بوابة الوفد:
2025-03-01@19:36:38 GMT

ما كسبته القضية الفلسطينية فى لاهاى

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

أتصور أن قرار محكمة العدل الدولية الذى صدر الجمعة الماضية (26 يناير الماضي) بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية فى غزة ونظر اعتبارها ترقى لمستوى الإبادة الجماعية، يمثل نقطة بداية حقيقية للجهود الدبلوماسية والسياسية لوقف العدوان الإسرائيلى.
لقد نص القرار على وجوب توقف إسرائيل عن أعمال وتدابير تمثل انتهاكا لالتزاماتها باتفاقية الإبادة الجماعية، ووقف أى أعمال وتدابير تتسبب فى قتل أو تضرر الفلسطينيين.


وكنت قد كتبت فى المكان نفسه فى الأسبوع قبل الماضى أُحيى الدعوى الرسمية التى أقامتها دولة جنوب إفريقيا فى المحكمة الدولية ضد إسرائيل وأرفض التهوين منها. وكما قلت حينها فإننى أتفق مع كون المحكمة فى لاهاى منظمة ليس لديها الآليات الفعلية لوقف العدوان الدائر فى غزة، إلا أنها فى الوقت ذاته تمثل قوة ضغط سياسى ودبلوماسى كبيرة، ولقراراتها صفة معنوية مؤثرة تجاه استمرار هذه الحرب الوحشية.
وكما ذكر معلقون غربيون، فإن أى مسئول إسرائيلى سيكون مضطرا للدفاع عن نفسه عند الظهور فى أى محفل دولي، خاصة مع استمرار نظر المحكمة الدولية لاتهام إسرائيل بالإبادة. وهنا فأتصور أته سيتعين على القادة العسكريين فى إسرائيل عدم توسيع نطاق العمليات، والسعى لحلول سياسية للحرب الدائرة.
وبصدور قرار المحكمة، فإن تحولاً مهما ستشهده القضية الفلسطينية على مستوى الرأى العام الدولى، خاصة أن شعوب العالم تتابع بفضل التكنولوجيا الحديثة ما يحدث فى كل مكان دون قيود، وهذه الشعوب ستفرض إرادتها بقوة ضد أى دعم تقدمه حكوماتها لإسرائيل، تبرؤاً من المشاركة فى جرائم الإبادة الدولية، التى حذرت منها أكبر سلطة قضائية فى العالم.
إن المتابع لتطورات المواقف العالمية تجاه ما يحدث فى غزة يُدرك يقينا أن هناك تحولاً كبيراً لدى الأجيال الجديدة لمعرفة حقيقة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، وقرار المحكمة الدولية الأخير يحفز كل ساع للمعرفة لبذل المزيد من الجهد للوصول إلى الحقيقة.
كذلك سيكون فى وسع الساسة والدبلوماسيين العرب الدعوة إلى تطبيق القانون الدولى بشكل واضح وحاسم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وحسنا جاء بيان وزارتى الخارجية المصرية والسعودية المشترك الأحد الماضى ليحمل هذا التوجه.
كما ستكون الفرص سانحة لوسائل الاعلام والمنظمات الإنسانية لفضح وكشف جرائم إسرائيل ضد المدنيين، وهو ما بدأت كثير من الصحف العالمية الإشارة إليه، انطلاقا من عدم تناسب رد فعل حكومة نتنياهو مع الزعم الدائم بحقها فى الدفاع عن النفس، ببساطة لأن هجوم ما سمى بطوفان الأقصى أدى لسقوط 1200 مستوطن وجندى إسرائيلي، بينما أدى العدوان الإسرائيلى على غزة إلى سقوط أكثر من 26 ألف مدني، ثلثاهم من الأطفال والنساء.
وفى ظني، فإن هناك فائدة أخرى مهمة لقرار محكمة العدل تتمثل فى استعادة الثقة فى المؤسسات الدولية التى يُنظر لها كثيرا باعتبارها كيانات مسيسة، خاضعة لتوجهات ومواقف الدول الكبرى. فالعدل قيمة إنسانية عظيمة لا يُمكن تسييسها، أو توظيفها لصالح دول أو ضد دول أخرى، لأن أى مساس بهذه القيمة سيصيب النظام العالمى الجديد كله بالتصدع.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هانى سرى الدين القضية الفلسطينية محكمة العدل الدولية الجمعة الماضية الإبادة الجماعية

إقرأ أيضاً:

"فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة "فتح"، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، "حكومة حرب" تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتستهدف وجود الشعب الفلسطيني ودائما ما تسعى إلى إفشال كل اتفاق من شأنه يوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقال "دولة" - في مداخلة هاتفية لقناة النيل للأخبار اليوم السبت، "إن حكومة الاحتلال كانت تريد من اتفاق وقف إطلاق النار استرداد أسراها وبعد ذلك تواصل عدوانها مرة أخرى على الشعب الفلسطيني، ولكن حالة الضغط من الأشقاء في مصر وقطر والموقف الأمريكي عمل على دفع حكومة الاحتلال باتجاه توقيع الاتفاق الذي نفذ مرحلته الأولى بالرغم من تنصل نتنياهو من جزء من هذه المرحلة والمتعلق بإدخال البيوت المتنقلة "الكرفانات" ولكن تم الانتهاء من تلك المرحلة".

وأضاف أن الاحتلال يريد فرض شروط جديدة على استمرار وشكل الاتفاق في مراحله القادمة وربما يريد التنصل من الاتفاق ويضغط باتجاه تمديد المرحلة الأولى حتى يحصل على الأسرى قبل الدخول في أي مرحلة أخرى وتقديم التزامات أخرى وهذا لا ينسجم مع الاتفاق الذي تم توقيعه.

وأكد أنه على الولايات المتحدة الأمريكية الدفع بجانب الوسطاء وتدعم جهود مصر وقطر لإتمام الاتفاق الذي تم التوقيع عليه والذي يجب أن يكون ملزما ويتم تنفيذه حتى نصل إلى مرحلة وقف العدوان وقفا شاملا وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، حتى يتسنى لنا فلسطينيا أن نعيد الحياة والإعمار الى قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب والدمار والإبادة الجماعية.
 

مقالات مشابهة

  • حصيلة جديدة لضحايا العدوان على غزة وربع الشهداء لم يتجاوزوا 12 عاما
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48 ألفا و388 شهيدا
  • شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية كادت أن تنسى والكيان تعرض للهزيمة من وجهة نظري
  • باحث: القضية الفلسطينية تتجه إلى منطقة ضبابية
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية
  • أستاذ علوم سياسية: مصر لعبت دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية
  • اتهامات أممية لإسرائيل بانتهاكات غير مسبوقة في غزة
  • أحمد موسى: مصر ترفض أي مقترحات تلتف حول ثوابت القضية الفلسطينية