سلط المحلل السياسي المصري، ماجد مندور، الضوء على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلاده، واصفا تلك الأوضاع بأنها أشبه بأخذ الرئيس، عبدالفتاح السيسي، لمصر كـ "رهينة".

وذكر مندور، في مقال نشره موقع منظمة "الديمقراطية للعالم العربي الآن (DAWN)" وترجمه "الخليج الجديد"، صيف عام 2013 واحدة من أسوأ حالات العنف التي تقودها الدولة في التاريخ المصري، وهو العنف الذي كان إيذانا بفترة من القمع الشديد الذي لم يهدأ بعد مرور 11 عامًا تقريبًا.

وأضاف أن المجازر التي وقعت في ذلك الصيف لم تقض على أي أمل في استمرار التجربة الديمقراطية الوجيزة في مصر في أعقاب الانتفاضة الشعبية في عام 2011 فحسب، بل أرست أيضاً الأساس لاستقطاب اجتماعي عميق، و"هو أمر ضروري للمؤسسة العسكرية لتعزيز قبضتها على السلطة" حسب رأيه.

وتابع: "لولا العنف الجماعي الذي تمارسه الدولة، لكانت قدرة المؤسسة العسكرية على تهميش القوى السياسية المدنية بشكل كامل في انقلاب يوليو/تموز 2013 الذي أوصل عبدالفتاح السيسي إلى السلطة، من التيارات الإسلامية إلى التيارات الليبرالية واليسارية، صعبة للغاية".

لكن رغم أن مفتاح نجاح الجيش يكمن في التماس الدعم الشعبي للقمع الجماعي الذي أطلقه، في البداية، ضد أنصار الرئيس الإسلامي، محمد مرسي، إلا أنه امتد لاحقًا ليشمل المعارضة العلمانية أيضًا ثم امتد لهم كمواطنين عاديين.

وتنبع قدرة الجيش المصري على التماس الدعم الشعبي لقمعه من 3 عوامل متشابكة، حسبما يرى مندور، الأول هو: قدرة نظام السيسي على إحياء شكل "الناصرية" القمعي والمحافظ بقوة، خاليًا من التركيز الكلاسيكي على العدالة الاجتماعية الذي ميز حكم الرئيس، جمال عبدالناصر.

وأحيا هذا الشكل الجديد من الناصرية فكرة راسخة بعمق لدى عموم المصريين، وهي الوحدة العضوية للجماهير والانسجام الطبيعي فيما بينها، ما مكن النظام الجديد من تأطير المعارضة على أنها من "أعمال الخيانة التي تغذيها قوى أجنبية"، وسمح هذا التأطير لنظام السيسي بحشد الدعم الشعبي لممارساته القمعية.

اقرأ أيضاً

مصر.. قانون منح الضبطية القضائية للقوات المسلحة يثير جدلا

ويرتبط العاملان الثاني والثالث لقدرة النظام المصري على حشد الدعم الشعبي بقدرة المؤسسة العسكرية على تعزيز هذا الدعم، بحسب مندور، خاصة بعد نفور القوى المدنية من جماعة الإخوان المسلمين بعد العام الذي قضته في السلطة بعد الانتخابات الديمقراطية التاريخية في عام 2012.

وترافق ذلك مع استمالة المؤسسة العسكرية لعدد كبير من الشخصيات العلمانية بسهولة، والتي دعمها كان ضروريا للنجاح المبكر للانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد (محمد مرسي).

تأزم دائم

وهنا يشير مندور إلى أن نظام السيسي يحتاج إلى حالة دائمة من "التأزم" من أجل البقاء في السلطة، و"إذا تم حل الأزمة، فإن الجاذبية الأيديولوجية للنظام ستتلاشى".

ويضيف أن الجيش المصري استغل الاحتجاجات الحاشدة في 30 يونيو/حزيران 2013 التي عجلت بالانقلاب، والتي كان من الممكن تجنبها لو فهم الإخوان المسلمين حجم الكارثة الوشيكة وأن هناك حاجة إلى حل سياسي.

وكان الحد الأدنى من التوافق مع القوى السياسية الأخرى ضروريًا لتجنب خطر الانقلاب العسكري، لكن عناد جماعة الإخوان وسذاجة المعارضة العلمانية ونزعتها الاستبدادية الصريحة سمحا للجيش بتهميش كلا الفصيلين، مستخدماً "موجة عارمة من القمع المدعومة شعبيا" حسب تعبير مندور.

ولم تمهد الموجة الأولى من القمع، والدعم الشعبي الذي استندت إليه، الطريق لرئاسة السيسي فحسب، بل سمحت أيضًا للجيش بالسيطرة الكاملة على جهاز الدولة واستخدام ذلك في إعادة تشكيلها والهيمنة على الاقتصاد، وهو ما أرسى الأساس لـ "ثورة السيسي السلبية"، التي نُفِّذت بمستويات كبيرة من العنف.

ويرى مندور أن تحليل أحداث النصف الثاني من عام 2013 يعد أمرًا بالغ الأهمية لفهم أساس النظام الحاكم في مصر ومصاره المستقبلي، فضلاً عن احتمالات التحول الديمقراطي في البلاد، مضيفا: "لا بد من إعادة النظر في الجراح الاجتماعية العميقة التي خلفها ذلك الصيف من أجل تحقيق أي احتمال للتعايش السلمي".

ويلفت مندور إلى أن "الإرث الأيديولوجي السام الذي خلفته هذه الأحداث هو العاقبة الأكثر خطورة، وربما الأكثر ديمومة. إذ تطلبت أعمال العنف الجماعي التي قامت بها الدولة دعم قطاعات كبيرة من السكان، الأمر الذي استلزم تلقين هذه القطاعات أيدولوجية شديدة الاستبداد والشوفينية، ذات طابع فاشي".

اقرأ أيضاً

يشمل تعويما جديدا.. اتفاق مبدئي بين مصر وصندوق النقد على قرض بقيمة 7 مليارات دولار

وينوه مندور إلى أن هذه الأيدولوجية ساهمت في المشاركة الشعبية لإيما سماه "القمع المجتمعي"، الذي لم يشمل أعمال القمع الجسدي المباشرة فقط، بل النبذ الاجتماعي لأعضاء المعارضة من الإسلاميين والعلمانيين أيضا، ما هدد بالعواقب التالية:

أولاً: سمح القمع المجتمعي للنظام العسكري المصري، ليس فقط بتعزيز قاعدته، بل أيضاً بخلق رابطة نفسية قوية مع شرائح واسعة من السكان، الذين رأوا أنفسهم شركاء في حملة النظام لتخليص البلاد من "الخونة"، ولحماية الدولة من الانهيار الوشيك.

 ومع ذلك، فإن الخوف من الفوضى الاجتماعية لا ينبع فقط من الخوف من الاضطرابات السياسية أو سيطرة الإسلاميين، ولكن أيضًا من التحدي الذي تواجهه القيم المحافظة التي كانت سائدة في المجتمع المصري لعقود من الزمن، حسبما يرى مندور.

فالانتفاضة الشعبية في عام 2011 خلقت "مرحلة انتقالية" بين حالتين اجتماعيتين معياريتين، حيث بدا كل شيء ممكنا، ومكّن هذا الوضع من التشكيك في الأعراف الاجتماعية القائمة بطريقة تسببت في قلق عميق لدى جمهور كبير من المحافظين في المجتمع، الذين رأوا في الجيش وسيلة لإنهاء حالة السيولة الاجتماعية السائدة.

وأثار هذا التحدي، الذي انبثق عن الاحتجاجات الجماهيرية عام 2011، رد فعل شرسًا من النظام وقاعدة دعمه، وكان أحد ساحات الصراع الرئيسية بين النظام ومختلف قطاعات المعارضة.

المؤامرة الخيالية

أما النتيجة الثانية، والتي لا تقل أهمية، عن "القمع المجتمعي"، فهي أن المشاركة في قمع النظام "تتطلب الإيمان بعدد من نظريات المؤامرة الخيالية، التي تكاد تكون السخيفة"، وكان هذا الاعتقاد ضروريًا للنظام، ليس فقط لتلقين أتباعه نسخته من الناصرية، بل أيضًا لغرس عقلية استبدادية لا تقبل الجدل بين قاعدته.

وينوه مندور، في هذا الصدد، إلى أن الأمر لم يقتصر على قيام السيسي ونظامه باحتجاز شريحة كبيرة من السكان كرهائن، بل امتد ليشمل مؤيدي النظام عن غير قصد، إذ ترتكز لحظة هيمنة النظام على حالة من الاستقطاب والعنف الجماعي الذي تمارسه الدولة.

وأثبت هذا البناء الإيديولوجي أنه جذاب للغاية وأكثر ديمومة مما كان متوقعا في صيف عام 2013، ويكمن سر هذه جاذبيته في قدرة النظام على إدامة حالة من الاستقطاب السياسي والاجتماعي، فضلا عن قدرته على الاستمرار.

كما أن قدرة النظام على استمالة قاعدته ترتكز على العنف الجماعي الذي تمارسه الدولة والذي ينبغي أن يستمر لتبرير الحكم العسكري المباشر.

ويلخص مندور هذه الحالة بأن النظام المصري يحتاج إلى "أعداء داخليين دائمين وخونة وإرهابيين ومنحرفين اجتماعيين" لقمعهم وليستمر خطابه في جذب قاعدته، مشيرا إلى أن ذلك له عدد من العواقب المقصودة وغير المقصودة، التي سيكون لها آثار طويلة المدى على آفاق التحول الديمقراطي في مصر.

وأوضح نتيجة مقصودة لهذه العواقب هي تلقين شريحة كبيرة من المجتمع روح النظام التي ترتكز على مفاهيم ضرورة التوحد الوطني، وهو التلقين الذي يعمل كحاجز قوي أمام تطور الروح الديمقراطية والمدنية، وهو أمر ضروري لازدهار الممارسة الديمقراطية.

وهذا التلقين ضروري، ليس فقط لبقاء الجيش في السلطة، بل لتبرير احتكاره لها وإعادة هيكلة الدولة والاقتصاد بطريقة لم تشهدها مصر منذ عام 1952، وكل ذلك باسم النسخة الناصرية المتشددة، التي وفرت القاعدة الأيديولوجية لثورة السيسي السلبية ولحظة هيمنتها، بحسب مندور.

ومع ذلك، فإن العواقب المقصودة لأيدولوجية النظام المصري، مصحوبة أيضًا بتداعيات غير مقصودة، ما سيقيد بشدة خيارات النظام السياسية، فعلى سبيل المثال سيكون البناء الإيديولوجي للنظام، الذي يعتمد بشكل كبير على تشويه سمعة المعارضة والإصرار على ضرورة القمع، بمثابة "قيود أيدولوجية تخنق الإصلاح الذي تقوده النخبة" بحسب تعبير مندور.

فالنظام المصري بحاجة إلى حالة من الأزمة الدائمة من أجل البقاء في السلطة، وإذا تم حل الأزمة فإن جاذبيته الأيديولوجية ستتلاشى، ما يتركه أمام خيارات سياسية محدودة في التعامل مع المعارضة.

ومن ثم، فإن احتمال المصالحة الوطنية أو تخفيف القمع يبدو غير مرجح، بحسب مندور، لأن "القمع ضرورة أيديولوجية لا يستطيع النظام الهروب منها"، مشيرا إلى أن ذلك يجعل النظام "غير مستعد للتعامل مع الاضطرابات الاجتماعية، لأنه بدلاً من استيعاب الاحتجاجات الاجتماعية من خلال التسوية، فمن المرجح أن يدعو إلى القمع الجماعي باعتباره الرد السياسي المفضل لديه، مما يحد بشدة من قدرة النظام على امتصاص الغضب الشعبي من خلال التنازلات".

وإذا فعل النظام المصري خلاف ذلك، فسيتعرض لضغوط هائلة، ليس فقط من قاعدته الشعبية ولكن أيضًا من داخل الأجهزة الأمنية، التي تم تلقينها أيديولوجية القمع بعمق.

ولذا يخلص مندور إلى أن الأمر لم يقتصر على قيام السيسي ونظامه باحتجاز شريحة كبيرة من المصريين كرهائن، بل امتد ليشمل مؤيديه عن غير قصد.

اقرأ أيضاً

مصر.. قانون منح الضبطية القضائية للقوات المسلحة يثير جدلا

المصدر | ماجد مندور/DAWN -ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر عبدالفتاح السيسي محمد مرسي الإخوان المسلمين الاستبداد جمال عبدالناصر العنف الجماعی النظام المصری الدعم الشعبی الجماعی الذی النظام على فی السلطة کبیرة من لیس فقط

إقرأ أيضاً:

سوريا والمشوار الطويل

ما حدث في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأسفر عن سقوط حكم آل الأسد، ولجوء الرئيس المزمن بشار إلى روسيا، كان نتاج ثورة، والحراك السلمي والمسلح الذي أرغم معمر القذافي على اللجوء إلى أنبوب للصرف الصحي، كان نتاج ثورة، بينما الحراك التونسي الذي أدى إلى هرب زوج ليلى الطرابلسي (زين العابدين بن علي)، كان انتفاضة شعبية، ألهمت شعوب المنطقة فاستيقظت من غفلتها، وخرجت تنشد إسقاط الأنظمة، وما قاد إلى سقوط حكومة زوج سوزان ثابت (حسني مبارك)، انتفاضة شعبية، وفي تشرين أول/ أكتوبر من عام 2019 انتفض شعب لبنان ضد نظام حكم فاسد ومعتل، ولكنه لم ينجح في إسقاطه، وانتفض الجزائريون ضد الحكم العسكري المتنكر في ثياب مدنية، في مطالع عام 2019، ولكنهم لم يحققوا الغاية المنشودة.

ما من ثورة تمشي في خط مستقيم، فمهما تمنى وجاهد من هم وقودها وقادتها، كي تبقى على المسار المنشود لتحقيق غاياتها، فإن للثورات ديناميتها الخاصة المتسمة بالفجائية، لأنها لا تتحرك إلى الأمام أو تتراجع فقط برغبات وجهود القوى الفاعلة فيها، والمحركة لها، بل أيضا تنحني، بل وتنتكس بسبب جهود قوى الثورة المضادةوبإجماع أهل الرأي السياسي في العالم، فإن ما أدى إلى سقوط النظام الملكي في فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر كان ثورة، وما يعرف بالثورة البلشفية هي التي نتج عنها سقوط النظام القيصري في روسيا، والثورة العارمة الكاسحة هي التي قادت إلى سقوط حكم الشاه، وصعود الملالي إلى السلطة في إيران، فالثورة تنشد التغيير الحاسم والشامل لنظام الحكم، بالمظاهرات الحاشدة والإضرابات، ثم العنف. والثورة، وليس الانتفاضة الشعبية، هي التي تؤدي عند انتصارها إلى التغيير الكامل لجميع المؤسسات والسلطات الحكومية للنظام السابق، وإقامة نظام بديل.

ما استدعى الفذلكة أعلاه، هو ما سبق أن أشرت إليه هنا بأن هناك من يحاول تبخيس الانتصار الذي حققته الثورة السورية، والقول بأن كل ما حدث في سوريا هو أن جماعة مسلحة من أنصار "داعش" والقاعدة، وصلوا إلى السلطة، وأنهم سيشكلون حكومة طالبانية الهوية والأهداف، أي أن سوريا ستنتقل من ديكتاتورية علمانية إلى ديكتاتورية تتوشح بالإسلام، مسلحة بشعارات "رومانسية" من جنس "الإسلام هو الحل" و"الحاكمية لله". بينما ما حدث فعلا في سوريا هو أن الملايين أبناء وبنات الشعب السوري ظلوا في حال نضال واستبسال على مدى 13 سنة، وكان شرف حسم المعركة من نصيب هيئة تحرير الشام "الإسلامية"، ومن ثم صار تشكيل الحكومة الانتقالية من أوجب واجباتها.

ولكن الانتصار الذي حققته الثورة السورية جزئي، فقد رحل بشار الأسد ولكن الدولة العميقة التي أسسها ووالده حافظ، ما زالت قائمة، ولكن يبدو أن الحكومة الجديدة، لا تعتزم تكرار الخطأ الذي حدث في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، حينما قرر المندوب السامي الأمريكي، بول بريمر، الذي صار الحاكم الفعلي للعراق في عام 2003، حل جميع المؤسسات العسكرية والأمنية، وزج بالبلاد في فوضى أنهكتها، ولكن شواهد التاريخ تقول إن سوريا ستشهد فترة شديدة التعقيد في مقبل الأيام، لأن الفيروس الذي غرسه بشار وأبوه، فتك بمؤسسات الدولة، وسيظل نشطا لحين من الدهر، وفوق هذا كله فقد دك بشار البيوت والمرافق العامة والخاصة، مما سيجعل ملايين العائدين من الشتات السوري، لاجئين داخل وطنهم.

وشواهد التاريخ تقول إنه ما من ثورة تمشي في خط مستقيم، فمهما تمنى وجاهد من هم وقودها وقادتها، كي تبقى على المسار المنشود لتحقيق غاياتها، فإن للثورات ديناميتها الخاصة المتسمة بالفجائية، لأنها لا تتحرك إلى الأمام أو تتراجع فقط برغبات وجهود القوى الفاعلة فيها، والمحركة لها، بل أيضا تنحني، بل وتنتكس بسبب جهود قوى الثورة المضادة، وجسم الدولة المعلول في سوريا يغري فلول النظام المباد، وبعض الطامحين في السلطة بزعزعة الاستقرار المنشود.

جسم الدولة المعلول في سوريا يغري فلول النظام المباد، وبعض الطامحين في السلطة بزعزعة الاستقرار المنشود.عندما يرحل الديكتاتوريون يتركون وراءهم أوطانا معتلة ومختلة، لأن أسلوبهم في الحكم يقوم على المزاج الفردي، وليس على المؤسسية، وانظر حال الصومال الذي أسقط شعبه نظام سياد بري في عام 1992، ولم تسكت البنادق فيه منذ يومها، ثم انظر حال ليبيا التي خاض شعبها غمار ثورة أذهلت العالم، وأسقطت ديكتاتورية القذافي التي دامت 42 سنة، وها هي اليوم خاضعة لحكومتين، وانتفاضة تونس الملهِمة في 2011، تعرضت للسرقة لغير صالح من كانوا وقودها، وانتفاضة مصر التي تلتها أطاحت برأس النظام، ثم أُجهضت بانقلاب عسكري، وفي السودان سقط في عام 2019 رأس نظام (عمر البشير) حكم البلاد ثلاثين سنة، وجاءت حكومة كوكتيل عسكري ـ مدني، ثم انفرد العسكر بالحكم، وها هو السودان في حال صوملة كاملة اليوم.

وقطعا فإن سوريا ليست ليبيا أو السودان أو الصومال، لأن "مجتمعها متمدين" بدرجة طيبة، وليس فيها قبلية تنذر بفتنة، ورئيسها المؤقت أحمد الشرع يقول كلاما ينم عن إدراكه لأهمية احترام التنوع العرقي المتمثل في الأكراد، والتنوع المذهبي الذي يتمثل في الطائفة العلوية، ولكن الصعود من الهاوية التي أسقط فيها بشار وأبوه البلاد، سيحتاج إلى الكثير من الدأب والجلد والحكمة، أخذا في الاعتبار أن جميع بلدان "الربيع العربي"، لم تكن تواجه عدوا خارجيا شرسا، كما هو الحال مع سوريا، التي تسعى إسرائيل إلى تقطيع أوصالها.

يرحل الطواغيت عن كراسي الحكم قسرا أو بأمر ملك الموت، ولكن الفيروسات التي يغرسونها خلال سنوات حكمهم في أجسام بلدانهم، تظل سارية المفعول لآماد طويلة، ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وبوحدة الصف الوطني وحده، ستنجح سوريا في التعافي، والعافية درجات: خطوة، خطوة.

مقالات مشابهة

  • سوريا والمشوار الطويل
  • مصطفى بكري عن زيارة الرئيس السيسي للأكاديمية العسكرية: يصارح المصريين
  • حالات القمع العابر للحدود والترحيل القسري للمعارضين السياسيين المصريين
  • حزب المصريين: الرئيس السيسي يُدرك هموم المواطن.. ويبذل قصارى جهده لتحسين الأوضاع
  • إبراهيم عيسى: "بكالوريا" وزارة التعليم دون دراسة.. وقراراتها "مطرقة" فوق رؤوس المصريين
  • عاجل - الوزارة توضح: نظام البكالوريا المصرية بديل الثانوية العامة.. خطوة جديدة نحو تطوير التعليم المصري
  • البكالوريا المصرية..تفاصيل الشهادة الجديدة التي ستحل محل الثانوية العامةوتمنح الطلاب فرصًا عالمية
  • حزب المصريين: استقبال الرئيس السيسي لقادة اليونان وقبرص يؤكد مكانة مصر الاقتصادية
  • جامعة قناة السويس تستقبل القنصل العام الصيني لتعزيز التعاون المصري الصيني
  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي خلال احتفالات عيد الميلاد أكدت وعي المصريين بحجم التحديات