يقول أحد الكتاب بصحيفة "يني شفق" التركية إن المقاومة الفلسطينية التي استمرت 17 عاما، بإمكانيات متواضعة، ستُكتب بحروف من ذهب في كتب التاريخ وسيكون الشعب الفلسطيني هو الفائز في هذه الحرب.

وأورد الكاتب صادق عبد الله في مقال له بالصحيفة أن المقاومة نفّذت عملية نادرة النظير في تاريخها. أما الاحتلال الإسرائيلي، فلم يتمكن من فعل شيء سوى قتل المدنيين في غزة وتدمير البنية التحتية المدنية.

ويواجه جيش الاحتلال مقاومة غير مسبوقة حالت دون تمكّنه من تحقيق أي نجاح عسكري. وفي الواقع، يتضاعف الفشل والهزيمة التي عاشتها إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يوما بعد يوم، وتسير خطوة بخطوة نحو هزيمة جديدة.

انضباط روحي استثنائي

ووصف عبد الله مثابرة الشعب الفلسطيني وتصميمه ومقاومته بأنها "انضباط روحي استثنائي لا يمكن لأي قوة مادية أن تقهره".

وقال عن الضفة الغربية، التي قدمت حوالي 400 شهيد منذ بداية الحرب، إنها ستدخل مرحلة لم يكن الاحتلال الإسرائيلي يتوقعها أبدا، وسيعيش الهزيمة نفسها التي لحقت به في غزة.

وتحدث الكاتب عن أسباب "طوفان الأقصى" وأرجعها إلى الاضطهاد المستمر الذي تعرض له الشعب الفلسطيني لسنوات، والحصار العنيف والوحشي لغزة طوال 17 عاما، والهجمات على المسجد الأقصى ومحاولات النظام الصهيوني تدمير المسجد تدريجيا، وضمه لما يقارب كامل الضفة الغربية وبناء مستوطنات جديدة كل يوم.

سقوط نتنياهو

وأورد الكاتب أن جيش الاحتلال الذي كان يعتبر أحد أقوى الجيوش في العالم والمنطقة، أُصيب بالعجز في غضون ساعات قليلة من بدء "طوفان الأقصى"، علما أنه كان مجهزا بأحدث التكنولوجيا المتطورة.

وقال عبد الله إنه ومع اقتراب الحرب من يومها الـ115، تقدر خسائر جيش الاحتلال بما يتجاوز ألف مركبة عسكرية، وآلاف القتلى والجرحى والمعاقين.

وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتخبط حاليا من جانب إلى آخر، وفشل جيشه في تحقيق أي مكاسب حتى الآن، يندفع إلى ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين. ولكن في النهاية، سيضطر هو وحكومته إلى الاعتراف بفشلهم، وسيكون ذلك اليوم من الأزمات الحقيقية بينه وبين شعبه. وفي النهاية، سيضطر إلى قبول شروط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتفاوض معها.

مزاعم مضحكة

ونفى عبد الله بعض المزاعم حول عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ومنها أن العملية تمت بتواطؤ إسرائيلي، أو تمت بناء على أوامر من بعض الدول في المنطقة، واصفا ذلك بأنه "ادعاء مضحك" نابع من تأثير سيكولوجية الهزيمة التي تعرض لها الاحتلال الإسرائيلي للتقليل من نجاح المقاومة الفلسطينية.

وقال إن النظام الصهيوني في وضع صعب للغاية في تاريخه، ولم يكن أبدا بهذا العار في جميع أنحاء العالم، ويحاول إطلاق رواياته الزائفة لجذب انتباه مؤيديه الدوليين وإثارة الشكوك حول شرعية المقاومة.

إسرائيل تشكل تهديدا لجميع دول المنطقة

وأكد عبد الله أن عملية "طوفان الأقصى" حققت فوائد كبيرة للقضية الفلسطينية. فقد أصبحت هذه القضية الآن في مرحلة لا يمكن للقوى التي تدعي أنها صانعة القرار في العالم تجاهلها أو نسيانها.

وقال إن المتوقع من الدول الإسلامية وشعوبها هو الانضمام إلى المقاومة. فقد بات الاحتلال يشكل تهديدا لجميع شعوب المنطقة، ويغزو الأراضي العربية بلا هوادة، ويشارك في أنشطة تتعارض مع مصالح الدول الإسلامية، كما هو الحال في شرق البحر الأبيض المتوسط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عبد الله

إقرأ أيضاً:

مشروع قناة “بن غـوريون” ما بعد طـوفان الأقـصى

يمانيون/ تحليل/ عبدالله علي صبري

 

شهية الصهاينة في التوسع لا حدود لها، فهم لا يتأخرون في انتهاز الفرص واستغلال كل الظروف في سبيل احتلال أراضي الغير وفرض الهيمنة على المنطقة بقوة الحديد والنار، وبالاستفادة من سطوة الدول الكبرى وتوثيق الصلات بها.

ومنذ ستينات القرن الماضي وبعد أن أعلنت مصر عبد الناصر تأميم قناة السويس، ما شكل حجر عثرة أمام تمدد الكيان الصهيوني، فكرت “إسرائيل” وأمريكا بإنشاء قناة بديلة تربط ميناء أم الرشراش “إيلات” على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر الأبيض المتوسط. غير أن الفكرة ظلت حبيسة الأدراج، حتى عادت للظهور مجددا في 2021 تحت مسمى مشروع ” قناة بن غوريون “، حين باشر قادة الكيان الصهيوني الخطوات التنفيذية الأولى لشق القناة، لولا أن معركة طوفان الأقصى قد جمدت المشروع حتى حين.

قناة “بن غوريون” التي ستكون منافسة لقناة السويس ليست هدفا اقتصاديا للكيان فحسب، لكنها أيضا تنطوي على هدف استيطاني توسعي في غزة، خاصة أن التقارير والدراسات تشير إلى أن شق القناة عبر شمالي غزة المحاذي لميناء عسقلان قد يختصر 100 كم من المسافة بين “إيلات” وعسقلان، ما يعني توفير ثلث التكاليف المالية أيضاً.

وتحت ذريعة تنفيذ هذا المشروع، ظهرت أصوات تطالب بتهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في شمالي القطاع كخطوة أولى، بل إن اليهودي الأمريكي “جاريد كوشنر” صهر الرئيس ترمب، كان قد صرّح بأهمية الواجهة البحرية لقطاع غزة وقيمتها الكبيرة لإسرائيل، التي يجب عليها تهجير المدنيين الفلسطينيين منها ونقلهم إلى “صحراء النقب”. والمفارقة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان قد اقترح على الصهاينة في عدوانهم الأخير على غزة، تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب أيضا!.

وبرغم أن الجرائم الوحشية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في غزة على مدى 15 شهرا، تشكل حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة، إلا أنها غير منفصلة عن مخطط تنفيذ القناة بين “إيلات” وعسقلان، لكن مرورا بغزة.

لن يستقر ولن يستمر هذا المشروع إلا بالهدوء التام في غزة وكل فلسطين المحتلة، أما مع المقاومة فإن القناة المرتبطة بميناء عسقلان ستكون هدفا استراتيجيا ضاغطا على الكيان في حال أي تصعيد أمني أو عسكري تجاه غزة ومقاومتها، ولذا لن نستغرب إذا عملت أمريكا مع “إسرائيل” والدول العربية على تمرير صفقة طويلة المدى في غزة تحت وهم ” السلام الاقتصادي “، الذي من شأنه تهيئة المناخ الأنسب لتنفيذ قناة بن غوريون وتحويلها إلى واقع مستدام.

وبحسب مراقبين، فإن الحماس الأمريكي لهذا المشروع يتعاظم يوما بعد آخر في إطار احتدام الحرب الاقتصادية الصينية الأمريكية، وبهدف محاصرة مشروع ” طريق الحرير ” وتجمع دول ” بريكس “، الذي انضمت إليه مصر مؤخرا. وليس خافيا مدى خطورة قناة “بن غوريون” على الاقتصاد المصري ومنافستها لقناة السويس ذات الأهمية الجيوستراتيجية لمصر وللعرب.

وقد رأينا كيف سارعت “إسرائيل” إلى تحريك الجسر البري من الإمارات وإلى داخل الكيان مرورا بالأراضي السعودية والأردنية، في محاولة التفاف على الحصار البحري الذي تمكنت جبهة الإسناد اليمنية، من فرضه على ميناء أم الرشراش والملاحة الدولية المتجهة إليه.

كما إن هذا المشروع لا ينفصل عن المخططات الموازية، مثل صفقة القرن، و”الشرق الأوسط” الجديد، والممر الاقتصادي البري والبحري بين الهند وأوروبا مرورا بدول الخليج و”إسرائيل”. وكلها مشاريع تستهدف القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي، ولكن بمشاركة أدوات عربية رهنت نفسها للشيطان الأكبر.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة طوفان الأقصى
  • الدكتور بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة “طوفان الأقصى”
  • فلسطيني يطلق اسم طوفان الأقصى على مولودته قبل ساعات من وقف إطلاق النار
  • 46788 شهيدا و110453 مصابا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • الحرس الثوري: وقف إطلاق النار في غزة هزيمة للصهاينة لا يمكن تعويضها
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كانت منعطفا مهما في تاريخنا والمقاومة لن تتوقف بعدها
  • مشروع قناة “بن غـوريون” ما بعد طـوفان الأقـصى
  • FT: كيف أباد الاحتلال جباليا البلد التي كان يسكنها 200 ألف نسمة؟
  • صنعاء.. مسير ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” بمديرية بني مطر