لجريدة عمان:
2025-03-31@10:37:20 GMT

هل يكون 2024 عام الذكاء الاصطناعي المسؤول؟

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

يولاندا بوتي لودوفيكو ـ فيلاس دهار

اتسمت بداية عام 2024 بموجة من التكهنات بشأن مسار الذكاء الاصطناعي، التي تراوحت بين التفاؤل والـحَـذَر. من ناحية أخرى، نشأ إجماع واضح على حقيقة مفادها أن الذكاء الاصطناعي يعمل بالفعل على إعادة تشكيل التجربة الإنسانية. ولمواكبته، يجب أن تتطور البشرية.

من منظور أي شخص عايش صعود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ربما تستجلب ثورة الذكاء الاصطناعي الشعور بأن أحداثها ليست جديدة عليه وأنه شهدها من قبل- وهي تستثير سؤالين جوهريين: هل من الممكن الحفاظ على الزخم الحالي من دون تكرار أخطاء الماضي؟ وهل يمكننا أن نخلق ذلك العالَـم حيث يتمكن الجميع، بما في ذلك 2.

6 مليار شخص لا يمكنهم الاتصال بالإنترنت حتى الآن، من تحقيق الازدهار؟

يتطلب تسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق مستقبل عادل يتمحور حول الإنسان إيجاد أشكال جديدة وشاملة من الإبداع. لكن ثلاثة اتجاهات واعدة تزودنا بالأمل للعام المقبل.

أولا، يظل تنظيم الذكاء الاصطناعي يشكل أولوية عالمية قُـصـوى. فمن قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره في أكتوبر 2023 الرئيس الأمريكي جو بايدن، استجاب أنصار الذكاء الاصطناعي المسؤول للالتزامات الطوعية من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى باقتراحات سياسية تضرب بجذورها في مبادئ الإنصاف، والعدالة، والديمقراطية.

ويستعد المجتمع الدولي، بقيادة هيئة الأمم المتحدة الاستشارية الرفيعة المستوى المعنية بالذكاء الاصطناعي والتي أُنشِـئت حديثا (أحدنا، وهو دهار، عضو في هذه الهيئة) للدفع بعدد كبير من هذه المبادرات خلال العام المقبل، بدءا بتقريرها المؤقت حول إدارة الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية.

علاوة على ذلك، قد يكون هذا هو العام المناسب لتفكيك غرف صدى الـنُـخَـب ورعاية كادر عالمي من المتخصصين الأخلاقيين في مجال الذكاء الاصطناعي. من خلال توسيع نطاق مبادرات مثل فرقة العمل الوطنية لموارد أبحاث الذكاء الاصطناعي- التي أنشأها قانون مبادرة الذكاء الاصطناعي لعام 2020 في الولايات المتحدة- وتوطين استراتيجيات التنفيذ بالاستعانة بأدوات مثل منهجية تقييم جاهزية اليونسكو، يصبح بوسع أطر الحوكمة الشاملة عالميا تشكيل الذكاء الاصطناعي في عام 2024.

على المستوى الوطني، من المتوقع أن ينصب التركيز على تنظيم المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي وتمكين صناع السياسات والمواطنين من مواجهة التهديدات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على المشاركة المدنية. وبينما تستعد مجموعة من البلدان تمثل أكثر من 40% من سكان العالم لإجراء انتخابات حاسمة هذا العام، تستلزم مكافحة الارتفاع الوشيك للمعلومات الخاطئة والمضللة اتخاذ تدابير استباقية. ويشمل هذا مبادرات لرفع مستوى الوعي العام، وتعزيز الثقافة الإعلامية الواسعة النطاق بين مختلف الفئات العمرية، ومعالجة الاستقطاب من خلال التأكيد على أهمية التعاطف والتعلم المتبادل.

وبينما تناقش الحكومات الدور الذي يضطلع به الذكاء الاصطناعي في المجال العام، من المرجح أن تؤدي التحولات التنظيمية إلى تجدد المناقشات حول استخدام تكنولوجيات ناشئة لتحقيق أهداف سياسية مهمة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك استخدام الهند للذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة خطوط السكك الحديدية ونظام الدفع الرقمي المعتمد على الذكاء الاصطناعي في البرازيل.

في عام 2024، من المتوقع أن تستكشف كيانات مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دمج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في البنية الأساسية العامة الرقمية. ومن الممكن أن تعمل مبادرات وضع المعايير، مثل ميثاق الأمم المتحدة الرقمي العالمي المقبل، كأطر لأصحاب المصلحة المتعددين لتصميم البنية الأساسية العامة الرقمية. يجب أن تركز هذه الجهود على بناء الثقة، وإعطاء الأولوية لاحتياجات المجتمع والملكية قبل الأرباح، والالتزام «بالمبادئ المشتركة لمستقبل رقمي مفتوح وحر وآمن للجميع». وقد بدأت منظمات المجتمع المدني تبني بالفعل على هذا الزخم وتسخر قوة الذكاء الاصطناعي لجلب الخير.

على سبيل المثال، تعمل منظمة الخدمات السكانية الدولية غير الربحية وشركة بابيلون هيلث الناشئة ومقرها لندن على طرح أداة لفحص الأعراض وتحديد مواقع مقدمي الخدمات الصحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، على النحو الذي يستعرض قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدة المستخدمين على إدارة صحتهم. على نحو مماثل، تسعى منظمات مثل Polaris وGirlEffect إلى التغلب على العوائق التي تحول دون التحول الرقمي داخل القطاع غير الربحي، والتصدي لقضايا مثل خصوصية البيانات وسلامة المستخدم.

ومن خلال تطوير آليات تمويل مركزية، وإنشاء شبكات خبراء دولية، وتبني التحالفات، يصبح بوسع المؤسسات الخيرية والمؤسسات العامة أن تساعد في توسيع نطاق هذه المبادرات. مع تحول المنظمات غير الربحية من دمج الذكاء الاصطناعي في عملها إلى بناء منتجات جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي، يجب أن يتطور أيضا فهمنا للقيادة والتمثيل في مجال التكنولوجيا. ومن خلال تحدي تصورات عتيقة يحملها لاعبون رئيسيون في النظام البيئي للذكاء الاصطناعي اليوم، تسنح لنا الفرصة للاحتفال بالوجه الحقيقي المتنوع للإبداع وتسليط الضوء على الرواد الذين ينتمون إلى مجموعة متنوعة من الأجناس والأعراق والثقافات والمناطق الجغرافية، مع الاعتراف بالتهميش المتعمد لأصوات الأقليات في قطاع الذكاء الاصطناعي. تعمل منظمات مثل Hidden Genius Project، وIndigenous in AI، وTechnovation بالفعل على بناء «دليل الأعلام» للمستقبل، مع التركيز بشكل خاص على النساء والأشخاص الملونين.

من خلال الدعم الجماعي لعملهم، يصبح بوسعنا ضمان اضطلاعهم بدور رائد في تشكيل ونشر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والإشراف عليها في عام 2024 وما بعده. سوف تعمل المناقشات حول معنى «التمحور حول الإنسان» والقيم التي ينبغي أن توجه مجتمعاتنا على تشكيل تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي. ومن الممكن أن توفر أطر أصحاب المصلحة المتعددين، مثل توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، التوجيه الذي تشتد الحاجة إليه. ومن خلال التركيز على القيم المشتركة مثل التنوع والشمولية والسلام، يصبح بوسع صناع السياسات وخبراء التكنولوجيا تحديد مبادئ تصميم وتطوير ونشر أدوات الذكاء الاصطناعي الشاملة. على نحو مماثل، يتطلب دمج هذه القيم في استراتيجياتنا المشاركة مع المجتمعات والالتزام الثابت بالمساواة وحقوق الإنسان.

ولأن الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى الانتشار في كل مكان كما حدث مع الإنترنت، فيتعين علينا أن نتعلم من نجاحات وإخفاقات الثورة الرقمية.

إن البقاء على مسارنا الحالي يهدد بإدامة ــ أو حتى تفاقم ــ فجوة الثروة العالمية وزيادة عزلة المجتمعات المستضعفة في مختلف أنحاء العالم. ولكن من خلال إعادة التأكيد على التزامنا بالإنصاف والعدالة والكرامة، يصبح بوسعنا أن نؤسس إطارا عالميا جديدا يعمل على تمكين الأفراد جميعا من جني ثمار الإبداع التكنولوجي. ويتعين علينا أن نستخدم العام المقبل لرعاية الشراكات بين أصحاب المصلحة المتعددين وتعزيز مستقبل حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على توليد الرخاء للجميع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی من خلال عام 2024

إقرأ أيضاً:

بلدية أبوظبي تطور 134 جسراً ونفقاً خلال عام 2024

أبوظبي:  ميرة الراشدي
كشفت بلدية مدينة أبوظبي، التابعة لدائرة البلديات والنقل، عن تقريرها السنوي لعام 2024، والذي يستعرض إنجازاتها ومشاريعها التطويرية التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة والاستدامة في المدينة، في إطار تعزيز التواصل المباشر مع المجتمع، وقد وسّعت البلدية مراكز الوجود البلدي في المدن والضواحي، ليصل عددها إلى 14 مركزاً في عام 2024 بعد أن كان عددها 3 مراكز في عام 2023، بزيادة 11 مركزاً جديداً مقارنة بالعام السابق، كما نفذت مشاريع نوعية لتحسين المرافق العامة، شملت تطوير 45 حديقة، وتطوير 134 جسراً ونفقاً.
أشار تقرير البلدية إلى أن قطاع البنية التحتية شهد تنفيذ مشاريع كبيرة، حيث تم تمديد 512,557 متراً مربعاً من الأسفلت، وتركيب 818 لوحة مرورية، إضافة إلى 61,610 أمتار مربعة من البلاط، كما شملت أعمال شبكة الإنارة صيانة 34,267 عمود إنارة، واستبدال 4,247 عموداً، إلى جانب استبدال 991 كشافاً.
وواصلت البلدية جهودها في الحفاظ على المظهر العام والصحة العامة، حيث نفذت 434,230 زيارة تفتيشية للمظهر العام، و22,273 زيارة تفتيشية للصحة العامة، كما زرعت أكثر من 13 مليون زهرة موسمية، و8,467 شجرة غاف، و3,442 شجرة مزهرة، و891 شجرة مثمرة، إضافة إلى تركيب جدار الزهور على أطراف شارع كورنيش أبوظبي، في إطار جهودها لتعزيز جمالية المدينة.
ونجحت البلدية في التعامل مع الحالات الجوية الطارئة التي شهدتها الدولة، والتي سُجلت كأحداث مناخية استثنائية لم تحدث منذ 75 عاماً، وشملت جهود البلدية في التعامل مع منخفضي «الهدير» و«الغدير» تنفيذ عمليات صيانة لشبكة الصرف، وإزالة تجمعات مياه الأمطار، والتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين، وتفعيل خطط الطوارئ، كما تم تسجيل 730 بلاغاً خلال منخفض الهدير، تم إغلاقها بالكامل بنسبة 100%، إلى جانب تنفيذ 158 زيارة تفتيشية للمواقع الإنشائية، وتوفير 1,231 عاملاً ميدانياً، و257 مضخة مياه، و185 صهريج مياه.
وفي إطار تعزيز الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، نفّذت البلدية سبع مبادرات بيئية، من بينها مبادرة «أم سعيد»، التي شهدت مشاركة 18 شريكاً استراتيجياً، و48 متطوعاً، وزراعة 41 شتلة، وجمع 8.5 طن من النفايات، كما نظّمت البلدية 59 فعالية مجتمعية خلال العام، حضرها 114,293 زائراً، إلى جانب عقد ثلاثة ملتقيات مجتمعية، و76 زيارة للمجالس، و90 مبادرة مجتمعية لتعزيز التواصل مع أفراد المجتمع. وخلال شهر رمضان المبارك، نفذت بلدية مدينة أبوظبي 6 مجالس رمضانية في عام 2024. وضمن إطار الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع، كرّمت البلدية مجموعة من المتطوعين تقديراً لجهودهم، حيث قدمت 123 فرصة تطوعية، بمشاركة 1,452 متطوعاً.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!
  • الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ «الاتحاد»: تطلق مركز الذكاء الاصطناعي الدفاعي في الإمارات قبل نهاية 2025
  • استوديو جيبلي وكابوس الذكاء الاصطناعي
  • مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة يشارك في مؤتمر «الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول»
  • الإمارات تؤكد أهمية التعاون لضمان استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي
  • الطريق إلى المشنقة يرصد تصاعد أحكام الإعدام بمصر خلال عام 2024
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيلغي وظائف الأطباء والمعلمين خلال 10 سنوات
  • بلدية أبوظبي تطور 134 جسراً ونفقاً خلال عام 2024
  • عجمان تعالج 133 ألف طن من النفايات في 2024
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر بتشخيص مرض السيلياك