بوابة الوفد:
2025-03-04@16:20:50 GMT

شرف اللصوص!

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

فى زمن السلطان قايتباى، كان هناك زعيم عصابة أو كبير اللصوص كما كان يطلق عليه، اقتحم وعصابته دار تاجر كبير اسمه المرجوشى بالقرب من جامع الغمرى، ووجد التاجر كبير اللصوص على باب غرفة نومه هو وزوجته، فقال زعيم اللصوص ويدعى «حمور» لـ المرجوشى استر أهل بيتك، تحت اللصوص.
فقام «المرجوشى» وستر زوجته ثم قال لـ«حمور» خذ ما تريد ولا تقتلنا، فقال حمور: لن نقتلك وما أتينا للقتل فقط نريد الطعام ليومنا هذا، فقال له التاجر: كم أنتم فقال 9 صبيان وأنا، فأخرج لهم 10 آلاف قطعة نقدية كل واحد ألف قطعة.


فقال اللص «حمور»: لا نأخذ إلا ما نحتاج له فقط وأخذ ألف قطعة وأعطى التاجر الباقى، وبينما اللصوص فى طريقهم للانسحاب من الدار لاحظ أحد اللصوص الصبيان علبة كانت تسمى - حُق - بضم الحاء وسكون القاف. فطمع فيه اللص وأخذه وفتحه وتذوقه، فوجده ملح، فقال له «حمور» زعيم العصابة بما أنك أكلت من بيت الرجل ملح فلا يحق لنا أن نسرقه، وأمر الصبيان بجمع المال ورده كله إلى التاجر الذى أصر عن طيب نفس أن يعطيهم 400 قطعة فرفض اللص حمور فنزل التاجر إلى 100 قطعة فزاد إصرار اللص فأراد التاجر أن يعطيهم طعاما فانفعل اللص ورفض مجرد مناقشة التاجر.
وخرج اللصوص دون أخذ لقمة من بيت التاجر بسبب حبة ملح أكلها أحد صبيانه، لأن العرف وقتها أن من أكلت طعامه فلا حق لك عليه أن تؤذيه ولو كنت لصا، ومن شربت ماء من بيته أو ألقيت عليه السلام ورد عليك فلا يحق لك أن تسرقه أو تؤذيه ولو كنت لصا.
تلك كانت أخلاق اللصوص زمان، ببساطة كانوا يؤمنون بالعيش والملح واحترام المحرمات ولو بشىء من الأخلاق.
نحن فى زمننا فى حاجة إلى معرفة مفاهيم الأخلاق لكونها الركن الأساسى لمجتمعنا، وهو من القيم التى توجه حياة الفرد لكى ترتقى لأعلى مستويات الإنسانية.
كيف أخلاقنا اليوم من أخلاق لصوص زمان، فهناك من يسرق ويقول هذا من فضل ربى.
ويحكى عن أخلاق زمان، خاصة أخلاق التجار قديما، كانت عادة عندما يفتح التجار دكاكينهم يضعون كرسي صغيرا بجانب باب الدكان.
وأول زبون يأتى للدكن يقوم ذلك التاجر بإدخال الكرسى لداخل الدكان ويبيع الزبون بمعنى يستفتح وعندما يأتى زبون آخر ويسأل عن سلعة إن كانت موجودة يخرج التاجر خارج دكانه وينظر إلى السوق ويلاحظ أى دكان لا يزال الكرسى موجودا على بابه فيقول للزبون: انظر إلى ذلك الدكان إن شاء الله تجد طلبك عنده.. أنا استفتحت.. وجارى فى السوق لم يستفتح بعد!!
هذه هى رسالة المحبة.. هذا هو حب الإنسان لأخيه، فأين نحن منها الآن؟
أين زمن الأخلاق.
ما هى أخلاق تجار اليوم الذين أصاب معظمهم الجشع، وأصبحوا يتسابقون فى رفع الأسعار على المواطنين، ويتسابقون فى احتكار السلع، وتخزينها لتعطيش السوق وبيعها بسعر أغلى.
من يستغلون حاجة الناس فى رفع الأسعار واحتكارها آثمون ويخالفون الشرع الذى نهى عن استغلال حاجة المواطن بصورة تخالف الشرع وتخالف القوانين الوضعية فى الدولة، فهذا حرام شرعا وأن مرتكبيه مفسدون فى الأرض. وأن القرآن والسنة أجمعا على تحريم الاحتكار ومن احتكر فهو خاطئ. ما نشهده حاليا من ارتفاع الأسعار بشكل جنونى يرجع لجشع بعض التجار الذين يخالفون الشرع والأديان السماوية فى احتكار السلع وتعطيش السوق بتخزين بعض السلع الأساسية بغية رفع أسعارها.
جشع التجار يعنى غياب الرقابة على الأسواق، وأصبح الجشع يحتاج إلى قبضة قوية من خلال تكاتف جميع الأجهزة لوضع الخطط الكفيلة التى تمنع الاستغلال والجشع، ووقف كل الممارسات السيئة التى يتعرض لها المواطنون ما أحوجنا إلى تجار شرفاء أكثر، ولصوص أقل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن تاجر كبير

إقرأ أيضاً:

ضبط 331 قضية مخدرات و87 قطعة سلاح خلال 24 ساعة

واصلت أجهزة وزارة الداخلية حملاتها الأمنية الموسعة بجميع مديريات الأمن وتمكنت خلال 24 ساعة من ضبط 331 قضية مخدرات، و87 قطعة سلاح نارى، وتنفيذ 73520 حكما قضائيا متنوعا.

جاء ذلك فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المكثفة لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين على القانون وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء وإحكام السيطرة الأمنية.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • الخوف من اللصوص يقتل عجوزاً بريطانية
  • "النكش اشتغل".. بعد عرض أول حلقتين من برنامج رامز إيلون مصر.. ياسمين عبدالعزيز ترد بـ" الفشار".. وهنا الزاهد: "من لا أخلاق له.. لا قيمة له"
  • أداة خفية في السيارة تمنع اللصوص من سرقتها
  • رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • بعد حلقة أحمد فهمي مع رامز جلال.. هنا الزاهد: من لا أخلاق له لا قيمة له
  • ضبط 111 قطعة ألعاب نارية بالسويس فى رمضان
  • ضبط 331 قضية مخدرات و87 قطعة سلاح خلال 24 ساعة
  • نائب: الطبقة السياسية في العراق مجموعة من اللصوص ولن يستقر البلد بوجودهم
  • حكايات شهرزاد| يسألونك عن الزُهد