بوابة الوفد:
2024-09-19@20:59:04 GMT

حكاية فيلم أمريكى!

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

التقيت مؤخرًا بمهندس أمريكى يعمل بين دول الخليج، عمره ما بين المرحلة التى تجاوزت الشباب وعلى أبواب الخروج على المعاش ومع ذلك لا يزال عليه -حسب كلامه- أن يعمل سنوات قادمة حتى يستطيع استكمال أقساط منزله وأشياء أخرى، وقال بكل فخر وفرح.. وأسى أيضًا إنه فوجئ بابنه فى إجازته الأخيرة لأسرته يعرض عليه اختيار لون السيارة التى يحلم بها طوال عمره.

. لشرائها له فورًا عدًا ونقدًا!
وكان يتساءل هل أنا من عليه تحقيق أحلام ابنى أم ابنى يحقق أحلامي؟!.. والحكاية أن ابنه عندما دخل المدرسة الابتدائية شارك مثله مثل كل التلاميذ فى حصص التربية الرياضية وكانت اللعبة الرئيسية هى كرة القدم الأمريكية حيث يتعلمون قواعدها وأساسياتها بمدرسين متخصصين.. ومع الوقت والتصفيات يتم تكوين فريق المدرسة من التلاميذ الموهوبين والمميزين فى هذه اللعبة!
ويدخل هذا الفريق فى مباريات ومنافسات خلال سنوات الدراسة مع فرق المدارس الأخرى ثم مع فرق المدينة ثم الولاية.. إلى أن يصلوا للمرحلة الثانوية وهنا يكون بالولاية الواحدة عدد كبير من الفرق وكل مدرسة تحاول استقطاب مدربين محترفين فى اللعبة ولا تعتمد فقط على مدرسى التربية الرياضية والمد والثنى واجرِ فى مكانك.. أتذكر مدرس التربية الرياضية فى مدرستى الثانوية كان لا يأتى فى حصص الرياضة فيضطر الناظر لأن يجمعنا فى ركن بحوش المدرسة حتى تنتهى الحصة أو تأخذنا أبلة عفاف لنجلس فى الفصل وهى تصنع بلوفر تريكو لابنها.. الغريب أن مدرس الرياضة لا يأتى إلا آخر النهار بعد انتهاء المدرسة ليلعب معنا الكرة.. وبالطبع نتأخر فى اللعب ولا نذاكر ولا نعمل الواجب المدرسي!
واستكمل المهندس الأمريكى كلامه قائلا إنه فى المرحلة الثانوية يأتى وكلاء الفرق الكبيرة ووكلاء اللاعبين وممثلون عن الجامعات لمحاولة استقطاب وخطف اللاعبين الموهوبين والمتميزين من الفرق المدرسية ويعرضون عليهم فرص اللعب فى فرق المحترفين أو منحاً دراسية مجانية فى الجامعات مقابل اللعب فى فرقها.. ولأن ابن صديقنا الأمريكى يلعب فى فريق إحدى الجامعات فقد عرض عليه أحد الوكلاء الاحتراف فى دورى المحترفين بعقد قيمته مئات الآلاف من الدولارات.. ومنها سيشترى لوالده سيارة أحلامه. وهذه حكاية حياة أمريكية شاهدناها فى عشرات الأفلام الأمريكية!
ولما سألته: هل ذلك يتم فى الرياضة فقط؟ قال: يتم فى كل مجالات العلوم والاختراعات وفى فنون الكتابة والمسرح والسينما والغناء.. لكل شيء فريق ومنافسات بين المدارس.. ولا شيء بالصدفة ولا بالحظ ولكن بالمتابعة والرصد والاختيار والفرز.. بالطبع هناك استثناءات ولكن هذه هى القاعدة العامة لصناعة أجيال مبدعة فى كل المجالات.. ولذلك أمريكا أكبر أمة للمبدعين فى العلم والأدب والفن.. والموضوع لا يقتصر على الفلوس والمكسب والخسارة.. فالمدارس تتعامل معها من البداية بأنها مهمة ومسئولية وطنية.. لأن الأمم تضيع عندما يضيع شبابها الموهوب والمتميز فى الشوارع بلا فائدة!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دول الخليج لون السيارة المدرسة الابتدائية فريق المدرسة

إقرأ أيضاً:

حكاية رجل يحارب آثار زلزال المغرب بفناجين القهوة

تيبيضرت- عندما تقضي اليوم كله متجولا بين دواوير مشتتة هناك بجبال الأطلس الشاهقة، وتقفل راجعا عبر تلك الطريق الجبلية الضيقة الطويلة، تصادفك على مقربة من بلدة تحناوت (جنوبي مراكش) عربة صغيرة وسط فسحة تضم أشجار أوكاليبتوس باسقة، فيغريك ظلها وهواؤها الجبلي البارد المنعش بالتوقف للفوز بفنجان قهوة، وتنسّم عبق رياح باردة تغمر المكان.

وإن استطعت مقاومة نداء الكافيين، فبمجرد ما ترى عبوات الماء الباردة مرصوصة بالقرب من العربة ترفع راية الاستسلام، وتتوقف لتروي عطشك الذي يكون قد بلغ منك مداه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هنا إقليم الحوز المغربي.. هل تصدقون أن عاما مر على زلزال القرن؟list 2 of 2“الحوز خيمتنا.. الحوز نجمتنا”.. نريد بيتا يعيد لنا دفئا فقدناهend of list

يستقبلك الرجل الستيني إدريس، صاحب العربة/المقهى ذو الشنب الكث بابتسامة عريضة، ويقدم لك كوب قهوة ورقيا بيد تظهر آثار أعمال شاقة خبرت دروب البناء والفلاحة، داعيا لك بأن ترافقك السلامة في رحلتك.

قهوة السفر

فقد اعتاد إدريس على هذا النوع من الزبناء من مستخدمي الطريق الذين يتوقفون لابتياع فنجان قهوة وقنينة ماء، ثم ما يلبثون أن ينطلقوا مباشرة باتجاه المدن التي ينوون الذهاب إليها، وجلّهم يحتفظ بعلاقة طيبة مع هذا البائع الظريف الذي بدأ مشروعه في أبريل/نيسان الماضي فقط بحثا عن رزق بدلا من ذلك الذي دمره الزلزال.

العربة توجد بفسحة إلى جانب الطريق على بعد كيلومترات قليلة من بلدة تحناوت، تقابلها جبال صغيرة، وخلفها مباشرة تقع منازل وأراض فلاحية إلى جانب وادي غيغاية الذي يثير غضبُه مخاوف القرويين في الأيام المطيرة تحديدا.

يخبرنا إدريس بدارجة مغربية خفيفة تغلب عليها اللكنة الأمازيغية أن كلمة السر في هذه العلاقة الطيبة مع سائقي الطريق هي الأمن والأمان وجودة الخدمة المقدمة.

ويضيف أن المنطقة يغمرها الأمان ليلا ونهارا، وهو شعور لا يمكن إلا أن تعيشه مع القرويين في كل منطقة الحوز بدواويرها المختلفة، حتى ليخيل إليك أنه لا توجد مشاكل جنائية بمثل هذه الأماكن.

إدريس صاحب العربة المتنقلة لبيع القهوة لمستخدمي الطريق بتيبيضرت (الجزيرة) ليس مقهى فقط

ولذلك، يفضل بعض الزبناء عدم الاكتفاء بفنجان قهوة، ويقررون مرافقة إدريس -أو أي من جيرانه- في جولة خفيفة بحدائق غنّاء قريبة تضم أشجارا مثمرة في مقدمتها أشجار الزيتون، ومغروسات ينعش منظرها القلوب والأبصار.

ومنذ عقود طويلة، يستغل القرويون بمثل هذه الدواوير، أي مساحة فارغة إلى جانب الوادي لزراعة أشجار مثمرة ومغروسات معيشية يبيعونها إما للسياح أو في الأسواق الشعبية القريبة، للاستعانة بها على مصاريف حياتهم اليومية.

وباتت الحاجة إلى مثل هذه الأنشطة التجارية البسيطة أكبر بعد زلزال العام الماضي الذي قضى على منازل القرويين وثروتهم الحيوانية، كما أثر سلبا بشكل كبير على التجارة البسيطة التي كانت مصدر رزق للكثيرين منهم.

وعند حديثنا إلى إدريس، التف حولنا بعض أصدقائه ومعارفه من أبناء الدواوير القريبة، وأكدوا لنا أن الأوضاع بعد الزلزال ليست على ما يرام، وأن القرويين يكافحون لأجل النهوض من تحت ركام الآثار السلبية للزلزال المدمر.

بعد الانتهاء من أشغالهم يلتف أبناء الدوار حول عربة سي إدريس لتجاذب أطراف الحديث (الجزيرة) إنها البركة

وعربة إدريس لبيع القهوة والماء البارد، هي متنفس تجاري بسيط هدفه تحقيق بعض الربح في انتظار عودة المياه إلى مجاريها التي ألفها القرويون قبل الثامن من سبتمبر/أيلول 2023.

وعندما تسأل صاحب هذا المقهى المتنقل عن مدى نجاح مشروعه الصغير يجيبك ضاحكا "إنها البركة، بالبركة يسير هذا المشروع البسيط، وببركته نواجه مصاعب الحياة".

وإذا كان الأمن والأمان من العوامل التي تساعد على جلب الزبناء وتحقيق تلك "البركة" فإن حرص إدريس على نظافة آلة صنع القهوة، والعربة نفسها، يشجع من يمرون بهذه الطريق على التوقف للفوز بفنجان قهوة نظيف.

ويشدد إدريس في حديثه إلينا على أن الجودة في تقديم الخدمة هي أمر لا تهاون بشأنه بالنسبة له، حتى إنه ليحرص على متابعة كل التفاصيل المرتبطة بها بنفسه.

إدريس حريص على تقديم خدمة نظيفة ذات جودة عالية لزبنائه (الجزيرة) أحاديث.. أحاديث

ويتابع أنه برغم الظروف الصعبة، لا يستخدم نوعا عاديا من القهوة، وهو ما قد يتشجع على استخدامه آخرون بالنظر إلى أن الزبناء هم من مستخدمي الطريق، وغير مقيمين ولا يكادون يتوقفون إلا لأخذ فنجان القهوة الورقي ثم مواصلة السفر.

ويؤكد لنا أنه اتفق مع شركة متخصصة توزع أنواعا من القهوة ذات جودة عالية على المقاهي بالقرى والبلدات المجاورة، على التوقف عنده، وإعطائه نصيبه من تلك القهوة التي يقدمها للزبناء وفق شروط النظافة المطلوبة.

وكلما تشعب حديثنا مع سي إدريس وطال، ينضم إلى جلستنا ضيف جديد من أبناء الدوار، إذ بمجرد ما ينتهون من أعمالهم اليومية، يصعدون إلى فسحة "مقهى" سي إدريس، ليس فقط لارتشاف فنجان قهوة لذيذ، بل لتبادل أطراف الحديث في مواضيع مختلفة تهمهم في هذه المناطق النائية بجبال الأطلس.

ففي مثل هذه المناطق الجبلية البعيدة، تعد مثل هذه "المقاهي" أو "الحوانيت" المتواضعة البسيطة مكانا لتجمع شباب الدواوير وشِيبهم لتبادل الأخبار والأحاديث بشأن كل المواضيع التي لها علاقة بحياتهم اليومية، حتى إنك إن أردت "اقتناص" أحد أبناء الدوار في مثل هذه "الحوانيت" "تصطَد".

غوغل يضع مقهى إدريس على خرائطه برغم أنها مجرد عربة متنقلة لبيع القهوة غوغل يعترف

ومع هذه الرفقة الطيبة، تنسى تعب اليوم كله، وتغرق في أحاديث الأرض والفلاحة وطرائف الجار الفلاني، والزائر العلاني، ثم ما يلبث أن يمسك بيدك شيخ طيب ويصرّ على أن تذهب معه لتناول وجبة الغداء، ويغريك بأن الوليمة ستكون عبارة عن ديك بلدي أصيل.

لكن الوقت لا يرحم، ولابد من العودة إلى تحناوت. ويقف إدريس ومن معه مودعين ودعواتهم الطيبة تنزل بردا وسلاما على القلوب، وما يلبث أن يقول مبتسما "نتمنى أن ترجعوا لزيارتنا يوما ما، الخير قادم إن شاء الله".

تنطلق السيارة، والحديث لا يفتر عن طيبة وكرم تلك الرفقة التي تركناها خلفنا بـ"مقهى" إدريس، التي ويا للعجب وجدت لها مكانا على تطبيق خرائط غوغل، حيث تجدها رغم تزاحم مدن وبلدات المنطقة.

وإذا ما بحثت عنها ستجد غوغل يخبرك باسمها على الخريطة "مقهى إدريس"، لكن اعلم أنها مجرد عربة متنقلة، تضم فناجين قهوة ورقية وعبوات ماء باردة، مع رفقة طيبة ما تزال رائحة أخلاق الجبل تفوح منها زكية عطرة.

وأن تجد عربتك ضمن خرائط غوغل التي قد تتجاهل بلدات كاملة، فتلك مفاجأة جميلة، ربما هي البركة التي حدثنا عنها سي إدريس.

مقالات مشابهة

  • حكاية بطل.. «زكري» يتحدى الإعاقة بـ«البرونزية»
  • فريق طلاب جامعة أسيوط يصعد للتصفيات النهائية للمسابقة الدولية للبرمجة بكازاخستان
  • حكاية منشور أحمد فتوح.. محاميه يرد
  • أصوات خافتة في الحقول والمدارس: حكاية المرأة العراقية العاملة
  • وزير التربية والتعليم: «مفيش زر هندوس عليه يلغي الدروس الخصوصية»  
  • حكاية رجل يحارب آثار زلزال المغرب بفناجين القهوة
  • فلاته: الهلال فريق مصروف عليه .. فيديو
  • اللعب مع الأطفال صحي لكبار السن
  • وزير التربية والتعليم: أعمال السنة تلزم الطلاب بالانتظام في المدرسة
  • نائب وزير التربية يفتتح مدرسة مشاعل النور الاساسية للمكفوفين بمأرب