نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية مقالا لمدير وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز يتحدث فيه عن وظيفة الاستخبارات، وتطورها، في العصر الحالي مع بعض آرائه حول أهم قضايا العالم حاليا.

وقال بيرنز ،  إنه ما دامت الدول تحجب الأسرار عن بعضها بعضا، فقد حاولت سرقتها من بعضها بعضا. وكان التجسس وسيظل جزءا لا يتجزأ من فن الحكم، حتى مع تطور تقنياته باستمرار.



وذكر أن الاختبار الحاسم للتجسس هو التوقع الناجح، ومساعدة صانعي السياسات على التنقل بسلاسة في التحولات العميقة بالمشهد الدولي خلال اللحظات المفصلية التي لا تأتي إلا بضع مرات كل قرن.

وأوضح، أن بلاده تواجه حاليا واحدة من تلك اللحظات النادرة، مثل فجر الحرب الباردة أو فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث يشكل صعود الصين والانتقام الروسي تحديات جيوسياسية مروعة في عالم من المنافسة الإستراتيجية الشديدة، إذ لم تعد الولايات المتحدة تتمتع بالقوة التي لا منافس لها، وتتصاعد فيه التهديدات المناخية الوجودية.



وأشار إلى أن حقبة ما بعد الحرب الباردة قد وصلت إلى نهايتها التامة في اللحظة التي غزت فيها روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

واتهم بيرنز، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بأنه يمثل انعدام الأمن حاليا، وأن إصراره المأساوي والوحشي على السيطرة على أوكرانيا قد جلب العار لروسيا، وكشف نقاط ضعفها، من اقتصادها أحادي البعد إلى براعتها العسكرية المتضخمة إلى نظامها السياسي الفاسد"، وفق قوله.

وعن الأوضاع في الشرق الأوسط قال بيرنز، "إن الأزمة التي عجل بها هجوم حركة حماس على إسرائيل هو تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة".

وتابع، "ستبقى المنافسة مع الصين أولوية قصوى لواشنطن، لكن هذا لا يعني أنها تستطيع التهرب من التحديات الأخرى، وهذا يعني فقط أن على الولايات المتحدة أن تتنقل بحذر وانضباط، وأن تتجنب التجاوز، وأن تستخدم نفوذها بحكمة".



وأضاف، "أن الشرق الأوسط حاليا أكثر تشابكا أو انفجارا من أي وقت مضى، وأن إنهاء العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي لليوم التالي في غزة، جميعها مشاكل صعبة للغاية".

وأردف، "أن إحياء الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل، وكذلك إقامة دولة فلسطينية، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، أمور يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية، لكن من الصعب تخيل الخروج من الأزمة دون متابعتها بجدية".

ووفقا لمدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، "فإن مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران حول برنامجها النووي وتمكين العدوان الروسي وكبح الحوثيين".

واستدرك، "أن الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصرا عن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط المزعجة، لكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، بدون قيادة أمريكية نشطة".

وتابع بيرنز أنه تحت السطح الكثيف للدعاية والقمع الحكومي الروسيين والتيار الخفي من السخط تبرز فرص للتجنيد، لا تأتي إلا مرة واحدة في كل جيل لوكالة المخابرات المركزية، التي لن تدع ذلك يذهب سدى.

وأشار بيرنز، إلى أن الصين هي التهديد الأكبر على المدى الطويل، وعلى مدار العامين الماضيين، أعادت وكالة المخابرات المركزية تنظيم نفسها لتعكس هذه الأولوية.

وتابع، "هناك تحديات إقليمية مألوفة، تلوح في الأفق، ليس فقط في الأماكن التي طالما اعتبرت ذات أهمية إستراتيجية، مثل كوريا الشمالية وبحر جنوب الصين، ولكن أيضا في أجزاء من العالم لن تنمو أهميتها الجيوسياسية إلا في السنوات المقبلة، مثل أميركا اللاتينية وأفريقيا".



ولفت إلى أن "الثورة في الذكاء الاصطناعي، وسيل المعلومات المفتوحة المصدر إلى جانب ما يجمعونه سرا، تخلق فرصا تاريخية جديدة لمحللي وكالة المخابرات المركزية، وإنهم يعملون على تطوير أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي للمساعدة في استيعاب كل تلك المواد بشكل أسرع وأكثر كفاءة".

وقال بيرنز، "إنه في بعض الأحيان، يكون من الأنسب لضباط المخابرات التعامل مع الأعداء التاريخيين في المواقف التي قد يشير فيها الاتصال الدبلوماسي إلى اعتراف رسمي، ولهذا السبب تواصلوا مع طالبان أفغانستان.

وفي بعض الأحيان، يمكن أن توفر علاقات الوكالة في أجزاء معقدة من العالم إمكانيات عملية، كما هو الحال في المفاوضات الجارية مع مصر وإسرائيل وقطر وحماس حول وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الأسرى من غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين الولايات المتحدة روسيا الشرق الأوسط غزة الشرق الأوسط الولايات المتحدة غزة الصين روسيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة وکالة المخابرات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

جنبلاط في سوريا اليوم.. والإنتربول يطالب بتوقيف مدير المخابرات الجوية في نظام الأسد

سيكون الحدث الأبرز اليوم الأحد، مسرحه دمشق حيث تتجه الأنظار إلى ما ستحمله من نتائج زيارة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، إلى سوريا، للمرة الأولى منذ اكثر من ١٣ عاما يرافقه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، على رأس وفد من كتلة "اللقاء الديموقراطي" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".

ولفتت " الانباء الكويتية" الى عدم تعليق عدد واسع من القوى السياسية على خطوة جنبلاط، معتبرين أن العلاقات بين البلدين خصوصا عبر السلطات السورية الجديدة، يجب أن تمر عبر المسار الرسمي بين دولتين، وليس عبر مجموعات سياسية أو أحزاب أو قوى دينية".

وبحسب معلومات "نداء الوطن"، فإنّ الوفد، الذي سيلتقي القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، يهدف من خلال هذه الزيارة، أوّلاً، إلى تهنئة الشعب السوري والقيادة الجديدة، على انتصارهم في النضال من أجل الحريّة، وثانياً للبحث في النقاط العالقة بشأن الحدود بين البلدين وقضية المفقودين اللبنانيين، وغيرها من الملفات التي تهمّ الطرفين.

اضافت: أوقفت القوى الأمنية والجيش عدداً من ضباط النظام السوري السابق، الذين دخلوا إلى لبنان من رتبة مساعد حتى عميد، تمهيداً لتسفيرهم، وجميعهم من "فرقة الإعدامات" في سجن صيدنايا، ويشرف أحد الأجهزة الامنية اللبنانية على التحقيق معهم، وفي ما يلي أسماؤهم:
علي رضا عدنان السيد
‏علي جودت محمد
‏عيد مخلص الزين
‏لقاء محمد خرسان
‏محمد حسين الفرهود
‏محمد شحود
‏محمد نحاس
‏نبيل علي أحمد
‏يوسف محمد عصفور
‏حمزة عبد العزيز ضيعي
‏سليمان يوسف الفحام
‏سمير اسكندر عاروس
‏عباس علي سعيد
‏علاء الدين أحمد الياسين
‏احمد عزات علوش
‏أغيد عزات علوش
‏فراس حكمت كريدي (عقيد)
‏احمد خليل النمر
‏جميل عبد العزيز دياب
‏حاتم عبادة الخلف
‏حسان هائل علوش
‏حسن علي حمادة.

وكتبت" النهار": تطور قضائي امني بارز جدا أيضا سجل في الساعات الأخيرة وتمثل في الكشف عن تلقّى النائب العام التمييزي في لبنان القاضي جمال الحجار، برقيّة من الإنتربول الأميركي معممة عبر الإنتربول الدولي، تطلب من السلطات اللبنانية "توقيف اللواء جميل الحسن، مدير المخابرات الجوية السورية في نظام الأسد". ونقل عن مرجع قضائي لبناني أن البرقية الأميركية دعت السلطات القضائية والأمنية في لبنان إلى توقيف الحسن إذا كان موجوداً على الأراضي اللبنانية، والقبض عليه في حال دخوله لبنان وتسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية وأن الحجار أمر بتعميم هذه البرقية على كل الأجهزة الأمنية لا سيما جهاز الأمن العام، وطلب توقيفه في حال العثور عليه في لبنان.  وتتهم البرقيّة الأميركية اللواء جميل الحسن بـارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، وتحمّله المسؤولية المباشرة عن إلقاء آلاف الأطنان من البراميل المتفجّرة على الشعب السوري، وقتل آلاف المدنيين الأبرياء بمساعدة مسؤولين عسكريين وأمنيين يجري جمع معلومات حولهم". وعُمّمت البرقية أيضاً على كلّ الدول المنخرطة في اتفاقية الشرطة الدولية (الإنتربول)، ويُفترض توقيفه في أي مكان يمكن العثور عليه فيه. 

وكتبت" الشرق الاوسط": تتجه الأنظار إلى لبنان الذي شكّل ملاذاً لمسؤولين سوريين، بالاستناد إلى معلومات تفيد بأن عدداً من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية فرّوا إلى لبنان عند سقوط النظام لتعذر مغادرتهم الأراضي السورية جوّاً أو بحراً، واستحالة توجههم إلى الأردن باعتبار أن المناطق السورية المتاخمة للحدود الأردنية سقطت بيد المعارضة السورية قبل أيام من سقوط دمشق بيد «هيئة تحرير الشام".

ونفى مصدر أمني "توفّر معلومات لدى الأجهزة عن وجود مسؤولين أمنيين سوريين في لبنان"، لكنه استطرد قائلاً: "هذا لا يعني عدم فرار مثل هؤلاء إلى الداخل اللبناني من خلال المعابر غير الشرعية والاختباء في أماكن محددة، وربما بحماية جهات لبنانية موالية لنظام بشار الأسد".

وأوضح لـ"الشرق الأوسط" أن "هناك تقديرات بدخول آلاف السوريين إلى لبنان عشيّة سقوط النظام وبعده بطريقة غير شرعية"، مؤكداً أنه «عند القبض على أي مسؤول سوري سابق مطلوب للسلطات السورية الجديدة، سيتمّ إخطار المراجع القضائية بذلك لاتخاذ القرار بشأنه".

وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية ألقت القبض الأسبوع الماضي على عدد من الضباط والجنود التابعين لجيش النظام السوري السابق، وأخضعتهم للتحقيق. وقال المصدر الأمني: "تم القبض على 21 ضابطاً وعنصراً من عداد الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر (الأسد) مع أسلحتهم، بعد دخولهم خلسة من خلال معابر غير شرعيّة في البقاع وجبل الشيخ، وجرى التحقيق معهم بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار"، مؤكداً أن النائب العام التمييزي "أمر بتسليم هؤلاء إلى جهاز الأمن العام اللبناني للعمل على دراسة ملفاتهم وترحيلهم إلى بلادهم". وأفاد المصدر بأن الموقوفين "هم 6 ضبّاط: اثنان برتبة عقيد، ومقدّم، ورائد، ونقيب، وملازم. والباقون بين رتباء وجنود، وجميعهم يتبعون للفرقة الرابعة"، لافتاً إلى أن «ثلاثة عناصر أبدوا استعدادهم للعودة إلى بلادهم وتسوية أوضاعهم، أما الباقون فأعلنوا أنهم لا يرغبون بالعودة بسبب الخطر على حياتهم". وبحسب المصدر، فإن "أحد الضباط كان بحوزته مبلغ 110 آلاف دولار أميركي، وضابط آخر بحوزته 68 ألف دولار، أما الباقون فلديهم مبالغ محدودة".

وفي السياق نفسه، أشار المصدر إلى أن "حاجز الجيش اللبناني الواقع في منطقة المدفون أوقف اللواء المتقاعد في الجيش السوري (حكمت.ف.م)، بعد دخوله لبنان خلسة، وكان بحوزته مبلغ مالي يفوق 100 ألف دولار، بالإضافة إلى كمية من الذهب تقدّر بكيلوغرامين، وتبين أنه كان يشغل منصب قائد فرقة درعا في الجيش السوري، كما تم توقيف عدد من الضباط والعناصر التابعين لأجهزة مخابرات سورية داخل بلدات في منطقة عكار ، إلّا أنه بعد التحقيق معهم أعطى القضاء العسكري أمراً بالإفراج عنهم، باعتبار أنه لا توجد ملفات أمنية بحقهم في لبنان".
 

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط وسأمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة
  • ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب بأوكرانيا
  • نظام إسرائيلي في الشرق الأوسط
  • جنبلاط في سوريا اليوم.. والإنتربول يطالب بتوقيف مدير المخابرات الجوية في نظام الأسد
  • زيلينسكي يلتقي مدير المخابرات الأمريكية في كييف
  • الإنتربول الأمريكي يسلم لبنان مذكرة للقبض على مدير المخابرات السورية
  • لبنان يتسلم مذكرة إنتربول لتوقيف مدير المخابرات الجوية بعهد الأسد
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • مدير المخابرات الأميركية يُغادر الدوحة دون إحراز تقدّم كبير بمفاوضات غزة