركة أكثر من 1.5 مليون من أفراد مجتمع دولة الإمارات في الفعاليات، وحقق تفاعلاً واسعاً في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بأكثر من 10 ملايين مشاهدة، وتم خلال دوراته المتعاقبة تنظيم أكثر من 6500 فعالية، شاركت فيها أكثر من 130 جهة حكومية وشركة ومؤسسة في القطاعين الخاص والأكاديمي.(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات الأثر المجتمعی دولة الإمارات من الفعالیات فی الفترة من الابتکار فی

إقرأ أيضاً:

الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية

كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة

في زمن يتداخل فيه الدخان الأسود برائحة البارود، وتصدح فيه أنين الأطفال وسط خرائب المستشفيات والمدارس و محطات الكهرباء و المياه ، يبدو السودان كلوحة مأساوية رسمها الجشع البشري. لكن، يا ترى، من يمسك بالفرشاة؟ ومن يرسم خطوط التدمير الممنهج الذي يستهدف بنية تحتية سودانية كانت يومًا ما عصب الحياة: محطات الكهرباء التي كانت تضيء الدروب، والطرق التي ربطت المدن، ومحطات مياه كانت تنبض بالأمل؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في أجنحة الطائرات المسيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قنابل؛ إنها تحمل مشروعًا سياسيًا وجيوسياسيًا ينفذه الجنجويد، تلك المليشيا التي فقدت زمام المبادرة في الميدان، وانكسرت أمام مقاومة الشعب السوداني و جيشه اليازخ و مقاومته الشعبية الصادقة، فاختارت أن تُدمر بدلاً من أن تبني، وتُرهب بدلاً من أن تقاتل.
هذا النهج، يا اهلي الكرام، ليس عبثًا ولا عشوائية. إنه خطة مدروسة، يقف خلفها من يدير خيوط اللعبة من الخارج. الجنجويد، التي تحولت من مجموعة مسلحة محلية إلى أداة في يد قوى إقليمية، لم تعد تعمل بمفردها. الطائرات المسيرة، التي تقصف المدارس والمستشفيات، ليست مجرد أدوات تكنولوجية؛ إنها رسول يحمل تهديدًا صامتًا: “إما أن تجلسوا معنا على طاولة المفاوضات لننال حظنا من الثروات، وإما أن نجعل من السودان صحراء لا تحتمل الحياة”. ومن وراء هذا التهديد؟ الإجابة تلوح في الأفق، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت، بحسب الشواهد، الراعي الأول لهذه المليشيا، مستخدمةً مرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاحًا أمريكيًا يمر عبر شبكات معقدة تشمل دولًا مثل تشاد و جنوب السودان وكينيا وأوغندا.
لكن لماذا السودان؟ الجواب يكمن في ثرواته المنهوبة، في أرضه الخصبة، ونفطه، وذهبه، ومياهه. الإمارات، التي ترى في السودان ساحة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، لم تتردد في استغلال الخلافات الداخلية. استخدمت بعض المجموعات السودانية، التي أُغريت بوعود السلطة أو خدعت بذريعة “الخلاص من الإخوان المسلمين”، كأدوات لتفكيك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لكن، هل هذه الذريعة الدينية أو السياسية كافية لتبرير تدمير أمة بأكملها؟ بالطبع لا. إنها مجرد ستار يخفي وراءه طمعًا لا حدود له.
الجنجويد، التي انهزمت في المعارك التقليدية، لجأت إلى استراتيجية الإرهاب المنظم. الطائرات المسيرة ليست مجرد أسلحة؛ إنها رمز لعجزها، ولكن أيضًا لدعمها الخارجي. فكل قصف يستهدف محطة كهرباء أو طريقًا أو مصدر مياه، هو رسالة موجهة إلى الحكومة السودانية: “لن نوقف حتى تجلسوا معنا”. لكن من يجلسون حقًا؟ هل هي الجنجويد وحدها، أم القوات المتعددة الجنسيات التي تجمع بين المرتزقة والمصالح الإماراتية؟ أم أن الجلسة ستكون مع الإمارات نفسها، التي باتت تتحكم في خيوط اللعبة؟ أم مع “التقدم”، ذلك الوهم الذي يبيعونه على أنه مخرج، بينما هو في الحقيقة استسلام للعدوان؟
هنا، يجب على الحكومة السودانية أن تتذكر أنها ليست مجرد ممثلة لنفسها، بل هي وكيلة عن شعب دفع ثمن أخطاء الحرية والتغيير، وأخطاء الإخوان المسلمين، وأخطاء السياسات الداخلية والخارجية. الشعب السوداني، الذي قاوم وصبر، يطالب اليوم بموقف واضح: موقف ينبع من روحه، لا من حسابات السلطة أو المصالح الضيقة. يجب على الحكومة أن تتحرى هذا الموقف، وأن تعيد بناء الثقة مع شعبها، بدلاً من الاستسلام لضغوط خارجية أو داخلية.
ورأيي الشخصي، أن الحل لا يبدأ بالجلوس مع الجنجويد أو راعيها، بل بفك حصار الفاشر، وتأمين الحدود مع تشاد، ورفع شكاوى إلى محكمة العدل الدولية. يجب أن تكون الشكوى شاملة، تضم الإمارات كراعٍ رئيسي، وتشاد كجار متورط، وأمريكا بسبب السلاح الذي وصل عبر شبكات دول مثل جنوب السودان وكينيا وأوغندا. كل هذه الدول، سواء من قريب أو بعيد، ساهمت في هذا العدوان الذي يهدد استقرار إفريقيا بأكملها.
في النهاية، السؤال المرير يبقى: مع من تجلس الحكومة إذا قررت الجلوس؟ هل مع الجنجويد التي أصبحت وجهًا للعنف، أم مع القوات المتعددة الجنسيات التي لا وجه لها، أم مع الإمارات التي تختبئ خلف ستار الدعم الاقتصادي، أم مع “صمود” التي يبدو وكأنها مجرد وهم؟ الإجابة، كما يبدو، ليست سهلة، لكنها ضرورية. فالسودان ليس مجرد ساحة للصراعات الإقليمية، بل هو تراب يستحقه اهله ليس طمع الطامعين و من عاونهم من بني جلدتنا .

quincysjones@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • منظمة دولية تتحدث عن أبرز تحدي يواجه محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • الابتكار الثقافي.. تصميم المستقبل بمقاييس إماراتية
  • مجلس الأمن السيبراني يؤكد التزام الإمارات بدعم الابتكار
  • إيرادات “تكافل الإمارات” تقفز 84% إلى 420.3 مليون درهم خلال 2024
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان”: الإمارات جعلت السلام جزءا أصيلا من المجتمع
  • الإمارات جعلت السلام جزءاً أصيلاً من المجتمع
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان»: الإمارات جعلت السلام جزءاً أصيلاً من المجتمع
  • الاتحاد لحقوق الإنسان: الإمارات جعلت السلام جزءاً أصيلاً من المجتمع
  • النفط يتجه لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ أكتوبر 2024.. والذهب في طريقه لتحقيق مكاسب للأسبوع الخامس تواليًا