هل يستطيع تنفيذه؟| الكشف عن مخطط نتنياهو الاستعماري لـ غزة.. حاكم عسكري إسرائيلي وفترة انتقالية
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
أصبح السؤال الشاغل الذي يبحث الجميع في الشرق الأوسط، أو على مستوى العالم، هو كيف يمكن أن تنتهي الحرب في قطاع غزة، وانتهاء ممارسات إسرائيل الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، وكذلك داخل الكيان الإسرائيلي، السؤال الذي يتحدث الجميع عنه، هو ما هي خطة اليوم التالي لوقف الحرب، وهو الأمر الذي تم طرحه في العديد من اللقاءات السرية والعلنية، وعلى كافة المستويات داخل إسرائيل.
ويبدوا أن مجلس الحرب قد تفتق ذهنه على خطة مستوحاه من عهود الاستعمار الأجنبي الذي كان يسيطر على العالم العربي في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث يكون هناك حاكم عسكري هو الآمر الناهي داخل البلاد، ويتسمد قوته من قوة عسكرية غاشمة قمعية، تعمل على فرض سطوته داخل البلاد، ولكنه نسى أن التاريخ أثبت فشل تلك السياسة، والتي تم الاستغناء عنها، وذلك مع تمرد الشعوب على كافة أشكال الاستمعار، وهنا نرصد تفاصيل الخطة التي كشفت عنها صحيفة عبرية صباح اليوم الأربعاء.
القناة السابعة تكشف مخطط نتنياهو
ووفقا لما كشفته صحيفة القناة السابعة الإسرائيلية عن مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، فقد تضمنت تعيين حاكم عسكري لفترة من الزمن يعقبه حكومة تشكل من تحالف عربي وفترة انتقالية مدتها 4 سنوات، ووفقا للتقرير، سيتم في المرحلة الأولى تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية مؤقتة في غزة، والتي ستتولى مسؤولية القضايا الإنسانية.
وذكر الصحيفة أن إسرائيل تدرس خطة "لليوم التالي" لحرب السيوف الحديدية بهدف تشكيل حكومة نشطة في غزة، وفي المرحلة الثانية، سيتم إنشاء تحالف دولي للدول العربية تشارك فيه المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين وغيرها، وسيكون الائتلاف جزءا من اتفاق تطبيع إقليمي ويشكل كتلة تسمى "السلطة الفلسطينية الجديدة" وستتكون من أشخاص ليسوا مقربين من حماس أو فتح، وفي المرحلة المقبلة، عندما تنضج الظروف لذلك، سيتم استبدال الحكومة العسكرية بحكومة فلسطينية.
قوة أمنية عسكرية إسرائيلية قامعة داخل غزة
وورد أيضًا في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، أنه خلال هذه الفترة بأكملها - وبعدها - ستحتفظ إسرائيل بحق إدارة الأمن في غزة بنفس الطريقة التي تعمل بها في أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتتضمن الخطة أيضًا مرحلة أخرى، بعد تحقيق الاستقرار في القطاع وتشكيل الحكومة الجديدة، سيتم إجراء إصلاح في جميع مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وسيتم إعطاء معالجة جذرية للتحريض والتحريض. سيتم القضاء على نظام التعليم والإرهاب من قبل الفلسطينيين ومنهم.
وإذا تم استكمال جميع الخطوات بنجاح في فترة تصل إلى أربع سنوات، فإن إسرائيل ستوافق على الاعتراف بالدولة الفلسطينية منزوعة السلاح في أراضي السلطة الفلسطينية، وهي خطة يتحمل مسؤوليتها عدد من رجال الأعمال، بينهم مقربون أيضاً من رئيس الوزراء، حتى أنها عرضت على المسؤولين الأميركيين.
بالون اختبار
واعتبرت الصحيفة أن هذا هو بالون نتنياهو التجريبي الذي يتوافق مع المبادرة الأميركية للتسوية الشاملة للشرق الأوسط، وأضافت: لا يُجري نتنياهو هذه الاتصالات بشكل مباشر، ولكن فقط من خلال صديقه المقرب (وزير الشؤون الإستراتيجية) رون ديرمر، لكنه يروج للأفكار ويتلاعب بها بطريقة يمكنه دائما إنكار وجود صلة مباشرة بها، ولفتت الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى هذه الخطة، يعملون في إسرائيل في الوقت ذاته على عدة برامج أخرى "لليوم التالي" للحرب على غزة.
وقالت: هناك مقر عمل لدى منسق عمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق (الأراضي الفلسطينية) العقيد غسان عليان، والجيش الإسرائيلي يعمل على خطته الخاصة، كما يقوم جهاز الأمن العام (الشاباك) بإعداد توصيات لخطة مفصلة لليوم التالي، وأضافت: "خطة رجال الأعمال هي الخطة الحقيقية التي يفكر فيها نتنياهو"، ولم تصدر السلطات في تل أبيب تعليقا رسميا فوريا على ما جاء في الصحيفة.
خلافات ساخنة
بالتوزاي، كشف تقرير للقناة 14 العبرية، صباح اليوم الأربعاء، عن ما وصفها بـ"الخلافات الساخنة" بين وزراء الحكومة الإسرائيلية حول "اليوم التالي" لإنتهاء الحرب في قطاع غزة، وقالت القناة في تقريرها إنه خلافا للادعاء بأن بنيامين نتنياهو منع مناقشة في مجلس الوزراء حول قضية "اليوم التالي" وفي ظل التقارير حول زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن اليوم الأربعاء، لبحث القضية، فإن مثل هذا النقاش حدث في الماضي الخميس، واختلف الوزراء حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليوم التالي.
ووفقا للقناة يطالب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع، مما يعني إمكانية خروج إسرائيل ودخولها متى أرادت ذلك، وفي المقابل يقول رئيس معسكر الدولة بيني جانتس أنه يجب أن تكون هناك حكومة فلسطينية محلية، في المقابل، يرى رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ووزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن جفير أنه يجب تحرير القطاع بأكمله وتشجيع الهجرة الطوعية لمئات الآلاف كدليل تجريبي، وبعد ذلك بناء المستوطنات والقواعد اليهودية على طوله.
أحلام المتطرفين
من جانبه دعا وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش إلى تشكيل حكومة عسكرية في قطاع غزة حتى يتم تشكيل قيادة مدنية، بدورة رد وزير الخارجية يسرائيل كاتس على سموتريتش بأن السيطرة المدنية غير منطقية، وقال إنه في رأيه يجب إنشاء آلية قوة دولية للسيطرة على القطاع، في السياق، يعتقد وزير الزراعة آفي ديختر أنه يجب سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا ومحيط المنطقة الأمنية بعيدة المدى (منطقة أمنية خاصة بالقرب من الحدود حيث يوجد حظر كامل على دخول سكان غزة).
فيما ادعى الوزير جدعون ساعر أن محيط المنطقة الأمنية يجب ألا يكون ضيقا، وأن المنطقة الأمنية يجب أن تكون أكبر مما يقترحه الجيش، وأوضحت القناة أن المناقشة كانت قصيرة وأن الوزراء الذين أُعطي كل منهم 5 دقائق فقط لعرض رأيه، طلبوا توسيع المناقشة، حيث ستجتمع الحكومة الموسعة مرة أخرى يوم الخميس المقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الیوم التالی
إقرأ أيضاً:
توتر إسرائيلي أمريكي بعد محادثات مباشرة مع حماس.. الكشف عن مكالمة صعبة
كشفت مخاوف "إسرائيل" بشأن المفاوضات السرية والمباشرة التي تجريها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حركة حماس، في محادثة متوترة بين اليد اليمنى لرئيس وزراء الاحتلال، والمسؤول الأمريكي الكبير الذي يقود المحادثات.
يأتي ذلك بعدما أبلغ مسؤولون كبار في إدارة ترامب المسؤولين الإسرائيليين في أوائل شباط/ فبراير بأنهم يفكرون في إجراء محادثات مباشرة مع حركة حماس، وحينها نصحت "إسرائيل" بعدم القيام بذلك، وخاصة دون وضع شروط مسبقة.
وأفاد موقع "واللا" بأن "إسرائيل" اكتشفت بعد ذلك من خلال قنوات أخرى، أن الولايات المتحدة تتجه نحو المفاوضات المباشرة مع حركة حماس على أي حال.
ومنذ الكشف عن المحادثات غير المسبوقة بين الولايات المتحدة وحركة حماس، امتنع نتنياهو عن انتقاد ترامب علنا، بينما قال مكتبه إن "إسرائيل أوضحت موقفها للولايات المتحدة"، إلا أن أقرب المقربين من نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، اتخذ لهجة أقل تحفظا بكثير في محادثة مع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بويلر.
وذكرت مصادر للموقع الإسرائيلي، أن المحادثة بين ديرمر وبوهلر جاءت بعد ساعات من لقاء المبعوث الأمريكي في الدوحة مع خليل الحية، أحد كبار الشخصيات في الجناح السياسي لحركة حماس ورئيس فريق التفاوض في المنظمة.
وبدأت محادثات بوهلر في العاصمة القطرية الأسبوع الماضي بلقاء مع مسؤولين من مستوى منخفض في حركة حماس، وركزت على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر (21 عاما)، وجثث الأسرى الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا.
وكانت الرسالة الأمريكية لحركة حماس هي أن إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين من شأنه أن يمنح "حماس" قدرا كبيرا من الثقة لدى الرئيس ترامب، الذي سوف يضغط بعد ذلك من أجل التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً يمكن أن يشمل هدنة طويلة الأمد، وممرا آمنا من غزة لقادة الحركة، ونهاية فعلية للحرب.
وكان البديل، وفقا للأمريكيين، هو حملة عسكرية إسرائيلية متجددة لـ"تدمير حماس"، وكان ترامب ومستشاروه يأملون في تحقيق انفراجة قبل خطاب الرئيس أمام الكونغرس الأمريكي، لكنهم وجدوا رد الحركة غير كاف، بحسب ما نقل الموقع الإسرائيلي عن المصادر.
وتطرقت المحادثات أيضًا إلى تفاصيل مثل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل عودة ألكسندر، وهو الرقم الذي لم توافق عليه "إسرائيل".
وأوضحت المصادر أن نتنياهو اعتقد في البداية أن احتمالات الاتصالات بين الولايات المتحدة وحركة حماس منخفضة وأن التنسيق بينه وبين ترامب وثيق للغاية، إلا أنه ومستشاريه أصبحوا قلقين بشكل متزايد بعد أن أصبحت الفكرة حقيقة.
وخلال المكالمة الهاتفية بين ديرمر وبوهلر، والتي وصفها مصدران بأنها "محادثة صعبة"، أعرب ديرمر عن تحفظاته بشأن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس، وأوضح أنه يعارض قيام بوهلر بتقديم مقترحات دون موافقة "إسرائيل" المسبقة.
وأكد بوهلر لديرمر أن الأمريكيين ليسوا قريبين من التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، وأنه يفهم المبادئ المهمة بالنسبة لـ"إسرائيل"، بينما زعم مسؤول إسرائيلي أن المحادثة المتوترة بين ديرمر وبوهلر دفعت البيت الأبيض إلى "إعادة تقييم المحادثات مع حركة حماس والتراجع قليلا عن هذه الخطوة".
وضغطت عائلات الأسرى الذين يحملون الجنسية الأمريكية على إدارة بايدن منذ أشهر للتحدث مباشرة مع حركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق منفصل لإطلاق سراحهم.
وقال مسؤول أمريكي كبير سابق إن "إدارة بايدن لم تعتقد أن مثل هذه المحادثات ستسفر عن نتائج وتخشى إضفاء الشرعية على حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية".
وأضاف المسؤول الذي شارك بشكل مباشر في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى أن البيت الأبيض "أجرى محادثات مع ’حماس’ من خلال مصدر أمريكي مقرب من الإدارة لكنه غير رسمي"، وتحدث نفس الشخص مع كبار مسؤولي الحركة حول إمكانية التوصل إلى صفقة منفصلة بشأن الأسرى الأمريكيين.
وعندما انضم مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، فإنه عرض الاجتماع مباشرة مع حركة حماس لتسريع المحادثات، لكن هذا لم يحدث في نهاية المطاف في ذلك الوقت.
وقال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي من المقرر أن يسافر إلى المنطقة مطلع الأسبوع المقبل، إن إطلاق سراح ألكسندر كان "أولوية قصوى" بالنسبة للبيت الأبيض.