تشهد المناطق الجنوبية، وخاصة رفح، أزمة إنسانية متفاقمة مع توغل القوات الإسرائيلية في خان يونس. ويتسم الوضع المزري بالاكتظاظ، ومحدودية الموارد، والصراع اليائس من أجل البقاء.

 

قالت حنين حرارة، من سكان رفح، للجارديان خلال تقديم وصفًا مباشرًا للتحديات اليومية التي يواجهها السكان، حيث يؤدي تدفق النازحين الباحثين عن ملجأ إلى تفاقم ندرة المأوى، مما يجبر الكثيرين على تحمل ظروف قاسية في خيام لا توفر سوى القليل من الحماية من العوامل الجوية.

 

يسلط تقرير الجارديان الضوء على معاناة الأسر التي اضطرت إلى الإخلاء مراراً وتكراراً بحثاً عن الأمان وسط القصف المتواصل. ويزداد تعقيد الأزمة مع توجيه المسؤولين الإسرائيليين اتهامات ضد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مما أدى إلى تخفيضات كبيرة في التمويل من الجهات المانحة الدولية الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

 

وتواجه الأونروا، التي تمثل شريان الحياة للعديد من الفلسطينيين في غزة، الآن مهمة شاقة تتمثل في توفير الخدمات الأساسية وسط قيود مالية. واستنكر فيليب لازاريني، رئيس الوكالة، قطع التمويل ووصفه بأنه "صادم"، مؤكدا على الدور الحيوي الذي تلعبه الأونروا في تقديم خدمات الغذاء والدقيق والصرف الصحي وتحلية المياه.

 

إن تأثير الصراع على سكان غزة المكتظين بالفعل هو تأثير واضح، حيث فر الآلاف إلى المناطق الجنوبية، مما أدى إلى اكتظاظ شديد. أفاد المراقبون عن هجرات جماعية، غالبًا ما تتميز بتكدس العائلات في المركبات مع فتح كل الأبواب المتاحة لاستيعاب الركاب الإضافيين.

 

وحتى قبل الصراع الأخير، كانت غزة تصنف من بين الأماكن الأكثر كثافة سكانية على مستوى العالم. وقد أجبرت الهجمات العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر الفلسطينيين على التحرك جنوباً، مما أدى إلى كارثة إنسانية. وتواجه رفح، التي كانت في البداية موطناً لما يقدر بنحو 250,000 شخص، تحديات استضافة أكثر من نصف سكان غزة.

 

تُظهر الصور الجوية تحول رفح من منطقة مفتوحة إلى منطقة مكتظة بالسكان، مما يسلط الضوء على التأثير الساحق للصراع. وتواجه المدينة، التي تعاني أصلا من الفقر وفقا لمعايير غزة، الآن تهديدات إضافية من الغارات الجوية، مما يتسبب في وقوع المزيد من الضحايا بين الأسر النازحة.

 

يعكس تقرير الجارديان نضالات عدد لا يحصى من الأفراد الذين يواجهون ظروف معيشية مزدحمة، وطوابير طويلة للحصول على الضروريات الأساسية، والانتشار السريع للأمراض، بما في ذلك التهاب الكبد أ. وتؤكد تمارا الرفاعي من الأونروا على صعوبة عزل المرضى في الملاجئ المكتظة، مما يؤدي إلى تفاقم المخاوف الصحية.

 

يصف الدكتور جون كاهلر من MedGlobal، الذي أدار مؤخرًا عيادة في رفح، مشاهد مفجعة لعائلات يائسة تبحث عن ملجأ وعناية طبية. ويساهم الافتقار إلى المرافق الأساسية، مثل الحمامات والمراحيض، في انتشار الأمراض الجلدية.

 

ومع تقدم القوات الإسرائيلية بشكل أعمق في خان يونس، من المتوقع أن تتصاعد الأزمة، حيث يبحث آلاف آخرون عن مأوى في رفح. هناك نقص في مواد بناء الملاجئ الأساسية، مما يزيد من معاناة الأفراد النازحين.

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يمهل الأونروا حتى الخميس لمغادرة القدس المحتلة

قال سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، الجمعة، إن أمام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مهلة حتى 30 يناير/كانون الثاني الجاري لمغادرة القدس.

وكتب السفير الإسرائيلي داني دانون في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأونروا يجب أن "توقف عملياتها في القدس، وتخلي جميع المباني التي تعمل فيها في المدينة" بحلول 30 كانون الثاني/ يناير.

وتقدم وكالة الأونروا خدماتها للاجئين الفلسطينيين في 5 مناطق هي: الأردن وسوريا ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية).



وسيكون من شأن تنفيذ القوانين التي أقرها الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي قبل 3 أشهر، تقويض عمل الوكالة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.

وتأتي الرسالة عقب مصادقة البرلمان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول على قانون يحظر أنشطة الوكالة الأممية في "إسرائيل"، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967.

ومساء الجمعة، ندد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على منصة "إكس" بالقرار الإسرائيلي معتبرا أنه "يخاطر بتخريب وقف إطلاق النار في غزة، محطما مرة أخرى آمال أولئك الذين عانوا معاناة لا توصف".

وفي إحاطة خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في 17 كانون الثاني/ يناير الجاري، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "حذرت من أنه في غضون أقل من أسبوعين، سيدخل تشريع الكنيست لإنهاء عمليات الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة حيز التنفيذ".

وأضاف، بحسب نص الكلمة التي حصلت الأناضول على نسخة منها، أن "التنفيذ الكامل للتشريع ستكون له تداعيات كارثية، ففي غزة سيؤدي لإضعاف الاستجابة الإنسانية الدولية بشكل كبير، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية الكارثية بالفعل إلى حد كبير جدا".

وتابع: "تزعم حكومة إسرائيل أن خدمات الأونروا يمكن نقلها إلى هيئات وكيانات أخرى، والواقع أن ولاية الوكالة وقدرتها على توفير خدمات شبيهة بالخدمات العامة للجميع هي ولاية فريدة من نوعها".



وحذر لازاريني من "أن تفكيك الأونروا الآن، خارج العملية السياسية، من شأنه أن يقوض اتفاق وقف إطلاق النار ويخرب تعافي غزة والانتقال السياسي".

وزاد: "في الضفة الغربية، أعلنت السلطة الفلسطينية بوضوح أنها لا تملك الموارد المالية أو القدرة على التعويض عن فقدان خدمات الأونروا".

واعتبر أن "التفكيك الفوضوي للأونروا من شأنه أن يلحق ضررا بصورة لا رجعة فيها على حياة ومستقبل الفلسطينيين".

مقالات مشابهة

  • من الإهمال إلى العدوى..كيف تؤثر الكلاب الضالة على حياة الإنسان والحيوان؟
  • البابا فرنسيس: نزاع السودان تسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم
  • مسؤول إسرائيلي: سكان غزة ن يعودوا للشمال إلا بعد حل أزمة أربيل يهود
  • عاجل| الأونروا بالضفة الغربية: جميع سكان مخيم جنين نزحوا تقريبا
  • الجيش الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم
  • الجيش الإسرائيلي يوجه اتهامًا لحزب الله ويحذر سكان جنوب لبنان
  • الاحتلال الإسرائيلي يمهل الأونروا حتى الخميس لمغادرة القدس المحتلة
  • الجثامين المتحللة .. كارثة صحية خطيرة تواجه النازحين في غزة
  • الدعوات تتصاعد لإعادة تشغيل برامج مكافحة الهجرة مع تفاقم أزمة اللاجئين في الكفرة
  • قطر تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين