فى زمن السلطان قايتباى، كان هناك زعيم عصابة أو كبير اللصوص كما كان يطلق عليه، اقتحم وعصابته دار تاجر كبير اسمه المرجوشى بالقرب من جامع الغمرى، ووجد التاجر كبير اللصوص على باب غرفة نومه هو وزوجته، فقال زعيم اللصوص ويدعى «حمور» لـ المرجوشى استر أهل بيتك، تحت اللصوص.
فقام «المرجوشى» وستر زوجته ثم قال لـ«حمور» خذ ما تريد ولا تقتلنا، فقال حمور: لن نقتلك وما أتينا للقتل فقط نريد الطعام ليومنا هذا، فقال له التاجر: كم أنتم فقال 9 صبيان وأنا، فأخرج لهم 10 آلاف قطعة نقدية كل واحد ألف قطعة.
فقال اللص «حمور»: لا نأخذ إلا ما نحتاج له فقط وأخذ ألف قطعة وأعطى التاجر الباقى، وبينما اللصوص فى طريقهم للانسحاب من الدار لاحظ أحد اللصوص الصبيان علبة كانت تسمى - حُق - بضم الحاء وسكون القاف. فطمع فيه اللص وأخذه وفتحه وتذوقه، فوجده ملح، فقال له «حمور» زعيم العصابة بما أنك أكلت من بيت الرجل ملح فلا يحق لنا أن نسرقه، وأمر الصبيان بجمع المال ورده كله إلى التاجر الذى أصر عن طيب نفس أن يعطيهم 400 قطعة فرفض اللص حمور فنزل التاجر إلى 100 قطعة فزاد إصرار اللص فأراد التاجر أن يعطيهم طعاما فانفعل اللص ورفض مجرد مناقشة التاجر.
وخرج اللصوص دون أخذ لقمة من بيت التاجر بسبب حبة ملح أكلها أحد صبيانه، لأن العرف وقتها أن من أكلت طعامه فلا حق لك عليه أن تؤذيه ولو كنت لصا، ومن شربت ماء من بيته أو ألقيت عليه السلام ورد عليك فلا يحق لك أن تسرقه أو تؤذيه ولو كنت لصا.
تلك كانت أخلاق اللصوص زمان، ببساطة كانوا يؤمنون بالعيش والملح واحترام المحرمات ولو بشىء من الأخلاق.
نحن فى زمننا فى حاجة إلى معرفة مفاهيم الأخلاق لكونها الركن الأساسى لمجتمعنا، وهو من القيم التى توجه حياة الفرد لكى ترتقى لأعلى مستويات الإنسانية.
كيف أخلاقنا اليوم من أخلاق لصوص زمان، فهناك من يسرق ويقول هذا من فضل ربى.
ويحكى عن أخلاق زمان، خاصة أخلاق التجار قديما، كانت عادة عندما يفتح التجار دكاكينهم يضعون كرسي صغيرا بجانب باب الدكان.
وأول زبون يأتى للدكن يقوم ذلك التاجر بإدخال الكرسى لداخل الدكان ويبيع الزبون بمعنى يستفتح وعندما يأتى زبون آخر ويسأل عن سلعة إن كانت موجودة يخرج التاجر خارج دكانه وينظر إلى السوق ويلاحظ أى دكان لا يزال الكرسى موجودا على بابه فيقول للزبون: انظر إلى ذلك الدكان إن شاء الله تجد طلبك عنده.. أنا استفتحت.. وجارى فى السوق لم يستفتح بعد!!
هذه هى رسالة المحبة.. هذا هو حب الإنسان لأخيه، فأين نحن منها الآن؟
أين زمن الأخلاق.
ما هى أخلاق تجار اليوم الذين أصاب معظمهم الجشع، وأصبحوا يتسابقون فى رفع الأسعار على المواطنين، ويتسابقون فى احتكار السلع، وتخزينها لتعطيش السوق وبيعها بسعر أغلى.
من يستغلون حاجة الناس فى رفع الأسعار واحتكارها آثمون ويخالفون الشرع الذى نهى عن استغلال حاجة المواطن بصورة تخالف الشرع وتخالف القوانين الوضعية فى الدولة، فهذا حرام شرعا وأن مرتكبيه مفسدون فى الأرض. وأن القرآن والسنة أجمعا على تحريم الاحتكار ومن احتكر فهو خاطئ. ما نشهده حاليا من ارتفاع الأسعار بشكل جنونى يرجع لجشع بعض التجار الذين يخالفون الشرع والأديان السماوية فى احتكار السلع وتعطيش السوق بتخزين بعض السلع الأساسية بغية رفع أسعارها.
جشع التجار يعنى غياب الرقابة على الأسواق، وأصبح الجشع يحتاج إلى قبضة قوية من خلال تكاتف جميع الأجهزة لوضع الخطط الكفيلة التى تمنع الاستغلال والجشع، ووقف كل الممارسات السيئة التى يتعرض لها المواطنون ما أحوجنا إلى تجار شرفاء أكثر، ولصوص أقل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن تاجر كبير
إقرأ أيضاً:
ضبط 145 قطعة سلاح ناري بحوزة 128 متهمًا
كثفت أجهزة وزارة الداخلية، الحملات الأمنية لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين على القانون وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء وإحكام السيطرة الأمنية.
ضبط 320 قضية مخدرات خلال 24 ساعة ضبط 1595 مخالفة داخل محطات المترو والسكك الحديدية
قامت أجهزة وزارة الداخلية بمختلف مديريات الأمن على مستوى الجمهورية بتوجيه حملة أمنية مكبرة أسفرت جهودها خلال 24 ساعة فى مجال ضبط قضايا الأسلحة النارية والبيضاء:ضبط ( 145 قطعة سلاح نارى بحوزة 128 متهمًا).. وذلك على النحو التالى:
(16) بندقية آلية.
(22) بندقية خرطوش.
(3) طبنجات.
(104) فرد محلى.
(301) طلقة مختلفة الأعيرة.
(15) خزينة متنوعة.
(222) قطعة سلاح أبيض.