أصبح السؤال الشاغل الذي يبحث الجميع في الشرق الأوسط، أو على مستوى العالم، هو كيف يمكن أن تنتهي الحرب في قطاع غزة، وانتهاء ممارسات إسرائيل الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، وكذلك داخل الكيان الإسرائيلي، السؤال الذي يتحدث الجميع عنه، هو ما هي خطة اليوم التالي لوقف الحرب، وهو الأمر الذي تم طرحه في العديد من اللقاءات السرية والعلنية، وعلى كافة المستويات داخل إسرائيل.

 

ويبدوا أن مجلس الحرب قد تفتق ذهنه على خطة مستوحاه من عهود الاستعمار الأجنبي الذي كان يسيطر على العالم العربي في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث يكون هناك حاكم عسكري هو الآمر الناهي داخل البلاد، ويتسمد قوته من قوة عسكرية غاشمة قمعية، تعمل على فرض سطوته داخل البلاد، ولكنه نسى أن التاريخ أثبت فشل تلك السياسة، والتي تم الاستغناء عنها، وذلك مع تمرد الشعوب على كافة أشكال الاستمعار، وهنا نرصد تفاصيل الخطة التي كشفت عنها صحيفة عبرية صباح اليوم الأربعاء. 

القناة السابعة تكشف مخطط نتنياهو

ووفقا لما كشفته صحيفة القناة السابعة الإسرائيلية عن مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، فقد تضمنت تعيين حاكم عسكري لفترة من الزمن يعقبه حكومة تشكل من تحالف عربي وفترة انتقالية مدتها 4 سنوات، ووفقا للتقرير، سيتم في المرحلة الأولى تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية مؤقتة في غزة، والتي ستتولى مسؤولية القضايا الإنسانية.

وذكر الصحيفة أن إسرائيل تدرس خطة "لليوم التالي" لحرب السيوف الحديدية بهدف تشكيل حكومة نشطة في غزة، وفي المرحلة الثانية، سيتم إنشاء تحالف دولي للدول العربية تشارك فيه المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين وغيرها، وسيكون الائتلاف جزءا من اتفاق تطبيع إقليمي ويشكل كتلة تسمى "السلطة الفلسطينية الجديدة" وستتكون من أشخاص ليسوا مقربين من حماس أو فتح، وفي المرحلة المقبلة، عندما تنضج الظروف لذلك، سيتم استبدال الحكومة العسكرية بحكومة فلسطينية.

قوة أمنية عسكرية إسرائيلية قامعة داخل غزة 

وورد أيضًا في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، أنه خلال هذه الفترة بأكملها - وبعدها - ستحتفظ إسرائيل بحق إدارة الأمن في غزة بنفس الطريقة التي تعمل بها في أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتتضمن الخطة أيضًا مرحلة أخرى، بعد تحقيق الاستقرار في القطاع وتشكيل الحكومة الجديدة، سيتم إجراء إصلاح في جميع مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وسيتم إعطاء معالجة جذرية للتحريض والتحريض. سيتم القضاء على نظام التعليم والإرهاب من قبل الفلسطينيين ومنهم.

وإذا تم استكمال جميع الخطوات بنجاح في فترة تصل إلى أربع سنوات، فإن إسرائيل ستوافق على الاعتراف بالدولة الفلسطينية منزوعة السلاح في أراضي السلطة الفلسطينية، وهي خطة يتحمل مسؤوليتها عدد من رجال الأعمال، بينهم مقربون أيضاً من رئيس الوزراء، حتى أنها عرضت على المسؤولين الأميركيين.

بالون اختبار 

واعتبرت الصحيفة أن هذا هو بالون نتنياهو التجريبي الذي يتوافق مع المبادرة الأميركية للتسوية الشاملة للشرق الأوسط، وأضافت: لا يُجري نتنياهو هذه الاتصالات بشكل مباشر، ولكن فقط من خلال صديقه المقرب (وزير الشؤون الإستراتيجية) رون ديرمر، لكنه يروج للأفكار ويتلاعب بها بطريقة يمكنه دائما إنكار وجود صلة مباشرة بها، ولفتت الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى هذه الخطة، يعملون في إسرائيل في الوقت ذاته على عدة برامج أخرى "لليوم التالي" للحرب على غزة.

وقالت: هناك مقر عمل لدى منسق عمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق (الأراضي الفلسطينية) العقيد غسان عليان، والجيش الإسرائيلي يعمل على خطته الخاصة، كما يقوم جهاز الأمن العام (الشاباك) بإعداد توصيات لخطة مفصلة لليوم التالي، وأضافت: "خطة رجال الأعمال هي الخطة الحقيقية التي يفكر فيها نتنياهو"، ولم تصدر السلطات في تل أبيب تعليقا رسميا فوريا على ما جاء في الصحيفة.

خلافات ساخنة 

بالتوزاي، كشف تقرير للقناة 14 العبرية، صباح اليوم الأربعاء، عن ما وصفها بـ"الخلافات الساخنة" بين وزراء الحكومة الإسرائيلية حول "اليوم التالي" لإنتهاء الحرب في قطاع غزة، وقالت القناة في تقريرها إنه خلافا للادعاء بأن بنيامين نتنياهو منع مناقشة في مجلس الوزراء حول قضية "اليوم التالي" وفي ظل التقارير حول زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن اليوم الأربعاء، لبحث القضية، فإن مثل هذا النقاش حدث في الماضي الخميس، واختلف الوزراء حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليوم التالي.

ووفقا للقناة يطالب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع، مما يعني إمكانية خروج إسرائيل ودخولها متى أرادت ذلك، وفي المقابل يقول رئيس معسكر الدولة بيني جانتس أنه يجب أن تكون هناك حكومة فلسطينية محلية، في المقابل، يرى رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ووزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن جفير أنه يجب تحرير القطاع بأكمله وتشجيع الهجرة الطوعية لمئات الآلاف كدليل تجريبي، وبعد ذلك بناء المستوطنات والقواعد اليهودية على طوله.

أحلام المتطرفين 

من جانبه دعا وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش إلى تشكيل حكومة عسكرية في قطاع غزة حتى يتم تشكيل قيادة مدنية، بدورة رد وزير الخارجية يسرائيل كاتس على سموتريتش بأن السيطرة المدنية غير منطقية، وقال إنه في رأيه يجب إنشاء آلية قوة دولية للسيطرة على القطاع، في السياق، يعتقد وزير الزراعة آفي ديختر أنه يجب سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا ومحيط المنطقة الأمنية بعيدة المدى (منطقة أمنية خاصة بالقرب من الحدود حيث يوجد حظر كامل على دخول سكان غزة).

فيما ادعى الوزير جدعون ساعر أن محيط المنطقة الأمنية يجب ألا يكون ضيقا، وأن المنطقة الأمنية يجب أن تكون أكبر مما يقترحه الجيش، وأوضحت القناة أن المناقشة كانت قصيرة وأن الوزراء الذين أُعطي كل منهم 5 دقائق فقط لعرض رأيه، طلبوا توسيع المناقشة، حيث ستجتمع الحكومة الموسعة مرة أخرى يوم الخميس المقبل.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإطلاق سراح 10 محتجزين دفعة واحدة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن إعلام إسرائيلي، قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يسعى إلى إطلاق سراح 10 محتجزين دفعة واحدة.

نتنياهو: ماكرون يرتكب خطأ فادحا بالترويج لدولة فلسطينيةابن نتنياهو يُهاجم الرئيس الفرنسي بعد تصريحاته حول الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماذا قال؟نتنياهو لعائلة عيدان ألكسندر: نبذل جهودا لإعادته وباقى المحتجزينحماس: تأخير وقف الحرب يعني مزيدًا من القتل والمحتجزون يدفعون ثمن طموحات نتنياهو

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بتكثيف نشاط العمليات العسكرية لممارسة أقصى ضغط على حركة حماس، في سبيل إفراجها عن الرهائن، قائلا “كلما أصرت على الرفض، فإن غزة سوف تصبح أصغر وأكثر عزلة”، على حد تعبيره.

وقال إن الجيش الإسرائيلي سيطر بالكامل على محور "موراج" الذي يفصل خان يونس عن رفح، ويقطع قطاع غزة من الشرق إلى الغرب على امتداد 12 كيلومترًا، جاعلاً المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا و"موراج" جزءًا من المنطقة الأمنية الإسرائيلية، خلال فترة العيد.

وقال كاتس عبر حسابه على منصة "إكس": "كلما أصرت حماس على رفضها، فإن الجيش الإسرائيلي سيزيد من نشاطه، مع الاستمرار في إحباط نشاط عناصر حماس وتدمير البنية التحتية للحركة.. سوف تصبح غزة أصغر وأكثر عزلة، وسيجبر المزيد من سكانها على النزوح من مناطق القتال".

وأفاد كاتس بإجلاء مئات الآلاف من السكان من مناطق القتال، وقال إن "عشرة في المئة من أراضي غزة أصبحت جزءًا من المناطق الأمنية الإسرائيلية.. كما يجري تعميق وتوسيع منطقة الحدود الشمالية في غزة كجزء من المنطقة الأمنية وحماية المستوطنات الإسرائيلية".

وأضاف: "قبل كل مناورة برية، وبعد إجلاء السكان، ينفذ الجيش عملية تطهير شاملة من البر والجو والبحر، مصحوبة بمعدات ثقيلة لكشف العبوات الناسفة وتدمير المنشآت المهددة، لمنح القوات الإسرائيلية أقوى غطاء لأنشطتهم ولحمايتهم".

وختم منشوره بالقول: "هذا هو النهج الذي تتبعه قيادة الجيش الإسرائيلي بدعم كامل من المستوى السياسي، والهدف الرئيس هو ممارسة ضغط شديد على حماس للعودة إلى مسار إطلاق سراح الرهائن"، على حد تعبيره.

و"موراج" هو ثالث منطقة عازلة إسرائيلية في غزة، مضافة إلى فيلادلفيا وممر نتساريم.

وفي الترتيبات العسكرية لهذه المناطق العازلة تعقيد خرافي لمعيش الغزيين، ما يعني أنهم ينفذون الآن مرحلة جديدة مما يُوصف بـ"العيش المستحيل".

مقالات مشابهة

  • قاطف البنجر الذي انسحب من الجنائية الدولية لأجل نتنياهو
  • رئيس الشاباك في مرمى انتقادات حكومة نتنياهو بسبب قضيتيالتسريبات وقطر غيت
  • خبير عسكري: مخطط تهجير الفلسطينيين مستمر.. وحماس لن تتخلى عن سلاحها
  • «تمرد عسكري» في إسرائيل.. لماذا تعصف الفوضى والتفكك بجيش الاحتلال؟!
  • تحذيرات من مخطط إسرائيلي للسيطرة على المساعدات الإنسانية في غزة
  • تصاعد الاحتجاج ضد حرب غزة يربك الجيش الإسرائيلي ويضغط على حكومة نتنياهو
  • الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يواصل مخططاته لعزل قطاع غزة
  • بسبب مباحثات عُمان:-سوف يترنح ترامب وفترة انتقالية !
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإطلاق سراح 10 محتجزين دفعة واحدة
  • وقفة.. حكومة إسرائيل الحالية قد نسترجع معها المطالب القديمة