الحديدة .. ورشة توعوية حول الهوية الإيمانية ووقفة تضامنا مع فلسطين
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
يمانيون../
نظمت جامعة العلوم والتكنولوجيا – فرع الحديدة ورشة توعوية في إطار تأصيل الهوية الإيمانية لشهر رجب 1445هـ.
وفي الورشة، أشار نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور علي شرف الدين، إلى أهمية غرس قيم الدين والمبادئ العظيمة في أوساط الشباب، وتعريفهم بالتاريخ والحضارة والعظماء ممن حملوا راية الإسلام وقيمه العالية إلى أصقاع الأرض، الذين تمتلئ بهم صفحات الكتب التاريخية.
واستعرض جانبا من المخططات، التي ينفذها العدو الصهيوني، لفرض أجندته الهادفة إلى طمس الهوية الإيمانية في العالم العربي بمختلف الاتجاهات السياسية والثقافية.
ولفت شرف الدين إلى أن واقع الأمة، وما تعيشه من أحداث مؤلمة تمثل تهديدات ومخاطر على أمنها واستقرارها؛ بسبب تبعية الأنظمة لأعدائها، الذي كان نتاجا مباشرا لبعدها عن هويتها الإيمانية، وتعد الحصن المنيع الكفيل بإحباط مخططات الأعداء.
وأوضح أن أطماع زعماء الحركة الصهيونية تسعى إلى الاستيلاء على ثروات وخيرات المنطقة العربية ككل، وليس في فلسطين فقط من خلال تحويلها لصراعات وحروب.
وتطرق نائب وزير التعليم العالي إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من أعمال قتل وإبادة وتهجير من قبل الاحتلال الصهيوني منذ عقود مضت.
واعتبر الخطوات التصعيدية التي اتخذها قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مسنودا بإجماع شعبي يمني واسع؛ تضامنا مع الشعب الفلسطيني، شكلت صدمة قوية للكيان الصهيوني، وحالة رعب لدى أمريكا ودول الغرب.
فيما أوضح مدير فرع الجامعة، الدكتور محمد قايد الليمه، أن الورشة تأتي ضمن فعاليات الاحتفاء بعيد رجب والحفاظ على الهوية الإيمانية، وترسيخ الثقافة القرآنية.
وأكد أن الهوية الإيمانية ينبغي أن تنعكس على القيم والسلوك وتؤثر في الواقع العملي للأكاديميين وأبناء المجتمع ككل من خلال العودة الصادقة إلى الله تعالى؛ كون ذلك هو الضمان الحقيقي لقوة ومنعة الأمة.
وعد الموقف المشرف للقيادة الثورية والقوات المسلحة في إسناد الأشقاء في غزة امتدادا لمواقف أنصار النبي الخاتم – صلى الله عليه وآله وسلم – في الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم.
عقب الورشة تفقد نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، سير العملية التعليمية في فرع الجامعة.
واطلع – خلال زيارته لمبنى الجامعة وأقسامها- على مستوى التجهيزات الحديثة في المعامل الطبية والقاعات الدراسية، والبنية التحتية والأكاديمية والإدارية، التي وفرتها الجامعة طبقا لمواصفات الجودة ومعايير الاعتماد الأكاديمي.
وأشاد نائب وزير التعليم العالي، بمستوى البنية التحتية والتجهيزات الحديثة، التي تمتلكها الجامعة وأقسامها وخطواتها الجادة في تطبيق المعايير الجودة، والاعتماد الأكاديمي في أدائها.
وخلال لقائه، إدارة الجامعة استمع نائب وزير التعليم العالي من مدير فرع الجامعة إلى شرح حول أبرز الأنشطة والبرامج، والجهود التي بذلها الفرع لإنجاح العام الجامعي 1445هـ، وخطط التطوير وفتح برامج جديدة تلبي احتياجات سوق العمل.
إلى ذلك، نظمت جامعة العلوم والتكنولوجيا وقفة احتجاجية، تقدمها نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور علي شرف الدين، ومدير فرع الجامعة، الدكتور محمد الليمة، استنكر فيها المشاركون جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ورفع المشاركون في الوقفة العلمين اليمني والفلسطيني.. مرددين هتافات منددة بالإرهاب الأمريكي والبريطاني في المنطقة، والتواطؤ الدولي وبعض الأنظمة العربية المطبعة والعميلة مع كيان العدو الصهيوني.
وعبّروا عن تأييدهم المطلق لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” في نصرة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.
وأكد بيان صادر عن الوقفة، التي شارك فيها مدير الشؤون المالية والإدارية في فرع الجامعة، أحمد المنتصر، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات، أن موقف الشعب اليمني المساند لفلسطين نابع من استشعاره بالمسؤولية والالتزام الديني والأخلاقي والإنساني، والتأكيد على الارتباط بالهوية الإيمانية من أجل الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني.
واعتبر البيان العدوان الأمريكي البريطاني على الشعب اليمني خرقا للسيادة اليمنية، ومخالفا للقوانين الدولية واستهدافا لكل فئات وأطياف الشعب اليمني .. داعيا شعوب الأمة العربية والإسلامية لاتخاذ موقف إنساني وأخلاقي مساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: نائب وزیر التعلیم العالی الهویة الإیمانیة الشعب الفلسطینی فرع الجامعة
إقرأ أيضاً:
صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
اكتشفت على أرضها آثار عمرها سبعة آلاف سنة، وملامح مدينة عمرها أربعة آلاف سنة من بداية العهد الكنعاني، تمتد على مساحة ثمانين دونما.
صفورية قرية فلسطينية مُهّجَّرة، تقع شمال غرب مدينة الناصرة، وتتميز بموقعها المتوسط بين مدينتي حيفا والناصرة، وتتوسطُ عديد القرى والمدن ومنها: كفر مندا، رمانة، كفر كنا، المشهد، مدينة الناصرة، الرينة، عيلوط، غزالين، وخربة زرير.
وتشكل المنطقة المحيطة بصفورية مدخلا إلى الجليل الأسفل مما أكسبها لفترة زمنية طويلة أكبر وأهم قرية في منطقة الجليل، ومنحها موقعها هذا ميزة إستراتيجية عبر العصور.
قرية صفورية في أربعينيات القرن الماضي
تقدر مساحتها المبنية بنحو 102 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة نحو 55378 دونم. وبلغ عدد سكان صفورية عام 1945 نحو 4330 جميعهم من العرب المسلمين .
وتميزت صفورية بتربتها الخصبة ومناخها المتوسطي المعتدل صيفا والبارد شتاء، إضافة إلى مساحة أراضيها الواسعة، ما جعل النشاط الاقتصادي متركزا على الزراعة، حيث عمل معظم الأهالي بالزراعة، وفي تربية قطعان الأغنام والماعز. ومن أهم المحاصيل الزراعية في القرية الزيتون، إضافة إلى كروم العنب وأشجار التين والتوت، والمحاصيلِ الموسمية كالقمح والشعير والعدس، وبعض الخضروات الأخرى.
وقد يعود سبب تسميتها إلى الاشتقاق من الكلمة السريانية "صفرة" أي "عصفور"، وربما كانت تلك إشارة إلى التل الذي تحط عليه كالطائر.
ويصعب تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لتأسيس القرية غير أن غالبية الأبنية والموجودات الأثرية تدل على وجود مبان وأدوات تعود إلى العصرين البرونزي والعربي الكنعاني، إضافة إلى الأبنية التي لا تزال أجزاء منها قائمةً حتى اليوم كالقلعة والمسرح الروماني، ونبع مياهه "القسطل"، ولوحات فسيفسائية أبرزها لوحة موناليزا الجليل، إضافة إلى دير القديسة حنة.
فتح المسلمون صفورية في عام 634 للميلاد، في أوائل أيام الفتح الإسلامي. ولم تزل لها مكانة بارزة في التاريخ اللاحق. وأطلق عليها الصليبيون الذين بنوا قلعة فيها "لو سيفوري"، وانتزعها صلاح الدين الأيوبي من أيديهم بعد معركة حطين في عام 1187. وقد أتى إلى ذكر صفورية عدد من الجغرافيين العرب والمسلمين، منهم البلاذري، وياقوت الحموي، وابن العماد الحنبلي .
في سنة 1745 شيد ظاهر العمر الزيداني حاكم فلسطين الشمالية، قلعة ذروة التل، الذي يعلو عن صفورية، وفي سنة 1880 بنيت كنيسة القديسة حنا في القرية على أنقاض كنيسة قديمة تعود إلى أواخر القرن السادس للميلاد، وفي بعض الروايات أن مكان الكنيسة كان منزلا لآل عمران والد السيدة مريم العذراء.
احتلت صفورية في تموز/يوليو عام 1948 تمهيدا للهجوم على مدينة الناصرة في سياق عملية "ديكل". وتشدد الروايات الإسرائيلية المتعلقة باحتلال صفورية على شهرتها بمقاومة القوات الصهيونية.
ويروي أهل القرية بأن ثلاث طائرات إسرائيلية قصفت القرية وألقت براميل مشحونة بالمتفجرات، فهرب أهل القرية إلى أماكن أمنة، وصمد المجاهدون وقاتلوا دفاعا عن بلدهم، ولأن المقاومة كانت شديدة قامت القوات الإسرائيلية بطرد أهل القرية وتسوية مبانيها بالأرض.
وكان احتلال صفورية على يد كتيبة مدرعة من "لواء شيفع" وكتيبتي مشاة من "لواء كرميلي" التي قصفت القرية بالطائرات التي أدت إلى قتل عدد من المواطنين وجرح أعداد أخرى.
لم يبق من القرية اليوم إلا بضعة منازل، أما باقي الموقعِ فتغطيه غابة صنوبر، ولا تزال قلعة ظاهر العمر ماثلة على قمة التل، إضافة إلى كنيسة للروم الأرثوذكس، وعلى الطريق الجنوبية المفضية إلى القرية، ثمة كنيس لليهود كان مقاما للمسلمين فيما مضى، وأنشأَ الصهاينة على أرضها مستعمرتي "تسيبوري" و"هسوليليم" في عام 1949، وفي زمن أحدث أُنشئت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية: "ألون هغليل" عام 1980، "هوشعيا" عام 1981، و"حنتون" عام 1984.
بعد أن هجر أهالي صفورية عن قريتهم، اتجه بعضهم إلى لبنان وسوريا، في حين بقي آخرون داخل فلسطين، حيث يعيش اليوم في فلسطين ما بين 16 إلى 18 ألف نسم أصولهم من صفوريةَ، في حي مجاور لقريتهم في مدينة الناصرة، ويحمل الحي اسم، "الصفافرة"، ويقدر عدد أهالي صفورية في الشات بنحو 40 ألفا.
منظر عام لأراضي القرية وتظهر مدينة الناصرة في الخلف 2003.
لقد كان سر ازدهار صفورية عبر العصور يكمن في وفرة ينابيعها وآبارها إلى جانب الرزاعة والمراعي وتوفر مساحات الصيد، وهذا السر دفن معها بعد احتلالها في نكبة فلسطين وتشريد سكانها وإغراقها بالمستوطنات.
المصادر:
ـ محمد أمين صفوري، "صفورية تاريخ وتراث وحضارة"، ج1، مكتب النورس للنشر، الناصرة، 2000.
ـ مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين"، الجزء السابع، القسم الثاني "في ديار الجليل"، 1991، دار الهدى.
ـ وديع عواودة، "صفورية زاخرة بآثار من كل العصور"، الجزيرة نت، 21/8/2012.
ـ زهير دوله، "صفورية..مدينة الفسيفساء والينابيع"، الإمارات اليوم، 26/8/2016.
ـ الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.