بوابة الوفد:
2025-03-10@22:30:17 GMT

الإصلاح الرياضى

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

مشكلتنا مع كرة القدم، أندية ومنتخبات ولاعبين وجمهورا وإعلاما رياضيا، أننا نتعامل مع اللعبة كنافذة للتسلية، والغريب أننا جميعا ننتظر من وراء سذاجة فكرة التسلية أن نحقق انتصارات تاريخية ونسطر أمجادا نتفوق بها على الآخرين. المنظومة برمتها مثيرة للشفقة حين نشارك فى بطولات، ونتصور أن أعيننا على اللقب الأول رغم أننا «شبعنا نوم» قبل البطولة ولم نستيقظ إلا ليلة الافتتاح.


مشكلتنا أننا ما زلنا نصدق أمنياتنا الساذجة بأن مستقبل كرة القدم معلق بأقدام أجيال من اللاعبين، رغم أن الحقيقة التى من السهل أن نعرفها أن لعبة كرة القدم فى الدول التى تنافس باستمرار على البطولات القارية والعالمية تولد وتكبر داخل مصانع الأفكار، وبمنتهى الحزم والجدية ترسم خرائط على أعلى مستوى لتحديد موقع هذه الدولة أو تلك بين المتنافسين فى اللعبة.
خروجنا المبكر من البطولة الإفريقية الحالية، لا يعنى إلا حقيقة واحدة تؤكد أن من يستمر فى المشوار هو الأحق، ومن تعود على الخروج إلى الظل هو من يكرر نفس تجارب الفشل السابقة، وينتظر فى كل مرة نتائج مختلفة.
حكاية كرة القدم فى مصر ليست حكاية مدربين، ولا حتى لاعبين.. الحكاية ببساطة أن المسابقات المحلية (الدورى الممتاز والكأس ودورى الدرجة الأولى)  كلها مسابقات تعيسة، يتحكم بنغمتها وإيقاعها خليط من سماسرة الإدارة والإعلام والبيزنس.. مسابقاتنا المحلية أبعد ما تكون عن التخطيط السليم، والجدية التى تؤخذ بها الأمور، وأبعد ما تكون عن نزاهة المقاصد. الأموال الكثيرة التى تدار داخل لعبة كرة القدم فى مصر لا تصنع بطولة ولا أبطالا، لأنها ببساطة لا تنفق على مستقبل اللعبة، ولكنها تنفق داخل بورصة خاصة جدا مغلقة على عدد محدود من المضاربين بالأوطان ومشاعر الناس.
قبل أن نفكر بجلب مدربين أجانب أو الاعتماد على وطنيين، نحتاج  لتطهير «البيت الكروي» من كل السماسرة والمضاربين، وورثة الفشل الذين يتصدرون كل الساحات والشاشات ببجاحة يحسدون عليها.. البداية الصحيحة أن نتعامل مع لعبة كرة القدم على أنها صناعة تحتاج لاستثمار نزيه، يقوم عليه خبراء حقيقيون وليس قطاع طرق.. وعلى فكرة لو تم الإصلاح الرياضى الحقيقي، سنفاجأ أن أسهل مهمة هى أن يكون لدينا أجيال من اللاعبين الموهوبين بجد.. أنا شخصيا أعتقد أن اللاعبين الحاليين رغم انتفاعهم من «بورصجية» اللعبة، ولكنهم ضحايا حالة انهيار رياضى.
الخروج المهين من البطولات القارية والعالمية يجب أن تكون كل أطرافه موضع محاسبة، وإلا نعدكم بانتظار خروج كبير من بطولات صغيرة قريبا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح كرة القدم المنظومة کرة القدم

إقرأ أيضاً:

أسرار نتعلمها من شهر الصيام

نفحات رمضانية
أسرار نتعلمها من شهر الصيام
إن المتأمل في أسرار الصيام يجد فيه الكثير من الحكمة، والإفطار بعد ساعات من الإقلاع عن الأكل والشرب يعلمنا أشياء كثيرة منها:

- أننا نشتهي الأشياء أكثر من حاجتنا إليها
إن رمضان هو تجسيد حقيقي لخيبة شهواتنا الكبيرة، فحين تأتي لحظة الإفطار نجد أننا رغم عطشنا وجوعنا الكبير، نحن غير قادرين على أكل أكثر مما تتسع له بطوننا من كل تلك الأطباق المتنوعة التي ظللنا طوال النهار نتعذب بشم روائحها، فالجائع يشبع بقطعة خبز كما يشبع أيضا بطبق من الحم الخروف، والعطشان يرتوي بكأس ماء، كما يرتوي بأطيب العصائر الطازجة، والأمر ينطبق على كل الشهوات الأخرى، على فخامة البيت الذي تقطن فيه، سعر الثياب، نوع السيارة، نحن نشتهي دوما ما يفوق احتياجنا، ونزهد بما في أيدينا، ونكفر بالنعم، في حين أننا قادرون دوما على الاكتفاء بالقليل، فما الداعي لأن نضيع حياتنا حسرات على أمور لو لم تتيسر لنا في الدنيا لما نقصنا في الحقيقة شيء،وكل المتع الحياتية متع منقوصة، براقة في بداياتها، باهتة بعد برهة من امتلاكها.

– يعلمنا أن الوقت الذي نضيعه في اشتهاء المتع الدنيوية أكثر من الذي نقضيه في التمتع بها حين نملكها
فنحن لن نستطيع أن نطيل زمن استمتاعنا أكثر من تلك البرهة الزمنية الصغيرة التي تقع بين اللقمة الأولى ولحظة الشبع، والرشفة الأولى من الكأس ولحظة الارتواء، رغم أننا أمضينا النهار الطويل ننتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر، وكذلك زمن الحسرات المديد على أي لذة غير ممكنة، على السيارة المشتهاة، والوظيفة المشتهاة، والرحلة السياحية المشتهاة، إنه أطول بكثير من زمن المتعة التي سنعيشها عندما ستتحقق هذه الأمنيات، إنها باختصار تجارة خاسرة، نبذل فيها الكثير من أعمارنا من أجل هنيهات من التلذذ.

– يعلمنا رمضان أن اشتهاءنا لملذات الدنيا أكبر من حقيقة الملذات نفسها حين بلوغها
إن كل ما نشتهيه بشدة ونذيب صدورنا حسرة عليه، يترك في واقع الحال خيبة أمل كبيرة عندما نملكه، لا ينطبق الأمر على الارتواء بعد عطش، وعلى الشبع بعد جوع، بل ينطبق على كل ما نشتهيه من الملذات الدنيوية مهما كانت، إن تخيلنا للمتعة وتلهفنا عليها هو أكبر من حقيقتها المليئة في الواقع بالنواقص والمنغصات.
كما أننا حين تحضر هذه المتع، لن نستطيع بأن نشعر بأكثر مما تسمح به أجسادنا، تلك التي صُممت للشعور بدرجة محدودة من اللذة في كل شيء، في الأكل، في الشرب، في الامتلاك..إلخ، هناك دوما عتبة من الشعور لا نستطيع تخطيها، لذا فإن بعد كل اشتهاء خيبة أكبر منه بأضعاف، وشعور بالفراغ، وبالحاجة إليه من جديد، وهكذا فإن الإنسان لا يكتفي من شيء في هذه الحياة، وفي سبيل الوصول لمتع جديدة فإنه يبطش ويعتدي ويسرق ويتجبر، دون أن يشعر أبدا بالرضا والارتواء، لأنه باختصار يلاحق سرابا.. “وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”.

– علمنا أنه ثمة فردوس يتحقق فيه الإشباع المنشود بلا حدود
إن كل المتع في هذه الحياة متع منقوصة، لأن كل ما هو دنيوي من المتع واللذات، له ما يقهره ويفنيه، من الوقتِ والتعودِ ومحدودية قدرة الجسد على الاستمتاع، لذا فإن العاقل هو من يدرك أنه لا مغزى من الطمع في هذه الحياة، وأن الاشتهاء الحقيقي لابد أن يكون للفوز بجنة الرحمان، التي فيها ما لا يخطر على بال بشر.

مقالات مشابهة

  • اللعبة بدأت.. تعليق مي عمر على تطور أحداث مسلسلها إش إش
  • أداة ذكاء اصطناعي خارقة تساعد الأندية على إيجاد أنسب اللاعبين
  • بالصور.. المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة يختتم تربصه التحضيري
  • أسرار نتعلمها من شهر الصيام
  • لن تستند للجزء الأول.. تفاصيل جديدة عن لعبة "Death Stranding 2"
  • متاجر بلايستيشن وإكسبوكس تعيد أموال اللاعبين وتعويضات إضافية من NetEase
  • بتر في اليد والقدم.. التحريات تكشف مأساة عامل قبل الإفطار بالجيزة
  • جامعة المنوفية في صدارة المجموعة الثانية في لعبة خماسي كرة القدم طلبة ببطولة الشهيد الرفاعي
  • صاروخ كهربائي وماسورة حديدية.. كواليس إصابة عامل بالجيزة
  • صيام اللاعبين في رمضان.. موقفان متناقضان من إنجلترا وفرنسا