في إطار المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"..

وزيرة الهجرة تستعرض جهود الوزارة في الجانب الثقافي في ندوة الأزهر الشريف بعنوان: "دور الدولة في الحفاظ على الهوية والتبصير بأخطار الغزو الثقافي" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

سها جندي: حرصنا على دعم الهوية الثقافية لأبنائنا بالخارج من خلال أنشطة وفعاليات المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" لتعريف أبنائنا في الخارج بتاريخ وطنهم الأم لتأصيله في نفوسهم وربطهم به

السفيرة سها جندي: اللغة العربية لغة الإشعاع الحضاري والثقافي في العالم كله وواحدة ضمن أبرز ٥ لغات معتمدة داخل أروقة الأمم المتحدة

شاركت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج متحدثا رئيسيا، في ندوة ثقافية بعنوان: "دور الدولة في الحفاظ على الهوية والتبصير بأخطار الغزو الثقافي"، بدعوة من الأزهر الشريف، وبحضور فضيلة أ.

د/ نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والسيدة سامية بيبرس، عضو مجلس أمناء مجلس الشباب المصري للتنمية والمدير التنفيذي لمشروع تعزيز الهوية الوطنية بالمجلس، وناقشت الندوة مفاهيم الهوية الثقافية والوطنية وكيفية الحفاظ عليها، ومشكلات الغزو الثقافي، وكيفية حماية عقول الشباب، وتعزيز دور الأسرة ومؤسسات الدولة، وذلك بجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الدورة 55.

وفي مستهل كلمتها، أعربت وزيرة الهجرة عن تقديرها لدعوة الأزهر الشريف للمشاركة في هذا النقاش الثري، موجهة الشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لسعة صدره وترحيبه الدائم بالتعاون بين وزارة الهجرة ومشيخة الأزهر الشريف لنشر الوعي والحفاظ على موروثنا الثقافي والحضاري، بجانب جهود التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتعزيز الولاء والانتماء للوطن بحضارته وثقافته وتراثه الضارب في جذور التاريخ.

وثمنت السفيرة سها جندي دعوة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، للمشاركة هذه الندوة الهامة التي يحضرها كوكبة من كبار العلماء والمفكرين وقادة الرأي، موضحة أن استراتيجية وزارة الهجرة تقوم على توعية الشباب والأطفال المصريين بالخارج بمحددات الثقافة والهُوية المصرية، ونراعي أيضا اختلاف الثقافات بين الدول التي يعيشون فيها والثقافة الشرقية، متابعة أن النبات الذي تمتد جذوره في الأرض من الصعب التأثير فيها، وهكذا شبابنا، وما نحرص عليه من تعزيز ارتباطهم بالهوية والتقاليد المصرية الأصيلة.

وأكدت وزيرة الهجرة حرصها على توعية أبناء الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج بأهمية التمسك بهويتهم وتشبثهم بجذورهم وتاريخهم، وذلك من خلال المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" وتعريفهم بمفاهيم الغزو الثقافي، والذي يقوم على الهجوم على ثقافات الأمم لطمسها والسيطرة عليها وإبعاد المجتمع عن القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية المتعارف عليها، واستغلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات المغلوطة والشائعات.

وتابعت السفيرة سها جندي أن الوزارة حرصت على دعم الهوية الثقافية لأبنائنا بالخارج، من خلال أنشطة وفعاليات المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، لمواجهة هذا الغزو الثقافي الذي يقوم على محاربة اللغة العربية واستبدالها باللغات الأجنبية وطمس العادات والتقاليد الشرقية، رغم تميز اللغة العربية بكونها لغة الإشعاع الحضاري والثقافي في العالم كله، وتعد واحدة ضمن أبرز ٥ لغات معتمدة داخل أروقة الأمم المتحدة.

وأكدت وزيرة الهجرة أن التمسك بالتقاليد والعادات يبعث في الانسان الانتماء، وهذا هو ما نعمل على تحقيقه من خلال المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" والتي تشرف برعاية فخامة السيد رئيس الجمهورية لفعالياتها، حيث تستهدف مواجهة حرب طمس الهوية لدى أبناء مصر في الخارج، مشيرة إلى بروتوكول التعاون مع مشيخة الأزهر الشريف لتعزيز الهُوية المصرية ونشر الأفكار السمحة، بجانب توعية الجاليات المصرية بالخارج والرد على استفسارات أبنائنا في مختلف الموضوعات والفتاوى، والتواصل مع المصريين بالخارج بالعديد من اللغات المنتشرة حول العالم، بجانب جهود مرصد الأزهر في التوعية بمختلف اللغات.

وحول أهداف المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، أشارت وزيرة الهجرة إلى اعتناء المبادرة بتعزيز وتأصيل الروح الوطنية بداخلهم، علاوة على ترسيخ قيم التعايش السلمي والمواطنة وقبول الآخر، وذلك إيمانًا منا بأهمية دور اللغة العربية في تشكيل وجدان الأجيال القادمة وحرصًا منا على تعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج حتى لا يقعوا فريسة للأفكار الهدامة والمعلومات المغلوطة. وقد نجحت المرحلة الأولى من المبادرة على تشجيع أبناء المصريين في الخارج للحديث باللغة العربية والوصول لأكثر من 200 مليون مشارك من مختلف أنحاء العالم.

وتابعت السفيرة سها جندي، أنه في خلال العام 2023، أطلقت وزارة الهجرة المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" تحت شعار "جذورنا المصرية" لتعريف أبناء المصريين بالخارج أيضًا بتراث وطنهم مصر الضارب بجذوره في عمق التاريخ وحضارتها العريقة، وذلك من خلال المعسكرات التفاعلية والتي كان آخرها في سبتمبر الماضي باستضافة ورعاية المتحف القومي للحضارة المصرية ومشاركة نحو 45 طفلا، من أبناء المصريين بالخارج في:  كندا وفرنسا وإنجلترا والمملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة، بالاضافة إلى عدد من الرحلات التفاعلية لأبنائنا من المصريين بالخارج لزيارة الوطن وبث الروح الوطنية وتعريفهم بجذورهم المصرية وبحضارتهم العريقة، وعقد عدد من الندوات التثقيفية التي تستهدف أبنائنا في الداخل من المتعلمين في المدارس الدولية في مصر، وأبنائنا في الخارج من الجيل الثاني إلى الخامس من أبناء المصريين، لاهتمامنا بغرس جذور اللغة العربية في وعي أبنائنا بالداخل والخارج، والاحتفاء بالشخصية المصرية وتاريخها وإرثها الحضاري.

وأكدت وزيرة الهجرة الاعتماد على أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة في إطلاق تطبيق إلكتروني للمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، والذي يتيح الفرصة للأجيال المصرية الناشئة بالخارج لتعلم اللغة العربية، بالاعتماد على أحدث طرق التعلم التفاعلية من خلال تقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا لا تخلو من المرح والألعاب، كما تم تدشين حملة ترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي (حيث وصل إجمالي  عدد المشاهدات عبر كافة الحسابات الإلكترونية إلى ٢١٩ مليون مشاركة ومشاهدة)، بجانب سلسلة من الفيديوهات التعريفية بالتاريخ والحضارة المصرية بالتعاون مع عدد من الشخصيات الوطنية المخلصة.

وفي السياق ذاته، قالت وزيرة الهجرة: "من هنا تكمن أهمية الجهود التي تبذلها وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج في مواجهة حرب طمس الهوية في إطار المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" والتي تتجلى في عملنا على تعميق جذورنا المصرية وتعزيز هويتنا كمصريين بالداخل والخارج على حد سواء أمام العالم، وستواصل وزارة الهجرة جهودها في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" للحفاظ على "جذورنا المصرية" من خلال نشر محتوى تعليمي وتثقيفي عن اللغة العربية وعن الدولة المصرية عبر العصور والحضارات المختلفة والمتعاقبة عليها، وذلك بهدف تعريف أبنائنا في الخارج بتاريخ وطنهم الأم لتأصيله في نفوسهم وربطهم به، فجميع الشعوب تحاول التحدث بلغتهم الأم في شيء من الاعتزاز والفخر، والإنسان المتمسك بهويته دائمًا ما يكون محط إعجاب وأنظار الجميع، فالتاريخ والهوية لا يمكن شراؤهما.. وكُتب التاريخ بحروف مصرية وعربية.. وسيستمر المصريين في كتابة التاريخ دائمًا وأبدًا"، معربة عن تقديرها لكل من تمسك بعاداته وتقاليده ولم ينسلخ عنها في ظل الغزو الثقافي الذي نشهده في عصرنا الحالي وسنظل نسعى نحو التنوير والتثقيف وعرض الحقائق فهي السبيل للمعرفة.

من جانبه أوضح أ.د/ نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن قضية الغزو الفكري من أهم القضايا التي يوليها الأزهر الشريف اهتمامًا كبيرًا، بحكم دوره في تحصين شباب الأمة من الأفكار الدخيلة، وهناك تعاون وتكامل بين الأزهر الشريف ومؤسسات الدولة المختلفة، وقد خطا الأزهر هذه الخطوات إيمانًا منه بالواقع والتحديات التي تواجه هويتنا الثقافية والعربية؛ وشهد الأزهر في الآونة الأخيرة، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، تطورات كبيرة، في بنية مؤسّساته، وأنشطته؛ حيث كان الأزهر شريكًا وطنيًّا أصيلًا لجموع جماهير الشعب المصري في إنقاذ هذا الوطن وقيمه الوطنية والثقافية، إضافة إلى مكافحة الفتن الطائفية والتمييز على أساس الدين، وإرساء مبدأ المواطنة، ومكافحة فوضى الفتاوى الدينية، وخطابات العنف والتطرف والإرهاب من خلال قطاعات الأزهر المختلفة.

وبيّن الأستاذ الدكتور نظير عياد، أن الشرق والغرب في حاجة إلى وجود تكامل وتعاون، فكلاهما يكمل الآخر لأن حضارة بلا أخلاق عبث، ودين بلا تقدم جفاء فهناك علاقة وثيقة  وتكامل؛ ويقدم الأزهر الشريف مبادرات لدعم القيم الأخلاقية والحفاظ على التراث الوطني، وحماية الشباب من الثقافات الوافدة.

وأوضحت السيدة سامية بيبرس، عضو مجلس أمناء مجلس الشباب المصري للتنمية، أن منظومة القيم والأخلاق هي جزء من الهوية والمعتقدات الدينية، واللغة العربية أحد أهم مقوماتها، لأن الأمة التي تعتز بلغتها هي التي تعتز بهويتها الوطنية، وهناك أهمية كبيرة للحفاظ على العادات والتقاليد، والحقوق والالتزامات التي تقع على عاتق مواطني الدولة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أبناء المصریین بالخارج المبادرة الرئاسیة السفیرة سها جندی الهویة الثقافیة الغزو الثقافی اللغة العربیة الأزهر الشریف وزیرة الهجرة وزارة الهجرة أبنائنا فی اتکلم عربی فی الخارج من خلال

إقرأ أيضاً:

طلاب صيدلة يجمعون 5285 كيس دم لإنقاذ أرواح المصريين: مكملين لآخر يوم

الباحث عن الخير، دوماً ما يسعى للإضافة كالذى يزرع بذره وهو يعلم أن ما وراءها هو خير للبشرية وخير لمن بعده وهذا يقوم به اتحاد مجموعة من طلاب كليات الصيدلة الملقب بـ «EPSF» هو منظمة طلابية غير هادفة للربح، منذ انطلاق رحلتهم في حملات التوعية عن التبرع بالدم والتى بدأت من أكثر من 13 عامًا، ولاتزال قائمة حتى اليوم لسد العجز فى أكياس الدم، والحث على زيادة عدد المتبرعين من 1٪ إلى 3٪ سنوياً.

ففي 2011، قرر الإتحاد الإنصات لمشكلات عجز أكياس الدم، التي بالتبعية تضع أرواح إنسانية في مرمى الخطر، ليطلق في حينها طلاب كلية الصيدلة بحملات لحث المجتمع على التبرع بالدم، من أجل توفير أكياس بالمجان داخل بنك الدم، لينجح الطلاب منذ ذلك الحين بتوعية 205 آلاف و523 شخصا، وجمع أكثر من 5285 كيس دم، بحسب ما ذكرته رنا منصور طالبة في كلية الصيدلة، وعضو في الإتحاد لـ «الوطن». 

13 سنة بنحاول إنقاذ أرواح بشرية 

خطر يهدد البشرية بإنقاص أكياس الدم، كان الدافع لطلاب الإتحاد لوضع مجهودهم لتوفير الأكياس للمرضى في سبيل إنقاذ الأرواح، بحسب قولها: «بدأت الرحلة لما بدأنا نعرف بوجود عجز فى أكياس الدم من احتياج المستشفيات، بحثنا وعرفنا إنه خطر على حياة المرضى اللي بيحتاجوا لأكياس دم مثل مرضى السرطان، وحالات النزيف اثر الحوادث، وحالات الولادة، وبعض حالات الأنيميا مثل الانيميا الوراثية، ومن هنا بادرت لجنة الصحة العامة إلى نشر التوعية بأهمية التبرع بالدم».

تحت شعار «أنا متبرع مصري.. أنا متبرع دائم» انطلقت مبادرة الاتحاد التي تقوم على توضيح أهمية التبرع بالدم الذى يساهم بشكل كبير فى إنقاذ أرواح بريئة من خلال تطوعهما بالمحافظات والجامعات، ونشر أهدافهم عبر المنصات، فضلًا عن توضيح الفوائد التى تعود على المتبرع: «مش بس بنتكلم إنسانيًا عن ضرورة التبرع، لكن كمان صحيًا للمتبرع اللي بيعود بفوايد عليه زي تنشيط خلايا نخاع العظام، وتقليل الإصابة بجلطات الدم، وتقليل نسبة الحديد الزايدة عن الحد في الجسم».

فعلى مدار السنوات الماضية تم عمل حملات التوعية فى جميع الجمعيات التابعة للاتحاد والتى يبلغها عددها 39 جامعة، واليوم، يواصل اتحاد طلاب الصيدلة رحلته الثالثة عشر فى تحقيق أهدافهم الإنسانية بجمع 5285 كيس دم.

أهداف المبادرة

إنقاذ الأرواح، ودعم فكرة التبرع بالدم، هكذا تقوم المبادرة الإنسانية في المقام الأول، فوفقًا لما ذكرته، رنا منصور، فإن المبادرة لا تسعى فقط إلى إنقاذ الأرواح ، بل تعمل أيضاً على ترسيخ فكرة ثقافة التبرع المستمر كل ثلاثة أشهر، بهدف جعل التبرع عادة مجتمعية تسهم فى تحسين الصحة العامة. 

مقالات مشابهة

  • جامعة أسيوط تنظم "ملتقى بداية" ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان.. غداَ
  • «حياة كريمة»: مبادرات تنموية شاملة تصل إلى ملايين المصريين
  • طلاب صيدلة يجمعون 5285 كيس دم لإنقاذ أرواح المصريين: مكملين لآخر يوم
  • صور.. زراعة 2000 شتلة ضمن المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة بالأقصر
  • زراعة 2000 شتلة ضمن المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة بالأقصر
  • وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات مبادرة «سكن لكل المصريين»
  • وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"
  • وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" وسكن مصر وجنة بعدد من المدن والمحافظات
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. استهداف الآثار والمساجد والكنائس.. ومخطط لطمس الهوية الثقافية
  • هل تعيد الدبلوماسية الثقافية البديلة تأسيس الهوية العربية؟ قراءة في كتاب