بوابة الوفد:
2024-10-02@04:53:59 GMT

يوم الحساب.. وجع مصر القاتل

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

أتدرى ما الذى ينقصك وينقصنى  وينقص مصر كلها؟.. ينقصنا الحساب، وهذا الذى ينقصنا هو وجع مصر القاتل.
لا أقصد بالحساب الجمع والضرب والطرح والقسمة، فقديمًا كان يطلق على هذه العمليات
«الحساب» قبل أن تتطور التسمية وتصير "الرياضيات".
والحساب الذى أقصده  هو إثابة المجتهد ومعاقبة المخطئ والمتكاسل ومن لا يؤدى دوره بالشكل المطلوب.

.
ولو فعلنا ذلك مع كل مسئول فى مصر، وتم محاسبة الجميع  بدءًا من أكبر مسئول حتى أحدث موظف فى أصغر وحدة محلية.. لو حدث ذلك سيتغير حالنا للأفصل فى وقت قياسي  وبسرعة مذهلة.
 فالحساب هو كلمة السر فى العدل والعدالة والنهضة والتنمية والسعادة أيضًا، فعندما يعاقَب المخطئ ويثاب المجتهد، ستقل الأخطاء شيئا فشيئا حتى تكاد تختفى وسيجتهد الجميع  أملًا فى الإثابة، وعندها سيصبح المجتمع مثل الساعة السويسري: شديد الانضباط.
ولا أتصور نفسى متجاوزًا إذا قلت إن الحساب هو أساس عمارة  الكون، وهو أحد الحِكم الإلهية السامية العظيمة، فالله سبحانه وتعالى، القوى القادر العليم العلى الكبير الرحمن الرحيم يحاسب خلقه، لا يحاسبهم فقط على ما فعلوه، وإنما يحاسبهم أيضا على ما لم يفعلوه، يحاسبهم على نواياهم، فهو سبحانه علّام الغيوب، عليم بما تخفى الصدور، وثواب الله  عظيم للمحسنين وأليم للمخطئين الخطائين.
وفى دنيا البشر لا نملك إلا المحاسبة على الأفعال، وبالتالى على كل موظف عام أن يخضع للحساب والمساءلة، ولا أقول الحساب يومًا بيوم، ولا أسبوعًا بأسبوع، ولكن على الأقل يكون الحساب شهرًا بشهر، ومهمة بمهمة، فيحاسب الموظف عن أدائه الشهرى، وكذلك رؤساؤه ورؤساؤهم حتى  نصل إلى أكبر مسئول، ومن يحسن منهم عمله يُكافَأ، ومن يخطئ أو يتكاسل يعاقَب على قدر خطئه، ولو فعلنا ذلك لاستقامت كل الأمور.
والمفروض أن عملية الحساب تلك هى مسئولية البرلمان المنتخب من الشعب، ويعاونه فيها كل الأجهزة الرقابية فى مصر، فإذا لم يقم البرلمان بهذا الدور، فعلى الشعب أن يحاسبه وينزع منه الثقة ويختار غيره ليقوم بتلك العملية المصيرية والتى تفرق بين مجتمع يريد أن ينهض، ومجتمع عايش «سبهللة وهمبكة» وشعاره: «الحساب يوم الحساب!».
الكثيرون يتحدثون -حاليًا- عن ضرورة محاسبة اتحاد الكرة على خيبة منتخب كرة القدم، وهذا أمر مطلوب وبشدة، إذ يجب محاسبة من تعاقد مع فيتوريا- المدير الفنى للمنتخب، دون غيره بمبلغ كبير، ومن سمح له بأن يحصل على شرط جزائى يعادل 600 ألف دولار فى حالة فسخ عقده، ويجب أن تُسأل الأجهزة الرقابية عن  صمتها إزاء هذا الأمر الغريب، وأن تُسأل أيضا وزارة الشباب والرياضة وأجهزتها ويُسأل الوزير نفسه. 
كما يجب أيضا محاسبة «فيتوريا»  نفسه وجهازه المعاون واللاعبين، فكما أن هناك مكافآت فوز لا بد أن  تكون هناك عقوبات هزيمة. 
ومثل تلك المحاسبة يجب أن تتم لكل مسئول فى مصر، من أحدث موظف إلى أكبر مسئول- كما قلت.
المناصب يا سادة ليست وجاهة اجتماعية، وملابس مستوردة و"كرافتات شيك" ومكاتب فخمة ورواتب ضخمة وسكرتارية حسنة المظهر و"هَيْلَمان" ومواكب.. المنصب مسئولية، ومَنْ لا يتحمل مسئولية منصبه يجب محاسبته ويرحل فورًا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يوم الحساب كلمات مصر الرياضيات العدل والعدالة

إقرأ أيضاً:

وطنك لا يخذلك

قبل أن يغادر الأطالسة منطقتنا إلى مواجهات أكثر أهمية بالنسبة لهم، فى شرق أوروبا حيث روسيا وجنوب شرق آسيا حيث الصين وكوريا الشمالية، ها هم يدعمون إسرائيل بقوة من أجل إحداث تغييرات استراتيجية عميقة، تبقى لإسرائيل وجودها، وتمنحها ليست القدرة فقط وإنما الهيمنة.
اختفى إسماعيل هنية، واختفى حسن نصر الله، واختفت معهما قيادات وكوادر سياسية وعسكرية، وقبلهما اختفت دول وجيوش عربية، كانت تضع المواجهة مع إسرائيل عنوانا أبديا لها.
تصر إسرائيل على شرق أوسط جديد، وكانت تتوهم خلو الساحة من القوى العربية والإسلامية التقليدية، وهى مصر وسوريا والسعودية والعراق وإيران، وقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والقوى الداعمة لها والممولة أيضا.
ونجحت إسرائيل عبر الأطالسة، فى هدم العراق جيشا ودولة، وقوضته وأزكت فيه نار الطائفية. كما نجحت فى تقويض أركان سوريا سياسيا وعسكريا، وأصبحت سيادتها منتهكة يوميا.
ولا تكشف الهجمات المميتة على حزب الله فى لبنان، خللا أمنيا فحسب، وإنما تكشف خللا بنويا وتحديا وجوديا للحزب، الذى حصد نتائج تدخلاته فى الأزمة السورية الداخلية تارة، وتبعيته الهيكلية والسياسية لإيران.
ولا يمكن استدعاء البعد المذهبى وإلقاء التبعية على فصيل وحده دون الآخر.. فكما ظهرت ميليشيات شيعية، كانت هناك ميليشيات سنية استخدمت لهدم الدول السنية نفسها، وأكبرها كان تنظيم «داعش» الإرهابى الذى لم يوجه رصاصة واحدة نحو إسرائيل، وراح يحارب بالوكالة عنها. 
وتبقى مصر ثابتة فى محيطها الإقليمي، هى والجارة الشقيقة السعودية، التى تعرضت هى الأخرى قبل سنوات لابتزاز أمريكى غربى، كان هدفه نهب خيراتها.
وعندما وقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمسك بخريطتين ادعى أن إحداهما هى خريطة الخير والأخرى خريطة الشر، أظنه كان يسعى مجددا كما سعى دوما لوضع القوى السنية فى المنطقة فى مواجهة القوى الشيعية، واستدعاء البعد الطائفى فى معركته الشخصية مع إيران.
لكن قادة المنطقة أذكى من ذلك، خصوصا أن رجع الأنين من الغطرسة الإسرائيلية لا يزال يسمع فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والعراق.
تبقى كلمة وهى التمسك بالأوطان، والتماسك فى مواجهة القوى الاستعمارية.
فهذة القوى قد تأتى على ظهر بارجة حربية أو حاملة طائرات، وقد تأتى عبر أموال ضخمة تشترى السياسيين والمثقفين والإعلاميين، وقد تأتى عبر جهات مدنية أو قنوات فضائية تشتت الأفكار، وتؤلب المجتمعات على نفسها.
وأضم صوتى إلى صوت فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق فى بيانه الذى طالب فيه بالالتفاف حول الرئيس ومؤسسات الدولة فى هذة الفترة الحرجة، وحسن الولاء للوطن.. فوطنك لا يخذلك.

مقالات مشابهة

  • القلب الأبيض خطر.. جمال شعبان: القلب هو القاتل الأول للإنسان
  • مسئول أمريكي يكشف سيناريوهات هجوم إيران على إسرائيل
  • إصدار منشور لإعداد الحساب الختامي للدولة للسّنة المالية 2024
  • كهرباء الشارقة تضيف قناة جديدة لرد باقي التأمين من خلال الأنصاري للصرافة
  • وطنك لا يخذلك
  • هدف بلعمري القاتل.. الرجاء يفوز على أولمبيك آسفي
  • "ديربي مدريد".. شغب وتوقف وتعادل في الوقت القاتل
  • الكيان اغتال “هنية السني” و “نصر الله الشيعي” .. متى يتوحد الفريقان أمام القاتل؟
  • نقابة المحامين تدين اغتيال حسن نصرالله: لابد من محاسبة عصابات الكيان الصهيوني
  • تحذير من أعراض فيروس ماربورغ القاتل بعد ارتفاع الوفيات في رواندا