يرى محللون وخبراء أن تعليق تمويل بعض الدول تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يهدف لإنهاء فكرة حق العودة ومواصلة خطة التطهير العرقي التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة ، وتحويل أنظار العالم عن قرار محكمة العدل الدولية التي رجحت ارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

وأعلنت 16 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة تعليق دعمها للوكالة، رغم التحذيرات المتصاعدة من تداعيات كارثية لانهيار عمل الوكالة.

في المقابل، أكدت الوكالة أن قرارات تعليق التمويل صدر، رغم أنها لم تتلق كتابا رسميا من إسرائيل بشأن مزاعم تورط بعض موظفيها في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

خيانة من المانحين

وتعليقا على هذه التطورات، قال المتحدث السابق باسم الأونروا كريس غانس إن ما يجري هو "خيانة من المانحين للوكالة التي تشغل 13 ألفا من أكفأ الكوادر الموجودة في غزة".

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال غانس إن الدول التي علقت تمويل الوكالة "خضعت للأجندة الإسرائيلية الأميركية، لأنهم لم ينتظروا نتائج التحقيقات في مزاعم إسرائيل".

وبناء على ذلك، يعتقد غانس أن ما يجري بحق الأونروا يتماشى تماما مع دعوة اليمين الإسرائيلي الفاشي الذي يطالب بتدمير غزة تماما، مضيفا أن "إسرائيل ترى أن تدمير الأونروا يعني القضاء على فكرة وجود لاجئين، وما تريده أميركا وإسرائيل "أمر جنوني".

مجاراة لسياسة التطهير العرقي

الرأي نفسه -تقريبا- ذهب إليه أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن بنجامين فريدمان بقوله إن ما يحدث مع الأونروا "يتفق مع سياسة التطهير التي تمارسها إسرائيل في غزة"، مشيرا إلى أن الإسرائيليين لديهم "علاقة سيئة مع الأونروا، ويريدون التخلص منها".

وقال فريدمان إن الموقف الأميركي ليس مفاجئا "لأن إدارة جو بايدن لا تريد معاداة إسرائيل أو معارضتها حتى في هذا الشأن".

على العكس من ذلك، يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن ما يجري "هو جزء من مؤامرة كبرى أميركية إسرائيلية واضحة بدأت بمجرد صدور قرار محكمة العدل الدولية لسحب اهتمام العالم عن الجريمة التي ترتكبها إسرائيل".

وقال البرغوثي إن تدمير الأونروا "ليس جديدا"، مشيرا إلى أن واشنطن حاولت تصفية هذه الوكالة بكل الطرق سنة 1994 بحجة أنه لم تعد مهمة بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

ووفقا للبرغوثي، فإن واشنطن وتل أبيب لا تريدان فقط تصفية الأونروا، "وإنما تصفية قضية اللاجئين برمتها وإلغاء حق عودة 7 ملايين لاجئ فلسطيني وتدمير مقومات أي مؤسسة دولية تخدم الفلسطينيين".

وبناء على ذلك، يرى البرغوثي أن ضرب الوكالة "هو جزء من مؤامرة تهدف بالأساس لضرب القضية الفلسطينية وتمكين التطهير العرقي ضد الفلسطينيين".

في المقابل، يعتقد فريدمان أن إدارة بايدن والديمقراطيين لا يريدون وقف تمويل الوكالة، بينما بعض أعضاء الكونغرس يحاولون استغلال هذه الاتهامات لوقف تمويلها، وهو ما سيتضح في الميزانية المقبلة، مضيفا "لا أعتقد أن إدارة بايدن تدعم فكرة استبدال الوكالة، والخوف أن تقوم بذلك إدارة جمهورية".

بايدن لا يختلف عن ترامب

لكن البرغوثي يرى أن "إدارة بايدن لا تختلف مع إدارة دونالد ترامب فيما يتعلق بفلسطين، لأنها سخرت سنوات حكمها في محاولة توسيع اتفاقات التطبيع على حساب الفلسطينيين".

وأكد البرغوثي أن المنطقة كلها تواجه خطر الانفجار "وهذا ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لم يتخل عن فكرة التطهير"، قائلا إن الولايات المتحدة "لو لم تكن متآمرة مع إسرائيل لأمرتها بوقف الحرب فورا، لكنها لا تفعل".

من جهته، أعرب فريدمان عن اعتقاده أن الحل الوحيد لنزع فتيل الخطر بالمنطقة هو أن توقف الولايات المتحدة الحرب الدائرة في غزة من جهة، وأن تسحب قواتها من سوريا والعراق، وكل المناطق التي تكون فيها هدفا سهلا للمليشيات المدعومة من طهران، حتى لا يصل الأمر إلى نشوب حرب أميركية إيرانية مباشرة، حسب قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التطهیر العرقی

إقرأ أيضاً:

"أرض الصومال".. هل تصبح محطة لترحيل الفلسطينيين قسرا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشهد الساحة الدبلوماسية تحركات أولية تقودها إدارة دونالد ترامب، حيث تجري مناقشات حول إمكانية توطين الفلسطينيين المهجّرين من غزة في أرض الصومال، مقابل اعتراف الولايات المتحدة باستقلالها وإنشاء قاعدة بحرية أمريكية في ميناء بربرة على البحر الأحمر. هذه المحادثات، التي لا تزال في مراحلها الأولى، أكدها مسؤول أمريكي لصحيفة فاينانشيال تايمز، مشيرًا إلى أن الفريق المعني بالشؤون الأفريقية في إدارة ترامب لا يزال قيد التشكيل، وأن هذه الاتصالات تظل في نطاق الاستكشاف الأولي.
يبدو أن هذه الفكرة لا تزال في مرحلة استكشافية أولية، حيث أشار مسؤول أمريكي إلى أن الفريق المعني بالشؤون الأفريقية في إدارة ترامب لا يزال في طور التشكيل، وأن هذه المناقشات لم تتجاوز الإطار النظري حتى الآن. ومع ذلك، فإن دوافع واشنطن تتجاوز البعد الإنساني، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي، التي تعدّ محورًا استراتيجيًا في الصراع الدولي على النفوذ في البحر الأحمر والمحيط الهندي.

تقع أرض الصومال في شمال الصومال، وقد انفصلت عن الدولة الأم عام 1991 بعد سقوط نظام سياد بري، الذي أغرق البلاد في صراع أهلي مستمر. وخلافًا لبقية المناطق التي انهارت في أتون الحروب الأهلية والتقسيمات القبلية، نجحت أرض الصومال في الحفاظ على استقرار نسبي، وتوفير مستوى معيشي أفضل مقارنة بجنوب الصومال.

تمتد المنطقة على نحو 20% من مساحة الصومال، ويقطنها قرابة ثلث سكان البلاد. 

وفي عام 2003، أجرت السلطات استفتاءً شعبيًا، صوّت خلاله نحو 99% لصالح الاستقلال وتبني دستورها الخاص. ومع ذلك، لم تحظَ أرض الصومال باعتراف دولي واسع، رغم دعم بعض الدول مثل جنوب أفريقيا، وإثيوبيا، وجيبوتي، وبريطانيا، وفرنسا، والإمارات، وكينيا، وزامبيا.

تسعى أرض الصومال منذ عقود للحصول على اعتراف دولي بوضعها كدولة مستقلة، وتُعد هذه الصفقة المحتملة مع الولايات المتحدة فرصة سياسية غير مسبوقة لتحقق هذا الهدف. في المقابل، قد ترى إدارة ترامب في المنطقة موقعًا استراتيجيًا لتوسيع نفوذها العسكري عبر إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، ما يمنح واشنطن نفوذًا أكبر في منطقة شديدة الأهمية من الناحية الجيوسياسية.
 

مقالات مشابهة

  • محللون: إقالة بار سابقة تسرع خطوات تفكيك ديمقراطية إسرائيل المزعومة
  • محللون: الصراع بين نتنياهو وبار يقرب إسرائيل من الحرب الأهلية
  • الأونروا: إسرائيل أوقفت إدخال المساعدات إلى غزة منذ أسبوعين
  • "أرض الصومال".. هل تصبح محطة لترحيل الفلسطينيين قسرا؟
  • خبير عسكري: استهداف صنعاء رسالة للحوثيين وإيران بأن ترامب ليس بايدن
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الأونروا: انهيار الوكالة يهدد بضياع جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين
  • واشنطن بوست: إسرائيل تطبق قواعد صارمة على منظمات إغاثة الفلسطينيين
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • عاجل | أ. ب: إسرائيل تريد أن ترى سوريا مجزأة بعد أن تحولت البلاد في عهد الأسد إلى منصة انطلاق لإيران ووكلائها