في ظل دعم غربي وخذلان عربي .. الإجرام الصهيوني لا يقف عند حدود
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
من المؤكد أن من أمن العقوبة أمعن في الإجرام، وهذا ما ينطبق جُملة وتفصيلاً على كيان العدو الصهيوني الذي لم يكن يقترف كل الجرائم بحق الفلسطينيين ويلحق بهم الضرر والدمار، لولا الضوء الأخضر والدعم والتأييد الذي يتلقاه من أمريكا ودول الغرب الكافر من جهة، ولولا تخاذل حكام العرب من جهة ثانية.
ففي ووقتنا الحاضر لا يوجد أبشع من إجرام العدو الصهيوني النازي على الإطلاق، بل ليس لهذا الإجرام حدود، خاصة في ظل سُبات العالم العميق، مما يحدث بحق الانسانية وبحق الطفولة وبحق الضمير الإنساني، وبحق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره من اُبتلي بهذا الكيان المجرم.
ولعل مُباركة بعض العرب في السر والعلن لهذا العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، نكايةً وانتقاماً من حركة حماس وأملا في القضاء نهائياً على هذه الحركة المقُاومة التي ما فتئت تحُرجهم أمام شعوبهم وأمام الأمريكان والأوروبيين وتفضحهم وتعُريهم أمام العالم، سبب قوي في استمرار الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين.
وفي أحدث جرائم العدو الصهيوني.. فقد أعاد مشهد اغتيال الشبان الثلاثة في مدينة جنين المُحتلة، الدور الإجرامي والقتل الممنهج الذي تمارسه القوات الخاصة الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. حيث نفذ ً12 جندياً صهيونياً، في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء، عملية اغتيال لثلاثة شبان بينهم شقيقان، بعد تسللهم إلى الطابق الثالث في مستشفى إبن سينا في مدينة جنين.
وفي التفاصيل.. تنكر أعضاء وحدة المستعربين الصهاينة بالزي المدني، ولباس الأطباء والممرضين، وقاموا باغتيال الشبان الثلاثة باستخدام مسدسات كاتمة للصوت.
وعلى مدار السنوات الماضية، خاصة العامين الأخيرين نفذ المسُتعربون الصهاينة عدة عمليات اغتيال تركزت في محافظات جنين وطولكرم ونابلس، وغيرها من المحافظات الفلسطينية، متنكرين بالزي المدني في أغلب الأحيان، ومستقلين مركبات مدنية.
وهذه الوحدة تُعرف بأنها وحدة أمنية سرية وخاصة، وتُطلق عليها ألقاب مختلفة، منها “فرق الموت”، ويزرع أعضاؤها بملامح تشبه الملامح العربية وسط المحتجين والمتظاهرين، إذ يلبسون لباسهم وكوفيتهم ويتحدثون بلسانهم.
ويؤكد حقوقيون أن استخدام العدو الصهيوني لقوات خاصة متخفية بهدف قتل الشبان الفلسطينيين هو “جريمة حرب وعمل يتنافى مع كل المواثيق الدولية”.
ويطرح الصمت المخزي والمريب لجيوش العرب جملة من التساؤلات حول جدوى وجودها وهي التي يتم تسليحها بآخر أنواع الأسلحة والعتاد العسكري، ويجري تجديد ترساناتها العسكرية سنويا بأضخم الميزانيات، في ظل تخاذل الأنظمة العربية الحاكمة المقيت وجيوشها التي غيرت عقيدتها القتالية من حماية الأوطان من أي اعتداء خارجي (وردع العدو الصهيوني) إلى قتل المعارضين والنشطاء السياسيين والحقوقيين داخلياً وسحق المظاهرات والانتفاضات الشعبية واستئصال الأحزاب السياسية المعارضة وقتل رموزها داخل السجون.
هذا.. وتتوالى فظائع ومجازر العدو الصهيوني، في حق أهالي قطاع غزة في تحد سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية والمشاعر الإنسانية، ولا من يتدخل جديا لردع هذا العدو رغم كل المشاهد المروعة للجثث والأشلاء المتناثرة وصور الدمار والخراب التي تتناقلها وسائل إعلام العالم، ورغم كل نداءات الاستغاثة التي تصدر عن الضحايا والمستهدفين من تحت الأنقاض ومن بين الركام لحماية من تبقى منهم ونجدتهم.
ويواصل العدو الصهيوني إجرامه الكبير بحق أبناء فلسطين في قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس المحتلة من خلال استهداف المواطنين في منازلهم بصورة مباشرة.
والأنكى من ذلك هناك من يطعن المقاومة الفلسطينية من الخلف، ويتآمر عليها مع العدو الصهيوني، ويُجند العملاء والخونة للتجسس على قادتها وعناصرها، ويدعًون أنهم مع فلسطين والقضية الفلسطينية، فيما أفعالهم تخالف أقوالهم، فلا يصدر منهم أي موقف داعم أو مساند لفلسطين، ويتحركون وفق سياسات وتوجيهات مشغليهم والتي تصب في صالح العدو الصهيوني.
بل لم يكتفوا بذلك بل ذهبوا لاستعداء الأنظمة والقوى والمكونات الثورية التي تقع في نطاق دول محور المقاومة الإسلامية على خلفية مواقفهم العدائية تجاه هذا الكيان الغاصب، ويعملون بالتحريض ضدها والتشكيك في مواقفها الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية، والتي تندرج في سياق الحرب الإعلامية المساندة للعدو الصهيوني.
وبالمختصر.. الإجرام الصهيوني المتواصل على أبناء فلسطين، ينبغي أن يقابل بمواقف منددة ومُستنكرة على الأقل من قبل الأنظمة العربية الغارقة في وحل العمالة والخيانة والتصهُين، ولكنها لا تجرؤ على ذلك، لأن قرارها بيد الأمريكي الذي يفرض عليها خيار التصهُين والانحياز للعدو الصهيوني.. ولعل أقل واجب مطلوب منهم أن يتركوا فلسطين وأهلها ومقاومتها في حالهم ويكفوا عنهم الأذى والخيانة والتآمر، ويكفوا عن الطعن في ظهرهم.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة اليوم الأربعاء، عن ارتكاب العدو الصهيوني 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 150 شهيداً و313 جريحاً خلال 24 ساعة فقط.. مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني الأمريكي إلى 26900 شهيد و65949 جريحاً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أما في الضفة الغربية والقدس المحتلتين فقد أفادت تقارير إعلامية، صدرت مؤخراً بأن عدد شهداء الضفة الغربية المحتلة تجاوز 367 شهيداً، بينهم 97 طفلاً منذ السابع من أكتوبر الماضي.. فيما تجاوزت حصيلة الجرحى الأربعة آلاف و212 فلسطينياً، بينهم 637 طفلا”.
وأوضحت التقارير أن القوات الصهيونية اعتدت منذ السابع من أكتوبر الماضي، على 3961 فلسطينياً، بينهم 593 طفلا على الأقل وأصابتهم بجروح مختلفة، كما أصيب 91 فلسطينيا آخرين على يد قطعان المستوطنين الصهاينة.
الجدير ذكره أن هذه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والإجرام الصهيوني الذي يفوق الخيال والذي يتعرض له إخواننا في قطاع غزة وفي فلسطين المحتلة، لا حدود له، ويجب أن يتوقف فوراً، والعدوان الوحشي الهمجي عليهم يجب أن ينتهي بأي وجه كان ومهما كانت العواقب، حتى لو تم اجتثاث هذه الغدة السرطانية من جسد الأمة، وحتى لو أدى ذلك لاندلاع حرب عالمية ثالثة تنتهي بإعادة تشكيل نظام عالمي جديد عادل ومنصف للشعوب المقهورة والمُستضعفة.
– سبأ / مرزاح العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإجرام الصهیونی العدو الصهیونی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الكاتب الصحفي ثائر أبو عطيوي عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن فلسطين في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة على قطاع غزة، وتعرض المباني والمساكن العمرانية للتدمير جراء قصف طائرات ودبابات الاحتلال، كان للمواقع الأثرية النصيب أيضا من تعرضها بشكل متعمد للقصف والعدوان الإسرائيلي، فقد شمل القصف تدمير مواقع حضارية والتاريخية والمعالم الثقافية والعلمية والمساجد والكنائس، التي تندرج جميعها تحت مسمى المعالم الأثرية في قطاع غزة، لأنها مرت على اكتشافها العديد من الحضارات التاريخية التي جسدت كل حضارة تاريخية على تلك المعالم الأثرية معلما خاصا بهذه الحضارة.
وأضاف “ أبوعطيوي” في تصريحات لـ “ البوابة نيوز” أن المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية حذرت من الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها المواقع الأثرية في قطاع غزة، وضرب الاحتلال الإسرائيلى بعرض الحائط لقواعد القانون الدولي وعدم احترامه أو الإلتزام به، وخصوصًا اتفاقيات جنيف ومعاهدة لاهاي الدولية المتعلقة بحماية الإرث الثقافي في اوقات النزاعات والحروب، موضحًا أنه وفقا للاحصائيات الموثقة فإن تم تدمير ما لا يقل عن 200 أثري وتراثي من أصل 350 موقعا أثريا وتراثيا مسجلا في قطاع غزة.
وأكمل مدير مركز العرب للأبحاث حديثه قائلاً :لا تعد هذه المرة الأولى التي ينتهك بها الاحتلال الإسرائيلى للمواقع الأثرية والثراثية في قطاع غزة بل على مدى الحروب السابقة تم استهداف العديد من المواقع الأثرية وكان الاستهداف بشكل جزئي اما الاستهدافات في هذه الحرب المستمرة فكان الاستهداف مباشر وبشكل كلي ومتعمد واو تدمير شبه كامل للمعالم الحضارية والتاريخية والأثرية بقطاع غزة.
واستطرد: إن محاولات التدمير الجديدة والمتواصلة لكافة المعالم الأثرية والتاريخية والحضارية والدينية والثراثية والعلمية كلها تأتي في مساعي الاحتلال لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية وبكل شأن يتعلق بالدلالة على اسم فلسطين وتاريخها وحضارتها وهذا ليس في قطاع غزة فقط بل كافة الأراضي الفلسطينية، وكذلك سرقة العديد من معالم التراث في الملابس والازياء والاطعمة الفلسطينية والعمل على انتسابها لتاريخ الاحتلال الإسرائيلي المزيف، مشيرًا إلى أن تدمير الإرث الثقافي الإنساني بكافة معالمه الأثريةوالتراثية هو أحد أهداف الاحتلال منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1948، وهذا يأتي في سياق التدمير الممنهج والمدروس لكل ما هو فلسطيني أو أي شيء يدل على فلسطين الهوية والتاريخ والحضارة والثقافة.
ولهذا المطلوب من المؤسسات العالمية الإنسانية والحقوقية و المعنية وذات العلاقة بالاثار والتراث أن تقف أمام مسؤوليتها وتقوم بحماية ما تبق من معالم أثرية وتراثية في كافة الأراضي الفلسطينية وأن تعمل ضمن مشروع عالمي على إعادة إعمار وترميم المواقع الأثرية التي تعرضت لقصف طائرات ودبابات الاحتلال بشكل شبه كامل أو تدمير جزئي.
وأكد "أبوعطيوي" إن إعادة واعمار المواقع والمعالم الحضارية والتاريخية والأثرية والثراثية التي تضررت من حرب الإبادة على قطاع غزة هي إعادة الحياة لقطاع غزةو للهوية الوطنية السياسية والإنسانية لشعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته، لأنها تعتبر من أحدث الشواهد والدلائل الراسخة على وجود الانسان الفلسطيني على هذه الأرض منذ الأزل وقبل وجود أي كيان مستعمر ومحتل قبله، وهنا تستحضرنا مقولة الشاعر الراحل محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" والمعالم الحضارية العريقة والاثرية والتراثية احد معالم الحياة التي تستحق الحياة والوجود بدلا من آلة التدمير الإسرائيلية.
واختتم حديثه بأن أهم المعالم الأثرية والتراثية والدينية التي تم استهدافها على سبيل الذكر لا الحصرفي وفق الاحصائيات الموثقة 250 موقعا ومعلما اثريا وتراثيا من أصل 350 موقعا في قطاع غزة ، والتي منها المسجد العمري الكبير، وكنيسة القديس بريفيريوس، وتل أم عامر وتل العجول، وحمام السمرة ، وقلعة برقوق، ومركز رشاد الشوا الثقافي، والمركز الاجتماعي الثقافي الأرثوذكسي
ومسجد عثمان قشقار ،ومخزن آثار غزة ، وبيت السقا الأثري وبين الغصين الأثري.