محللون: استهداف الأونروا جزء من عملية التطهير العرقي ضد الفلسطينيين
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
يرى محللون وخبراء أن تعليق تمويل بعض الدول تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يهدف لإنهاء فكرة حق العودة ومواصلة خطة التطهير العرقي التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة ، وتحويل أنظار العالم عن قرار محكمة العدل الدولية التي رجحت ارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
وأعلنت 16 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة تعليق دعمها للوكالة، رغم التحذيرات المتصاعدة من تداعيات كارثية لانهيار عمل الوكالة.
في المقابل، أكدت الوكالة أن قرارات تعليق التمويل صدر، رغم أنها لم تتلق كتابا رسميا من إسرائيل بشأن مزاعم تورط بعض موظفيها في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
خيانة من المانحينوتعليقا على هذه التطورات، قال المتحدث السابق باسم الأونروا كريس غانس إن ما يجري هو "خيانة من المانحين للوكالة التي تشغل 13 ألفا من أكفأ الكوادر الموجودة في غزة".
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال غانس إن الدول التي علقت تمويل الوكالة "خضعت للأجندة الإسرائيلية الأميركية، لأنهم لم ينتظروا نتائج التحقيقات في مزاعم إسرائيل".
وبناء على ذلك، يعتقد غانس أن ما يجري بحق الأونروا يتماشى تماما مع دعوة اليمين الإسرائيلي الفاشي الذي يطالب بتدمير غزة تماما، مضيفا أن "إسرائيل ترى أن تدمير الأونروا يعني القضاء على فكرة وجود لاجئين، وما تريده أميركا وإسرائيل "أمر جنوني".
مجاراة لسياسة التطهير العرقي
الرأي نفسه -تقريبا- ذهب إليه أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن بنجامين فريدمان بقوله إن ما يحدث مع الأونروا "يتفق مع سياسة التطهير التي تمارسها إسرائيل في غزة"، مشيرا إلى أن الإسرائيليين لديهم "علاقة سيئة مع الأونروا، ويريدون التخلص منها".
وقال فريدمان إن الموقف الأميركي ليس مفاجئا "لأن إدارة جو بايدن لا تريد معاداة إسرائيل أو معارضتها حتى في هذا الشأن".
على العكس من ذلك، يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن ما يجري "هو جزء من مؤامرة كبرى أميركية إسرائيلية واضحة بدأت بمجرد صدور قرار محكمة العدل الدولية لسحب اهتمام العالم عن الجريمة التي ترتكبها إسرائيل".
وقال البرغوثي إن تدمير الأونروا "ليس جديدا"، مشيرا إلى أن واشنطن حاولت تصفية هذه الوكالة بكل الطرق سنة 1994 بحجة أنه لم تعد مهمة بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
ووفقا للبرغوثي، فإن واشنطن وتل أبيب لا تريدان فقط تصفية الأونروا، "وإنما تصفية قضية اللاجئين برمتها وإلغاء حق عودة 7 ملايين لاجئ فلسطيني وتدمير مقومات أي مؤسسة دولية تخدم الفلسطينيين".
وبناء على ذلك، يرى البرغوثي أن ضرب الوكالة "هو جزء من مؤامرة تهدف بالأساس لضرب القضية الفلسطينية وتمكين التطهير العرقي ضد الفلسطينيين".
في المقابل، يعتقد فريدمان أن إدارة بايدن والديمقراطيين لا يريدون وقف تمويل الوكالة، بينما بعض أعضاء الكونغرس يحاولون استغلال هذه الاتهامات لوقف تمويلها، وهو ما سيتضح في الميزانية المقبلة، مضيفا "لا أعتقد أن إدارة بايدن تدعم فكرة استبدال الوكالة، والخوف أن تقوم بذلك إدارة جمهورية".
بايدن لا يختلف عن ترامب
لكن البرغوثي يرى أن "إدارة بايدن لا تختلف مع إدارة دونالد ترامب فيما يتعلق بفلسطين، لأنها سخرت سنوات حكمها في محاولة توسيع اتفاقات التطبيع على حساب الفلسطينيين".
وأكد البرغوثي أن المنطقة كلها تواجه خطر الانفجار "وهذا ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لم يتخل عن فكرة التطهير"، قائلا إن الولايات المتحدة "لو لم تكن متآمرة مع إسرائيل لأمرتها بوقف الحرب فورا، لكنها لا تفعل".
من جهته، أعرب فريدمان عن اعتقاده أن الحل الوحيد لنزع فتيل الخطر بالمنطقة هو أن توقف الولايات المتحدة الحرب الدائرة في غزة من جهة، وأن تسحب قواتها من سوريا والعراق، وكل المناطق التي تكون فيها هدفا سهلا للمليشيات المدعومة من طهران، حتى لا يصل الأمر إلى نشوب حرب أميركية إيرانية مباشرة، حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التطهیر العرقی
إقرأ أيضاً:
عاجل - محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين
تفتتح محكمة العدل الدولية اليوم الاثنين، أسبوعًا من جلسات الاستماع المخصصة لمناقشة التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، وذلك بعد أكثر من 50 يومًا من فرضها حصارًا شاملًا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يعاني من آثار الحرب المستمرة.
جلسات استماع من قبل محكمة العدل الدولية في لاهايستبدأ الجلسات اليوم في محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في مدينة لاهاي الهولندية، حيث سيمثل ممثلو الأمم المتحدة في هذا الماراثون القانوني الذي يستمر لمدة خمسة أيام أمام هيئة قضائية مكونة من 15 قاضيًا.
المنظمات الأهلية الفلسطينية: قطاع غزة يعيش مجاعة حقيقية جراء حصار الاحتلال (فيديو) عاجل - قصف إسرائيلي يستهدف بلدة عبسان الكبيرة ويوقع 4 مصابين في قطاع غزة
وستكون دولة فلسطين أول من يدلي بمرافعته خلال معظم جلسات اليوم.
هذا الأسبوع، ستقدم 38 دولة أخرى مرافعاتها أمام المحكمة، من بينها الولايات المتحدة، الصين، فرنسا، روسيا، المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي.
الدعوة إلى اتخاذ تدابير إنسانية عاجلةفي ديسمبر الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا قدمته النرويج، يطلب من محكمة العدل إصدار رأي استشاري بشأن ما يتعين على إسرائيل القيام به لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
القرار يدعو إلى تسهيل وصول الإمدادات العاجلة الضرورية لبقاء المدنيين الفلسطينيين دون عوائق من خلال وجود الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية أو الدول الثالثة.
تتحكم إسرائيل بشكل كامل في تدفقات المساعدات الدولية التي تعتبر حيوية لحياة 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
ومنذ بداية الحصار في 2 مارس، قطعت إسرائيل المساعدات الإنسانية قبيل انهيار وقف إطلاق النار الهش في الثاني من الشهر نفسه.
محنة إنسانية تتفاقم في غزةتعتبر الأمم المتحدة أن قطاع غزة يعاني من "أسوأ" أزمة إنسانية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، خاصة بعد استئناف الهجمات الإسرائيلية في 18 مارس.
وقد أكد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليبي لازاريني، في تصريحات سابقة أن الوضع في غزة يعد "مجاعة من صنع الإنسان وذات دوافع سياسية"، مشيرًا إلى أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا منذ توقف وقف إطلاق النار.
الضغط الدبلوماسي على إسرائيلعلى الرغم من أن الآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية ليست ملزمة قانونًا، إلا أن هذا الرأي من شأنه أن يزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل. في السابق، دعت محكمة العدل إسرائيل في يناير 2024 إلى منع أي أعمال إبادة جماعية وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في يوليو/تموز الماضي رأيًا استشاريًا اعتبرت فيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "غير قانوني"، داعية إلى إنهائه في أقرب وقت ممكن.