من حي الخرنفش إلى مكة.. رحلة كسوة الكعبة المشرفة في 7 قرون (صور)
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
يعكس تاريخ كسوة الكعبة أهمية الكعبة المشرفة في الإسلام والاهتمام بحفظ وتزيين بيت الله الحرام. وعلى مدار التاريخ شهدت كسوة الكعبة عدة تغيرات وتطورات.
أخبار متعلقة
من عهد الرسول إلى الدولة العباسية .. كيف تغير لون كسوة الكعبة من الأبيض إلى الأسود
بث مباشر.. بدء مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة
كيف نستقبل العام الهجري الجديد 1445 .
في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقبل الإسلام، كانت الكعبة تُغطى بالأقمشة والستائر الملونة، وبعد فتح مكة عام 630 م، أزال النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأصنام والتماثيل من الكعبة وطهرها، وجرى استبدال الستائر القديمة بستار أبيض بسيط.
أما في العصور الإسلامية المبكرة تطورت كسوة الكعبة لتشمل الأقمشة المزخرفة والتطريزات، واستخدام الحرير والذهب والفضة في صنع الكسوة، وكانت تُغير بانتظام، وخلال فترة حكم الدولة العثمانية جرى تطوير كسوة الكعبة بشكل كبير وكانت تتميز بالتطريزات الفاخرة والألوان الزاهية.
«المصرى اليوم» تصحبكم في رحلة كسوة الكعبة من حي الخرنفش إلى مكة، حيث كانت تخرج كسوة الكعبة في موكب مهيب يسمى بـ«المحمل»، تتقدمه الجمال المحملة بهودج خشبي مكعب الشكل تعلوه قمة هرمية بداخله كسوة الكعبة المشرفة، وكان المحمل يطوف القاهرة نحو ثلاثة أيام في أجواء احتفالية وكان يصاحب طوافه تزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، بحضور الملوك والسلاطين.
عهد الدولة الفاطمية والمملوكية
اهتم الحكام الفاطميون، بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون، وفى عهد الدولة المملوكية، في عهد السلطان الظاهر بيبرس، أصبحت الكسوة ترسل من مصر، وكان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد، ولو وصل الأمر إلى القتال، وكانت هناك محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة، من قبل الفرس والعراق، لكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأى أحد أن ينازعهم فيه.
وتأكدت حماية الحرمين لمصر، بصفة قاطعة، أيام سلاطين المماليك، إذ اعترف حكام اليمن بحق مصر في صناعة الكسوة، بعد اعتقال المماليك ملك اليمن «المجاهد»، عام 751 هجريا، وأرسلوه إلى مصر مكبلا بالأصفاد، لكونه جاء من اليمن بكسوة بيضاء، وأراد إزالة الكسوة المصرية، ونتيجة ذلك أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبدالملك الناصر محمد بن قلاوون، عام 751«هجرية»، وقفا لضمان تمكن مصر من كسوة الكعبة كل عام، (قريتين من قرى القليوبية)، هما «بيسوس وأبوالغيث»، وكان يتحصل من هذا الوقف على 8900 درهم سنويًا وظل هذا النظام قائما إلى عهد السلطان العثمانى سليمان القانونى، وأدخل الزركشة على حلة الكعبة، وقام بكسوة مقام إبراهيم الخليل، وأضاف سبع قرى إلى وقف الكعبة، لتصبح تسع قرى، للوفاء بالتزامات الكسوة، وظلت الكسوة ترسل بانتظام من مصر، سنويا، يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.
موكب كسوة الكعبة
كان موكب كسوة الكعبة عبارة عن جمل يحمل الكسوة وخلفه جمال تحمل المياه وأمتعة الحجاج، وخلفه جُند يحرسون الموكب حتى الحجاز، ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية، يدقون الطبل ويرفعون الرايات.
وبعد الحج يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة، بعد استبدالها بالكسوة الجديدة، وتقطع قطعا وتوزع على النبلاء والأمراء، وما زالت هذه القطع موجودة في متحف كسوة الكعبة، وبعضها في قبور العائلة الملكية بمصر، حيث زينوا بها أضرحتهم كنوع من التبرك.
شجرة الدر أول من أرسلت كسوة الكعبة
تعتبر شجر الدر، سلطانة مصر، أول من أرسلت كسوة الكعبة من مصر، عندما ذهبت للحج؛ فصُنع لها هودج مربع عليه قبة جلست فيها ومعها الكسوة، وخلفها تسير قافلة الحجاج ومنها أطلق عليها مسمى المحمل.
لم يكن المحمل ليخرج بالمصريين فحسب، بل كان يصحبه الحجيج من بلاد المغرب الإسلامى، بما فيه الأندلس وبلاد إفريقيا أو القادمين عن طريق البحر من البلاد العثمانية، وكثيرًا ما كان يأتى أمراء وملوك تلك البلاد قاصدين الحج، وكانوا يجتمعون في القاهرة ليتوقفوا بتلك المحطة المهمة، وكان سلاطين مصر المملوكيه يلقبون بخدام الحرمين الشريفين.
صدام محمد على والوهابيين
وفى عهد محمد على باشا، توقفت مصر عن إرسال الكسوة، بعد صدام بين الوهابيين في الأراضى الحجازية، وقافلة الحج المصرية عام 1222هـ، الموافق عام 1807م، أعادت مصر إرسال الكسوة في العام 1228هـ. وخلال العام 1233 هجريًا، في عهد الدولة العثمانية، أنشئت دار لصناعة كسوة الكعبة، بحي الخرنفش بالقاهرة، وهو حي عريق، يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، ومازالت بقايا الدار قائمة حتى الآن.
وظلت الكسوة تصنع في مصر حتى عام 1381 هجريًا، 1962 ميلاديًا، إلى إن توقف خروج كسوة الكعبة من مصر لأسباب ترتبط بالملفات السياسية آنذاك، حيث تحولت دار الكسوة في مصر، التي احتضنت صناعة الكسوة نحو 150 سنة إلى مخزن لبواقى وزارة الأوقاف المصري.
وتولت المملكة العربية السعودية شرف صناعة كسوة الكعبة، وأمر الملك عبدالعزيز آل سعود، بإنشاء دار خاصة لصناعة الكسوة في حارة أجياد على مساحة 1500 متر مربع، وجلب الملك لتلك الدار أمهر العمال.
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين كسوة الكعبة استبدال كسوة الكعبة مكة المكرمة الكعبة المشرفة الکعبة المشرفة کسوة الکعبة من من مصر
إقرأ أيضاً:
اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين تبدأ غدا تلقي طلبات الطعون والتنازلات
تبدأ اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين برئاسة جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة غدًا السبت 15 فبراير 2025م، في تلقي طلبات التنازلات والطعون، لمدة خمسة أيام بقاعة أمين الرافعي في مبنى النقابة من الساعة العاشرة صباحًا، وحتى الثالثة عصرًا على أن تُعلن الكشوف النهائية للمرشحين عقب الانتهاء من فحص الطعون، واستبعاد المتنازلين.
وأكد السكرتير العام أن المجلس سوف يوجه الدعوة للجمعية العمومية للانعقاد يوم الجمعة 7 مارس 2025م، للنظر في جدول الأعمال وإجراء الانتخابات، وفي حالة عدم اكتمال النصاب القانوني بحضور نصف الأعضاء على الأقل من إجمالي مَن يحق لهم التصويت يُؤجل اجتماع الجمعية العمومية إلى 21 مارس 2025م، ويكون الانعقاد صحيحًا بحضور ربع عدد الأعضاء.
وأشار السكرتير العام إلى أن مجلس النقابة قرر إجراء العملية الانتخابية "التصويت - والفرز" تحت إشراف قضائي كامل.
وكانت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين أعلنت أمس الخميس 13 فبراير 2025م، كشوف المرشحين على مقعد النقيب، و(6) من أعضاء المجلس، وبلغ عدد المرشحين (53)، بينهم (10) على مقعد النقيب، و(43) لعضوية مجلس النقابة.