لجريدة عمان:
2024-09-17@10:21:03 GMT

البيروقراطية المعطلة لصالح الإبادة

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

إنه الجمعة، يمنعني الترقُّب من مواصلة النوم. لا أحتاج القهوة للتنبُّه هذا الصباح، إلا أنني أجد يدي دون تفكير، تضع الملعقة والملعقتين قبل إضافة الماء للركوة. ما تزال أمامي ساعات قبل أن يبدأ بث الجلسة. أقرأ المقالات التي تتنبأ بالحكم، أُشاهد تقارير قصيرة حول حصيلة اليوم السابق، أضع الهاتف جانبا.

توصينا مدونات الصحة بأن نتحاشى هواتفنا خلال الساعات الأولى من استيقاظنا؛ حتى لا نُشجع السلوك القهري والإدماني على الهاتف.

غير أن هذا يُشعرنا بأننا نخذل، ونُسلّم، ونتشاغل عن أداء واجبنا الإنساني. وفي الليالي التي نُقرر أن نفصل فيها، ننهض اليوم التالي على شعور بأنها كانت الليلة الأسوأ على غزة.

لم يبقَ كثيرون حولي ممن يؤمنون بالمؤسسات العالمية الحقوقية والإنسانية. كثيرون صاروا لا يرونها إلا باعتبارها أداة في يد القوى الإمبريالية، تُبرر لها، وترعى مصالحها. لكن -جزء مني على الأقل- لا يرضى بإلقاء الرضيع، في محاولة التخلص من ماء حمامه- كما يذهب المثل.

لكني أتساءل إن كانت أي جهود ستكفي بعد لترميم الثقة بين إنسان الجنوب العالمي، والمؤسسات العالمية. يُمكننا أن نُجادل -ليوم المجادلة- حول أن مفاهيم حقوق الإنسان تستحق الإيمان بها، مهما أُسيء تطبيقها وتفسيرها واستغلالها. وأن الجهد يجب أن يذهب في سبيل محاربة سوء التطبيق هذا، عوض النيل الإطار النظري الذي بُنيت عليه، والتشكيك في نوايا تطويره بالأساس. إلا أن شرخ الثقة من العمق بحيث لم يعد ممكنا ردمه، كما يبدو. فوق هذا لا يبدو أن ثمة من يُشغل بالثقة الضائعة، أو كيف يتم إعادة بنائها.

إنه الجمعة، يوم تاريخي، وإن لم يكن بالتاريخية المرتجاة. يتصادف -يا سبحان الله- مع كشف إسرائيل عن اضطلاع بعض موظفي الأونروا في هجمات السابع من أكتوبر. لا يحتاج الأمر لذكاء، لنرى ما يرجوه الكيان من هذه الخطوة. أولا، النيل -بطريقة ما- من المؤسسة التي أدانته (لكون محكمة العدل الدولية، والأونروا تابعتين للأمم المتحدة). وثانيا والأهم-، لهذه الخطوة سوابق في محاولة تعطيل عمل وإلغاء مؤسسة الأونروا؛ لأنها شهادة حية على التهجير خلال النكبة الفلسطينية الأولى.

والآن لنتوقف لحظة ونتساءل على سبيل الجدل: ماذا لو كانت ادعاءات الاحتلال صحيحة؟ (هذا بالطبع دون التحدث عن حق الفلسطينيين في المقاومة، وكون المليشيات المسلحة جزءا لا يتجزأ من فعل المقاومة) أعني، هل عنى في يوم من الأيام (ولو أن التشبيه ظالم) فساد بعض القضاة نقض مفهوم مؤسسات العدل؟ لم لا يؤخذ الكل بجرم البعض، إلا في حالة الغزاويين!

لا يفاجئنا موضوع قطع التمويل عن الأونروا (لطالما كانت محل استهداف الجيش الإسرائيلي، وخفض الدعم الأمريكي لها كان في الحسبان سابقا) بقدر ما تفاجئنا السرعة الخاطفة التي اختار فيها أهم الممولين ذلك. إذ أن القرار لم يتطلب سوى أيام، ساعات في بعض الحالات. يتوقع المرء أن يُجرى تحقيق حيادي يفصل في صحة الادعاءات قبل اتخاذ قرار يمس حياة الآلاف. قرار يرقى لأن يكون مساهمة في الإبادة. كل من يعيش هنا «تطلع عينه» من بيروقراطية مؤسسات الدولة الألمانية. ثمة إيمان بأن تعقيد عملية اتخاذ القرار يحمينا جميعا من الطامحين في سلطة مطلقة. أسأل نفسي اليوم إن كانت ألمانيا نجحت -كما تظن- في ذلك. أم أن بيروقراطيتها موجهة ضد البعض.

ثم، كيف وصل الشمال العالمي إلى مرحلة تُعتبر فيها دولة (أي دولة، دعك من كونها دولة احتلال، تنشر تقريرًا يتهم الشعب الذي تحتله) أكثر مصداقية من الأمم المتحدة؟ ما يجعلنا نُفكر.. لحظة.. هل يفقد الغرب أيضا ثقته في المؤسسات الدولية التي سخرها لمصالحه لوقت طويل!

أما اليوم، فها هي الصحف تتحدث عن احتمالية ارتباط حوالي 10٪ من موظفي الأونروا بميليشيات فلسطينية مسلحة (بالمقاومة بمعنى آخر) حسب تقرير الوول ستريت جورنال. وبناءً على هذا تدعي أن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، معتمدة على تقارير هيئات على صلة بحماس.

هذا التسفيه بحقوق البشر القضايا العادلة، وبذل أي ثمن لقاء ذلك، حتى وإن كان يُهدد الثقة بالمؤسسات الدولية، يجعلنا نفكر أن ما من وسيلة لمجابهة نظام كهذا عدا خلق قوة مضادة عبر مؤسسات بديلة تنضوي تحتها الدول المعادية للقوى المهيمنة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الإمارات تفوز بعضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس


أبوظبي (الاتحاد)
فازت دولة الإمارات بعضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس«ISO»، للفترة من 2025 إلى2027، بعدما حصلت على 86 صوتاً ضمن المجموعة الثالثة.

أخبار ذات صلة «الصناعة» تعزز جودة المنتجات عبر «تعهد الامتثال» «الصناعة» تعلن إطلاق مركز الكفاءات الصناعية

وتمكنت الدولة من حشد الأصوات الداعمة لها بصورة لم يسبق لأي دولة عربية إحرازها من قبل، في الدورات السابقة لمجلس إدارة منظمة ISO.
ومثّلت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، دولة الإمارات في الاجتماعات التي عقدت في كولومبيا، خلال الفترة من 9 إلى 13 سبتمبر الجاري.
ويعكس فوز دولة الإمارات بعضوية مجلس إدارة منظمة ISO، ثقة المجتمع الدولي في القدرات الإماراتية المتقدمة لمنظومة البنية التحتية للجودة، التي تديرها الوزارة، ويشكّل إضافة جديدة لتعزيز تأثير دولة الإمارات ومكانتها في منظومة الجودة على المستوى الدولي.
وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: «الفوز بعضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس ISO، ما كان ليتحقق لولا رؤية وتشجيع القيادة الرشيدة، وحرصها على تعزيز التعاون الإستراتيجي بين دولة الإمارات ومختلف دول العالم».
وأضاف معاليه:«يعكس هذا الفوز عمق علاقات الدولة الدبلوماسية والاستراتيجية الإقليمية والدولية، وتعاوننا المثمر مع مختلف الدول والشركاء، كما أنه يأتي تأكيداً على دور دولة الإمارات الريادي، في منظومة البنية التحتية للجودة، ومكانتها الريادية في صياغة مستقبل البنية التحتية للجودة على المستوى الإقليمي والدولي».
وقال:«النجاح في حشد أكبر عدد من الأصوات الداعمة لدولة الإمارات، يأتي نتيجة للدور التنسيقي والتكاملي للدولة، إضافة إلى الجهود المستمرة لبناء وترسيخ شراكات طويلة الأمد، مع مختلف دول العالم، وكلنا ثقة بأن مقعد الإمارات في منظمة ISO، سيساهم في تعزيز جهود النمو الاقتصادي المستدام، والتنويع الاقتصادي، والتطوير المستمر للمنظومة الصناعية الوطنية، وجعلها أكثر كفاءة وفعالية، بما يعزز التبادل التجاري، ويدعم تنافسية المنتجات الإماراتية في الأسواق الدولية».
وبارك معاليه للأشقاء في جمهورية مصر العربية، الفوز برئاسة المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، للفترة من 2026 إلى 2028، منوها بأن هذا الإنجاز يعتبر بداية لمرحلة جديدة من التكامل والتعاون الدولي، لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
من جهته، أكد عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن فوز دولة الإمارات بمقعد مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، يعكس الثقة الدولية في الإمارات، وقدراتها الوطنية المتقدمة في منظومة البنية التحتية للجودة، التي تتوافق مع أفضل الممارسات الدولية في الكفاءة والتنافسية والجودة الإنتاجية.
وأضاف:«فخورون بالثقة الإقليمية والدولية في دولة الإمارات، ومنظومة البنية التحتية للجودة في الدولة، التي تعد إحدى ركائز الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة (مشروع 300 مليار)، ويعزز هذا الفوز جهودنا كشريك رئيس في صياغة مستقبل البنية التحتية للجودة على المستوى الدولي، كما يساهم في جذب الاستثمارات ودعم اقتصادنا الوطني من خلال تعزيز التبادل التجاري، وإزالة العوائق الفنية أمام التجارة».
وأشار إلى أن عضوية دولة الإمارات في المنظمة تعزز حضورها الدولي في تطوير أنظمة التقييس وتبادل الخبرات، وتسهيل وصول المنتجات الإماراتية إلى مختلف الأسواق حول العالم، إضافة إلى نشر أفضل الممارسات الإماراتية والخليجية في مجال التقييس، وتعزيز تنافسية المنتجات الصناعية الإماراتية ضمن سلاسل الإمداد الإقليمية والدولية.
وترأست الدكتورة فرح الزرعوني، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المواصفات والتشريعات في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الوفد الإماراتي في اجتماعات المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، مؤكدة أن حشد دولة الإمارات للأصوات الداعمة لها كان بصورة لم يسبق لأي دولة عربية إحرازها من قبل، في الدورات السابقة، ما يعكس الثقة الدولية التي تتمتع بها الدولة على مستوى قدرات المنظومة الإماراتية للبنية التحتية للجودة.
وأضافت أنه من خلال عضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس، سيتم العمل على تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء لتطوير أنظمة تقييس دولية تلبي احتياجات القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتسهل وصول المنتجات إلى أسواق جديدة حول العالم، بما يدعم مستهدفات الدولة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويعزز الاستدامة في الصناعة والتجارة والخدمات.
وأوضحت أن دولة الإمارات تطبق أكثر من 27 ألف مواصفة قياسية ولائحة فنية، تدعم مخرجات القطاعات الصناعية والخدمية وصناعات المستقبل، والتعليم، والتكنولوجيا المتقدمة، والزراعة، والاستدامة والبيئة وغيرها، ولاشك في أن العضوية الإماراتية ستعزز جهود التكامل مع الدول الأعضاء لتوحيد ومواءمة التطورات الجديدة في منظومة التقييس والممارسات الدولية، والوصول إلى مراكز ريادية تدعم التنافسية الإماراتية.
ويعكس حصول دولة الإمارات على مقعد في مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، جهود والتزام الدولة بتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار، بما يدعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة (مشروع 300 مليار)، الداعم لتهيئة بيئة الأعمال الجاذبة للمستثمرين، ودعم نمو الصناعات الوطنية وتعزيز تنافسيتها، وبما يرسخ دور دولة الإمارات في تعزيز تنافسية المنتجات والخدمات في الأسواق الدولية، ويساهم في جذب المزيد من الاستثمارات التي تدعم خطط التنويع الاقتصادي الوطني.
وتأسست المنظمة الدولية للتقييس ISO في عام 1947، وهي منظمة دولية غير حكومية، ومقرها مدينة جنيف في سويسرا، وتضم في عضويتها 167 دولة، وتدعم تطوير ووضع المواصفات القياسية الدولية لضمان جودة المنتجات والخدمات والأنظمة وسلامتها وكفاءتها.

 

مقالات مشابهة

  • أول دولة عربية أمام مجلس الأمن في مهاجمة إسرائيل
  • الإمارات تفوز بعضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس ISO
  • الإمارات تفوز بعضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس
  • الإمارات تدين حادثة الطعن التي تعرض لها رئيس القمر المتحدة
  • المالطي: البعثة الأممية ما كانت يوما تعمل لصالح الشعوب وما تدخلت في بلد إلا وأفسدته
  • ضربة للغرب.. دولة جديدة تنضم لقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • بتقديم أدلة جديدة.. جنوب إفريقيا تصر على إدانة “إسرائيل” في قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها
  • "الشعبية" تثمن انضمام تشيلي للدعوى ضد الاحتلال في "العدل الدولية"
  • هكذا أكدت جنوب أفريقيا تصميمها على متابعة قضية الإبادة الجماعية ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • هكذا أكدت جنوب إفريقيا تصميمها على متابعة قضية الإبادة الجماعية ضد الاحتلال الإسرائيلي