يوميات بائع كتب مغربي.. حكايات المفكرين وأسرار القراء
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
التقى بكبار المفكّرين والكتّاب المغاربة على مدى 3 عقود، تبادل معهم الآراء، ومع كل لقاء حدث لعبد المنعم الهراق حكاية بالمكتبة التي يعمل بها، "مكتبة الألفية الثالثة" بالعاصمة الرباط.
جمع الهراق (54 عاما) هذه الحكايات في كتاب أصدره حديثا بعنوان "يوميات بائع كتب ما بين 1990 و2023″، يحكي فيه عن يومياته مع المثقفين والقراء والناشرين.
وثّق حكايات ومواقف مع الكثير منهم، مثل الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، والمؤرخ عبد الوهاب بن منصور، والمفكر حسن أوريد، والروائي عبد الكريم الجويطي.
وكان للقراء نصيبهم من السرد، منهم المحامية والطبيبة والطفلة الكاتبة، بالإضافة إلى قصص مع وزراء لهم مؤلفات، لكلٍ حكاية أو طرفة أو موقف.
حكاية طه عبد الرحمنكثيرة هي المواقف التي بقيت راسخة في ذهن الهراق رغم مرور السنوات، فقبل عشرين سنة، حين كان في بداياته المهنية، دخل عليه المفكر المغربي الشهير طه عبد الرحمن إلى المكتبة التي يعمل بها.
ويروي القصة فيقول: "دخل المفكر طه عبد الرحمن إلى المكتبة، وسألني عن الجديد، فجمعت له بعض الإصدارات الجديدة وضمنها كتاب له، حيث كنت آنذاك لا أعرفه".
ويضيف: "تبسم طه ضاحكا، قبل أن يتدخّل مشرف المكتبة، عبد الرحمن شتور، وقال لي: أتدري مع من تتحدث؟ إنه الأستاذ طه عبد الرحمن بشحمه ولحمه".
ربّت عبد الرحمن على ظهر الهراق مع بعض الكلام الطيب، وهو الموقف الذي قال الهراق إنه لم ينسه "بسبب طيبة المفكر المغربي".
يلفت الهراق إلى أنه استفاد كثيرا من اللقاءات المباشرة مع الكتاب والعلماء، مثل عباس الجيراري (مستشار ملكي سابق ومفكر)، ونجاة المريني (كاتبة)، والفيلسوف طه عبد الرحمن.
ويشير إلى أنه في اتصال معهم يوميا حيث يوجهونه، ويقدمون له نصائح في التصنيف أحيانا، وفي طريقة التعامل مع الكتاب وكيفية تلخيص بعض الكتب التي يبيعها.
وربط الهراق علاقات قوية مع الكثير منهم حتى تمكن من دخول نادي الكتاب والمؤلفين عبر إصداره كتابه الثاني في يناير/ كانون الثاني الحالي والذي يضم قصص الكتاب، بعد كتابه الأول الصادر منذ سنوات، على حد قوله.
العروي وكيليطوحدث للهراق الكثير من الأحداث مع مؤلفين وروائيين وكتاب سواء بمكتبة "الألفية الثالثة"، أو مكتبة "منار العرفان" بنفس المدينة.
يحكي عبد المنعم، في كتابه عن الكاتب والمفكر المغربي عبد الله العروي، أنه يقضي ساعات طوال في المكتبة ولا يتكلم ولا يسأل أحدا.
ويذكر الهراق، بحسب كتابه، أن الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو، كان يدخل للمعرض الدولي للكتاب (بمدينة الدار البيضاء) مع الناس العاديين من خلال اقتناء تذكرته تواضعا منه.
ورغم المواقف الإيجابية التي وقعت للهراق، إلا أن الأمر لم يخل من مواقف أثرت عليه نفسيا بسبب تعامل بعض المثقفين بشكل سيء.
البداياتيوضح الهراق أن بدايته في ميدان الكتاب كانت عام 1990 بمكتبة "منار العرفان"، مبينا أنه تعلم أبجديات المهنة فيها والتقى كبار الكتّاب آنذاك، فضلا عن أساتذة جامعيين وباحثين.
ويعتبر أن تلك اللقاءات كانت بوادر أولى لحب مهنة "كتبي" (بائع كتب)، ويضيف أنه انتقل إلى مكتبة "الألفية الثالثة" عام 2007، ولا يزال يعمل بها حتى اليوم.
لم ينس عبد المنعم شكر من تتلمذ على أيديهم أبجديات المكتبة، مثل عبد المجيد وافر، المتخصص في تصنيف المخطوطات والحجريات، ومصطفى ناجي، وعبد الرحمن شتور (سبق أن عمل معهم بالمكتبات).
يتضح من خلال الحديث مع الهراق أنه ملم بشكل كبير بالكتب والمؤلفين، يعرف بسهولة الأسماء وتاريخ الصدور والاختلاف بين الكتب، وماذا ينقص المكتبات العربية والإسلامية، لذلك فكر في تأليف كتاب عن بائع الكتب.
ويقول إن كتابه كان الأول من نوعه بالعالمين العربي والإسلامي، اللذين لا يتضمنان كتابا عن حياة وتفاصيل بائع الكتب، وفق تعبيره.
ويلفت الهراق إلى وجود يوميات مهن أخرى وشخصيات متنوعة، في حين تغيب عن المكتبات يوميات بائع الكتب.
يكشف "الكتبي" المغربي أنه عندما تلقى كتابه الأول من المطبعة، انتابه إحساس جميل، وبكى من الفرح.
ويؤكد قائلا: "إحساس جميل جدا، وكأنه مولود جديد، وعندما ترى كتابك صدر، كأنك رزقت بمولود جديد".
وجعل توجه الأفراد لمنصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير، الهراق يتواصل مع القراء عبر صفحته، من خلال الإصدارات الجديدة، أو لقاءات تقديم الكتب.
يستمر الرجل بنشر بعض التدوينات على فيسبوك عن تجاربه، لأن الجيل الحالي مرتبط بالإنترنت، من أجل التواصل الدائم مع القراء، حيث يعرف الهراق أنواعهم.
أسرار القراءكتاب الهراق ملئ بقصص القراء وأسرارهم، فقد كان حلقة وصل مع مسنة كان تقتني كتب الأدعية والأذكار والمصاحف، وتوزعها على معارفها، وطلبت منه أن يقترح عليها كاتبا يكتب خواطرها وتجربتها، وهو ما تم.
كما يسرد الكتاب حكايات أخرى مماثلة، كان فيها الهراق حلقة وصل ما بين باحثين ومواطنين وبعض الكتاب.
ويذكر في كتابه أن طلب الكتب مرتبط بالأحداث العالمية، حيث ارتفعت وتيرة الإقبال على الكتب التي لها علاقة بفلسطين منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مثل مؤلفات المصري عبد الوهاب المسيري، والمغربي المقرئ أبو زيد الإدريسي ، والفرنسي روجي غاروي، والإسرائيلي إسرائيل شاحاك.
كتاب الهراق يشير إلى كتب ومراجع مهمة بمختلف المجالات، والأكثر مبيعا، فضلا عن أهم الروايات التي تناولت عدد من القضايا مثل القضية الفلسطينية.
الهراق، ابن مدينة تاونات شمال البلاد إلى جانب كونه بائع كتب، فهو قارئ وكاتب، سبق أن فاز بمسابقة ثقافية لمجلة الفيصل الكويتية مرتين، يساعد الطلاب والباحثين في البحث عن مراجع، ويعد شاهدا على عصر الثقافة بالمغرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طه عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
حكايات رمضان| أحمد السيد: أحب المشويات.. وهدف عبد الحفيظ في الترجي من أهم ذكرياتي
في شهر رمضان الكريم، يكون هناك عادات وتقاليد خاصة فيما يتعلق بالاستعداد لشهر الخير، فإن معظم نجوم الرياضة يعتمدون على هذه الطقوس والتقاليد في شهر القرآن.
بوابة «الأسبوع» حرصت على معرفة طقوس أبطالنا الرياضيين في مختلف الألعاب خلال الشهر المعظم.
اليوم يحكى كابتن أحمد السيد نجم النادى الأهلي ومنتخب مصر السابق، عن استعداداته وتفاصيل يومه خلال شهر رمضان الكريم.
1- تفاصيل يومك سواء قبل الإفطار أو بعده؟رمضان شهر الخير يجب على الإنسان أن يكثر فيه من فعل الخير… شهر رمضان شهر روحانيات بحرص على قراءة القرآن قبل الإفطار، وصلاة التروايح بعد الإفطار والجلوس مع الأسرة والأصدقاء حتى السحور وأداء صلاة الفجر والنوم.
2- هل تهتم بالأعمال الرمضانية أم لا؟طبعا بهتم زى كل الناس لو فى مسلسل أو برنامج ممكن يشدني وبتابعه مع أسرتي ولكن ممكن أتابع مسلسل واحد مش أكتر.
3- ما هي الأكلات التي تفضلها فى رمضان؟بحب المشويات بكل أنواعها عشان أحافظ على جسمي وبحاول على قد مقدر أبعد عن الحلويات أو أي حاجة ممكن تزود وزني.
4- ما المواقف التي لا تنسى ودائما فى ذاكرتك فى شهر رمضان؟ذهاب نهائي إفريقيا عام 2001 أمام صن داوانز واللعب واحنا صايمين الساعة 3 قبل الفطار، ومباراة كانت صعبة جدا جدا، وكانت تحت قيادة مستر مانويل جوزيه وانتهت بالتعادل الإيجابى 1/1، وكان أحرز هدف الأهلى سيد عبد الحفيظ والهدف ده كان مهم جدا جدا بالنسبة لينا وساعدنا كتير في مباراة العودة في القاهرة.
وقدرنا نفوز على صن داونز بثلاثية نظيفة وشهيرة لخالد بيبو والتتويج ببطولة دوري أبطال إفريقيا في الإياب.
5- ما النصيحة التي توجهها للشباب في شهر رمضان؟نصيحة للشباب عيش أيامك كلها كأنها رمضان من خلال أعمال الخير والعبادة والصلاة والصوم والزكاة وقراءة القرآن الكريم وصلة الرحم كل الأشياء الجميلة، واللي بتكون مرتبطة بروحانيات شهر رمضان الكريم.
6- هل طقوسك في الماضي وأنت لاعب تغيرت عن الوضع الحالي أم لا؟نفس الطقوس تقريبًا لم تتغير.
7- ما هي المباراة التى ترتبط فى ذهنك دائما بشهر رمضان الكريم ولا تنساها؟مباراة الأهلي والترجي وهدف سيد عبد الحفيظ الشهير، مباراة كانت فى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أفريقيا عام 2001، ومباراة كانت فى شهر رمضان الكريم وكانت بتتلعب فى ستاد المنزه فى تونس.
في مباراة الذهاب اتعادلنا بدون أهداف وده صعب موقفنا أكتر بجانب في مباراة العودة كنا مغلوبين 0/1 حتى منتصف الشوط الثاني وحتى نزول سيد عبد الحفيظ اللى نجح فى إحراز هدف غالي جدا جدا ساعدنا على تخطى عقبة الترجى التونسى والوصول للنهائي والحمد الله فى السنة ده فزنا ببطولة دورى أبطال أفريقيا من صن داونز، فعلا المباراة دي بظروفها وأجوائها مقدرش أنساها أبدا.